يتم التحميل...

من أجل أنس أكبر بالقرآن الكريم

تربية دينية (مناسبات)

نقدّم لكم فيما يلي باقةً من كلمات وليّ أمر المسلمين آية الله العظمى الإمام السيّد عليّ الحسينيّ الخامنئي دام ظلّه الوارف والتي تضمّنت مجموعةً من الوصايا العمليّة كان أفادها سماحته في أكثر من مناسبة من أجل الوصول إلى علاقةٍ أوثق وأُنسٍ أكبر بالقرآن الكريم.

عدد الزوار: 27

وصايا القائد

نقدّم لكم فيما يلي باقةً من كلمات وليّ أمر المسلمين آية الله العظمى الإمام السيّد عليّ الحسينيّ الخامنئي دام ظلّه الوارف والتي تضمّنت مجموعةً من الوصايا العمليّة كان أفادها سماحته في أكثر من مناسبة من أجل الوصول إلى علاقةٍ أوثق وأُنسٍ أكبر بالقرآن الكريم.

* فلنبدأ بالعمل على حفظ القرآن منذ المراحل الابتدائيّة
ما أؤمن به هو أنّ حفظ القرآن الكريم ينبغي أن يبدأ منذ الصغر، أي: منذ بلوغ الطفل سنّ الثانية عشرة أو الثالثة عشرة تقريباً؛ وذلك لأنّ "التعلّم في الصغر كالنقش في الحجر". 3/11/1370 (1991).


عليكم أن توفّروا كلّ السبل من أجل حثّ الأولاد وتشجيعهم على حفظ القرآن الكريم، منذ نعومة أظفارهم، وفي المراحل الابتدائيّة الأُولى من مسيرتهم الدراسيّة. وليس صحيحاً اعتماد أسلوب الضغط والإجبار، بل عليكم باعتماد أسلوب الترغيب والتحبيب، أقرّوا جائزةً ـ مثلاً ـ ، وأعلنوا أنّ كلّ تلميذٍ يحفظ هذا المقدار المعيّن من القرآن خلال المرحلة فسيحصل على هديّة أو جائزة وامتياز، ومن يحفظ في المرحلة الثانويّة مقداراً آخر فسيُمنح جائزة أو امتيازاً، وهكذا.. 1/12/1369 (1990).

* على الشباب أن يتعرّفوا على نصّ القرآن وتفسيره
للأسف الشديد، فإنّ هناك حقيقةً مرّة تواجهنا، وهي أنّ القرآن الكريم لم يصبح لحدّ الآن أمراً موجوداً ومنتشراً في مجتمعاتنا كما ينبغي له. الجميع يعشقون القرآن ويعظّمونه، والجميع يقدّسونه ويبجّلونه، لكنّ القليل القليل من يعكفون على تلاوته، وأقلّ القليل هم من يتدبّرون آياته!!

هذه المشكلة لا بدّ من إيجاد الحلول لها، وحلّها أمر ممكن وسهل ويسير. وأوّل هذه الحلول وأهمّها هو أن يبدأ الشباب والناشئة والأجيال الصاعدة بالتعرّف على القرآن الكريم، متناً ونصّاً، مع تعلّم معاني كلماته، وصولاً إلى التدبّر في الآيات. فعند ذلك سيتذوّقون من معين القرآن الكريم، وسينعمون بشراب القرآن العذب الذي يُحيي الإنسان. 20/7/1368 (1989).

* لا عذر لأحدٍ في ترك تعلّم آداب تلاوة القرآن الكريم
عندما يكون في بلدٍ ما عشرون أو خمسة وعشرون مليون شابٍّ من الإناث والذكور، فمن الواجب ـ بالحدّ الأدنى ـ أن يكون من بين هؤلاء مليون أو مليونان أو ثلاثة ملايين تالٍ للقرآن الكريم، ممّن يعرفون آداب التلاوة ويراعون شروطها ويتقنونها. ومن الواجب أيضاً أن نجد في هذا العدد من الشباب ـ على الأقلّ ـ مليون حافظٍ لكتاب الله. والواجب أيضاً أن يكون من بينهم عدد معتدّ به على معرفةٍ ودرايةٍ بمعاني القرآن الكريم، بما يتيح لهم فهم كلماته وظهورات ألفاظه. وكذلك من الواجب أيضاً أن يكون هناك عدد معتدّ به منهم على معرفةٍ بالقراءات المختلفة، إضافةً إلى مستحبّات القراءة وآداب تلاوة القرآن وتجويده.

