يتم التحميل...

النهضة الطلابية ومساهماتها في في إنتصار الثورة والدفاع عنها

الشباب

النهضة الطلابية ومساهماتها في في إنتصار الثورة والدفاع عنها

عدد الزوار: 22

كلمة الإمام الخامنئي في جامعة "العلم والصنعة" 14/12/2008
النهضة الطلابية ومساهماتها في في إنتصار الثورة والدفاع عنها

ألمأمول من الجامعة: تنمية تيار العلم وتعزيز تيار النزعة المبدئية
الاجتماعات الجامعية - اللقاء بالطلبة الجامعيين - محببة و طيبة جداً بالنسبة لنا، إذ تسودها أجواء الصدق و الإخلاص، كما أن للطالب الجامعي دوره الأساسي في تشكيل الحاضر و المستقبل. هذا هو الشيء الذي اعتقد أن طلبتنا الجامعيين يجب أن لا يغفلوه أبداً. للطالب الجامعي دوره سواء في حاضر البلاد أو في غدها و مستقبلها.
 

العنصر الذي يكتسب قيمة إضافية خارقة بهمته و سعيه و بتوجيه الأساتذة و مساعدتهم في هذا المصنع العظيم هو الطالب الجامعي. و لا شك أن الجامعة وفق هذه النظرة هي أهم البنى التحتية لتقدم البلاد و تنميتها، أي إن أياً من البنى التحتية الأخرى للبلاد لا تمتاز بأهمية الجامعة و دورها. ذلك أن الجامعة تخرِّج الكوادر و الطاقات البشرية، و الطاقات البشرية أعظم أرصدة البلاد.
 

المتوقع من الجامعة دوماً و في كل مكان هو أن تكون قطباً لتدفق وتألق تيارين حيويين في البلاد: الأول، تيار العلم و البحث العلمي، والثاني، تيار النـزعة المبدئية و نشدان المُثُل و رسم الأهداف السياسية و الاجتماعية. نادراً ما نجد و ربما لا نجد بيئة كالجامعة يتفجر فيها هذان التياران بهذه الشدة و بموازاة بعضهما.. تيار العلم و البحث العلمي الحيوي جداً للمجتمع ولعزة المجتمع، و العزة العلمية تستتبع وراءها العزة الاقتصادية و العزة السياسية و العزة الدولية.. هذا التيار موجود في الجامعات.. و هناك أيضاً قضية النـزعة المبدئية التي لا صلة لها بقضية العلم في ظاهر الأمر، لكن المتوقع من الجامعات في كل العالم و بسبب وجود الطلبة الجامعيين فيها أن تنشط و تعمل في حيز رسم المبادئ و الميل لهذه المبادئ و اكتسابها والوصول إليها. هذا شيء يرتبط بالطالب الجامعي خصوصاً فشبابية الطالب الجامعي و سنّه و استعداده الروحي يجعل الجامعة في هذا الموقف. هذا هو المتوقع من الجامعة. طبعاً تتم تلبية هذا التوقع في بعض الحالات، ولا تتم تطلبيته في حالات أخرى.

أ ــ تيار العلم والبحث العلمي
بخصوص التيار الأول - تيار العلم و البحث العلمي - ينبغي القول إنه كان سارياً في بلادنا في الماضي بدرجات متفاوتة. لا يمكن إنكار التحرك الجامعي قبل الثورة بالمرة. يمكن تسجيل بعض المؤاخذات عليه، لكن كانت هناك بالتالي تحركات معينة. و كانت هناك عناصر مخلصة و متشوقة وعالمة مارست دورها في الجامعات، إلا أن الحركة العلمية في الجامعات تسارعت بعد الثورة، و لهذا أسبابه طبعاً.
 

