يتم التحميل...

قضايا وهموم طلابية

الشباب

قضايا وهموم طلابية

عدد الزوار: 27

من كلمة الإمام الخامنئي دام ظله في الطلبة الجامعيين بمناسبة: حلول شهر رمضان المبارك 23-08-2010
قضايا وهموم طلابية

العناوين الرئيسية
طرح الأسئلة والإشكالات أمر حسن
الإعتراض ليس عملا صحيحا دوما
حرية الفكر مشروعة ومكانها ليس شاشات التلفزة
ليتقبل الطلاب الإنتقاد كما هم أنفسهم ينتقدون
الحذر من الإنقسامات والتصادمات الداخلية
ضرورة الإهتمام بالقضايا المصيرية للبلد
ضرورة تقوية المباني المعرفية
لتمتين الروابط مع الجسم الجامعي

طرح الأسئلة والإشكالات أمر حسن

أحد الأسئلة كان حول إمكانية أن يقوم الجامعي بالسؤال حينما يبدو له إشكالٌ أو اعتراض، وأقول في الجواب: أجل يجب أن تسألوا فلا إشكال في أن تسألوا بشرط أن لا تقضوا وتحكموا كما قال نفس الأخ الذي سأل، فأفضل أسلوبٍ للسؤال والجواب هو أن يأتي المسؤولون إلى التجمعات الجامعية. وها هنا أطلب من المسؤولين أن يكثروا من لقاءاتهم الجامعية فهم اليوم أفضل شرائح البلد: شبابٌ متعلّمون، أهل الفهم والاندفاع, فليذهب المسؤولون ويشاركوهم. ولتُطرح الأسئلة فلعلّكم ستسمعون أجوبة مقنعة.

مثلما أنني في تعاطيّ مع بعض المسؤولين أطرح عليهم أحياناً بعض هذه الأسئلة التي طرحتموها أو غيرها من هذا القبيل. حسناً، يقدّمون جواباً فيقنعون المرء أحياناً وأحياناً لا يكون الجواب مقنعاً، وعلى أي حال فإن طرح السؤال حسنٌ .

الإعتراض ليس عملا صحيحا دوما
والتفتوا إلى أن لا يختلط الاستفسار فيُحمل على وجه الاعتراض. وما ذكرته سابقاً ومكرراً أقوله الآن وهو أن التيار الجامعي أو الحركة الجامعية أو أي شيء آخر له عنوان لا ينبغي أن يتصوّر أن تكليفه هو أن يعارض الجهاز الذي يتولى الأمور ويتصدى لإدارة البلد, فهذا خطأٌ, وما هو لزومه؟ فالمعارضة ليست عملاً صحيحاً دوماً، فقد تكون في بعض الأحيان صحيحة وفي محل آخر غير صحيحة. المهم هو أن توصلوا كلامكم وتستدلّوا وتطالبوا بأجوبة مقنعة, وعلى المسؤولين أن يجيبوا.

تصفية المجتمع تكون بتوسيع دائرة الخلص والأصفياء
السؤال الآخر هو: أن بعض الناس يقولون بالوحدة، وآخرون بالتصفية (الغربلة)، فماذا تقولون أنتم؟ أنا أقول كلاهما. فالتصفية التي تذكرونها ـ بأن علينا أن نستفيد من الفرصة وحيث حصلت الغربلة فأولئك الذين لم يكونوا خالصين فلنخرجهم من الساحة ـ ليست أمراً يتحقق من خلال الشجار والاضطرابات والتنازع والتحرك العنيف والضغط . فالتصفية داخل مجموعة ما لا تحصل بهذه الطريقة, ونحن لم نؤمر بذلك.