إنّ من الواجب علينا أن نصل إلى مرحلةٍ بحيث يكون جميع سكّان هذا البلد، جميعهم من دون استثناء، قادرين على تلاوة القرآن الكريم، وهذا أمر أساسيّ وجوهريّ. فمن غير المقبول أبداً، في بلدٍ يدين أهله بالإسلام، أن يكون في أبنائه ولو شخص واحد لا يمتلك القدرة على تلاوة القرآن، نعم، نستثني فقط الأطفال الصغار جدّاً.

ويشتدّ ثقل هذه المسؤوليّة علينا نحن خاصّةً، كوننا نعيش في بلدٍ نظامه وقانونه ودستوره قائم على أسس الإسلام، وشعبه يعيش ويحيا في ظلال تعاليم هذا الدين وأحكامه وقيمه. 19/1/1369 (1990).

* لا بدّ لغير العربيّ من أن يتعلّم لغة القرآن الكريم
يجب علينا أن نقرّ ونعترف بأنّ الأكثريّة من أبناء شعبنا (في إيران) لا يُحسنون ولا يعرفون اللّغة العربيّة، وهذا من دواعي الأسف عندنا؛ لأنّ ذلك يمنعهم ـ في العادة ـ من الاستفادة المباشرة من ألفاظ آيات القرآن الكريم، ويجبرهم على الرجوع إلى النصوص المترجمة لآيات الكتاب العزيز، والتي تشرحها وتفسّرها لهم، وهذا وإن كان جيّداً بالنسبة إلى الناس العاديّين، لكن علينا أن لا نكتفي بذلك، ونبذل جهودنا في تعلّم لغة القرآن، من أجل أن يكون لدينا أنس وارتباط مباشر بكلام الله سبحانه. ومن هنا، فقد أُدرج في قوانين الجمهوريّة الإسلاميّة قانون يحتّم دراسة وتعلّم اللّغة العربيّة، التي هي لغة القرآن، على الجميع، ودخل هذا في النظام التعليميّ في بلادنا كواحدٍ من الأمور اللّازمة التي لا مجال للتنازل عنها. 21/5/1389 (2010).

* اقرأ القرآن بمجرّد أن تفرغ من أشغالك
إنّ علينا أن نقوّي علاقتنا بالقرآن الكريم يوماً بعد يوم، حتّى في أوقات الفراغ. فكلّما وجدتم متّسعاً من الوقت صِلوا أنفسكم بالقرآن، اقرأوا في كلّ يوم قدراً من القرآن وتعلّموه. 17/11/1370 (1991).

* احتفظوا بنسخة من القرآن الكريم في جيوبكم
قبل انتصار الثورة الإسلاميّة، وفي عهد الشاه الطاغوتيّ، كنّا نعقد جلساتٍ في مدينة مشهد لتفسير القرآن الكريم. كنت أقول للشباب الذي يشاركون في هذه الجلسات: فليحتفظ كلّ واحدٍ منكم بنسخةٍ من المصحف في جيبه، فإذا كنتم في مكانٍ ما ووجدتم متّسعاً من الوقت، كما لو كنتم تنتظرون شيئاً، حتّى لو لدقائق قليلة، دقيقتين أو ثلاث أو خمس أو نصف ساعة، فافتحوا القرآن وابدأوا بتلاوته، وبذلك تستطيعون أن تحصلوا على حالة الأنس بالقرآن.

وعلى امتداد 8 سنوات من الحرب العدوانيّة التي فُرضت على الجمهوريّة الإسلاميّة، وبينما كنّا تحت أزيز الرصاص ووقع المدافع، كنّا نجد على الجبهات شبّاناً يستغلّون كلّ فرصةٍ وكلّ متّسعٍ من الوقت للاشتغال بتلاوة القرآن، كانوا ـ وهم في تلك الحالة من الحرب المستعرة ـ يفترشون الأرض، ويتناولون المصاحف، ويقضون أوقاتهم بالتلاوة. كنّا نجدهم يفعلون ذلك أيضاً أثناء ركوبهم للشاحنات أو ناقلات الجند. وهكذا وصلوا. 3/11/1370 (1991).