في السنوات الأخيرة حيث أطلقت قضية إنتاج العلم و نهضة إنتاج العلم، والنهضة البرمجية، و العودة إلى الذات، و الاهتمام بالبحث العلمي في الجامعات، حدثت قفزة في هذه الحركة. و أنجزت مشاريع مهمة في جامعاتنا تتعلق ببعض المجالات العلمية و التقنية التي تلاحظون نماذج منها حالياً، وفي مجال العلوم الطبية، و في مجال العلوم الحديثة، و على مستوى العلوم الذرية، و في مضمار النانو و غير ذلك.. و هي إنجازات لم يكن هناك في الماضي حتى من يتصور أننا قادرون على إنجازها و أن باحثينا، وأساتذتنا، و طلبتنا الجامعيين، و شبابنا قادرون على الوصول لهذه المحطات العلمية واجتراح هذه القفزة.. لكنها حصلت اليوم.. المهم هو استمرار هذه القفزة. نحن مصابون بتخلف مزمن في المجال العلمي. المهم هو الاستمرار في التحرك السريع. علينا مواصلة هذه السرعة التي تتميز بها حركتنا العلمية لسنوات طويلة.. ليس من الجائز إطلاقاً أن نتوقف، لأن تأخرنا عن العالم المتقدم علمياً تأخر شاسع و ملحوظ.. هذا ما نعلمه و نفهمه و نعاني منه. والسبب هو أن شعبنا ليس شعباً بدرجة ذكاء دون المتوسط كي نقول إن هذا هو استحقاقنا. شعبنا شعب له درجة ذكاء أعلى من المتوسط. هذا كلام تم إثباته و الكل يقولونه و يذكرونه، و يمكن مشاهدة آثاره و دلائله. و سابقتنا العلمية و تاريخنا العلمي يؤيد ذلك. إنه لمما لا يمكن أن يطاق أن يتصف هذا الشعب و في هذه المنطقة الحساسة من العالم بهذا التأخر و الفقر العلمي الذي فرضوه عليه. نشكر الله على أن فتح أعيننا على هذا التأخر و فهمنا أننا نعاني من هذا الفقر، و نشكر الله لانبثاق هذه الهمم و التشوق و التفاؤل عندنا في أننا نستطيع التغلب على هذا التأخر. إذن، يجب مواصلة هذا التعجيل و هذه القفزة لسنوات مديدة.
 

هدفنا بلوغ موقع المرجعية العلمية في العالم
قلنا إن البلاد يجب أن تبلغ العزة العلمية. و ينبغي أن يكون الهدف المرجعية العلمية في العالم كما قلنا مراراً. أي كما أنكم تضطرون الآن لمراجعة علماء و كتب تنتمي لبلدان أخرى من أجل حيازة العلم و النتائج العلمية، كذلك يجب علينا الوصول إلى حيث يضطر طالب العلم و المعرفة إلى مراجعتكم و مراجعة كتبكم و إلى إتقان لغتكم كي يقدر على الانتفاع من علومكم. هذا ما يجب أن يعدّ هدفاً، و هو ليس أملاً تبسيطياً، بل هو شيء علمي. الموقع الذي وصلنا إليه راهناً من الناحية العلمية و التقنية كان يعدُّ في يوم ما أملاً ساذجاً تبسيطياً.
 

لو قيل قبل الثورة - قبل أن تتفجر هذه الحركة و الشوق لدى الجماهير وقبل أن يشعر شعبنا بالشجاعة حيال الموانع و العقبات: إن بلادنا ستستطيع بلوغ هذا الموضع من التطور في الميادين العلمية المختلفة، لما صدق أحد ذلك. يوم كان الناس مضطرين للسفر إلى الخارج من أجل معالجة مرض عادي يعالج اليوم بسهولة في مستشفيات الدرجة الثالثة و الرابعة في مدننا البعيدة، و كانوا مضطرين هناك لإنفاق الكثير من الأموال و تحمل الكثير من المنّة. و هذا لا يعود للماضي القديم، إنما لسنوات ما قبل الثورة. في ضوء الواقع الذي نعيشه اليوم في العلوم و القطاعات المختلفة، لا شك أنه كان مستحيلاً في نظر الكثيرين؟ لكن شعبنا توصل إليه و شبابنا توصلوا إليه. و القضية النووية من هذا القبيل؛ و المسائل المختلفة في الحقول العلمية المختلفة من هذا القبيل.
 

إذن، من الممكن أيضاً أن يأتي يوم تقود فيه بلادنا و شعبنا قافلة العلم بحيث تصبح إيران مرجعاً علمياً في العالم.

مقدمات لا بد منها لبلوغ موقع المرجعية العلمية
طبعاً لهذا مقدمات لا بد من اجتيازها و قد بدأت هذه المقدمات فعلاً. من هذه المقدمات الوعي بذاتنا وشعورنا بوجوب القضية و إحساسنا بأننا قادرون. و من المقدمات الأخرى إعداد الخارطة العلمية الشاملة للبلاد بحيث لا تعيش البلاد حالة الحيرة والضياع من حيث تحصيل العلوم و دراستها. و قد أنجزت هذه المهمة لحسن الحظ. هؤلاء الأصدقاء، و الباحثون، و الشخصيات البارزة المتخرجة من الجامعات و من هذه الجامعة استطاعت إعداد الخارطة العلمية الشاملة و هي على وشك الانتهاء و هذه خطوة جد كبير على طريق التطور العلمي للبلاد.
 