في صدر الإسلام، كان هناك إلى جانب النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم جماعة, منها سلمان وأبو ذر وأبي بن كعب وعمّار وغيرهم, وهؤلاء كانوا في المرتبة الأولى وأكثر الناس خلوصاً (صفاء)، وكان هناك مجموعة أخرى منهم في درجة متوسطة وجماعة أخرى كان النبي في بعض الأوقات يوبّخهم. لو فرضتم أن النبي أراد في ذلك المجتمع الذي يبلغ عدّة آلاف أن يجري عملية الإستخلاص والتصفية ـ حيث إن عملية الإستخلاص تكون هنا أسهل بكثير من مجتمعٍ يبلغ سبعين مليوناً كبلدنا ـ فماذا كان سيفعل؟ ومن كان سيبقى له؟ ذاك الذي ارتكب ذنباً يجب أن يرحل، وذاك الذي تمّ توبيخه عليه أن يرحل, ذاك الذي يستأذن النبي حيث لا ينبغي عليه أن يرحل، ذاك الذي أخّر زكاته عليه أن يرحل, حسناً، لن يبقى أحداً.

واليوم الأمر كذلك. ولا يصح أن تأتوا وتخرجوا ضعاف الإيمان تحت حجّة أننا نريد التصفية, كلا، عليكم مهما استطعتم أن توسّعوا دائرة الخلّص والأصفياء.

إعملوا ما يمكن أن يزيد من أولئك الأصفياء الذين يستطيعون أن يصفّوا المجتمع ؛ فهذا جيّدٌ . وابدأوا من أنفسكم ومن حولكم، من أسرتكم وأصدقائكم وتشكيلاتكم ومما هو خارج هذه الدائرة. فاسعوا بكل ما أمكنكم من أجل رفع مستوى تصفية الأفراد والجماعات ضمن دائرة نفوذ تشكيلاتكم, حيث ستكون النتيجة تنامي الصفاء في مجتمعكم. وطريق التصفية والاستخلاص هي هذا.

الوحدة تكون بين المؤمنين بالأصول ذاتها
والوحدة التي نقول بها ـ حيث يوجد أسئلة حولها ـ فإن قصدي هو الاتحاد المبني على الأصول. لهذا فالوحدة مع من؟ مع ذاك الذي يقبل هذه الأصول. وبالمقدار الذي يؤمن به بالأصول نكون معه في ارتباط واتصال, وهذا ما يكون ولاية بين المؤمنين. ذاك الذي لا يقبل الأصول، تلميحاً أو تصريحاً، فهو في الواقع خارج هذه الدائرة. وبناء على هذا التفصيل والتوضيح فنحن نؤيّد الوحدة ونؤيّد التصفية. وقد برز سؤالٌ آخر خلال الحديث، أحياناً كنت أسمعه في الخارج.

أحد السادة ذكر نقطة تتعلق بخصخصة الثقافة والصحّة، حيث إن ذلك برأيي أمرٌ صحيح أيضاً. إن الخصخصة المتعلقة بالشركات المعنية، في البند 44، لها تعريفٌ محدد. برأيي إن القضايا الثقافية والصحية وأمثالها بذاك الشكل لا يشملها البند المتعلّق بالخصخصة. وقد ذُكر لي بعض الموارد من جانب المسؤولين المعنيين. وبرأيي فإنّ هذا الإشكال واردٌ ويجب الالتفات إليه.

السياسات الخارجية وتصدير الثورة بواسطة الجامعيين أيضاً أمرٌ جيّد، فلا نقول إنه عملٌ لا فائدة منه. كلا، فباليقين فيه فوائد, لكن التفتوا: هناك في هذه المجالات الكثير مما يجري العمل عليه. في مجال التواصل مع المسلمين، مع الشعوب المختلفة، في آسيا، في أفريقيا، في أمريكا اللاتينية، هناك الكثير مما ينفذ. في أمريكا اللاتينية لا يوجد دولة إسلامية, ولكن فيها تجمعات إسلامية كما في البرازيل وغيرها من لبنانيين وعرب عموماً وشيعة ومسلمين, وهناك الكثير من الأعمال. وما يتمّ إنجازه هو بالنسبة لكم أيها الشباب الأعزاء غير معروفٍ بمقدار ما, ولكن برأينا لا عيب في ذلك فإنّه عملٌ جيّد إذا تمّ تنظيمه وبرمجته.

