يتم التحميل...

المستقبل لكم؛ أنتم المؤمنون: هذا وعدُ الله

الاستكبار

المستقبل لكم؛ أنتم المؤمنون: هذا وعدُ الله

عدد الزوار: 21

من خطاب سماحة الإمام الخامنئي (دام ظلّه الوراف) في جلسة الأنس بالقرآن الکريم (1) بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك في حسينيّة الإمام الخميني (قدس سره) ـ 27 ـ 05 ـ 2017

المستقبل لكم؛ أنتم المؤمنون: هذا وعدُ الله

ما له مستقبل، إنما هو الإسلام والقرآن، وأنتم أيها الشباب المؤمن. المستقبل لكم أنتم أيّها الشباب المؤمن. لقد كانوا يقرأون قبل قليل قوله تعالى: "ومن أصدق من الله قيلا"؛ (6) فمن أصدق من الله تعالى قولًا، ومن أعلم بالمستقبل من الله تعالى؟ لقد قال الله تعالى: إن المستقبل للمؤمنين، للصالحين، للمجاهدين في سبيل الله. لا شكّ في ذلك. هذا وعد إلهي. أمّا إن ابتلي أحد بالوسوسة والشكّ، ولم يُطمئن الوعد الإلهي قلبَه أيضًا، فينبغي أن تقنعه التجارب وتنزل عليه الهدوء. لقد ذكرت هذا مرارًا وتكرارًا، وأؤمن بهذا الأمر بكلّ وجودي. فحتّى لو لم يُطلَق لنا أيّ وعد، فمع تلك التجارب التي خاضها الشعب الإيراني منذ ثمانٍ وثلاثين سنة إلى الآن، عليه أن يوقن بأنّ المستقبل له، وعليه أن يوقن بأنّ النصر سيكون حليفه.

تجربة إسقاط حكم الطاغوت مثالا
إنّنا شعب كانت تحكمه سابقًا حكومة، وكان المسؤولون والرؤساء الأمريكيّون يُظهرون الغزل والتودّد نفسه الذي ترونه الآن لأولئك المساكين المتخلّفين فكريًّا وعقليًّا وعلى جميع الصعد. والغزل الذي كانوا يتغزّلون به حينذاك للحكومة الإيرانيّة، كان أكثر وأفضل بكثير. وكانوا يقولون بصراحة: "إنّكم شرطتنا في منطقة الخليج الفارسي". هذا ما كانوا يقولونه لحكومة الطاغوت. لقد كان عقل أولئك [الحكّام الإيرانيّين] أفضل من هؤلاء [حكّام الخليج]. وكذا قدراتهم كانت كبيرة، واعتمادهم على هؤلاء الطواغيت كان أشدّ، وارتباطهم بهم أقوى. في الوقت نفسه استطاع الشعب الإيراني بقوّة الإيمان، والجهاد، والتضحية، أن يُسقط مثل هذه الحكومة التي كانت قائمة رغم كلّ الدعم العالمي لها، ويُقيم بدلًا منها شيئًا لم تتحمّل القوى الاستكباريّة رؤيته، ألا وهو نظام الجمهوريّة الإسلاميّة. هذه تجربة من تجاربنا. وهل هناك أفضل من هذه التجربة؟ ﴿وَلا تَهِنوا وَلا تَحزَنوا واَنتُمُ الأَعلَونَ إِن كنتُم مُؤمِنين.

إذا ما وُجد [فيكم] الإيمان فإنّكم الأفضل. فلتكونوا أقوياء في طريق الإيمان، وصريحين، وراسخين. إنّني أصرّ على أن يكون عموم أفراد الشعب والمسؤولون صريحين فيما يخصّ ذكر المباني الاسلاميّة. هذه الآيات التي تلتها هذه المجموعة الحسنة الصوت والإنشاد؛ ﴿قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ هي الأخرى تقول بصراحة "كفرنا بكم". ولا منافاة في ذلك. الآن قد يفكّر البعض ويقلق،. حسنًا، ينبغي أن يكون للحكومة والدولة علاقات وروابط عالميّة؛ أنا أيضًا مؤمن بهذا الأمر وأؤيّد هذا الاتّجاه، لكن لا منافاة في ذلك. يمكن لنا الإعلان بصراحة عن مبانينا وأسسنا والسير قدمًا، والنجاح أيضًا في مسائل الحياة المختلفة كلّها؛ ومن جملتها العلاقات والروابط الدوليّة. يمكن القيام بهذه الأعمال. فليردوا الميدان ويتوكلّوا على الله، وسيروا أنّ ذلك ممكن. هذه هي التجارب.

إنتصارنا في الحرب المفروضة تجربة آخرى
في ذلك اليوم، قلت للحشود التي كانت هنا: إنّ إبراهيم (عليه السلام) بكلّ عظمته قال لله تعالى: "أرني كيف تحيي الموتى"، فقال الله تعالى له: "أوَلم تؤمن، قال بلى ولكن ليطمئنّ قلبي". بعدها، قال الله تعالى له: حسنًا، فلتقم بهذه الأعمال لترى بعينك كيف يحيي الله الموتى. حسنًا، لقد رأينا نحن بأمّ العين: كيف أنّ شعبًا أعزل انتصر في الحرب المفروضة، وكيف أنّ شعبًا حديث عهد بالعمل السياسي والعلاقات الدوليّة ينتصر على مؤامرات الأعداء؛ كيف انتصر شعبنا، وعلى الرغم من تشكّل جبهة ماديّة قويّة في مقابله، تطعنه في الظهر، وتشهر عليه السيف من الأمام: تثير الضجيج، تعربد، وتقوم بما تقوم به، تحيك المؤامرات ضدّنا منذ أربعين سنة. ومنذ أربعين سنة تبوء مؤامراتهم بالفشل واحدة بعد الأخرى. أَوَلا نرى هذا؟ هذه هي تجاربنا؛ فلنأخذ هذه التجارب بعين النظر ونعلم بأنّ طريق التقدّم القويّ، المقتدر، العزيز والناجح عبارة عن الارتباط بالقرآن؛ فأساس جميع الخيرات هو هذا الكتاب العزيز الذي أنتم ـ ولله الحمد ـ على معرفة به، تأنسون به، بعضكم حافظ له، وبعضكم تالٍ وقارئ له، وبعضكم مستمع، وبعضكم معلّم له. [إذًا] أساس العمل هو هذا القرآن.

 

2017-10-04