يتم التحميل...

آدابُ المَدينَة

آداب المناسك والاقامة

آدابُ المَدينَة

عدد الزوار: 81



الإمام الصادق عليه السلام: إذا دَخَلتَ المَدينَةَ فَاغتَسِل قَبلَ أن تَدخُلَها، أو حينَ تَدخُلُها.
رسول اللّه صلى الله عليه واله وسلم: الصّلاةُ في مَسجِدِ قُباءَ كَعُمرَةٍ.

عنه صلى الله عليه واله وسلم: مَن خَرَجَ حَتّى يَأتِيَ هذَا المَسجِدَ - مَسجِدَ قُباءَ - فَصَلّى فيهِ كانَ لَهُ عِدلُ عُمرَةٍ.

عنه صلى الله عليه واله وسلم: مَن تَوَضّأَ فَأَسبَغَ الوُضوءَ، ثُمّ عَمَدَ إلى مَسجِدِ قُباءَ لا يُريدُ غَيرَهُ ولَم يَحمِلهُ عَلَى الغُدُوّ إلّا الصّلاةُ في مَسجِدِ قُباءَ فَصَلّى فيهِ أربَعَ رَكَعاتٍ يَقرَأُ في كُلّ رَكعَةٍ بِاُمّ القُرآنِ كانَ لَهُ مِثلُ أجرِ المُعتَمِرِ إلى بَيتِ اللّهِ.

جابِر: إنّ النّبِيّ صلى الله عليه واله وسلم صَلّى في مَسجِدِ الخَرِبَةِ، ومَسجِدِ القِبلَتَينِ، وفي مَسجِدِ بَني حَرامٍ الّذي بِالقاعِ.
الحَلَبِيّ: قالَ أبو عَبدِاللّهِ عليه السلام: هَل أتَيتُم مَسجِدَ قُباءَ أو مَسجِدَ الفَضيخِ أو مَشرَبَةَ اُمّ إبراهيمَ؟ قُلتُ: نَعَم، قالَ: أما إنّهُ لَم يَبقَ مِن آثارِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه واله وسلم شَي ءٌ إلّا وقَد غُيّرَ غَيرُ هذا.

مُعاوِيَةُ بنُ عَمّار: قالَ أبوعَبدِاللّهِ عليه السلام: لا تَدَع إتيانَ المَشاهِدِ كُلّها: مَسجِدِ قُباءَ فَإِنّهُ المَسجِدُ الّذي اُسّسَ عَلَى التّقوى مِن أوّلِ يَومٍ، ومَشرَبَةِ اُمّ إبراهيمَ، ومَسجِدِ الفَضيخِ، وقُبورِ الشّهَداءِ، ومَسجِدِ الأَحزابِ وهُوَ مَسجِدُ الفَتحِ. قالَ: وبَلَغَنا أنّ النّبِيّ صلى الله عليه واله وسلم كانَ إذا أتى قُبورَ الشّهَداءِ قالَ:"السّلامُ عَلَيكُم بِما صَبَرتُم فَنِعمَ عُقبَى الدّارِ" وليَكُن فيما تَقولُ عِندَ مَسجِدِ الفَتحِ:"يا صَريخَ المَكروبينَ، ويا مُجيبَ (دَعوَةِ) المُضطَرّينَ، اكشِف هَمّي وغَمّي وكَربي، كَما كَشَفتَ عَن نَبِيّكَ هَمّهُ وغَمّهُ وكَربَهُ وكَفَيتَهُ هَولَ عَدُوّهِ في هذَا المَكانِ".