طبعاً بعد أن يتم إعداد الخارطة العلمية الشاملة، يجب القيام بأعمال أخرى منها: إيجاد النظام الهندسي لهذه الخارطة، و تحويلها إلى مئات المشاريع العلمية، و تسليم هذه المشاريع لمقاولين أمناء هم في الواقع نفس هذه الجامعات و الأساتذة و مراكز البحث العلمي في الجامعات.
 

ثم تأسيس شبكة إشراف على هذا التطور العلمي و على حسن تنفيذه، وإشراك الأساتذة، و الطلبة الجامعيين، و الباحثين - و قد سأل الطلبة الجامعيون ما هو واجبنا في مجال التقدم العلمي - في الأمور.. هذه مسائل ينبغي ملاحظتها أكيداً في هندسة الخارطة العلمية الشاملة. كل واحد من الطلبة الجامعيين بوسعه ممارسة دوره، و كل مركز من مراكز البحث العلمي، و كل ورشة تعليمية يمكنها ممارسة دورها؛ و كذلك الحال بالنسبة للأساتذة الجامعيين. إذن، فهي عملية تستغرق عدة سنوات، و يجب متابعتها بكل جد و اهتمام و تفاؤل و ستؤتي ثمارها إن شاء الله. سيأتي يقيناً اليوم الذي ترون فيه أن المرجعية العلمية لجامعات إيران و العلماء الإيرانيين ليس بالأمر البعيد.. إنما هو قريب منكم جداً. أنتم الشباب سترون ذلك يقيناً، و أنا لا أشك فيه أبداً.

هذا ما يتعلق بالتيار الأول.. تيار الجامعات و الطلبة الجامعيين و ما هو متوقع من الطلبة الجامعيين.. و لا شك أن دور الأساتذة في هذا التيار الأول حاسم و مهم و حساس جداً.

ب ــ تيار النزعة المبدئية
أما التيار الثاني و هو قضية النـزعة المبدئية في الجامعات - و التي تسمى في اللغة الدارجة بالنهضة الطلابية - فلها تاريخ جد لافت في بلادنا. أقول هذا و أشدد عليه لأن هذا التحرك يجب أن يستمر، فهو ليس مما يمكن أن يقف، لأن ظروف البلاد و بنية و خصائص نظام الجمهورية الإسلامية بشكل يستدعي بالضرورة وقوف النهضة الطلابية إلى جانب النظام. النهضة الطلابية في تاريخ هذا البلد مثبتة و معروفة دوماً بمناهضتها للاستكبار، والهيمنة، و الاستبداد، و القمع، و معروفة أيضاً بشدة نزوعها للعدالة. هذه هي مميزات النهضة الطلابية عندنا منذ يومها الأول و إلى اليوم. إذا ادعى شخص الوصل بالنهضة الطلابية من دون أن تكون له هذه المميزات فهو غير صادق. يد النهضة الجامعية لا يمكن أن تكون في أيدي الذين يرتكبون المذابح في فلسطين، و يمارسون الإجرام في العراق، و يذبحون الناس في أفغانستان.. هذه ليست نهضة طلابية. هذه هي سمات النهضة الطلابية و خصالها في بلادنا على الأقل - و ربما كان الوضع كذلك في العديد من البلدان الأخرى - أي إنها معادية للاستكبار، و الهيمنة، و الدكتاتورية، و مناصرة للعدالة.

أبرز محطات النهضة الطلابية قبل الثورة
انطلاقة هذه الحركة أو الفترة المعروفة من هذه الحركة هي السادس عشر من آذر.
 

