يتم التحميل...

التخطيطٌ للمستقبل على ضوء إحتياجات البلاد

وصايا القائد

التخطيطٌ للمستقبل على ضوء إحتياجات البلاد

عدد الزوار: 24

من كلمة الإمام الخامنئي في لقاء جمع من النخب العلميّة في البلاد_28/10/2009
التخطيطٌ للمستقبل على ضوء إحتياجات البلاد
أولًا؛ أشير إلى نقطة أخاطب بها المسؤولين المحترمين ؛الوزراء المحترمين الحاضرين هنا ورئيس مؤسّسة النخب المحترم، والسيدة معاونة رئيس الجمهوريّة وسائر المسؤولين-.وهي أن ينظّموا البرامج والرؤى على أساس هذه الحقائق. إنّ ما يسمعه الإنسان في هذا العام عن الشباب النخب العلميّة هو أنضج وأعمق بشكل محسوس عمّا كنّا نسمعه في العام الماضي، وعمّا كنّا نسمعه قبل سنتين. ومن باب أولى عمّا كنّا نسمعه قبل عشرة أعوام حول الشباب الجامعيّين والخرّيجين. ولقد كنت على تواصل دائم مع المجموعات الجامعيّة1. تعلمون أنّني أجتمع عدّة مرّات كلّ سنة وبمناسبات مختلفة مع الشباب ولدينا مثل هذه الجلسات التي يتحدّثون فيها ويطرحون وجهات نظرهم. أنا شخصيًّا لديّ تقييمي خارج نطاق الخطط العامّة أو غير العامّة للبلاد. في هذا التقييم ألاحظ بونًا ملموسًا بين ما لدينا اليوم وما كان لدينا قبل عشرة أعوام. أي إنّ التقدّم بدأ يعبّر عن نفسه بشكلٍ واضح: ينبغي على المسؤولين التخطيط للمستقبل في ضوء هذا الواقع. إنّ النقاط التي ذكرها الشباب الأعزّاء هنا هي بالضبط النقاط ذاتها الموجودة في ذهن الإنسان الذي يفكّر في قضايا المسيرة العلميّة للبلاد ومستقبل البلاد وتقدّمها؛ ويبدو واضحًا أنّ الشباب يهتمّون بالمسائل الأساسيّة بعمق.

ما قاله أحد الشباب الأعزّاء: « يجب أن تتمّ الأنشطة على أساس احتياجات المستقبل، لذا يجب رسم هذا المستقبل وبلورة هذه الاحتياجات». وقد قال شاب عزيز آخر في هذا المجال: «يجب أن نحدّد اتّجاه حركتنا بأنفسنا، لا أن نستكمل اتّجاه الحركة التي رسمها الآخرون -الغربيّون- ونرمّم قطع البازل لحياتهم المستقبليّة؛ يجب أن نشخّص احتياجاتنا فنعمل على تحديدها». هذه الكلمات كلمات كبيرة جدًّا وهامّة للغاية. إنّها الأمور نفسها التي لو نظر أيّ إنسان واع مفكّر مخلص ملتزم نظرةً عامّة للمسيرة العلميّة للبلاد لأدركها وتوصّل إليها. بيد أنّ إدراكها غير كافٍ رغم أنّه أمر لازم؛ المهمّ هو التخطيط على أساسها.

لصناعة ثقافة "الواجبات"
ذكر عدد من الشباب الأعزّاء هنا آراءً حول "صناعة الثقافة" للنخبة وأن نقوم بصناعة ونشر ثقافة التزام النخبة في المجتمع، وعدم الاكتفاء بالتوقّع الصرف2. طبعًا التوقّع شيء منطقي وفي محلّه، وهو ليس بالضرورة توقّعًا في غير محلّه. ولكن ينبغي أن يكون إلى جانب هذا التوقّع شعور بالالتزام والمديونيّة. فأنا بوصفي فردًا من هذه الجماعة الكبيرة في البلاد ما هو الواجب الملقى على عاتقي؟ وما الذي يتحتّم عليَّ أن أفعله؟ هذه أمور على جانب كبير من الأهميّة. ما قيل من أنّه «يجب جعل عنصر المعنويّة الدينيّة، وليس المعنويّة الخالية من الدين والمنفصلة عن الدين- وهي أساسًا ليست معنويّة بل توهّم- عنصرًا أصليًّا في المسيرة العلميّة والبحثيّة» وما قالته إحدى السيّدات هنا، شيء صحيح تمامًا. هذه من النقاط الأساسيّة التي ينبغي التنبّه لها.

إذا حصل هذا فسوف يتحقّق الطابع الأخلاقي للمجتمع الذي أشار إليه الشاب العزيز الذي تحدّث أخيرًا. وهو ما نصبو إليه وقد ذكرناه مرارًا. إذ لا يمكن التحرّك بالشعارات إنّما يجب التحرّك فعلًا نحو الأهداف المرسومة.

حينما أسمع هذه الآراء منكم أشعر بمزيد من الأمل وأتيقّن أنّ هذا المجتمع وهذا النظام وهذه المجموعة ومع المسيرة الماديّة والمعنويّة والعلميّة والأخلاقيّة المحسوسة ستصل إلى أهدافها دون شك، ولهذا فإنّ نظام الجمهوريّة الإسلاميّة يتمتّع بالمناعة.
 


1- عبّر القائد: المجاميع العلمية
2- أو: وليس ثقافة التوقع والانتصار الصرف.

 

2017-03-03