يتم التحميل...

الثورة الإسلامية بداية عصر جديد

الثورة الإسلامية

الثورة الإسلامية بداية عصر جديد

عدد الزوار: 22

بيان الإمام الخامنئي الموجّه إلى الشباب: "الخطوة الثانية للثورة الإسلاميّة" 11 ـ 02 ـ 2019

الثورة الإسلامية بداية عصر جديد

یوم کان العالم مُقسّماً بین المعسكر الشّرقي والمعسكر الغربي المادیّین، ولم یکن أحد یتصوّر وقوع نهضة دینیّة کبری، نزلت الثورة الإسلامیة الإیرانیّة إلی الساحة باقتدار وعظمة وحطّمت الأطر التقلیدیة وأثبتت للعالم اهتراء الطروحات والصيغ الفكريّة النمطيّة؛ وطرحت الدین والدّنیا إلی جانب بعضهما البعض، وأعلنت عن بدایة عصر جدید. وکان من الطبیعي أن یُبدي زعماء الضّلال والجور ردّات فعل، غیر أنّ ردّات الفعل هذه کُتب لها الإخفاق. وعلى الرغم من کلّ ما قام به الیسار والیمین الحداثويّان من التظاهر بعدم سماع هذا الصوت الجدید والمختلف، إلی السعي الواسع والمتنوّع لإخماده، إلّا أنّهما اقتربا من أجلهما المحتوم. والآن بعد مرور أربعین احتفاليّة سنويّة للثورة وأربعین من "عشرة الفجر"، زال أحد قطبي العداء المذکورین، وراح الآخر یتخبّط في مشاكل تنمّ عن قرب احتضاره! أما الثّورة الإسلامیّة فلا تزال تواصل تقدمها إلی الأمام محافظةً علی شعاراتها والالتزام بها.

أ ــ شعاراتها الدينية خالدة على مدى العصور
یُمکن افتراض مدّة زمنيّة معيّنة وتاريخ انتهاء صلاحيّة لکلّ شيء، إلا أنّ الشعارات العالمیة لهذه الثورة الدینیة مستثناة من هذه القاعدة، فهي لن تكون عدیمة التأثير والفائدة أبداً، لأّنّها متجذّرة في فطرة الإنسان في جمیع العصور. فالحریّة والأخلاق والمعنویة والعدالة والاستقلال والعزّة والعقلانیّة والأخوّة لا يختص أيّ منها بجیل أو مجتمع دون غیره، حتّی يتألق ويزدهر في حقبة ويأفل في أخری. لا یمکن أبداً تصوّر شعب یعرض عن هذه الآفاق المبارکة. ومتی ما حصلت حالة إعراض أو تبرّم کان السبب إعراض المسؤولین عن هذه القیم الدینیّة ولیس الالتزام بها والسعي لتحقیقها وتطبیقها.

ب ــ "الثورية" و"النظام" يتكاملان في ظل قيمها الإسلامية
والثورة الإسلامیّة بوصفها ظاهرة حیّة وذات إرادة، هي دوماً مرنة ومستعدّة لتصحیح أخطائها لکنّها لا تتقبل الاستئناف وليست منفعلة. إنّها تُبدي الحساسیّة الإیجابیّة حیال النّقد وتعدّه نعمة من الله وتحذیراً لأصحاب القول من دون عمل، لکنها لا تبتعد أبداً وتحت أيّ ذریعة عن قیمها الممتزجة ـ والحمد لله ـ بالإیمان الدینيّ للناس. والثورة الأسلاميّة بعد تشكيلها للنظام لم ولن تُصاب بالرکود والخمول والانطفاء، ولن تشهد تضاداً أو عدم انسجام بین الغلیان الثوري والنظام السیاسي والاجتماعي، بل ستبقی تدافع إلی الأبد عن نظریة النظام الثوري.

ج ــ معاصرة من غير تفريط بالأصالة
لیست الجمهوریة الإسلامیة متحجّرة وعدیمة الإحساس والإدراك مقابل الظواهر والظروف المتجدّدة، لکنّها ملتزمة أشدّ الالتزام بأصولها ومبادئها، وتتحسّس بشدّة لحدودها الفاصلة بینها وبین منافسیها وأعدائها. وهي لا تهمل أبداً طروحاتها الأساسيّة، ومن المهمّ بالنسبة لها أن تبقی وکیف تبقی. ولا شكّ في أن الفجوة بین ما ینبغي وما هو واقع،قد عذّبت ولا تزال تعذّب الضمائر المنادية بـ [تحقيق] المبادىء، بید أنّ هذه الفجوة يمكن طيّها وتجاوزها، وقد تمّ طيّها في بعض الحالات طوال الأعوام الأربعین الماضیة، ولا شكّ أنها ستُطوی بقوّة أکبر، بفضل حضور الجیل المؤمن المتدیّن العالِم المتحفّز.

د ــ اقتدار مع تسامح؛ وشجاعة من دون انفعال
لقد كانت ثورة الشعب الإيراني الإسلامیة ثورة قويّة، لکنّها عطوفة ومتسامحة بل مظلومة أيضاً. ولم ترتکب أعمالاً متطرّفة وانحرافيّة سبّبت العار لکثیر من النهضات والحرکات. ولم تُطلق الرّصاصة الأولی في أيّ معرکة حتّی مع أمریکا وصدّام، وعملت في کلّ الحالات علی الدفاع عن نفسها بعد هجوم العدو علیها، وبالطبع فقد سدّدت الضربات في ردودها بقوة. ولم تکن هذه الثورة منذ بدایاتها وإلی يومنا هذا عدیمة الرحمة ولا سفّاکة للدماء، وفي الوقت عينه لم تكن منفعلة ولا متردّدة. [بل] وقفت علانيّة وبشجاعة مقابل العتاة والمستكبرين ودافعت عن المظلومین والمستضعفین. هذه المروءة والشهامة الثوریّة، وهذا الصدق والصراحة والاقتدار، وهذا النطاق [الواسع] من العمل العالمي والإقلیمي إلی جوار مظلومي العالم،هو مصدر عزّة وفخر لإیران والإیرانیین، وسیبقی کذلك إلی الأبد.

2019-09-23