النظام وأهمية الوقت في حياة الإمام الخميني (قدس سره)
ولادة الإمام الخميني(قده)
النظام وأهمية الوقت في حياة الإمام الخميني (قدس سره)
عدد الزوار: 425
يقول المرحوم السيد مصطفى: أن الإمام عندما تزوج وضع لنفسه برنامجاً، نظم فيه شؤونه
اليومية بحيث يستطيع التفرغ للتعبد والدراسة إلى جانب ضمان رضا زوجته، وعلى الرغم
من أن أغلب الناس يغفلون ـ عادة ـ عن التزاماتهم اليومية في أيام الزواج الأولى
ويهملون الكتب والدراسة؛ إلا أن الإمام لم يغفل عن ذلك ببركة هذا النظام الدقيق،
فكان يرجع إلى المنزل بعد أداء صلاتي المغرب والعشاء جماعة، ثم يتناول طعام العشاء،
ويذهب بعد ذلك إلى فراش النوم مبكراً لكي يستيقظ لأداء صلاة الليل والتهجد ويتابع
دراسته بانتظام[1].
عمل الإمام يدل على الوقت
كان العاملون في بيت الإمام في النجف الأشرف يعرفون كم الساعة ـ في أي وقت ـ
بملاحظة ما يقوم به الإمام من شؤونه اليومية! فهو يقوم بكل عمل في وقته المحدد كل
يوم دونما تغيير[2].
دقة الالتزام بأوقات البرنامج اليومي
كانت جميع أعمال الإمام تسير وفق برنامج منظم، فبعد أيام قليلة من
إقامتي في النجف الأشرف أصبحت أعرف العمل الذي يقوم به في كل ساعة من ساعات يومه،
بل أصبحت أعرف كم الساعة من خلال ملاحظة العمل الذي يقوم به. وقد سألت السيدة (زوجته)
مرة عن أعمال الإمام، فأجابتني: يكفيكِ أن أخبرك ببرنامجه ليوم واحد وما عليكِ إلا
أن تضربيه في 360 يوماً لتعرفي ما يقوم به في سنته!
لقد كان(قدسره) يلتزم بدقة بالقيام بكل عمل في وقته المعين، وكان يشدد الوصية عليّ
بمثل ذلك[3].
حاكمية النظام الثابت على جميع حركاته وسكناته
كانت جميع حركات الإمام وسكناته تسير وفق نظام دقيق وخاص، فمثلاً كان
يضع يده اليسرى على الأرض ويستند عليها إذا أراد أن يقوم، أو أنه كان دائماً يبدأ
بالرجل اليسرى إذا أراد الصعود على المنبر لإلقاء درسه، ويتوقف هنيئة عند الدرجة
الأولى فبل أن يرتقي المنبر، أو أنه كان يلتزم دائماً بتقديم الرجل اليمنى عند
الدخول إلى المسجد أو المنزل أو المدرسة[4].
وضوء الإمام وطبخ طعام العائلة!
لقد كان التزام الإمام الدقيق بالنظام في مختلف شؤونه اليومية، سبباً في
تنظيم أعمال أهل بيته أيضاً، فمثلاً يُنقل عن خادمة منزله أنها قالت: عندما كان
يخرج السيد لتجديد الوضوء قبيل الظهر، كنت أعرف حينئذٍ أن وقت طبخ الأرز قد حان،
فإذا كان طعامنا في ذلك اليوم أرزاً ذهبت فوراً إلى المطبخ لطبخه![5].
القيام بكل عمل في الوقت المخصص له
كان الإمام قد خصص أوقاتاً معينة للمطالعة والقراءة وللأعمال المستحبة
التي لم يرد فيها أوقات خاصة، مثل تلاوة القرآن والزيارات والأدعية، وكان يلتزم
بالقيام بكل عمل في الوقت المخصص له وبدقة بالغة، بحيث أن كل من يعاشره ولو لمدة
قصيرة يعرف حتى ـ لو ابتعد عنه كثيراً فيما بعد ـ العمل الذي يقوم به في أي ساعة
بمجرد النظر إلى ساعته، لأنه عرف سابقاً العمل الذي التزم الإمام به في تلك
الساعة[6].
درس في تعليم احترام المواعيد
في أحد الأيام اتصل الإمام بنا واخبرنا بأن في حنفية الماء خللاً، فتقرر
أن أذهب إليه في صباح اليوم التالي وفي الساعة الثامنة لإصلاحها، لكنني وصلت في
الساعة الثامنة وخمس دقائق، وعندما استأذنت للدخول لإصلاح الحنفية؛ لم يأذن لي
الإمام وقال: لقد قلت: تعال في الساعة الثامنة، فاذهب الآن وتعال غداً في الثامنة![7].
* قبسات من سيرة الإمام الخميني (قدس سره)
[1] آية الله الشهيد المحلاتي, مجلة (15) خرداد الشهرية, العدد: 10.
[2] حجة الإسلام والمسلمين السيد حميد الروحاني.
[3] إحدى أرحام الإمام, مجلة (زن روز = امرأة اليوم) العدد:1267.
[4] حجة الإسلام والمسلمين السيد حميد الروحاني, كتاب(دراسة تحليلية لنهضة الإمام
الخميني) ج1.
[5] المصدر السابق.
[6] حجة الإسلام والمسلمين الرسولي المحلاتي, مجلة حوزة, العدد المزدوج: 37ـ 38.
[7] حسن السليمي, أحد أعضاء مكتب الإمام.