وفيما يتعلق بالتمييز ذُكرت مسائل قد دوّنتها كذلك، فالإشكال واردٌ. في الواقع إنّ بعض الإشكالات واردة. والكلام عن أسباب خروج النخب يجر كلام. إحدى السيدات قالت: عندما نتواصل مع النخب يقولون إن سبب خروجنا هو هذه الأمور: أنه في الداخل ذاك العمل الذي كان ينبغي أن يحصل لم يحصل، وما لم يكن ينبغي أن يحصل حصل، وأنا لا أرفض هذا الكلام، فمن الممكن في الواقع أن تكون هذه الإشكالات واردة. أما أولئك النخب الذين ينهون دراستهم الجامعية ويذهبون إلى الخارج ففي الغالب لا يكون ما ذُكر من مبررات خروجهم, بل هي حجّة. هناك أشخاصٌ تُفرش لهم الدروب بالورود، وتُقدّم لهم المجالات المساعدة للعمل, فيتصوّرون أنّهم إذا دخلوا فيه فسوف يحدث كذا وكذا. ولعلّه يوجد في الواقع أجهزة حكومية لديها، بالإضافة إلى الاحتياج إلى العلم وطاقات الشباب، دوافع أخرى وهي محاربة الجمهورية الإسلامية, لهذا فإنّهم ينفقون الميزانيات ويأخذونه (الشاب الجامعي) إلى هناك. وأولئك الذين يذهبون إلى هناك فإن بعضهم ينجح وبعضهم الآخر لا ينجح فترتطم رؤوسهم بالحائط ويندمون ولدينا ما هو من هذا القبيل. ومن الجانب الآخر لدينا شباب (وبمعزل عن موضوع فرار النخب)، يسافرون إلى الخارج للدراسة، وينالون درجات علمية ممتازة، ولكن إيمانهم ودوافعهم الدينية والإسلامية ودوافعهم السليمة تعيدهم إلى بلدهم. فالحراك ليس باتجاه واحد، نحن نعرف أشخاصاً بعضهم من النوابغ والمميزين والنخب يرجعون إلى بلدهم للعمل والخدمة. فليس الأمر على هذا المنوال الذي فرضتموه بأن الهجرة من طرفٍ واحد فقط. فهناك من يرجع إلى بلده ويجد الإمكانات والأعمال المنجزة.

أحد الأصدقاء تحدث عن قضية الهجوم على الحي الجامعي، لقد كنت أتابع هذه القضية ولا زلت، وبالطبع كانت المتابعة بطيئة ولم تتقدّم، ويجب أن تتقدّم، وسوف يكون ذلك إن شاء الله، لكن ليس الأمر كما تتصورون بأن القضية صارت منسية, كلا لم تُنسَ. حسناً، فإن الإبتلاء ات كثيرة والأعمال كذلك, فلعلّ بعض الأجهزة ليس لديها دافع قوي للتعاون في هذا المجال، لهذا فإن المتابعة تسير ببطء لكنها سوف تتقدّم إن شاء الله.

يُقال إن هناك تعاملاً انضباطياً وأمنياً داخل الجامعات. أنا لا أعلم كيف يحصل التعامل المشدّد من الناحية الانضباطية والأمنية في الجامعة، ولكنني أعلم أنه في النهاية لا بد من وجود انضباط. وهنا إذا حصل في بعض الأماكن نوع من الشدّة في مجال الانضباط وإعماله، فلا أعلم ـ من الممكن أن يكون قد حصل لكن في النهاية الإنضباط لازمٌ والأمن مطلوبٌ. فلا يصح أن نترك الحرم الجامعي. لأنه عُرضة للكثير من مؤامرات العدو. وعليكم أن تعلموا أيها الجامعيون أنكم ضمن الدائرة الحمراء, فأحياناً عندما يريدون أن يحددوا نقطة ما في صورة أو فيلمٍ فإنهم يفعلون ذلك برسم دائرة حمراء. والعدو قد جعلكم أيها الجامعيون ضمن الدائرة الحمراء, وفي الأساس فإن الكثير من البرامج متوجهة نحوكم من أجل حرفكم وجعلكم غير مبالين تجاه مصير بلدكم ومصالح الثورة. فكيف يصحّ أن نبعد الجامعات عن الأنظار؟ حسناً، ففي النهاية يجب الالتفات. أجل برأينا إن الشدّة والإفراط ليست جيدة في أي مجال، ومنه هذا الأمر.

