يتم التحميل...

ما دام العدو حاضرا في الساحة فنضالنا مستمر اليوم وغدا

الثورة الإسلامية

ما دام العدو حاضرا في الساحة فنضالنا مستمر اليوم وغدا

عدد الزوار: 23

كلمة الإمام الخامنئي في لقاء عائلة الشهيد السيد اسد الله لاجوردي وجمع من عوائل الشهداء1 ـ 23 ـ 08 ـ 2017
 
ما دام العدو حاضرا في الساحة فنضالنا مستمر اليوم وغدا
 
المحاور الرئيسية
- العدو مستمر في حربه ما دام الإسلام حي فينا
- ضعف روحنا الإسلامية يضعفنا ويمكن العدو منا
- إنتصارنا الحاسم على العدو تضاعفت إحتمالاته
- الشباب دعامة الثورة وعسكرها
 
 ما دام العدو حاضرا فنضالنا مستمر اليوم وغدا
اليوم أيضاً هو زمن النضال. فالثورة في الحقيقة لم تكن في أي وقت من الأوقات، مستغنية عن الصادقين من الرجال والنساء والذين يعملون ويبذلون الجهود في سبيل الله. ولا يقال لأي جهد بأنه نضال. فالنضال عبارة عن بذل جهد في مواجهة عدو، حيث يوجد المانع والعائق، والسعي الذي يتطلب تحمّل المشاق والصعاب يقال عنه نضال. معنى الجهاد في اللغة العربية وفي اصطلاح القرآن والحديث، هو بالضبط ما نقول عنه نضال، وكلمة "مبارزه" باللغة الفارسية. وبالتأكيد يوجد نوع من الجهاد هو الجهاد المسلح، ويتم في ميادين الحرب، لكن هناك أنواع أخرى من الجهاد أيضاً ويعادلها في اللغة الفارسية كلمة النضال. اليوم يوم النضال، كما كانت هذه السنوات العشرون، سنوات نضال. والسبب هو أن العدو حاضر وحيّ فعّال في مواجهتنا. لم يغب العدو أبداً عن الساحة، ولن يغيب لاحقاً أيضاً. من الواضح والمعلوم أن الإنسان وفي الطريق الصحيح، طريق الحق وسبيل الله، لن يشاهد الساحة خالية من العدو. حسناً، هذا ما يعلّمنا إياه تاريخ البشرية وفلسفة وجود البشر وفلسفة الأديان بالأصل. العدو حاضر في الساحة وناشطٌ بقوة. لقد خطط الأعداء منذ السنوات الأولى لانتصار الثورة، ووضعوا برامج طويلة المدى. وخلال أحداث ومجريات الثورة المتعددة، كانوا يقظين ومنتبهين: عملوا وتحركوا وقاتلوا وخططوا وجهزوا الأرضية للاستفادة منها. والآن هم يخطّطون ويضعون البرامج للغد والمستقبل أيضاً.وليست المسألة أن المواجهة مع العدو محصورة بزماننا الحاضر فقط.
 
العدو مستمر في حربه ما دام الإسلام حي فينا
إن هدف العدو هو عبارة عن [ضرب] تلك الحقيقة المنيرة المتألقة، التي استطاع إمامنا الجليل وهذا الشعب العظيم من خلال كل تلك المجاهدات، أن يحققوها ويجسدوها في الخارج؛ أي ذلك الإسلام الأصيل، الإسلام الحيّ واليقظ، إسلام مسلمي صدر الإسلام؛ وليس إسلام الجمود والركود والكسل والاستسلام؛ إن هدف الأعداء هو مواجهة هذا الإسلام. وطالما هذا الإسلام موجود داخل البلاد، فسيعارضونه ويحاربونه.
 
ضعف روحنا الإسلامية يضعفنا ويمكن العدو منا
وبالطبع فهناك الوجه الآخر من العملة، وهو أنه طالما هذا الإسلام موجود بيننا، فإن القوة والنشاط والحياة ستتضاعف فينا يوماً بعد يوم. هذا الأمر موجود أيضاً. أي إن ما يخلق لنا العداء، هو نفسه يهبنا القوة. وليس الأمر أن نفكر مثلاً بأن هذا الإسلام يخلق لنا الأعداء إلى هذه الدرجة، فلنضعه جانباً ولنتابع حياتنا بشكل مريح. كلا، فعندما يغيب هذا الإسلام سيأتي العدو ويتسلّط علينا؛ تماماً كما كان الوضع قبل الثورة. حينها كان هذا العدو نفسه ولكنه كان فاتحاً: عدوٌ تسلّط وهيمن على الديار والأرض والمقدرات وجلس مرتاحاً ينهب ويتحكم بكل شيء. وإلّا فإن العدو لا يخرج من الساحة لأن لديه أطماعاً، فهو يعدّ الأرضية المناسبة ليستغلها ويعمل لتحقيق أهدافه. لكن هذه القوة الإسلامية وهذه القدرة الإسلامية هي التي نهضت وكفّت أيدي العدو، الذي يحاول الآن جاهداً لكي يعود للوضع السابق. ما يمنع من عودة تسلط العدو هو روح الإسلام هذه؛ الروح الإسلامية هذه. هو هذا الإيمان. وعليه، فإننا حين نلاحظ بأن العدو يواجه تلك النقطة الأساسية والأصلية لدينا، ويتعرض للعمود المركزي لخيمة الثورة ـ أي الإيمان ـ فذلك لأنه يخسر ويتأذى من هذا القسم – إيمان الناس– أكثر من أي عنصر أو عامل آخر من العوامل المكونة لوجود هذا الشعب. العدو يركّز على إيمان الناس. لذلك على الجميع بذل الجهود للمحافظة على هذه القاعدة القائمة على هذا الإيمان.
 
