يتم التحميل...

الزهراء (ع) في دفاعها عن الولاية تمثلت دورا قياديا حقيقيا

تربية دينية (مناسبات)

الزهراء (ع) في دفاعها عن الولاية تمثلت دورا قياديا حقيقيا

عدد الزوار: 23

إنّ السيدة فاطمة الزهراء (ع) دافعت عن الولاية، وبذلت مهجتها في هذا السبيل، وتحدثت بكل فصاحة وبلاغة.
إذا توضحت لنا الظروف التي سادت المدينة والأوضاع التي تلت رحيل النبي (ص)، وتصوّرنا الأمر بشكل صحيح؛ عندها سنفهم أيّ حركة عظيمة قامت بها فاطمة الزهراء.
كانت الظروف بالغة الصعوبة، ولا يمكن شرحها حتى للخواص. من بين كل أصحاب النبي، لم يقم في المسجد سوى عشرة أو اثني عشر شخصاً للدفاع عن أمير المؤمنين وعن حق ذلك الإنسان العظيم. كل أولئك الأصحاب، كل أولئك الأجلاء والفضلاء، كل أولئك الحفّاظ التالين للقرآن، وكل أولئك المجاهدين في بدرٍ وحنين؛ ليس الأمر أنّهم كانوا كلّهم من المعاندين. كلا، بل لم يكن الوضع واضحاً وبيّناً حتى للخواص لكي يفهموه بشكل صحيح. إنما كان يتطلّب شخصاً كعمار وأبي ذر والزبير في بادئ الأمر. هؤلاء هم الذين قاموا بالدفاع عن حقّ أمير المؤمنين من على المنبر. ولم يتجاوز عددهم عشرة أو اثني عشر شخصاً. وقد سُجّلت أسماؤهم في التاريخ. انتبهوا بدقة وتذكروا هذا الوضع.
هكذا كانت الظروف؛ وإذا ببنتِ النبي تأتي إلى المسجد في هذه الظروف، وتُلقي تلك الخطبة الغرّاء والبيان العجيب وتتصدّى لتبيين الحقائق، أو تلك الخطبة التي خاطبت بها نساء المدينة وهي على فراش المرض، وكلّها موثّقة وموجودة. هذه المواقف هي من الأبعاد التي يمكننا فهمها وإدراكها بهذه النظرة العادية والعقلائية، ولكنّ فيها من العظمة ما لا يمكن أن يُقدَّرَ ويقاس. أي إنّه لا يمكن مقارنتها بأي تضحية أخرى. نحن نتحدث حول هذا، ونقرأ مجالس العزاء لها، وتحترق قلوبنا عليها، وتسيل دموعنا من أجلها، ولكن ليس بوسعنا إدراك مدى عظمة ما جرى بشكل صحيح وعظمة هذه الحركة التي قامت بها السيدة الزهراء (سلام الله عليها).
قامت فاطمة الطاهرة (سلام الله عليها) بدور قائد حقيقي؛ كما قال إمامنا الخميني العظيم: "لو كانت الزهراء رجلاً لكان نبياً" (1)، وهذا كلام عجيب وعظيم جداً، لا يمكن أن يُسمع إلا من لسان شخص كالإمام العظيم الذي كان عالماً وفقيهاً أيضاً وعارفاً كذلك. ولقد قال هذا الكلام. هذه هي الزهراء؛ قائدة بكل ما تنطوي عليه الكلمة من معنى. مثلُ نبي، مثلٌ هادٍ للبشرية جمعاء. تظهر الزهراء المرضية، الفتاة الشابة، بهذه المرتبة والمنزلة. هذه هي امرأة الإسلام.

 


1- صحيفة الإمام ،ج7،ص 337
* كلمة الإمام الخامنئي في لقاء جمع من مدّاحي أهل البيت (ع) بمناسبة ولادة الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) ــ 19/03/2017 م.


 

2019-09-25