عُقبَةُ بنُ خالِد: سَأَلتُ أبا عَبدِاللّهِ عليه السلام: إنّا نَأتِي المَساجِدَ الّتي حَولَ المَدينَةِ فَبِأَيّها أبدَأُ؟ فَقالَ: اِبدَأ بِقُباءَ فَصَلّ فيهِ وأكثِر، فَإِنّهُ أوّلُ مَسجِدٍ صَلّى فيهِ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه واله وسلم في هذِهِ العَرصَةِ.
ثُمّ ائتِ مَشرَبَةَ اُمّ إبراهيمَ فَصَلّ فيها، وهِيَ مَسكَنُ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه واله وسلم ومُصَلّاهُ.
ثُمّ تَأتي مَسجِدَ الفَضيخِ فَتُصَلّي فيهِ، فَقَد صَلّى فيهِ نَبِيّكَ، فَإِذا قَضَيتَ هذَا الجانِبَ أتَيتَ جانِبَ اُحُدٍ فَبَدَأتَ بِالمَسجِدِ الّذي دونَ الحَرّةِ فَصَلّيتَ فيهِ.
ثُمّ مَرَرتَ بِقَبرِ حَمزَةَ بنِ عَبدِالمُطّلِبِ فَسَلّمتَ عَلَيهِ.

مَرَرتَ بِقُبورِ الشّهَداءِ فَقُمتَ عِندَهُم فَقُلتَ:"السّلامُ عَلَيكُم يا أهلَ الدّيارِ، أنتُم لَنا فَرَطٌ، وإنّا بِكُم لاحِقُونَ".
ثُمّ تَأتِي المَسجِدَ الّذي كانَ فِي المَكانِ الواسِعِ، إلى جَنبِ الجَبَلِ، عَن يَمينِكَ حينَ تَدخُلُ اُحُدًا فَتُصَلّي فيهِ، فَعِندَهُ خَرَجَ النّبِيّ صلى الله عليه واله وسلم إلى اُحُدٍ حينَ لَقِيَ المُشرِكينَ، فَلَم يَبرَحوا حَتّى حَضَرَتِ الصّلاةُ فَصَلّى فيهِ.

ثُمّ مُرّ أيضًا حَتّى تَرجِعَ، فَتُصَلّيَ عِندَ قُبورِ الشّهَداءِ ما كَتَبَ اللّهُ لَكَ.
ثُمّ امضِ عَلى وَجهِكَ حَتّى تَأتِيَ مَسجِدَ الأَحزابِ فَتُصَلّيَ فيهِ وتَدعُوَ اللّهَ فيهِ، فَإِنّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه واله وسلم دَعا فيهِ يَومَ الأَحزابِ وقالَ:"يا صَريخَ المَكروبينَ ويا مُجيبَ (دَعوَةِ) المُضطَرّينَ ويا مُغيثَ المَهمومينَ، اِكشِف هَمّي وكَربي وغَمّي فَقَد تَرى حالي وحالَ أصحابي".

مَسجِدُ النّبِيّ صلى الله عليه واله وسلم

أ - بِناؤُه

الإمام الصادق عليه السلام: إنّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه واله وسلم بَنى مَسجِدَهُ بِالسّميطِ، ثُمّ إنّ المُسلِمينَ كَثُروا فَقالوا: يا رَسولَ اللّهِ، لَو أمَرتَ بِالمَسجِدِ فَزيدَ فيهِ، فَقالَ: نَعَم، فَأَمَرَ بِهِ فَزيدَ فيهِ. وبَناه بِالسّعيدَةِ. ثُمّ إنّ المُسلِمينَ كَثُروا فَقالوا: يا رَسولَ اللّهِ، لَو أمَرتَ بِالمَسجِدِ فَزيدَ فيهِ، فَقالَ: نَعَم، فَأَمَرَ فَزيدَ فيهِ، وبَنى جِدارَهُ بِالاُنثى والذّكَرِ. ثُمّ اشتَدّ عَلَيهِمُ الحَرّ فَقالوا: يا رَسولَ اللّهِ، لَو أمَرتَ بِالمَسجِدِ فَظُلّلَ، فَأَمَرَ بِهِ فَاُقيمَت فيهِ سَوارٍ مِن جُذوعِ النّخلِ، ثُمّ طُرِحَت عَلَيهِ العَوارِضُ والخَصَفُ والإِذخِرِ، فَعاشوا فيهِ حَتّى أصابَتهُمُ الأَمطارُ، فَجَعَلَ المَسجِدُ يَكِفُ عَلَيهِم، فَقالوا: يا رَسولَ اللّهِ، لَو أمَرتَ بِالمَسجِدِ فَطُيّنَ، فَقالَ لَهُم رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه واله وسلم: لا، عَريشٌ كَعَريشِ موسى ، فَلَم يَزَل كَذلِكَ حَتّى قُبِضَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه واله وسلم .

