يتم التحميل...

الثورة مستمرّة حتى قيام المجتمع الإسلامي

الثورة الإسلامية

الثورة مستمرّة حتى قيام المجتمع الإسلامي

عدد الزوار: 25



أن يوحي البعض ويكتبوا ويقولوا «حسنٌ، إنّ الثورة على كل حال كانت حادثة وانتهت، ولنعد إلى حياتنا العادية» فهذه خيانة للثورة، الثورة لا تنتهي. قلتُ ذلك اليوم في جمع السادة المسؤولين (1): إن الثورة تضرب الأعراف والقيم السابقة وتخلق قيمًا وأعرافًا جديدة في المجتمع. إن الحفاظ على هذه الأعراف الجديدة هو استمرار الثورة. وهذا أمر صعب ويتطلب أعمالًا عسيرة. الأيدي والقوى نفسها التي عارضت أصل الثورة بكل ما أوتيت من قوة وعرقلت مسيرتها، سوف تعارض استمرار القيم الثورية أيضًا، وسوف تعاديها. وكما ترون فإنهم يفعلون ذلك حاليًا. بناءً عليه إذا كانت الثورة بحاجة إلى نضال لكي تنتصر، فالحاجة أيضًا لا تزال اليوم قائمة للنضال كي نستطيع تثبيت هذه الأعراف والقيم الثورية. ويجب أن نصل بها إلى النتائج ليكون المجتمع مجتمعًا إسلاميًا.


• ما نزال في مرحلة الدولة الإسلامية
ليس لدينا مجتمعٌ إسلامي، ليس لدينا دولةٌ إسلامية كذلك. من بين تلك المراحل المتعددة التي طرحناها ؛ لا نزال في مرحلة الدولة الإسلامية، ومن بعد الدولة الإسلامية يأتي دور للمجتمع الإسلامي. لدينا هذه المراحل أمامنا. استطعنا إيجاد ثورة إسلامية، أي إننا استطعنا إيجاد حركة ثورية، ثم استطعنا على أساسها إيجاد نظام إسلامي. حسنٌ جدًا، تحقق حتى الآن توفيق ونجاح وهو على جانب كبير من الأهمية، ولكن هناك بعد ذلك إيجاد دولة إسلامية، بمعنى إيجاد تشكيلات إدارية إسلامية للبلاد؛ ولا نزال في هذه القضية على مسافة طويلة تفصلنا عن الهدف المقصود. وبالتأكيد هذا لا يعني أن يشعر أحد باليأس. أبدًا؛ نحن نتقدم إلى الأمام باستمرار، على الرغم من كل المعارضات وعلى الرغم من كل العراقيل والاستهزاء والمعاندة التي تحصل، نحن نتقدم ونسير بلا شك. هناك الكثير من الأدلة على ذلك، ولكن لا تزال لدينا أعمال ومهام عديدة، فلا تزال هناك مسافة تفصلنا حتى نستطيع إيجاد دولة إسلامية.

قيام المجتمع الإسلامي يحتاج إلى سعي ونضال
وبعد أن تتحقق الحكومة الإسلامية سيبدأ دور تحقيق المجتمع الإسلامي. حسنٌ، بناءً على هذا، يجب علينا النضال يا أعزائي.
في تلك الأيام كذلك، أي فترة ما قبل انتصار الثورة، كان هناك أشخاص يحبون المناضلين لكنهم لا يمدّون يدًا ولا يحركون ساكنًا في أي بعدٍ من أبعاد الثورة. لم يكونوا مستعدين للمشاركة أبدًا. بل إنهم لم يقتربوا من ساحة النضال بالأصل، لكنهم كانوا يحبون النضال والمناضلين. وقد كان هناك أيضًا أشخاص يبغضون المناضلين، وكان هناك أشخاص يعادون الثائرين ويتعاونون مع العدو. هذا محفوظ في محله. ولكن بين الناس الصالحين الأخيار، لم يكونوا قلة أولئك الذين يحبون المجاهدين المناضلين لكنهم لا يدخلون ساحة النضال. لم يكونوا يفعلون شيئًا. نعم، يوم ضعفت جبهة العدو وتبيّن أن النظام الطاغوتي آيل إلى السقوط، نزل ذلك السواد الأعظم إلى الساحة وحسم القضية بضربة واحدة. ولكن في أيام النضال الشاقة كان المناضلون هم أولئك العدة المحدودة العدد من الذين يبذلون الجهود ويعملون في الساحة. واليوم فإن الوضع كذلك أيضًا. كما كان النضال واجبًا مطلوبًا في تلك الأيام ولم يكن التنحي جانبًا ومحبة المجاهدين المكافحين أمرًا كافيًا. كذلك هو الوضع اليوم، لا بد من النضال. فالقعود ومدح المناضلين والثناء عليهم لا يكفي، بل ينبغي الدخول إلى ساحة العمل. بالطبع، النضال اليوم يختلف اختلافًا ماهويًا عن النضال في ذلك الحين، لكن النضال، نضالٌ وسعيٌ ومجاهدة. يجب أن تجدوا طريق هذا النضال.
 


1-كلمة الإمام الخامنئي في لقائه رئيس الجمهورية الإسلامية وأعضاء مجلس الوزراء بتاريخ 26/08/2017 م.

*من کلمة سماحة الإمام الخامنئي خلال لقائه جمعًا من طلاب العلوم الدينية في الحوزات العلمية في محافظة طهران بمناسبة بدء العام الدراسي الجديد؛ في حسينية الإمام الخميني (قدس سره) ــ 28/8/2017م.
 

2019-09-25