يتم التحميل...

توصيات على أعتاب الذكرى الأربعين للثورة

الثورة الإسلامية

توصيات على أعتاب الذكرى الأربعين للثورة

عدد الزوار: 29

من كلمة الإمام الخامنئي في لقائه حشدًا من أهالي محافظة آذربيجان الشرقية بمناسبة ذكرى انتفاضة 29 بهمن ـ 18/2/2018

توصيات على أعتاب الذكرى الأربعين للثورة

حسنًا، نحن الآن على أعتاب الذكرى الأربعين للثورة. أربعون عامًا ليست بالزمن الكثير،؛ ليست بالشيء الكثير في تاريخ شعب من الشعوب، بل هي مدة يسيرة. لقد بذل شعبنا خلال هذه الأعوام الأربعين الكثير من الجهد وسار في طريق شاقّ حقًا. وقد فُرض علينا الحظر والعقوبات منذ السنة الأولى ومنذ اليوم الأول تقريبًا، واستمرت هذه الأنواع من الحظر بأشكال مختلفة وزادت. كل ما حدث وكل هذا التقدم والتطور حدث خلال فترة الحظر وفي ظروف الحظر. بمعنى أننا كنا في حالة حظر وأنجزنا كل هذا التقدم، وفي هذا دليل على قدرة الثورة وقدرة الشعب الإيراني.

لترجيح الإدارة الجهادية على النزعة البيروقراطية
لدينا أولويات: يجب أن نُرجّح الإدارة الجهادية على النزعة المكتبية البيروقراطية المهترئة. هذه من أولوياتنا. الإصرار على الإدارة الجهادية. ليقم مسؤولو البلاد في السلطة التنفيذية وفي السلطة القضائية وفي مختلف القطاعات بالعمل وفق الإدارة الجهادية. وليس معنى الإدارة الجهادية عدم الانضباط، بل معناها العمل الحثيث والجهد الدؤوب والسير بتدبير وعدم التمييز بين ليل ونهار في العمل، ومتابعة العمل وحل الأمور. هذا هو معنى الإدارة الجهادية.

في مجال السياسة الداخلية ينبغي ترجيح عموم الناس على الأقليات الحزبية والتيارات والمجموعات وما إلى ذلك؛ عموم الناس والشعب مقدمون على الكل.

في مجال الخدمات يجب أن نُرجّح المستضعفين والمناطق المظلومة والمناطق البعيدة على المرفهين. لحسن الحظ طوال هذه الأعوام جرى الاهتمام بالكثير من المناطق التي لم يمر بها الإعمار أبدًا؛ جرى الاهتمام بها من قبل الأجهزة المسؤولة وحتى الأجهزة التي لا تتولى مسؤوليات بشكل مباشر. لنفترض مثلًا الحرس الثوري قدّم خدمات وأعمالًا كبيرة في سيستان وبلوشستان. مع أن مهام الحرس الثوري ليست تقديم خدمات، لكن الخدمات التي يقدمونها للناس في المناطق المحرومة الفلانية بارزة ولافتة للنظر حقًا. هذه أعمال موجودة ويجب أن تتابع، وينبغي على كل أجهزة البلاد مراعاة هذه الأولويات.

في السياسات الدفاعية للبلاد يجب متابعة وتحديث كل الأساليب وكل الأدوات والوسائل التي تحتاجها البلاد اليوم وفي المستقبل. يجب أن لا نتردد للحظة واحدة في أن البلاد ينبغي أن تسير نحو توفير ما تحتاجه للدفاع عن نفسها، حتى لو عارض ذلك العالم كله. الذين يهددون البشرية باستمرار بأسلحتهم النووية والذرية المهلكة للبشرية يجلسون الآن ويتذرعون بصواريخ الجمهورية الإسلامية، مكررين «لماذا تصنعون الصواريخ؟» وما شأنكم أنتم؟! إنها وسائلنا الدفاعية وإمكانات الدفاع عن البلاد، فهذا الشعب يجب أن يتمكن من الدفاع عن نفسه. يقولون لا تمتلكوا وسائل دفاعية لنفرض عليكم بالقوة كل ما نريد! طبعًا نحن أنفسنا نعتبر بعض الأشياء محرمة ولا نسعى لها، مثل الوسائل النووية ووسائل الدمار الشامل. هذه لا نسعى وراءها، لكننا لا نتريث ولا نتردد فيما نحتاجه.

في السياسة الخارجية، يجب ترجيح الشرق على الغرب وترجيح البلدان الجارة على الدول البعيدة، وترجيح الشعوب والبلاد التي لها خصائص ومصالح مشتركة معنا على غيرهم، هذه من أولوياتنا في الوقت الحاضر.

قضية خلق فُرص العمل هي القضية الأهم في الاقتصاد، وقضية الإنتاج فوق كل القضايا. أعلنت هذه السنة بأنها سنة «الإنتاج وفرص العمل»، فيجب بذل الجهود والسعي والعمل في هذا المجال، وعلى كل مسؤولي البلاد أن يجدّوا ويجتهدوا ويسعوا في هذا الميدان. وبالطبع فقد أنجزت أعمال في هذه السنة، ورفعوا تقارير وإحصائيات، لكنّ الهدف المقصود يحتاج الى جهود وسعي أكثر. يجب أن نفعل ما من شأنه رفع معدلات فرص العمل في البلاد ورفع الإنتاج الداخلي في البلاد. هذا هو علاج الاقتصاد في البلاد.

ليعدّ الشباب أنفسهم من أجل مستقبل البلاد
وأريد أن أقول كلمة لمستقبل البلاد، اعلموا أولًا أنَّ على الشباب أن يجهزوا أنفسهم ويعدّوها من الناحية العلمية ومن الناحية العقائدية، ومن حيث الدوافع الثورية يجب أن يكون الشباب مستعدين دومًا. فالشباب هم المحرك لتقدم الثورة. وقد كانت هذه هي الحال منذ البداية وما زال الوضع ساريًا على نفس الحال. ولحسن الحظ فإن لدينا اليوم من الشباب ذوي العزيمة والهمّة والبصيرة أكثر مما كان لنا في بداية الثورة. لا بمقدار بداية الثورة، كلا. إن بصيرة شباب اليوم وعمق معرفتهم أكبر مما كان لدى الكثير من الشباب في بداية الثورة، وليس لدينا أي نقص في هذا المجال. هذا موجود والحمد لله. يجب على الشباب أن يعدّوا أنفسهم. هؤلاء الفتيان والفتيات والطلاب الذين يسيرون صوب مرحلة الشباب يجب أن يعدّوا أنفسهم؛ الأفكار الثورية والدوافع الثورية والبصيرة الثورية والأعمال والخطوات الثورية من العناوين الرئيسية التي ينبغي على شبابنا أن يتحلّوا بها ويحافظوا عليها.
 

2018-02-24