من المناسب أن تتفطنوا إلى أن السادس عشر من آذر سنة 32 و الذي تخضّب فيه ثلاثةٌ من الطلبة الجامعيين بالدم و التراب، كان تقريباً بعد أربعة أشهر من 28 مرداد، أي بعد انقلاب 28 مرداد و ذلك القمع العجيب والإرهاب العجيب ضد جميع القوى، و صمت الجميع، و إذا بانفجار مفاجئ يجترحه الطلبة الجامعيون في جامعة طهران يدوّي في الأجواء. لماذا؟ لأن "نيكسون" الذي كان يومها معاون رئيس الجمهورية الأمريكي زار إيران. تظاهر الطلبة الجامعيون في الحريم الجامعي و اعتصموا اعتراضاً على أمريكا و على نيكسون الذي تسبب في انقلاب 28 مرداد، و واجهوا القمع طبعاً و قتل منهم ثلاثة طلبة. و عرف يوم 16 آذر طوال الأعوام بهذه السمات. 16 آذر ملك الطلبة الجامعيين المعادين لنيكسون و المعادين لأمريكا، و للهيمنة.
 

بعد ذلك، و منذ تلك السنة حتى سنة 42 - و هي سنة انطلاقة نهضة رجال الدين و النهضة الدينية الإسلامية في بلادنا - كان للنهضة الطلابية تحركاتها بدرجات معينة. أتذكر أن الطلبة الجامعيين كان لهم تحركاتهم في سنوات 38 و 39 و 40 و ... ، لكن تحركاتهم هذه كانت تقمع بشدة ولا يسمح لها بالظهور، إلى أن بدأت نهضة رجال الدين في سنة 1341 و بلغت ذروتها في عام 42. إلى هنا أيضاً تلاحظون مؤشرات النهضة الطلابية.. أي طوال الأعوام الخمسة عشر ما بين 1342 حيث انطلاقة نهضة رجال الدين و إلى 1357 حيث انتصار الثورة الإسلامية تلاحظون النهضة الطلابية في كل مكان و بنحو متكاتف و مجاور لرجال الدين. جامعات البلاد، و المناخ الطلابي في إيران كان مركز النشاط و العمل و كان الطلبة الجامعيون من الأذرع الرئيسية للنهضة طوال هذه الفترة. و هذا ما شهدناه عن قرب سواء الأصدقاء الذين عملوا في النهضة و الكفاح أو سائر شرائح المجتمع.

طبعاً كان هناك في الجامعات تيارات إلحادية و مناوئة للدين و ماركسية وغير ذلك، بيد أن التحرك الغالب اختص بالطلبة الجامعيين المتدينين. لذلك كان للطلبة الجامعيين مشاركتهم في كل مكان، في الجماعات التي يتم تشكيلها - الجماعات المناضلة - والأعمال و الأنشطة التي تحصل في السجون مثلاً.. السجون المتعددة التي جرّبناها على مدى سنوات. فقد كان رجال الدين الدين و الطلبة الجامعيون يشكلون غالبية السجناء. و هذا ما جعلنا نحن رجال الدين في مشهد، و علماء مشهد، و جماعة كبيرة من أهالي مشهد حينما أردنا القيام باعتصام في سنة 57 قبل انتصار الثورة، تم هذا الاعتصام في مركز الإمام الرضا الجامعي الطبي. بمعنى أن الجامعة كانت هي القطب. و في طهران أيضاً كان اعتصام العلماء و رجال الدين و الثوريون و المجاهدون لأجل عودة الإمام - و قد تأخر وصوله - في جامعة طهران. هذه دلائل على دور الجامعة و طلابها إلى حين انتصار الثورة.

النهضة الطلابية ومساهماتها في في إنتصار الثورة والدفاع عنها
و بعد انتصار الثورة كان لهذه الحركة و النهضة الطلابية و مساهمة الطلبة الجامعيين مشهد عجيب. في الأشهر الأولى تأسس حرس الثورة وشارك الطلبة الجامعيون مشاركة فاعلة في الحرس، و بعد عدة أشهر تأسس جهاد البناء من قبل الطلبة الجامعيين أنفسهم.. الطلبة الجامعيون أنفسهم شكلوا جهاد البناء و طوروه بأنفسهم، و عملوا فيه، و هو من بركات و مفاخر النظام الإسلامي. و بعد أشهر انطلقت الموجة الثانية من مشاركة الطلبة الجامعيين في مواجهة العناصر المسلحة التي اتخذت من الجامعة وكراً لها و كان الكثيرون منهم من غير الطلبة الجامعيين، و تحولت جامعة طهران هذه إلى مركز تسلح و بنادق و عتاد و رمانات. جمعوا هذه المعدات هناك للعمل ضد الثورة. و الذين استطاعوا طرد هؤلاء من جامعة طهران هم الطلبة الجامعيون أنفسهم. هنا أيضاً أفصحت حركة الطلبة الجامعيين العظيمة عن نفسها.
 