وكانَ جِدارُهُ قَبلَ أن يُظَلّلَ قامَةً، فَكانَ إذا كانَ الفَي ءُ ذِراعًا وهُوَ قَدرُ مَربِضِ عَنزٍ صَلّى الظّهرَ، وإذا كانَ ضِعفَ ذلِكَ صَلّى العَصرَ.
أنَس: قَدِمَ النّبِيّ صلى الله عليه واله وسلم المَدينَةَ، وأمَرَ بِبِناءِ المَسجِدِ، فَقالَ: يا بَنِي النّجّارِ، ثامِنوني، فَقالوا: لا نَطلُبُ ثَمَنَهُ إلّا إلَى اللّهِ، فَأَمَرَ بِقُبورِ المُشرِكينَ فَنُبِشَت، ثُمّ بِالخِرَبِ فَسُوّيَت، وبِالنّخلِ فَقُطِعَ، فَصَفّوا النّخلَ قِبلَةَ المَسجِدِ.

ب - حُدودُه
رسول اللّه صلى الله عليه واله وسلم: لَو بُنِيَ مَسجِدي هذا إلى صَنعاءَ كانَ مَسجِدي.
عَبدُ الأَعلى مَولى آلِ سام: قُلتُ لِأَبي عَبدِاللّهِ عليه السلام: كَم كانَ مَسجِدُ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه واله وسلم ؟ قالَ: كانَ ثَلاثَةَ آلافٍ وسِتّمِائَةِ ذِراعٍ مُكَسّرًا.
ريحٌ المُحارِبِيّ: سَأَلتُهُ (الإِمامَ الصّادِقَ عليه السلام ) عَن حَدّ المَسجِدِ، فَقالَ: مِنَ الاُسطُوانَةِ إلى عِندِ رَأسِ القَبرِ إلى اُسطُوانَتَينِ مِن وَراءِ المِنبَرِ عَن يَمينِ القِبلَةِ. وكانَ مِن وَراءِ المِنبَرِ طَريقٌ تَمُرّ فيهِ الشّاةُ أو يَمُرّ الرّجُلُ مُنحَرِفًا، وزَعَمَ أنّ ساحَةَ المَسجِدِ إلَى البَلاطِ مِنَ المَسجِدِ.
الإمام الصادق عليه السلام: حَدّ الرّوضَةِ في مَسجِدِ الرّسولِ صلى الله عليه واله وسلم إلى طَرَفِ الظّلالِ، وحَدّ المَسجِدِ إلَى الاُسطُوانَتَينِ عَن يَمينِ المِنبَرِ إلَى الطّريقِ مِمّا يَلي سوقَ اللّيلِ.

فائدة حول توسعة المسجد النّبوي
شهد المسجد النّبويّ توسعات متعدّدة، أوّلها في السّنة السّابعة بعد الهجرة وذلك على يدي رسول اللّه صلى الله عليه واله وسلم المباركة. ثمّ زاد فيه عمر وعثمان من جهة الغرب والشّمال، وذلك في سنتي 17ه و 29ه وزاد عثمان أيضًا عدّة اُسطوانات من جهة القبلة "جنوبيّ المسجد"، وبنى محرابًا.
وفي سنة 88 ه زاد عمر بن عبدالعزيز - حين تولّى المدينة للوليد بن عبدالملك - ستّ اُسطوانات من الشّرق إلى الغرب، وأربع عشرة اُسطوانة في شمال المسجد. ثمّ وسّعه المهديّ العبّاسيّ من جهة الشّمال، في سنة 161 ه.

