يتم التحميل...

التسامي الروحي للشباب لا ينقضي أبداً

الشباب

التسامي الروحي للشباب لا ينقضي أبداً

عدد الزوار: 23

من كلمة الإمام الخامنئي(دام ظله الشريف) في لقاء طلاب الجامعات في شهر رمضان المبارك _11/07/2015
التسامي الروحي للشباب لا ينقضي أبداً
أعزائي! ها هو شهر رمضان، فصل المعنويات، ربيع المعنويات وربيع الصفاء قد انقضى، وبتنا نقضي أيامه الأخيرة. إذا استقبلت أرض قلوبكم الخصبة وأرواحكم الطاهرة الأمطار اللطيفة لرحمة الله ولطفه في هذا الشهر، فإنها سوف تؤتي ثمارها في المستقبل. علماً بأن فصل النمو والرشد المعنوي للشباب لا ينقضي أبداً. صحيح أن لشهر رمضان ميزة خاصة، إلا أن الرشد المعنوي متيسر للشباب على الدوام.

أهم سبل التسامي الروحي : إجتناب الذنوب
لقد تكرر سؤال الشباب لي- في الرسائل ووسائل الإعلام والتواصل- يطلبون النصيحة حول المسائل المعنوية والتكامل الروحي وأمثال ذلك. ويوجد بالطبع أفراد يفرشون مائدة الإرشاد وأمثال ذلك، ولا يمكن الوثوق بهم جميعاً، فالبعض منهم ليسوا سوى أصحاب دكاكين، ولا يمكن للمرء أن يثق بهم. وإن الذي سمعته من العظماء وأذكره لكم، لا يعدو كلمة واحدة، وهي أن العمل الأهم للتعالي المعنوي والروحي هو اجتناب الذنب، فهو أهم الأعمال. اسعوا لاجتناب الذنوب على اختلافها، حيث توجد ذنوب مختصّة باللسان وذنوب مختصة بالعين وذنوب مختصة باليد، ولها أنواع مختلفة. فتعرّفوا إلى الذنوب وراقبوا أنفسكم، فإن التقوى تعني المراقبة. إذ إنكم حينما تسيرون في مسير خطير، تراقبون أنفسكم بدقة، وهذه هي التقوى. فراقبوا أنفسكم وتجنّبوا الذنوب، وهذا أهم سبل التسامي المعنوي.

ويلي ذلك على الفور بالطبع أداء الفرائض. والأهم من بين الفرائض هو الصلاة؛ أدّوا الصلاة في أول وقتها وبحضور قلب. وحضور القلب يعني أن تعلموا أثناء الصلاة بأنكم تخاطبون أحداً، وأن هناك من يسمعكم ويراكم. وهذا ما ينبغي أن تلتفتوا إليه. أحياناً قد يشرد ذهن الإنسان، فلا بأس، ولكن بمجرد أن يعود من غفلته، عليه أن يحيي حالة الشعور بحضور المخاطب ويحافظ عليها. هذا هو حضور القلب. فالتزموا بالصلاة بحضور قلب، والصلاة في أول وقتها، والصلاة جماعةً ما أمكن، وحين تراعون هذه الأمور فستتكاملون من الناحية الروحية، ستصبحون ملائكة، بل وأعلى منها، فاعلموا ذلك.

إذ إنكم شباب، ذوو قلوب طاهرة، أرواحكم طيبة، غير ملوثة أو أن تلوّثها قليلٌ جداً، وإذا بلغ الإنسان من العمر مرحلتنا فسوف يواجه الكثير من المشاكل. ومن هنا فإن راعيتم هذه الأمور، لا إلى أية نصيحة أخرى، ولا توجد أي ضرورة للجوء إلى ذكر خاص وأمثال ذلك. وبالطبع فإن من الأمور المطلوبة للغاية الأنس بالقرآن، فاقرؤوا القرآن بالتأكيد حتى ولو كانت آيات قلائل في كل يوم، وهو أمرٌ جيد جداً.
 

2017-03-08