حرية الفكر مشروعة لكن مكانها ليس شاشات التلفزيون
أحدُ الأصدقاء قال إن الفكر والعلم لا ينبغي أن يتحركا وفق الأوامر. ليس لدي نموذجٌ عن هذا الأمر. ففي مجتمعنا لا يوجد فكرٌ يُنزّل بالأوامر, وكذلك على صعيد العلم. فأين هذا؟ فليحدد ليقل. إنني من بين الذين يحاربون مثل هذا الأمر. فنحن أتباع حرية الفكر. بالطبع، أنا أقول لكم إن موضوع حرية الفكر ليس مكانه التلفزيون، بل اللقاءات التخصصية. فعلى سبيل المثال نقيم لقاء جامعياً تخصصياً في مجال القضية السياسية الفلانية فيأتي شخصان أو خمسة أو عشرة للتباحث فيما بينهم، هذا ما يُسمّى حرية الفكر. كذلك الأمر فيما يتعلق بالبحث حول المعارف الإسلامية وحول أفكار المذاهب العالمية المختلفة وكذلك فيما يتعلق بأية قضية علمية. لهذا يجب أن تكون اللقاءات تخصصية وأما أن يتباحث الناس علناً وفي الإذاعة والتلفزيون، فإن الذي له الحق لا ينتصر بالضرورة. فالذي سيغلب هو من يتقن التعبير أكثر ويمكنه أن يمارس التلاعب، مثل قضية صورة الأفعى واسم الأفعى حيث قال: أيهما أفعى؟ فأشار الناس إلى صورة الأفعى وقالوا: واضحٌ هذه هي الأفعى. لهذا ينبغي أن تكون حرية الفكر ضمن لقاءات تخصصية بما يتناسب مع البحث, أما الأجواء العامة فلا تكون محلاً لتلك الأبحاث والمناظرات. ولا يعني هذا أن يُفرض الأمر فرضاً, كلا، ففي النهاية هناك فكرٌ حقٌّ مطروحٌ (ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)1، فلأي شيء هذه الحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالأحسن؟ ( ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ) 2. حيث يكون هذا الأمر مسبقاً أصلاً موضوعياً، الدعوة إلى الله. والأمر كذلك في جميع الأشياء. فالدعوة ينبغي أن تكون بمنطق صحيح، ولكن ينبغي تحديد وجهة الدعوة. فلا معنى لأن يترك الإنسان وجهة الدعوة مفلتة, فإن هذا يؤدّي إلى إضلال الناس. يجب هداية الناس.

أولستم تقولون إن على الحكومات مسؤولية هداية الرأي العام؟ على أي حال، ما ذُكر كان مطالب جيدة. وللإنصاف فإن أصدقاءنا قد عرضوا كلمات جيدة.

لعدم تغليب القضايا الفرعية على الأساسية
وأحد الأصدقاء قال إن قلوبنا قد تقرّحت من يسار ويمين رئيس الجمهورية. حسناً، ها إنّ قلوبكم قد تقرّحت ـ لا سمح الله بذلك ـ أما أنا فأقول لكم إن مثل هذه الأمور ليست من القضايا الأساس المفصلية. من الممكن أن يكون هناك إشكالٌ وارد ـ وأنا لا أريد في هذا المورد أن أصدر أي حكم ـ من الممكن أن يستشكل أحدٌ على شخص أو عملٍ, غاية الأمر أن علينا الالتفات إلى القضايا إذا كانت أصلية أم فرعية. فلا نجعل قضايا الدرجة الثانية محل القضايا الأساس على صعيد اندفاعنا وهمّتنا وبذل مجهودنا.