وجرت في المسجد أيّام العثمانيّين عمليّات ترميم وتعمير. وأكبر توسعة وتعمير وتزيين كانت من قِبل السّلطان عبدالمجيد؛ إذ استمرّت العمليّات من سنة 1265 ه إلى آخر حكمه سنة 1277 ه(54).

وفي العصر الحاليّ حدثت - في عام 1370 ه وعام 1406 ه - توسعات كبيرة في كلّ جهات المسجد ماعدا جهة القبلة، تضاعفت فيها مساحة المسجد، إضافة إلى الساحة التي مُهّدت ورُصفت بالرّخام في خارج المسجد. وبشأن جريان الأحكام الفقهيّة الخاصّة بالمسجد النّبويّ على هذه الزّيادات تردّد مِن قِبل الفقهاء.
جدير بالذّكر أنّ مسجد النّبيّ قد أصابه الحريق مرّتين. المرّة الاُولى عام 654 ه، في أيّام حكم المستعصم باللّه، فاُعيد بناء السقف واستمرّت عمارة المسجد بعده بالتدريج سنين عديدة. وفي عام 886 ه احترق المسجد كلّه - ما عدا الحجرة النبويّة الشريفة والقبّة - واُعيد بناؤه من جديد، بأمر سلطان مصر الملك قايتباي. وقد اكتمل هذا البناء سنة 888ه، حيث زيد على المسجد قليلاً خلال هذه العمارة، من جهة الشّرق.

ج - فَضلُه
رسول اللّه صلى الله عليه واله وسلم: إنّ خَيرَ ما رُكِبَت إلَيهِ الرّواحِلُ مَسجِدي هذا، والبَيتُ العَتيقُ.
عنه صلى الله عليه واله وسلم: إنّما يُسافَرُ إلى ثَلاثَةِ مَساجِدَ: مَسجِدِ الكَعبَةِ، ومَسجِدي، ومَسجِدِ إيلياءَ.
عنه صلى الله عليه واله وسلم: مَن خَرَجَ عَلى طُهرٍ، لا يُريدُ إلّا مَسجِدي هذا لِيُصَلّيَ فيهِ كانَ بِمَنزِلَةِ حَجّةٍ.

د - فَضلُ الصّلاةِ فيه
رسول اللّه صلى الله عليه واله وسلم: صَلاةٌ في مَسجِدي تَعدِلُ ألفَ صَلاةٍ فيما سِواهُ مِنَ المَساجِدِ، إلّا المَسجِدَ الحَرامَ.
عنه صلى الله عليه واله وسلم: صَلاةٌ في مَسجِدي هذا خَيرٌ مِن ألفِ صَلاةٍ فيما سِواهُ، إلّا المَسجِدَ الحَرامَ.

عنه صلى الله عليه واله وسلم: صَلاةٌ في مَسجِدي تَعدِلُ عِندَ اللّهِ عَشَرَةَ آلافِ صَلاةٍ في غَيرِهِ مِنَ المَساجِدِ، إلّا المَسجِدَ الحَرامَ؛ فَإِنّ الصّلاةَ فيهِ تَعدِلُ مِائَةَ ألفِ صَلاةٍ.
عنه صلى الله عليه واله وسلم: صَلاةُ الرّجُلِ في بَيتِهِ بِصَلاةٍ... وصَلاتُهُ في مَسجِدي بِخَمسينَ ألفَ صَلاةٍ، وصَلاتُهُ فِي المَسجِدِ الحَرامِ بِمِائَةِ ألفِ صَلاةٍ.
عنه صلى الله عليه واله وسلم: مَن صَلّى في مَسجِدي أربَعينَ صَلاةً لا يَفوتُهُ صَلاةٌ، كُتِبَت لَهُ بَراءَةٌ مِنَ النّارِ، ونَجاةٌ مِنَ العَذابِ، وبَرِئَ مِنَ النّفاقِ.

