يتم التحميل...

مسؤولية الجمعيات الإسلامية إنقاذ الشباب من الإنحراف

الشباب

مسؤولية الجمعيات الإسلامية إنقاذ الشباب من الإنحراف

عدد الزوار: 25

من كلمة الإمام الخامنئي بمناسبة عقد اللقاء السنوي للاتحادات الإسلامية. الزمان: 19/2/1386هـ. ش ـ 21/4/1428هـ.ق ـ 9/5/2007م.
مسؤولية الجمعيات الإسلامية إنقاذ الشباب من الإنحراف

الأعداء اليوم يجهدون لسلب شبابنا ثقتهم بأنفسهم وأملهم بالمستقبل
إنّ أعداءنا يسعون جاهدين لقتل هذه العناصر الحيوية والفعّالة في نفوس شبابنا، ويحاولون تجريده من إيمانه وثقته بنفسه كدأبهم في العصر الطاغوتي البائد.

إنّ شبابنا في تلك الأيام كان فاقداً لثقته بنفسه، وكان يعتبر نفسه بداهةً أقل شأناً من الشباب الأوروبي. فما ومَنْ هو ذلك الشباب الأوربي؟ إنه ليس سوى كائن معقّد روحياً، ويعاني من مشكلات نفسية ومادية ومعنوية مختلفة، إلاّ أنّ وسائل الإعلام المزيّفة رسمت شبابنا على صورة جعلته يعتقد أنه أقل وأصغر من الآخرين شأناً، وهكذا حفروا مثل ذلك الخطأ الفاحش في عقول شبابنا.

والآن فإن ذلك الشباب الذي دخل مرحلة الشيخوخة، والذي لم يتأثّر بالثورة، مازال يحمل نفس تلك الروحية والمشاعر التي تمكّنت منه في شبابه؛ جرّاء التربية الخاطئة.

لقد كانوا فاقدين لثقتهم بأنفسهم.

إنهم يحاولون اليوم من جديد لسلب الثقة بالنفس من شبابنا, وجعله يتخلّى عن إيمانه وروحه الإبداعية الخلاّقة, ورغبته العارمة في التقدّم, وإلهائه بمختلف أنواع المشاغل والمشاكل, وجرّه إلى هاوية الشهوات والأباطيل والانحرافات والنزوات الفارغة وكافة أشكال النزاعات والصراعات المفتعلة.

مسؤولية الجمعيات الإسلامية إنقاذ الشباب من الإنحراف
إنّ مسؤولية مضاعفة تقع الآن على كاهلكم كمسؤولين وأعضاء في الجمعيّات الإسلامية، أي مسؤوليتكم عن شباب هذا العصر، وهي في حدّ ذاتها مسؤولية كبيرة تبعث على الفخر؛ وذلك بحكم المكان والزمان الذي تعيشون فيه الآن، وهي مرحلة قلّ نظيرها في الماضي وحتى في المستقبل؛ لأنه من المأمول تحويل شعب متخلّف إلى شعب متقدّم يتصدّر قافلة التطور في العالم، وتلك المسؤولية الأخرى وهي مسؤولية العضوية بالجمعية الإسلامية، أي ذلك الشاب الذي يعتبر نفسه صاحب مسؤولية وحامل رسالة بين الشباب الآخرين.

إنّ من الممكن أن يقع الشباب في الخطأ، أو أن ينبهروا بالمشاعر والمفاهيم والعناوين الخاطئة والإغراءات الخطيرة؛ فلابدّ من إنقاذهم.

إنّ عليكم أن تؤدّوا دور المُنقذ، فمن الممكن أن يتعرّض بعض الشباب للغرق في هذا البحر المتلاطم، ولا مناص من إنقاذهم.

إنّ على الجمعية الإسلامية أن تقوم بدور نجاة الغرقى بلا شعار ولا تظاهر ولا اعتماد على الآخرين؛ لأنه أمر مستهجن.

قال: ذلك يسعى لإنقاذ فراشة من الأمواج وهذا يسعى لنجاة الغرقى

إنكم فريق لإنقاذ الغرقى، فلا تَدَعوا أحداً يرتكب خطأ، ولا تَدَعوا أحداً يتوقف عن الحركة.

إنّ كل المساوئ لا تنحصر بالإنحراف والسقوط، بل إنّ التوقّف عن الحركة يعتبر أيضاً من المساوئ. هذه هي أجواء الجمعية الإسلامية وهذه هي أهدافها.

أنتم مدعوون لتمتين بنيتكم العقائدية والأخلاقية والعلمية
ومن المسلّم أن يكون منقذ الغريق أكثر مهارة في السباحة من الآخرين، وإلاّ فسيغرق هو الآخر فضلاً عن الفشل في إنقاذ الغرقى.

إذاً فعليكم أن تعملوا على تقوية أنفسكم وتمتين بُنيتكم العقائدية والأخلاقية.

لقد كنت أتحدّث للشباب منذ نحو ثلاث سنوات ـ ربما كنت بينكم أو بين آخرين ـ فقلت لهم: إنني أنصح الشباب بالدراسة والتهذيب والرياضة، فبالدراسة تترسّخ لديكم مَلَكات الحكمة والفكر والعقل والعلم.

إنّ لديّ تقريراً يقول ـ والحمد لله ـ: إنّ أعضاء الجمعية الإسلامية كانوا متفوّقين في دراستهم بالمرحلة الثانوية، وهو أمر محمود، وينبغي تعميمه على الجميع.

إنّ عليكم تقوية أنفسكم على الصعيد العلمي، لا لكي يؤثّر خطابكم في الآخرين فحسب، بل لكي تكونوا عِماداً قوياً لهذا الصَرْح العظيم، صَرْح حضارة وتقدّم الشعب الإيراني.

كما أنه لا مندوحة عن التهذيب بجانب الدراسة.

 

2017-03-08