هذا هو كلامي فقط, وإلا فإنني لا أعترض عليكم فيما إذا أعجبكم زيد أو عمرو أو لا, ولا أعترض عليكم إذا نطقتم بإشكال بطريقة لا مفسدة فيها, فهذا برأيي لا إشكال فيه. إلتفتوا فقط إلى أن لا يصبح هذا بدلاً عن القضايا الأساس. فقضايانا الأساس هي أمورٌ أخرى. ولقد طُرح بحث جعل الإقتصاد شعبياً والبند 44 وأمثاله. وقد قال السادة أنهم ينفذّون البند 44 بشكلٍ جيّد. وبالطبع هناك من يخالف ويعترض ـ من داخل المجلس وخارجه ـ ويقولون أنه لا يتم العمل بهذا البند, لكن نفس مسؤولي الأجهزة، يقولون خلاف ذلك. وبرأيي أن هذا من ضمن الأسئلة التي ينبغي أن تُطرح وعلى المسؤولين أن يأتوا إلى التجمعات الجامعية ويذكروا ما تمّ إنجازه في الواقع ويقنعوا أذهان الشباب, وإذا لم يتمكنوا من إقناعهم فعليهم أن يذهبوا ويعيدوا النظر في العمل.

لقد طرحتم إشكالاً على الإذاعة والتلفزيون وهو إشكالٌ وارد, وأشكلتم على إعلان الخلافات بين المسؤولين، وهو إشكال وارد أيضا، وأنا العبد أحمل مثل هذا الإشكال عليهم وقد ذكرته لهم, وقد كان لي مواقف شديدة معهم في هذا الخصوص.

ليتقبل الطلاب الإنتقاد كما هم أنفسهم ينتقدون
طرحتم قضية التجمّع أمام المجلس. وهنا لن أبدي أية وجهة نظر, فقط أقول لكم إنكم تشكون من عدم تقبّل المسؤولين للنقد, حسناً، كونوا أنتم كذلك! فتقبل النقد لا يختص فقط بالمسؤولين، ففي النهاية إذا انتُقد الجامعي عليه أن يتقبل ذلك. لقد تجمّع عددٌ كبير أمام المجلس وأطلقوا الشعارات التي لم تكن سيئة وأطلقت مجموعة من بينهم شعاراتٍ حادّة. بالطبع، أنا لا أقول إنهم أشخاصٌ سيئون وأشرار، كلا، في النهاية تشددوا، وتصرّفوا بذهنية الشباب, أما إذا كنتم تعتقدون أن هذه الشعارات متشددة أو مفرطة بالتشدد ومن غير حق فاقبلوا ذلك. فلا ينبغي أن يصبح الأمر على هذا المنوال بحيث إن كل ما يمسك بتلابيب الجامعي فينبغي أن نعارضه. فمن الممكن أن يوجّه إليكم نقدٌ فتقبلوه.

قيل إننا نعمل على قضية الولاية, حسناً جداً. وقد قُدّم توضيحٌ بشأن موضوع حول ضيافة الفكر، مما أسر هذا العبد كثيراً. وإنني أرحب بما ذُكر حول وجود اختلاف وتفاوت بين الخطة العلمية الجامعة المُعدّة والخطة الموجودة, فأوصلوها لنا حتماً. وإن شاء الله يدوّن مكتبنا لشؤون العلاقات الشعبية اسم هذا السيّد ويأخذها منه. المخيمات الجامعية هي أمورٌ ممتازة وأنا أوافق على اللقاء.