إنتصارنا الحاسم على العدو تضاعفت إحتمالاته
يمكننا اليوم أن نناضل بنحو أفضل من مرحلة ما قبل ثلاثين سنة. يومها كنا نناضل بغربة، أمّا اليوم فيمكننا النضال بقدرة [باقتدار]. وعليه فإن إمكان الانتصار واحتماله، قد تضاعف اليوم الآف الأضعاف عما كان حينها. الحمد لله نحن نناضل أيضاً، ولدينا انتصارات، ولا إشكال لدينا. بالطبع يجب الانتباه إلى مكائد العدو وحيله؛ حيث يريد العدو أن يضعف إيماننا؛ يريد أن ينتزع منا الأمل، يريد لنا أن نتشاءم بالنسبة إلى المستقبل؛ يريد العدو أن يزرع فينا اليأس ويجعلنا منكسري القلوب، يريد لنا أن نسيء الظن ببعضنا البعض، يريد أن يخلق الاختلاف والفرقة بيننا.
 
قوى الثورة مدعوة للدفاع عن البلاد في خندق واحد
هذه الخلافات والنزاعات التي يثيرها البعض بين الأجنحة والتيارات بشكل مستمر، تصب في مصلحة العدو، وهي ليست في مصلحتنا أبداً. من الممكن أن يختلف أخ مع أخيه في البيت الواحد حول موضوع، لا مانع من هذا. يحصل أن يختلف رفيقان مع بعضهما البعض حول تفضيل طعام أو تصميم داخلي للمفروشات أو ما شابه؛ لا إشكال في هذا، لكنهم أهل دار واحد. إن جاء أحد وهاجم هذا الدار، لا يقولنّ أحدهما للآخر مثلاً: إنني اختلفت معك حول الموضوع الفلاني. كلا، هما أهل دار مشترك وعليهما الدفاع معاً وأن يكونا في خندق واحد. على قوى الثورة اليوم أن تشعر بأنها في خندق واحد، على الجميع أن يشعروا بهذا. إذا لم يشعر رفيقنا بهذا وتصرف على خلاف هذا المقتضى، فهذا لا يسمح لنا بالتصرف مثله؛ إن أخطأ هو فيجب أن لا نكرر الخطأ نحن ونفعل مثله. الواجب هو المحافظة على الإيمان، المحافظة على التضامن ووحدة القلوب، المحافظة على ذلك الأمل. وهو أملٌ في محله وليس رجاءً بلا أساس وتوقعًا بلا جذور، بل هو أملٌ حقيقيٌّ ومتناسبٌ مع الواقع بشكل كامل.
 
النصر على التحديات سيكون حليفنا
لقد أمضينا أوقاتاً صعبة وظروفاً شاقة، والحمد لله، لقد خرجنا منها منتصرين ومرفوعي الرأس؛ والأمر كذلك حالياً. حيث سيخرج المؤمنون من هذه الامتحانات والابتلاءات الذين يعتقدون بوجودها ويشعرون بها، بكل عزة وقوة. وسوف تشاهدون بأن هذه الثورة ستتقدم لسنوات متمادية أخرى، من خلال فتح مناطق جديدة من الأجواء العالمية والفضاءات الفكرية. بالطبع نحن لا نعمل لفتح مناطق جغرافية ولكننا نسعى لفتح مناطق فكرية أخرى. يجب فتح الأجواء العالمية، فتح القلوب، يجب تعميق هذه الافكار أكثر فأكثر في قلوب المؤمنين بالثورة. وهذا ما سيحصل ويتحقق إن شاء الله، لأن هناك الكثير من المؤمنين حالياً وسيتضاعف عددهم أكثر في المستقبل وسيتعمق هذا الجيل الجديد من الشباب يوماً بعد يوم.

- الشباب دعامة الثورة وعسكرها
يسعى البعض باستمرار لتخويف الثورة من جيل الشباب. والواقع أن هذا الجيل الشاب بحد ذاته هو دعامة الثورة وعسكرها إن شاء الله. هذا الجيل هو الذي ينبغي أن يقوّي قواعد الثورة. وهذه الدماء الطاهرة – كدماء الشهيد لاجوردي– تمنح العمق. إنها تدلّ على صدق هذا النهج وتثبت أصالة هذا الخط.

2017-09-12