الإمام الصادق عليه السلام: أكثِرُوا الصّلاةَ في هذَا المَسجِدِ مَا استَطَعتُم، فَإِنّهُ خَيرٌ لَكُم. واعلَموا أنّ الرّجُلَ قَد يَكونُ كَيّسًا في أمرِ الدّنيا، فَيُقالُ: ما أكيَسَ فُلانًا! فَكَيفَ مَن كانَ كاسَ في أمرِ آخِرَتِهِ؟!
أبو بَكرٍ الحَضرَمِيّ: قَد أمَرَني أبو عَبدِاللّهِ عليه السلام أن اُكثِرَ الصّلاةَ في مَسجِدِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه واله وسلم مَا استَطَعتُ، وقالَ: إنّكَ لا تَقدِرُ عَلَيهِ كُلّما شِئتَ.

عَمّارُ بنُ موسَى السّاباطِ-يّ عَن أبي عَبدِاللّهِ عليه السلام: سَأَلتُ-هُ عَ-نِ الصّ-لاةِ في مَسجِدِ الرّسولِ صلى الله عليه واله وسلم: هِيَ مِثلُ الصّلاةِ بِالمَدينَةِ؟ قالَ عليه السلام: لا؛ لاَِنّ الصّلاةَ في مَسجِدِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه واله وسلم بِأَلفِ صَلاةٍ، والصّلاةُ بِالمَدينَةِ مِثلُ الصّلاةِ في سائِرِ الأَمصارِ.

ه - إتمامُ الصّلاةِ فيه
الإمام الصادق عليه السلام: تَتِمّ الصّلاةُ في أربَعَةِ مَواطِنَ: فِي المَسجِدِ الحَرامِ، ومَسجِدِ الرّسولِ صلى الله عليه واله وسلم ، ومَسجِدِ الكوفَةِ، وحَرَمِ الحُسَينِ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِ.

و - آدابُه
الإمام الصادق عليه السلام: إذا دَخَلتَ المَسجِدَ فَإِنِ استَطَعتَ أن تُقيمَ ثَلاثَةَ أيّامٍ: الأَربَعاءَ والخَميسَ والجُمُعَةَ، فَصَلّ ما بَينَ القَبرِ والمِنبَرِ يَومَ الأَربَعاءِ عِندَ الاُسطُوانَةِ الّتي تَلِي القَبرَ، فَتَدعُو اللّهَ عِندَها وتَسأَلُهُ كُلّ حاجَةٍ تُريدُها في آخِرَةٍ أو دُنيا، واليَومَ الثّانِيَ عِندَ اُسطُوانَةِ التّوبَةِ، ويَومَ الجُمُعَةِ عِندَ مَقامِ النّبِيّ صلى الله عليه واله وسلم مُقابِلَ الاُسطُوانَةِ الكَثيرَةِ الخَلوقِ، فَتَدعُو اللّهَ عِندَهُنّ لِكُلّ حاجَةٍ، وتَصومُ تِلكَ الثّلاثَةَ الأَيّامِ.
عنه عليه السلام: إن كانَ لَكَ مُقامٌ بِالمَدينَةِ ثَلاثَةَ أيّامٍ صُمتَ أوّلَ يَومٍ يَومَ الأَربَعاءِ، وتُصَلّي لَيلَةَ الأَربَعاءِ عِندَ اُسطُوانَةِ أبي لُبابَةَ - أي اُسطُوانَةِ التّوبَةِ الّتي كانَ رَبَطَ نَفسَهُ إلَيها حَتّى نَزَلَ عُذرُهُ مِنَ السّماءِ - وتَقعُدُ عِندَها يَومَ الأَربَعاءِ.

