يتم التحميل...

هيمنة أمريكا إلى أفول: قوتها الناعمة تتآكل وقوتها الصلبة تتضعضع

الاستكبار

هيمنة أمريكا إلى أفول: قوتها الناعمة تتآكل وقوتها الصلبة تتضعضع

عدد الزوار: 20

خطاب قائد الثورة الإسلاميّة آية الله العظمى الإمام الخامنئي بمناسبة 13 آبان اليوم الوطني لمقارعة الاستكبار الموافق لـ 3/11/2018

هيمنة أمريكا إلى أفول: قوتها الناعمة تتآكل وقوتها الصلبة تتضعضع
 

أرجو أن تلتفتوا إلى هذه النقطة بدقة أيها الشباب الأعزاء. فالأعمال المستقبليّة للبلاد بأيديكم أنتم، ويجب أن تتنبهوا لهذه الأمور. لندع الآن التحدي بين إيران وأمريكا جانباً. عندما ننظر بنظرة أوسع إلى وضع أمريكا نجد أن قدرة أمريكا واقتدارها وهيمنتها في العالم آيلة إلى الزوال والأفول. وهي تتضاءل وتتناقص دوماً بمرور الأعوام. وأمريكا اليوم أضعف بكثير من أمريكا قبل أربعين سنة؛ حين انتصار الثورة. القدرة الأمريكية آيلة نحو الأفول. هذه هي النقطة المهمة.

أ ــ قوة أميركا الناعمة تتآكل وتتجه نحو السقوط
1 ــــ المعارضون لأميركا في العالم يزدادون
الكثير من سياسيي العالم المعتبرين وعلماء الاجتماع المعتبرين في العالم، يعتقدون أن قوة أمريكا الناعمة قد اهترأت وتآكلت، وهي في طور الزوال. فما هي القوة الناعمة؟ القوة الناعمة هي أن تستطيع حكومة ما إقناع الأطراف الأخرى بأن تتبنّى إرادتها ورأيها وعقيدتها. هذه القوة لدى أمريكا اليوم آيلة نحو الضمور التام، ونحو الزوال الكامل في مختلف المجالات. في زمن حكومة أوباما كان الوضع على هذا النحو أيضاً. لكن في زمن هذا السيد (2) الذي تجري معارضته بشكل واضح. حيث تتم معارضته في العالم في معظم المجالات التي يتخذ فيها قرارات. ليس فقط المعارضة الشعبية ـ فلو تقرّر إجراء استفتاء وسؤال شعوب البلدان المختلفة سيدلون بآراء سلبية [حوله] ـ بل حتى الحكومات التي تجامل أمريكا راحت تخالفها. فالصين تعارض، وأوروبا تعارض، وروسيا تعارض، والهند تعارض، وأفريقيا تعارض، وأمريكا اللاتينية تعارض. القوة الناعمة لأمريكا متجهة نحو الأفول والضمور والسقوط. وهذا ليس بالشيء الذي أقوله أنا، بل هو من الآراء التي يطرحها علماء الاجتماع المُهمّون في العالم اليوم.

2 ــــ الليبرالية الديمقراطية لم تجلب السعادة الموعودة
وليست [وحدها] القدرة المعنويّة والقوّة الناعمة لأمريكا تسير نحو الأفول. بل حتى الليبرالية الديمقراطية التي تُعدُّ الركن الأساسي للحضارة الغربية [هي الأخرى تسير نحو الأفول]. هؤلاء أسقطوا سمعة الليبرالية الديمقراطية وما زالوا يسقطونها. قبل سنين من الآن قال أحد علماء الاجتماع المعروفين في العالم: إن وضع أمريكا الحالي هو نهاية تكامل التاريخ الإنساني، ولا يمكن للبشر التطوّر والارتقاء أكثر من هذا. هذا الشخص نفسه سحب كلامه الآن وراح يقول: لا، ويتمنى أوضاعاً وأنماطاً أخرى. قد لا يقول بصراحة: "لقد أخطأت"، لكنه يطرح الآن كلاماً آخر، مخالفًا تماماً للكلام الذي كان يقوله يومذاك. حسناً، هذا هو وضع أمريكا [اليوم]. بالطبع، الليبرالية الديمقراطية ـــــ كما سبق وأشرت مراراً ــــ قد جلبت التعاسة للشعوب الغربية التي تقوم أركان وأسس حكوماتها وأنظمتها الاجتماعية على الليبرالية الديمقراطية. الليبرالية الديمقراطية السائدة في الغرب اليوم جعلتهم أنفسهم تعساء بائسين: فالفوارق الاجتماعية، وانعدام العدالة الاجتماعية، وانهيار العائلة، والفساد الأخلاقي الشامل المتفشي، والنزعة الفردية المتطرفة الشديدة، أتعستهم هم أنفسهم. وقد جاء هذا السيد الآن ــــ الرئيس الأمريكي الحالي العجيب الغريب ــــ الذي أطاح بكلّ هذه الشعارات ومرّغ بالوحل ــــ في الواقع ــــ ما تبقى من سمعة أمريكا والليبرالية الديمقراطية. حسناً، هذا فيما يتعلق بقوة أمريكا الناعمة.

ب ــ القوة الصلبة لأميركا تضعضعت بشدة
وأقول إنّ القوة الصلبة لأمريكا أيضاً قد تضعضعت بشدة. القوة الصلبة تعني القوة العسكرية والقوة الاقتصادية. العسكرتارية الأمريكية. نعم، أمريكا تملك الأدوات والمعدات العسكرية، بيد أنَّ القوات العسكرية الأمريكية مكتئبة بشدة وحائرة وتائهة ومترددة. ولذلك نراهم في الكثير من البلدان التي يوجدون فيها، ولكي يتمكّنوا من تحقيق أهدافهم، يستخدمون منظمات إجرامية من أمثال بلاك ووتر وما شاكل. أي إنَّ الجندي الأمريكي غير قادر على تنفيذ الخطة الأمريكية. هذه هي طاقاتهم الإنسانية. وكذا الحال بالنسبة لاقتصادهم. فيما يتعلق بالاقتصاد الأمريكي، أمريكا اليوم مدينة بمقدار خمسة عشر تريليون دولار. الرقم رقم أسطوري، خمسة عشر تريليون دولار ديون أمريكا! وعجز الميزانية الأمريكية قد قارب الثمانمئة مليار دولار للسنة الجارية. هذا في الواقع تخلُّف اقتصادي. وهم يغطون على كل هذا بالبهارج والأضواء والشعارات وأنواع الكلام والمظاهر البرّاقة. لكن هذا هو الواقع في أمريكا. هذا عن القوة الصلدة. إذاً، أمريكا آيلة إلى الأفول. ليعلم الجميع هذا. وليعلم أولئك الذين ـــ وبدعم من أمريكا يبدون الاستعداد لنسيان القضية الفلسطينيّة بالكامل في هذه المنطقة ـــ بأن أمريكا آيلة إلى الزوال.
 

2ـ الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب.

2018-11-16