يتم التحميل...

الشباب وصنع المستقبل:أعدوا أنفسكم من أجل تقدم بلادكم

الشباب

الشباب وصنع المستقبل:أعدوا أنفسكم من أجل تقدم بلادكم

عدد الزوار: 25

كلمة الإمام الخامنئي في طلاب المدارس و الجامعات عشية ذكرى 13آبان 29/10/2008
الشباب وصنع المستقبل:أعدوا أنفسكم من أجل تقدم بلادكم

بسم الله الرحمن الرحيم

أولاً أرحب بكم جميعاً أيها الشباب الأعزاء، طلبة الجامعات و المدارس، و أبناء الشعب الإيراني الأعزاء. و هذه هي رسالتي القلبية و تحيتي الدائمية لكل شبابنا الأعزاء في كل أنحاء البلاد.

أقيمت هذه الجلسة بمناسبة الثالث عشر من آبان الذي نحن على اعتابه. و الثالث عشر من آبان يوم مهم جداً. إنه يوم طلبة المدارس بمعنى من المعاني، و يوم طلبة الجامعات بمعنى من المعاني، و يوم ثبات الشعب الإيراني مقابل مكر الاستبكار بمعنى من المعاني. أذكر بهذه المناسبة نقطتين أو ثلاثاً لكم أيها الأعزاء.

الشباب يتحملون مسؤولية في صنع المستقبل
النقطة الأولى هي أنكم بوصفكم ممن يعشقون شموخ إيران الإسلامية و تعدون أنفسكم جنود الإسلام بحق، تتحملون على عاتقكم مسؤولية كبيرة لصناعة المستقبل. هذه هي خصوصية المدرسة الصادقة و المنهج الحق و الواقعي. الكل مسؤولون. والشاب أيضاً وهو في عنفوان ازدهار مواهبه من المسؤولين. المسؤولية لا تقع فقط على الشيوخ و الكهول، إنما يتسنى القول بنظرة معينة أن الشاب يتحمل مسؤولية أكبر. لماذا؟ لأن قدرات الشاب، وتفتّحه، و قواه أكبر من الآخرين. على الشاب أن يشعر في داخله و في قلبه و وجدانه أنه يتحمل مسؤولية حيال مستقبل هذا البلد، و مستقبل هذا الشعب، و مستقبل هذا التاريخ.

الشعور بالمسؤولية جعل الشعب الأعزل ينتصر على تحالف قوى الهيمنة
الشعور بالمسؤولية هو الذي جعل معظم الشباب الملتزم يتوجّه لسوح الدفاع خلال فترة الدفاع المقدس. كان بوسع الشباب أن يبقوا في بيوتهم تحت ظلال آبائهم و أمهاتهم ورعايتهم و تدليلهم، فلا يرابطون أثناء الشتاء في جبال الغرب الشاهقة المغطاة بالثلوج، و لا يتواجدون صيفاً في صحاري خوزستان اللاهبة. لكن الشعور بالمسؤولية لم يدعهم ينشدون الراحة بل زحفوا إلى الميدان وحققوا هذه النتيجة المعجزة.

أرغب أن يتعرف شبابنا على قصة الحرب المفروضة طوال ثمانية أعوام. قلنا هذا مراراً، و قاله غيرنا و تم شرحه و إيضاحه. لكن نظرة شاملة لهذه الأعوام الثمانية في ضوء التفاصيل والملابسات مهمة جداً للبرمجة لمستقبل شبابنا في الوقت الحاضر. و قد دوّنت كتب جيدة لحسن الحظ. مع أني لا وقت لدي كثيراً حينما أنظر في العديد من الكتب التي ظهرت حول قضايا الدفاع المقدس أجدها مفيدة بالنسبة لي. اقرأوا هذه الكتب، و اعلموا، و انظروا. تعرفوا على سير هؤلاء الشباب البارزين. البعض من هؤلاء الشباب البارزين في ساحة الحرب هم نفسهم الذين صنعوا في يوم الثالث عشر من آبان تلك الملحمة العظيمة، و التحقوا بعد ذلك بساحة الحرب. و الكثير منهم من الوجوه الخالدة الحقيقية في تاريخنا. هذا هو الشعور بالمسؤولية.

في حرب الثماني سنوات حينما تحالفت جميع القوى المهيمنة في العالم يومذاك - سواء الاتحاد السوفيتي يومها، أو أمريكا، أو فرنسا، أو الكتلة الشرقية الأوربية يومذاك، أو بلدان المنطقة الرجعية - و أغدقوا المال و القوة و المعلومات و السلاح على النظام البعثي، و وقفوا بوجه بلد و شعب لم يكن له سوى الإرادة و الإيمان؛ لم يكن له سلاح، ولا عتاد، ولا معلومات كافية و وافية؛ لكن الإيمان جعلهم صلبين كالفولاذ و الصخور. حصلت المواجهة بين هذين الجانبين و انتصر هذا الجانب على ذاك. أي إن قوة الإيمان لدى الشعب الإيراني انتصرت على تلك القوة الهائلة الكبيرة التي تمتعت بالمال و المعلومات و السلاح و المعدات و كل شيء. هذا هو الشعور بالمسؤولية.

وقبل قضية الحرب المفروضة، أي في أحداث الثورة أيضاً صنعت إرادة الشباب و شعورهم بالمسؤولية هذه المعجزة التاريخية الكبرى، حيث اسقطت الأيدي الصامدة المؤمنة الخندق و الحصن الحصين للاستكبار في المنطقة وأعني به النظام الملكي في إيران، وأقامت مكانه نظاماً شعبياً إسلامياً. هذا هو الشعور بالمسؤولية.

أعدوا أنفسكم من أجل تقدم بلادكم
غد هذا البلد، وغد هذا الشعب بحاجة لشعوركم بالمسؤولية اليوم. لماذا يجب أن تشعروا بالمسؤولية؟ من أجل بناء أنفسكم، من أجل بناء أنفسكم علمياً، وإيمانياً، و من حيث التقوى. ضاعفوا من بصيرتكم، وزيدوا من وعيكم بالحاضر و الماضي و المستقبل. بعد عشر سنين أو اثنتي عشرة سنة ستكونون أنتم المجتمعين هنا كلكم و نظائركم في كافة أرجاء البلاد شباباً متخرجين دخلتم ساحة حياة الشعب الإيراني وسيكون الكثير منكم قد ألقيت بعض المسؤوليات على عاتقه. رؤساء الجمهورية في المستقبل، و وزراء المستقبل، و مدراء المستقبل، و الشخصيات البارزة في شتی القطاعات مستقبلاً - الشخصيات التي تُخطِّط، و تبرمج، و تفكر، و تنظِّر لإدارة البلد - ستظهر منكم. أولئك المدراء و المبرمجون يجب أن يكونوا علماء، و يجب أن يكونوا متدينين و نزيهين و ذوي بصائر بالمعنى الحقيقي للكلمة. و هذا لا يتاح إلا إذا أعددتم أنفسكم له من الآن. هذه النقطة الأولى.

أنتم أبنائي، و الإنسان يتمنّى لأبنائه أفضل الأشياء. وهذا هو الأفضل. يجب أن تعدوا أنفسكم. هذا طريق سلكه هذا الشعب. ليس طريقاً ينتهي اليوم أو غداً أو في المستقبل القريب. إنه طريق رفعة شعب. طريق تلافي التخلّف طوال القرن أو القرنين الماضيين. وسأذكر في النقطة اللاحقة أنه من المهم جداً أن تعدوا أنفسكم اليوم للمستقبل.

 

2017-03-08