* اقرأوا ولو عشر آياتٍ يوميّاً
إنّ علينا أن لا ننفصل عن القرآن الكريم بحالٍ من الأحوال. علينا أن نحافظ على حالة الارتباط والاتّصال والاستئناس بآيات القرآن الكريم. فقد ورد في الأحاديث والروايات أنّه ينبغي للمرء أن يتعاهد القرآن الكريم كلّ يوم، ولو بقراءة خمسين من آياته، ومن لم يستطع ذلك فليقرأ عشر آيات على الأقلّ. لا يقولنّ أحدكم: سأكتفي بما أقرأه في ركعات الصلاة، من قراءة سورة الحمد بإضافة الآيات من سورة التوحيد، لتتمّ بذلك الآيات العشر التي يحدّثوننا عنها! كلّا! ينبغي أن تكون هذه غير الآيات التي نقرأها في ركعات الصلاة، أعمّ من الصلاة الواجبة وصلاة النافلة. المقصود هو أن تجلسوا، وتفتحوا المصحف، وتقرأوا منه عشر آيات، أو عشرين آية، أو خمسين آية، أو مئة، بقلبٍ متيقّظٍ وفكرٍ حاضر. 23/6/1386 (2007).

* علينا أن نعوّد أنفسنا على التدبّر في القرآن الكريم
هل يكفي أن نقرأ القرآن بصوتٍ حسن، أو أن نستمع إلى التلاوة الحسنة ونلتذّ بها؟ كلّا! بل هنا أمر آخر ضروريّ وواجب. وهو التدبّر لآيات الكتاب العزيز. والقرآن الكريم نفسه قد أمرنا في مواضع عديدة منه بالتدبّر. أحبّائي! عندما نتعلّم أن نستأنس بالقرآن الكريم من خلال التدبّر لآياته، فسوف تتحقّق كلّ تلك الخصائص والآثار التي تحدّثنا عنها. ونحن لا زلنا بعيدين جدّاً عن هذا المقام، ولكن علينا أن نتابع التقدّم. 14/10/1373 (1994).

* ما هو المقصود من التدبّر؟
التدبّر أساساً لا يُطلب من أجل التفسير الذي هو بمعنى التعرّف على معاني المفردات، بل إنّما الغرض من التدبّر هو الوصول إلى معرفة المراد وحقيقة المغزى القرآنيّ الكامن في الآيات.
يمكن للإنسان أن يتعامل مع أيّ كلامٍ حكيم وأن يتلقّاه بطريقتين: الطريقة الأُولى: طريقة سطحيّة متساهلة، والطريقة الثاني: طريقة مدقّقة فاحصة. والتدبّر الذي هو واجب ومطلوب في آيات القرآن هو بمعنى الاجتناب عن التعامل السطحيّ مع آياته، أي: أنّ كلّ آيةٍ نقرؤها يجب أن تكون مصحوبةً بالتأمّل والنظر العميق، ويجب أن تكون قراءتنا لها بهدف الفهم. هذا هو المقصود من التدبّر، وسترون أنّه سيفتح أبواباً من المعرفة، بحسب ما تتضمّنه الآية أو الآيات التي تتدبّرونها. نعم، لا بدّ من الاجتناب عن التفسير بالرأي، الذي هو عبارة عن أن يُحمّل الإنسان ذوقه الشخصيّ الخاصّ على الآيات؛ فإنّ هذا محرّم ومنهيّ عنه. 18/7/1377 (1998).

* الإكثار من ختم القرآن وتلاوته من أوّله إلى آخره
ختم القرآن وتلاوته من أوّله إلى آخره أمر لازم وضروريّ، ويجب أن نكثر من ذلك، وأن نكرّر ذلك، حتّى يتسنّى لقلب الإنسان وعقله أن يُشرف على جميع المعارف القرآنيّة.

بطبيعة الحال، نحن نحتاج إلى من يعلّمنا ويفسّر لنا، ويرفع لنا المشكلات التي ربما تواجهنا في فهم الآيات، ويُظهر لنا خبايا معارف القرآن الكريم وبطون الآيات الإلهيّة. هذه الأمور كلّها ضروريّة ولازمة، وإذا ما تحقّقت، فإنّنا سنمضي قُدُماً إلى الأمام بخطىً راسخة، ولن نتوقّف أبداً. 24/4/1389 (2010).

* تلاوة القرآن والصيام
عندما يكون الإنسان صائماً، وبسبب الحالة النورانيّة والصفاء الذي ينشأ عن الصيام، فإنّ تلاوة القرآن ـ والحال هذه ـ يكون لها لذّة خاصّة، وبخاصّةٍ إذا كان الصيام في شهر القرآن الذي أمر الله تعالى بقراءة القرآن في أيّامه ولياليه. فمن الواضح، أنّ ما يمكن للإنسان أن يكتسبه من مثل هذه التلاوة لا يمكن أن يحصل عليه بالتلاوة في الأحوال العاديّة. 23/6/1386. (2007).