و في سنة 59 و مع بداية الدفاع المقدس شارك الطلبة الجامعيون في الجبهات و ثمة نماذج متنوعة لذلك منها الحاج أحمد متوسليان و أمثاله ممن توجّهوا للمنطقة الغربية في كردستان، و كانوا غرباء جداً - شاهدت منطقة كردستان في الأشهر الأولى من الحرب أي بعد خمسة أو ستة شهور من اندلاع الحرب، و كان غبار الغربة منثوراً على رؤوس الجميع - و لوحدهم، و بلا سلاح، مقابل فاعلية عالية للعدو و قصف دائم من قبله، لكن هذه القوى الأكثر إخلاصاً قامت بأعمال كبرى هناك، حيث نفذوا عمليات محمد رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم) قبل عمليات الفتح المبين - العمليات التي قام بها هذا القائد الكبير و أصدقاؤه - و كانت نموذج لمشاركة الطلبة الجامعيين. و النموذج الآخر هو الطلبة الجامعيون الذين شاركوا في الهويزة، و التقيت عن طريق المصادفة أولئك الطلبة الجامعيين في اليوم الذي توجهوا فيه إلى ساحة القتال و المعركة - يوم 14 دي - و كان بينهم الشهيد علم الهدى، و الشهيد قدوسي و آخرون. كان ذلك في سنوات 60 و 61 و استمر هذا الحال حتى نهاية الحرب. و الواقع أن من القطاعات التي كانت تؤمِّن لنا قواتنا الناشطة على مدى ثمانية أعوام من الدفاع المقدس هي الجامعات. و بعد ذلك حينما أعيد افتتاح الجامعات بدايات عقد الستينات تشكل الجهاد الجامعي وكان من المرافق الحساسة و الباعثة على الفخر و الاعتزاز. و قبل ذلك أي في سنة 58 كان احتلال وكر التجسس أيضاً على يد النهضة الطلابية.
 

الطالب الجامعي من حيث هو طالب جامعي عضو في النهضة الطلابية. الشخص الذي شارك بنفسه في احتلال وكر التجسس قد يندم بعد مدة على فعلته - و لدينا بعض النادمين. الكثير من المشاركين في النهضة الطلابية، ابتلوا في فترات لاحقة بأمور الحياة و الدوافع المختلفة التي زلزلت أقدامهم - بيد أن التحرك الكبير هو تحرك الطلبة الجامعيين، و من أبرز الأمثلة على ذلك احتلال وكر التجسس.
 

هذا تاريخ فترة معينة لا تزال مستمرة إلى اليوم. طوال العهود المختلفة، وعلى امتداد عهد الثورة، و خلال الأحداث المختلفة و اللحظات الحساسة الخطيرة استطاع تواجد الطلبة الجامعيين المؤمنين، الملتزمين، المضحين، المطالبين بالعدالة توجيه الأجواء نحو الاتجاه السليم. هذه هي تصوراتي ونظرتي للنهضة الطلابية: نهضة معادية للاستكبار، و الفساد، والارستقراطية، و سيادة البذخ و العسف، و ضد الميول التحريفية. هذه هي سمات النهضة الطلابية. كانت مساهمة الطلبة الجامعيين طوال أعوام الثورة مساهمة فاعلة و مؤثرة في الميادين المختلفة. كان الطلبة الجامعيون صنّاع خطاب.. أوجدوا فضاءً فكرياً، و سوّدوا الخطابات السياسية و الثورية في المجتمع.
 

كلامي طبعاً يختص بالكيان العام للطلبة الجامعيين. و قد يكون بعض الأفراد أو فئات من الطلبة الجامعيين على شاكلة أخرى.. لا نستغرب من ذلك و لا ننكره. هكذا هو الحال بلا شك. بيد أن الكيان العام للطلبة الجامعيين، و طبيعة عملهم و نزعاتهم و روحهم هي على ما ذكرت. الطالب الجامعي مناهض للظلم، مناهض للاستكبار، مناهض لهيمنة الأجنبي، يعشق المبادئ الكبرى، و متفائل بالوصول إلى هذه المبادئ. و الواقع أن مساهمة شريحة الشباب، و لا سيما الطلبة الجامعيون، هو الداينمو المحرك للمجتمع. على الطلبة الجامعيين التنبّه لهذه النقطة دوماً، و على الآخرين الاعتماد على الطلبة الجامعيين لبناء مستقبل البلاد.
 

2017-03-08