يتم التحميل...

المهدوية في عقيدة الشيعة حقيقة واقعية وليست تصورا ذهنيا

تربية دينية (مناسبات)

"المهدوية" في عقيدة الشيعة حقيقة واقعية وليست تصورا ذهنيا

عدد الزوار: 22



النصف من شعبان يوم الأمل بمستقبل مشرق للبشرية
يوم النصف من شعبان يوم الأمل. وهو أمل لا يختص بالشيعة ولا حتى بالأمة الإسلامية. مبدأ الأمل بمستقبل مشرق للبشرية وظهور شخص موعود منقذ ويدٍ تنشر العدالة في كل العالم شيء تجمع عليه كافة الأديان التي نعرفها في العالم تقريباً. فما عدا الدين الإسلامي والمسيحي واليهودي، حتى أديان الهند، والبوذية، والأديان التي لا يعرف الناس حتى أسماءها بشّرت بمثل هذا المستقبل. هذا في الواقع بثٌّ للأمل في نفوس كافة البشر على طول التاريخ واستجابة لحاجة الإنسان إلى الأمل.
لم تزرع الأديان الإلهية والسماوية - وغالبية هذه الأديان ذات جذور إلهية وسماوية - أملاً واهياً في نفوس البشر، إنما عبّرت عن حقيقة واقعة.

"المهدوية" لدى الشيعة واقع موجود وليست فكرة في الذهن
الميزة في عقيدتنا نحن الشيعة هي أنها أخرجت هذا الأمل من حيّز الأمر الذهني المحض إلى حيّز الحقيقة الواقعة. الحقيقة هي أن الشيعة حينما ينتظرون المهدي الموعود إنما ينتظرون اليد المنقذة ولا يتخبطون في عالم الذهنيات. حجة الله حيٌّ بين الناس يعيش معهم ويراهم، فهو معهم ويشعر بآلامهم وأوجاعهم. والسعداء من البشر ومن يتحلّون بالقابلية والموهبة اللازمة يرونه في بعض الأحيان بشكل خفي. إنه موجود.. إنسان واقعي محدّد له اسم معين وأبٌ وأم معلومان. إنه بين الناس ويعيش معهم. هذه ميزة عقيدتنا نحن الشيعة.
والذين لا يوافقون هذه العقيدة من أبناء المذاهب الأخرى، لم يستطيعوا أبداً الإتيان بدليل عقلي لدحض هذه الفكرة وهذا الواقع. كل الأدلة الناصعة الراسخة والتي صدّق أهل السنة الكثير منها تشير على نحو القطع واليقين إلى وجود هذا الإنسان السامي وحجة الله والحقيقة الناصعة المتألقة - بهذه الخصائص التي نعرفها أنا وأنتم - ويمكنكم ملاحظة ذلك في العديد من المصادر غير الشيعية.
الأبن المبارك الطاهر للإمام الحسن العسكري (عليه الصلاة والسلام) تاريخ ولادته معلوم، والمرتبطون به معروفون، ومعجزاته مشخّصة، وقد حباه وسيحبوه الله عمراً طويلاً. هذا هو تجسيد ذلك الأمل الكبير لدى كل أمم العالم وجميع القبائل والأديان والقوميات والعصور. هذه هي ميزة المذهب الشيعي فيما يتصل بهذه القضية.


* من كلمة الإمام الخامنئي بمناسبة 15 شعبان 17/08/2008.
 

2019-09-25