* لتعظيم واحترام "الأبطال القرآنيّين"
إذا أردنا للجميع أن يتعلّموا القرآن ويأنسوا به، فإنّ علينا أن نعظّم ونحترم أولئك الذين يأنسون بالقرآن حتّى باتوا يُعرفون به، هؤلاء الذين يمكن لنا أن نسمّيهم بـ "الأبطال القرآنيّين". فكما أنّه إذا أردنا لرياضةٍ ما أن تنتشر وتتحوّل إلى أمرٍ عامٍّ يمارسه الناس جميعاً، فعلينا أن نسلّط الأضواء على عددٍ من الأبطال في هذه الرياضة ونخلّدهم في أعين الناس، فكذلك إن أردنا للثقافة القرآنيّة أن تنتشر في بيوتنا، وبين أولادنا، بين نسائنا ورجالنا، وصغارنا وشيوخنا، فإنّ علينا أن نبجّل ونحترم الأبطال القرآنيّين. 1/9/1377 (1998).

* انصبوا المنابر لقرّاء القرآن
كم أرغب في أن أرى في مجتمعاتنا منابر تُنصب لقرّاء القرآن وحفظته، فكما أنّ الوعّاظ والخطباء يرتقون المنابر، فإنّ على قارئي القرآن أن يرتقوا المنابر أيضاً، وليقرأوا ما يتيسّر من آياته، فليستمع الناس منهم للكلام الإلهيّ الزلال، ولتخشع قلوبهم، وليذرفوا الدموع، ويتّعظوا، ثمّ فلينتشروا في الأرض. لكنّنا الآن نكتفي بأن نجعل القرآن الكريم هو المقدّمة لكلام الخطباء فقط! وهذا أمر محزن.
كنت قبل انتصار الثورة الإسلاميّة ألقي محاضرات في مدينة مشهد المقدّسة، كنت أرتقي المنبر فأخطب في الناس، ثمّ بعد أن أفرغ من المحاضرة، كنت أجلس أرضاً، ثمّ نضع كرسيّاً لقارئ القرآن لكي يشرع بالتلاوة. 22/1/1370 (1991).

* على الحجّاج أن يختموا القرآن أثناء تأدية فريضة الحجّ
عندما يتعلّم شابّ أو فتاة أو رجل أو امرأة الأنس بالقرآن في أثناء فترة الحجّ، أو عندما يتعلّم التأمّل والتدبّر في فقرات الأدعية التي تناجي الخالق جلّ شأنه، فإنّ ذلك سيكون بمثابة رأس مالٍ له طيلة عمره. وعلى كلّ حاجٍّ أن يلزم نفسه بأن يختم القرآن في المدينة المنوّرة، أو في مكّة المكرّمة، فتلك هي البقاع المشرّفة التي هي منزل القرآن، ومحلّ نزول آياته. وإن لم يستطع أن يختم القرآن هناك، فليقرأ جزءاً كبيراً منه بتأمّل وتدبّر. فإنّه إذا اعتاد على ذلك في تلك الأماكن، وعلى هذه العادة المعنويّة والروحيّة السامية، فإنّ هذا سيصبح رأس مالٍ بالنسبة إليه. فالقرآن الكريم ذخر لا ينفد. وإنّ الأنس بالقرآن الكريم هو أكثر نفعاً وفائدةً للإنسان من أيّ واعظٍ آخر، ومن أيّ رفيقٍ ناصح، ومن أيّ درسٍ وتلقين. 23/8/1386 (2007).

* على الشباب اليوم أن يحفظوا آيات العزّة والاتّحاد
كلّ آيات القرآن الكريم نور، وكلّها كلام الله تعالى، لكنّ شبابنا اليوم (وبحسب احتياجات عصرنا) هم أكثر حاجةً إلى الآيات التي تحكي عزّة الإسلام، وضرورة أن يكون المجتمع الإسلاميّ مجتمعاً عزيزاً قويّاً مقتدراً، والآيات التي تتحدّث عن ضرورة اتّحاد المجتمعات الإسلاميّة عمليّاً. على شبابنا في جميع أنحاء وأرجاء العالم الإسلاميّ أن يردّدوا مثل هذه الآيات وأن يحفظوها عن ظهر قلب وأن يستفيدوا منها الدروس والعبر. 16/3/1370 (1991).

2017-06-01