ثُمّ تَأتي لَيلَةَ الخَميسِ الاُسطُوانَةَ الّتي تَليها مِمّا يَلي مَقامَ النّبِيّ صلى الله عليه واله وسلم ، لَيلَتَكَ ويَومَكَ، وتَصومُ يَومَ الخَميسِ.
ثُمّ تَأتِي الاُسطُوانَةَ الّتي تَلي مَقامَ النّبِيّ صلى الله عليه واله وسلم ومُصَلّاهُ لَيلَةَ الجُمُعَةِ، فَتُصَلّي عِندَها لَيلَتَكَ ويَومَكَ وتَصومُ يَومَ الجُمُعَةِ، فَإِنِ استَطَعتَ أن لا تَتَكَلّمَ بِشَي ءٍ في هذِهِ الأَيّامِ فَافعَل، إلّا ما لابُدّ لَكَ مِنهُ. ولا تَخرُجَ مِنَ المَسجِدِ إلّا لِحاجَةٍ، ولا تَنامَ في لَيلٍ ولا نَهارٍ فَافعَل، لِأَنّ ذلِكَ مِمّا يُعَدّ فيهِ الفَضلُ.

ثُمّ احمَدِ اللّهَ في يَومِ الجُمُعَةِ وأثنِ عَلَيهِ وصَلّ عَلَى النّبِيّ صلى الله عليه واله وسلم وسَل حاجَتَكَ، وليَكُن فيما تَقولُ:"اللّهُمّ ما كانَت لي إلَيكَ مِن حاجَةٍ شَرَعتُ أنا في طَلَبِها والتِماسِها أو لَم أشرَع، سَأَلتُكَها أو لَم أسأَلكَها، فَإِنّي أتَوَجّهُ إلَيكَ بِنَبِيّكَ مُحَمّدٍ نَبِيّ الرّحمَةِ صَلّى اللّهُ عَلَيهِ وآلِهِ في قَضاءِ حَوائِجي صَغيرِها وكَبيرِها".
فَإِنّكَ حَرِيّ أن تُقضى إلَيكَ حاجَتُكَ، إن شاءَ اللّهُ.

عنه عليه السلام: إذا فَرَغتَ مِنَ الدّعاءِ عِندَ قَبرِ النّبِيّ صلى الله عليه واله وسلم فَائتِ المِنبَرَ فَامسَحهُ بِيَدِكَ، وخُذ بِرُمّانَتَيهِ وهُمَا السّفلاوانِ، وامسَح عَينَيكَ ووَجهَكَ بِهِ، فَإِنّهُ يُقالُ إنّهُ شِفاءُ العَينِ. وقُم عِندَهُ فَاحمَدِ اللّهَ وأثنِ عَلَيهِ وسَل حاجَتَكَ، فَإِنّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه واله وسلم قالَ: ما بَينَ مِنبَري وبَيتي رَوضَةٌ مِن رِياضِ الجَنّةِ، ومِنبَري عَلى تُرعَةٍ مِن تُرَعِ الجَنّةِ والتّرعَةُ هِيَ البابُ الصّغيرُ.

ثُمّ تَأتي مَقامَ النّبِيّ صلى الله عليه واله وسلم فَتُصَلّي فيهِ ما بَدا لَكَ، فَإِذا دَخَلتَ المَسجِدَ فَصَلّ عَلَى النّبِيّ صلى الله عليه واله وسلم ، وإذا خَرَجتَ فَاصنَع مِثلَ ذلِكَ، وأكثِر مِنَ الصّلاةِ في مَسجِدِ الرّسولِ صلى الله عليه واله وسلم .

عنه عليه السلام: أفضَلُ مَوضِعٍ يُصَلّى فيهِ مِنهُ ما قَرُبَ مِنَ القَبرِ، فَإِذا دَخَلتَ المَدينَةَ فَاغتَسِل، وائتِ المَسجِدَ فَابدَأ بِقَبرِ النّبِيّ صلى الله عليه واله وسلم ، وقِف بِهِ وسَلّم عَلَى النّبِيّ صلى الله عليه واله وسلم واشهَد لَهُ بِالرّسالَةِ والبَلاغِ، وأكثِر مِنَ الصّلاةِ عَلَيهِ، وادعُ مِنَ الدّعاءِ بِما فَتَحَ اللّهُ لَكَ فيه1.


1-الحج والعمرة في الكتاب والسنة/ العلامة محمد الريشهري.

 

2019-07-31