يتم التحميل...

فرادة ثورتنا: تقدم وتكامل مع ثبات الأصول والأركان

الثورة الإسلامية

فرادة ثورتنا: تقدم وتكامل مع ثبات الأصول والأركان

عدد الزوار: 24

حسنًا، أنتم الشباب ومعظم حضور الجلسة هذه من الشباب، وهم أعزّائي وأبنائي، أكثركم لم تشهدوا تلك الأيام؛ لم تشهدوا الأيّام الأولى من الثورة، ناهيكَ عن أيّام ما قبل الثورة؛ لقد كانت ملحميّة ومفعمة بالحماسة، بيد أن متانة الثورة وقوّتها وكيانها اليوم أكبر من ذلك اليوم. فالثوريون الذين ملأ الإيمان بالثورة قلوبهم، باتوا اليوم أكثر استقرارًا وصمودًا ووعيًا وبصيرة في سلوكهم لطريقهم، والتطلّع لنقطة النهاية، والهدف الذي يصبون إليه. هكذا هو الوضع اليوم. لقد تقدّمت الثّورة إلى الأمام وتكاملت. لذلك قلتُ مرارًا إن التغيير والتحول هو من أساس الحياة الإنسانيّة. لذلك فهو من أساس الثورة أيضًا. لكن أيّ تغيير وتحوّل؟ التغيير والتحوّل الذي تبقى فيه الأصول والأركان ثابتة قوية. {أَلَم تَرَ كيفَ ضَرَبَ اللهُ مَثَـلًا كلِمَةً طَيـبَةً كشَجَرَةٍ طَيبَةٍ اَصلُها ثابِتٌ وفَرعُها فِي السَّماّْءِ} (1). الأصل ثابت والجذور متينة راسخة، والأركان والركائز الأساسيّة قويّة، والنتائج والثمرات والفروع متجددة يومًا بعد يوم ومتجليّة في عالم الحياة، وفي بيئة حياة الأفراد والمجتمع، وتمنح وتهب ثمارًا جديدة. هذه هي خصوصية الثورة. وقد كانت لثورتنا هذه الخصوصية.

لو نظرتم في تاريخ الثورات في العالم ــ وأقصد بها ثورات القرون الأخيرة لا ثورات الماضي البعيد والقرون القديمة؛ فليست لدينا معلومات كثيرة عنها، ولا شأن لنا بها. لكنّي مطّلع بدقّة على الثورات التي انطلقت في القرنين أو الثلاثة الأخيرة، من قبيل استقلال أمريكا عن بريطانيا مثلًا، أو الثورة الفرنسية الكبرى، أو ثورة أكتوبر السوفياتية وأمثالها، وصولًا إلى الثورات الصغيرة في بعض البلدان ــ سترون أنّ أيًّا منها لم تكن تتمتع بهذه الخصوصيات الموجودة في ثورتنا لتبقى أصولها ثابتة راسخة ولتخرج الثمار المتجددة من هذه الشجرة الطيبة المتجذرة وتقدّم للناس والمجتمع. لقد مضى على الثورة 39 سنة وها نحن ندخل عامها الأربعين، وهو حدث على جانب كبير من الأهمية. هذا فيما يتعلّق بمسألة الثورة.

* كلمة الإمام الخامنئي لدى لقائه قادة ومنتسبي القوة الجوية في جيش الجمهورية الإسلامية بمناسبة يوم القوة الجوية 8/2/2018


(1) سورة إبراهيم: 24

2018-02-14