الحذر من الإنقسامات والتصادمات الداخلية
لقد دوّنت هنا بعض المطالب، ولكن للأسف الوقت قليل، وما أقوله: أولاً أن تنتبهوا جيداً إلى تشكيلاتكم الجامعية كي لا تقع تحت تأثير الاختلاف في السلائق فيؤدي ذلك إلى حدوث انشعابات داخلية أو تصادمات فيما بين التشكيلات. وأحد المصاديق البارزة للوحدة التي نوصي بها وندعو إليها هو هذا. فالذي يفصل بين الناس أو يقرّبهم هو تلك الأصول والمباني المعرفية. وعندما لا تكون هذه المباني محل قبولٍ وتوافق يؤدي ذلك إلى الفصل والتباعد, وإذا تمّ الإتفاق عليها فإنها تجمع. أما السلائق فهي ليست كذلك، فلكل إنسانٍ سليقته وذوقه. فواحدٌ مهندسٌ وآخر يدرس الفن، وثالثٌ في مجال الطب ـ فهذه أنماطٌ ثلاثة ـ وفي كلٍّ منها طيفٌ واسع من السلائق والدوافع المختلفة، فواحدٌ يعجبه شيء لا يكون مورد إعجاب آخر, فلا تجعلوا مثل هذه الأمور سبباً للتباعد فيما بينكم, فإن هذا أمرٌ في غاية الأهمية.

ضرورة الإهتمام بالقضايا المصيرية للبلد
النقطة الثانية: فليكن لكم تحليلٌ وموقفٌ بالنسبة للقضايا المصيرية للبلد. إنّ إعلان طهران قضية مهمة، فما تحليلكم حول هذا الإعلان؟ وما هو موقفكم؟ هل أنتم موافقون أم مخالفون؟ القرار 1929 الصادر عن مجلس الأمن ضد الجمهورية الإسلامية، أو العقوبات الأحادية من جانب أمريكا وأوروبا ضد إيران, فما هو تحليلكم لهذه القضية؟ هذه الأمور ليست بالأمور البسيطة. ما هو موقفكم؟ ماذا تفعل إيران؟ فهل نرفع أيدينا للاستسلام إذا عبسوا وفرضوا علينا عقوبات وكشّروا عن أنيابهم؟ هل نتنازل قليلاً في هذا الوقت؟ ما هو تحليلكم؟ ففي الداخل هناك تجمعات سياسية هذا هو رأيها، يقولون عندما يظهر الخصم وجهه القبيح بشدة فعليكم أن تتراجعوا, طيب، هل تقبلون بذلك؟ هل نتراجع أم لا؟ هل تعتقدون أن كل تراجعٍ يشجع الخصم؟ بمجرد أن رأوا أنكم تخافون من العبوس يقولون: أيها السيد أعبس, فعلاج هذا الرجل هو العبوس. بمجرد أن رأوا أنكم تتراجعون بالتهديد بالضرب، أو بنفس الضرب، يقولون فلنضرب مرة أو مرتين حتى يتراجع عن كل كلامه.الخصم هو هكذا. وهذه هي الحسابات الدنيوية.

ضرورة تقوية المباني المعرفية
النقطة الأخرى: التي أردتُ أن أذكرها لكم أيها الأعزاء هي أيها الإخوة والأخوات : خذوا مسألة تقوية المباني المعرفية على محمل الجد.

بالطبع، إنني اليوم عندما أتطلع أشاهد أنه مقارنة مع ما كان قبل ثماني سنوات في لقائنا الرمضاني هنا حيث كان الأصدقاء يأتون ويتحدثون، فإن ما حصل اليوم يدل على أن الاعتناء بالمباني المعرفية بين الجامعيين أصبح أقوى. وبعض الآراء التي تبدونها تدلّ على قوة هذه المباني في الأذهان, هذا ما يلاحظه المرء, لكن في نفس الوقت، على التشكيلات أن تأخذ قضية تقوية المباني المعرفية بجدية حتى تنساب فيما بعد منها إلى المجموعات الجامعية. وتقوية المباني المعرفية أمرٌ مطلوبٌ جداً. وضعفها سيتسبب بأضرارٍ كبيرة للفئات الجامعية في البلاد والتشكيلات.

