يتم التحميل...

شهر رمضان شهر المنويات والقرب إلى الله

تربية دينية (مواعظ)

شهر رمضان شهر المنويات والقرب إلى الله

عدد الزوار: 44

من كلمة الإمام الخامنئي دام ظله في لقاء أركان الدولة والعاملين في النظام بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك. ـــ الزمان: 24/7/2012م.
شهر رمضان شهر المنويات والقرب إلى الله

لتعزيز المنعويات في شهر رمضان
ما أريد أن أذكره في بداية كلمتي هو الحثّ والتحريض على اغتنام فرصة هذه الأيام والليالي. نحن نحتاج إلى الاستفادة القصوى من هذه الساعات والأيام والليالي المليئة بالبركة, وإلى تقوية علاقتنا القلبية بعالم المعنويات وعالم الغيب والابتهال والتضرّع والخشوع بين يدي ربّ الأرباب، وترسيخ ولايتنا لأهل البيت عليهم السلام، هذه الأسرة المكرّمة، فهذا هو أساس جميع الأعمال الصالحة التي يمكن أن تصدر عن أيّ إنسان مؤمن ساعٍ في طريق الحق.

لاغتنام كل فرصة تقرب من الله
فما لم نستفد من هذه الساعات، وما لم نغتنم هذه الفرصة، سيأتي يومٌ يكون سبب حسرتنا، (وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ)1. ففي ظلّ الغفلة وعدم الإيمان تضيع هذه الفرص، وفي ذلك اليوم الذي نحاسَب فيه على كل ساعةٍ، بل على كل دقيقة وكل حركة وكلمة، سوف تكون هذه الغفلة سبب الحسرة. وهناك لا تعويض "إذ قضي الأمر"، فقد تمّ كلّ شيء، هناك حينما نستيقظ ونلتفت.

للمرحوم الميرزا جواد آغا الملكي رضي الله عنه2، في كتابه الشريف "المراقبات"، جملة حول ساعة ليلة القدر دوّنتها بنفسي ـ وبالطبع، إنّ هذا ينسحب على جميع الأوقات لكنّه ذكر هذا الأمر في هذه المناسبة ـ "فاعلم يقيناً، أنّك إن غفلت عن مثل هذه الكرامة وضيّعتها بإهمالك، ورأيت يوم القيامة ما نال منها المجتهدون", أي إنّ يوم القيامة عندما تحضر أعمال البشر وتكون الصور الملكوتية لأعمالنا حاضرةً هناك، أنتم عندما تنظرون سترون أنّ هذا العمل الذي كنتم تستطيعون إنجازه ولم تفعلوا، وهذه الكلمة

التي كان يمكنكم أن تتفوّهوا بها لصالح الناس ولم تفعلوا، وهذه الخطوة التي كان يمكنكم أن تخطوها لينتفع بها شخص مستحق ولم تفعلوا، وكيف أنّ شخصاً آخر أو مجموعة قد جدّوا واجتهدوا وقاموا بهذا العمل، وما نالوه من عظيم الثواب من الله تعالى في ذلك اليوم، ونحن حُرمنا منه في ذلك اليوم، فعندما يشاهد المرء أنّ شخصاً آخر قد قام بهذا العمل الصالح أو هذه الخطوة أو ذاك العمل العباديّ وما نال من عظيم الثواب، في ذلك اليوم الذي يكون الكل محتاجين فيه، سيقول، "ابتليت بحسرة يوم الحسرة". فأية حسرة هذه! هو تمنّى لو أنّه قام بهذا العمل، وخطا تلك الخطوة وذكر تلك الكلمة، أو أنه لم يتفوّه بتلك الكلمة. ثم يقول بعدها إنّ حسرة "يوم الحسرة"، ليست مثل أيّة حسرة أخرى. هناك أعمالٌ في هذه الدنيا، لو قام بها الإنسان تترتّب عليها نتائج ما (ثمرات طيبة)، وإذا لم يقم بها، فإنّه سيتحسّر بعدها ويندم. ولكن أين هذا من ذاك؟ يقول الميرزا: "التي تصغر عندها نار الجحيم والعذاب الأليم"، وبعبارةٍ أخرى تكون تلك الحسرة مثل المعدن المصهور الذي يُصبّ في باطن الإنسان. "فتنادي في ذلك اليوم مع الخاسرين النادمين يا حسرتي على ما فرّطت في جنب الله"، ثم يقول: "ولا ينفعك الندم".


1- مريم، 39.
2- أستاذ الأخلاق والعرفان المشهور في زمانه، وأستاذ الإمام الخميني، كتابه المراقبات أو أعمال السنة، من الكتب المعروفة في الأعمال العبادية.


 

2017-03-03