يتم التحميل...

رسالة الثورة الإسلامية: الإرتقاء بحياة البشرية ماديا ومعنويا

الثورة الإسلامية

رسالة الثورة الإسلامية: الإرتقاء بحياة البشرية ماديا ومعنويا

عدد الزوار: 35

كلمة الإمام الخامنئي بمناسبة أسبوع التعبئة 22-11-2017

رسالة الثورة الإسلامية: الإرتقاء بحياة البشرية ماديا ومعنويا
لقد كانت الثورة الإسلامية اقتراحًا [مشروعًا] جديدًا وكلمة وفكرة حديثة لحياة البشر. كان العالم الأسير لسيطرة ولعبة السلطة لدى القوى الكبرى؛ التي كانت تقود الناس والشعوب نحو المهالك الأخلاقية والمهالك الفكرية المتنوعة لكي تحافظ على قوتها، يحتاج إلى كلام جديد وفكر جديد. لقد أنتجت الثورة الإسلامية هذا الفكر الجديد وأوجدته وعرضته للعالم. هذا الكلام الجديد عبارة عن أن البشرية يمكنها الوصول للتطور المادي والتقدم العلمي وكل النمو والرشد المناسب للقيم الإنسانية، بالترافق مع كسب رضى الله والمحافظة على القيم الإلهية. وأن تنقذ الدنيا من جهنم التي أوجدها طلاب السلطة في العالم والسياسيون البعيدون عن المعنويات، فتمكّن البشرية من خلق جنة لها في هذه النشأة في الدنيا: جنة الطمأنينة، جنة الهدوء والسكينة، جنة تحمل المسؤولية، جنة العلاقة بالله تعالى. هذه هي رسالة الثورة الإسلامية.

"الجمهورية الإسلامية": الإسلام الذي يحلم به المسلمون
في مقام تحقق هذه الرسالة، بالطبع هناك واجبات وهناك ممنوعات. لكي يتحقق عالم كهذا، ينبغي ألا يكون هناك ظلم، ولا استبداد، ولا تمييز طبقي وفروقات طبقية، ولا غرق في الشهوات ولا فساد عملي ولا فساد فكري. هذه ممنوعات مما يجب ألّا توجد وما هو ضروري ولازم لتشكيل اجتماع كهذا. هناك واجبات مما يجب أن يكون: يجب أن يكون هناك إخلاص، أن يكون هناك شعور بالمسؤولية، يجب أن يكون هناك بذل للجهود والمثابرة، مجاهدة وعمل. أن يكون الهدف هو كسب رضى الله تعالى. هذه هي الواجبات أيضًا.

القالب الذي تمكّن من جمع هذه المنظومة من الواجبات والممنوعات والقيم والآمال والأهداف في نفسه هو كلمة "الجمهورية الإسلامية". لذلك قال الإمام "جمهورية إسلامية، من دون زيادة كلمة ولا نقصان كلمة". "الجمهورية" تعني الاستناد إلى قوة الشعب، إلى قدرة الناس وإرادتهم، إلى إيمان الناس وإبداعاتهم. أي القوة البشرية. وهي أهم عامل للتقدم. و"الإسلامية" تعني لأجل الله وفي سبيل الله؛ الاتجاه نحو رضى الله، في إطار القيم الإلهية والإسلامية. هذا هو معنى الجمهورية الإسلامية.

لقد كانت كلامًا وفكرًا جديدًا في العالم. كان هناك ـ ولا يزال - الكثير من الذين يتحدثون عن الإسلام في العالم. كان عددهم كبيرًا، وفي أشكال وأطر متعددة. لكن الفرق كبير بين الإسلام الذي يتحقق ضمن إطار نظام سياسي في بلد ما وبين ذلك الإسلام الذي يذكر في خطب أو يكتب عنه في مقالات ويعرض في حوارات داخل نظام جاهلي أو نظام طاغوتي، ويتم الحديث عنه وتكراره ولكن الحياة الواقعية هي حياة طاغوتية؛ الفرق شاسع جدًا بين هذين الإسلامين. لقد جسّدت الجمهورية الإسلامية الإسلام، الإسلام الذي يحلم به المسلمون ويتمنّونه، وحققته داخل منظومة جغرافيا وحدود جغرافية – أي إيران- في قالب نظام سياسي. بعون الله وهدايته ويقظة ووعي الإمام العظيم ومجاهدة الشعب وتضحياته، تم وضع القاعدة الأساسية وطرح التصميم الأصلي.

وبالتأكيد، لا يزال هناك فراسخ ومسافات طويلة للوصول إلى الهدف المنشود والمقصد الأصلي والأساسي. لا إشكال في هذا. يجب علينا طي هذه المسافة الفاصلة.

فقد كان الأمر هكذا أيضًا في أصل ظهور الإسلام. في ذلك اليوم الذي أسس نبي الإسلام المكرم دولة إسلامية في المدينة، لم تكن كل الأهداف الإسلامية محققة في ذلك الزمان وتلك المرحلة. وكذلك كان هو الوضع إلى آخر العمر المبارك للرسول. هي أهداف ينبغي أن تتحقق بالتدريج وكانت تتحقق بشكل تدريجي. وهذا يتعلق بحضور ومشاركة تلك القوة البشرية المطلوبة واللازمة ذات الإرادة والعزم أو عدم حضورها ومشاركتها.

2017-11-28