لتمتين الروابط مع الجسم الجامعي
النقطة الأخرى: هي أن على جميع التشكيلات أن تزيد من قوة علاقتها وارتباطها بالجسم الجامعي. فلا تغفلوا هذا, وقد ذُكر الآن أن "مخيمات الضيافة" هذه تُقام وهو أمرٌ جيّد فإنها إحدى وسائل التواصل مع الجسم الجامعي, لكن برأيي: ينبغي أن تقام في كل أيام السنة وفي المناسبات المختلفة، فإن للتواصل مع الجسم الجامعي وكذلك مع الأساتذة قيمة كبيرة.

في الختام، أذكر لكم أيها الإخوة والأخوات جملة : إعلموا أعزائي ؛ لحسن الحظ فإن مسيرة التطور في البلد تجري بشكلٍ جيدٍ ومطلوب في مختلف المجالات. فمسيرة العدالة جيّدة. من الجيّد أن يُسمّى هذا العقد عقد التطور والعدالة. التطور الذي ذكرناه هو تطورٌ علمي وتقني وسياسي وأخلاقي, فكل هذه هي محل اهتمام. حسناً، هناك أعمالٌ جيدة في طور الإنجاز أقلّه أنّ عملية تأمين البُنى التحتية للأعمال الكبرى والطفرات على قدمٍ وساق. وفيما يتعلق بالعدالة ففي الحد الأدنى إن هذا الفكر بات سائداً. فالجميع أصبحوا يعتقدون بضرورة السعي للعدالة وإجرائها، ويجب تحقيق هذه الأمنيات، والنزول إلى ميدان التنفيذ ـ وهذا مما ورد ضمن كلمات أصدقائنا ـ وهو بحد ذاته تطورٌ. وبالطبع، هذا لا يعني أننا قانعون بالمقدار الذي حصل من تطورٍ على صعيد العدالة, كلا، فالأُمنية والهمة عالية جداً. الأماني كبيرة والهمم رفيعة . ولكن أريد أن أقول لكم إننا في طور التطور والتقدّم. ومنحنى أعدائنا يشير إلى الضعف ومنحنانا يشير إلى القوة. النظام الرأسمالي والظالم في العالم ـ والذي مظهره الولايات المتحدة الأمريكية ـ هو اليوم أضعف بكثير مما كان عليه قبل عشر أو عشرين سنة.

وفي المقابل فإن الفكر الإسلامي ونظام الجمهورية الإسلامية اليوم هو أقوى بكثير مما كان عليه قبل عشر أو عشرين سنة، وقد تقدم كثيراً وأصبح أكثر جهوزية بكثير. إن شبابنا اليوم هم أفضل بكثير مقارنة بعشر سنوات مضت، وكذلك أكثر جهوزية بكثير. الشباب المؤمن الذي كان قبل عشر سنوات هو اليوم فعّال في الكثير من ميادين الحياة. وأنتم إن شاء الله ستكونون في المستقبل من الفاعلين في القطاعات المختلفة للبلاد. فهيّئوا أنفسكم للامتحانات الصعبة. نحن نتقدم, هذه السنوات الـ 31 من عمر نظام الجمهورية الإسلامية، تشهد على تحركٍ نحو الأمام بالرغم من عداوات الأعداء. وأعداؤنا اليوم ليسوا بقوة ما كانوا عليه قبل 31 سنة. إن أمريكا اليوم ليست بالقوة التي كانت عليها قبل 31 سنة.

في ذلك اليوم قلت في جمعٍ من المسؤولين إن هذا هو اعتقادي وكل الدلائل والشواهد تثبته. إن أمريكا في عهد ريغن كانت أقوى بدرجات من أمريكا في عهد أوباما وقبله بوش الإبن . الواقع هو أنهم يسيرون نحو الضعف.

ولا يوجد من مؤشّرٍ يدلّ على أن هذا المنحنى سيستعيد حالة الصعود, وفي المقابل هناك مؤشرات كثيرة تدلّ على أنّ المنحنى التصاعدي لشعب إيران ونظامها سيتسارع إن شاء الله.


1- سورة النحل، الآية 125.
2- سورة النحل، الآية 125
 

2017-03-08