يتم التحميل...

وثائق السفارة الأميركية تفصح عن مؤامرات أميركا ضد الثورة

الثورة الإسلامية

وثائق السفارة الأميركية تفصح عن مؤامرات أميركا ضد الثورة

عدد الزوار: 24

من كلمة الإمام الخامنئي في لقاء التلاميذ والطلاب الجامعيّين بمناسبة اليوم الوطني لمكافحة الاستكبار 1395/08/12 ه ش (2/11/2016م)
وثائق السفارة الأميركية تفصح عن مؤامرات أميركا ضد الثورة

13 آبان يوم مكافحة الاستكبار ويوم الشباب
حسنًا، هذا اللقاء بمناسبة 13 آبان (3 تشرين الثاني)، وهو تاريخ تتقاطع فيه أحداث عدة: نفي إمامنا العظيم من إيران، مجزرة قتل نظام الشاه لتلاميذ المدارس في شوارع طهران. ولكن الحدث الذي أبرز هذا اليوم أكثر من غيره هو احتلال السفارة الأمريكية؛ والأصح أن نقول: وكر التجسّس الأمريكي. ولهذا فقد أطلق على هذا اليوم في بلدنا "يوم مكافحة الاستكبار". وبرأيي، مع أنّ هذا الاسم صحيح، إلا أنه "يوم الشباب" أيضاً: يوم الشباب المؤمن، الشباب الثوري، الشباب الشجاع الباسل، الشباب المبدع الذي ينطلق ليقوم بما يمنع العدو من الحركة وابتكار العمل. وبهذا المعنى فهو "يوم الشباب".

مخططات أميركا ومؤامراتها لإجهاض الثورة والقضاء عليها
لقد مضت سنوات على ذلك اليوم (استيلاء الشباب الإيراني على السفارة الأمريكية في طهران)، لكن معناه باقٍ. حين تسمعون أنّ الإمام(قدّس سرّه) قد أطلق على هذه الحركة اسم الثورة الثانية، فإنّ هذا له معنًى ودلالة عميقين؛ فمنذ الساعات الأولى لانتصار الثورة، بل حتى قبل الثورة، كان العدو يعدّ لمؤامرة ضدّها. لقد أرسل الأمريكيون وقبل أيام من انتصار الثورة، أحد الأشخاص إلى طهران لعلّه يتمكّن من القيام بانقلاب يُفشل بواسطته حركة الشعب. وبالطبع فإنّه لم يستطع ذلك. ثم قاموا بعد انتصار الثورة بأنواع وأشكال المحاولات والأعمال. سواءٌ الأعمال السياسية الرسمية والمواقف التي اتخذها مجلس الشيوخ الأمريكي في الأيام الأولى ضد الجمهورية الإسلامية، حيث أعلن العداوة والحظر والعقوبات على إيران.وكانت هذه مواقف وأعمال رسمية وعلنية. أو الأعمال غير العلنية، حيث اتصل الأمريكيون بعملائهم وجماعاتهم داخل البلاد، علّهم يتمكّنون من إشعال نار الفتنة بين القوميات المتعدّدة ليقع الصراع بين فئات الشعب نفسه، لكنهم تلقّوا صفعة مدوّية؛ حيث وقفت قومياتنا نفسها –عربنا وأتراكنا وأكرادنا ولورنا وتركماننا الذين كانوا هدفًا لهذه المؤامرة- في مواجهة أمريكا وكذلك قام الشباب المؤمن، الذي لم يكن قد اتّخذ لنفسه في تلك الأيام اسم "حرس الثورة"، قام الشباب وأفشل المؤامرة الأمريكية. بناءً على هذا، فإنّ الأمريكيين قد بدأوا عدوانهم منذ الساعات الأولى للثورة وكل هذا كان مضافًا إلى الأعمال التي كانت تجري داخل سفارة أمريكا هنا في طهران.

وثائق السفارة الأميركية تفصح عن مؤامرات أميركا ضد الثورة
بعد أن نهض شبابنا وقاموا باحتلال هذا المركز وبجهد كبير استطاعوا إعادة تجميع وتلصيق تلك الأوراق والوثائق التي كانت قد تمزقت في آلات تلف الأوراق، فأعادوا جمعها وأصدروها في كتب، حينها عُرف حجم ونوع المؤامرات التي كانت تخطّط طوال تلك المدة داخل السفارة الأمريكية. لقد بلغت تلك الوثائق حوالي السبعين كتابًا. هل قرأتم هذه الكتب؟ لماذا لا يوجد أي أثر لمختارات من محتويات هذه الكتب في مناهجنا التعليمية؟ في مدارسنا وثانوياتنا وجامعاتنا؟ لماذا؟ إنّ هذا أحد اعتراضاتي، فوزير التربية والتعليم الجديد المحترم 1 حاضر في هذا اللقاء؛ لماذا لا تضعون معلومات هذه الكتب ضمن الكتب الدراسية؟ لماذا لا تدعون جيل شبابنا وجيلنا الجديد يفهم ويعرف ماذا فعلت أمريكا هنا وكم حاكت من المؤامرات؟

لقد كانت حركة الطلاب باحتلال السفارة ردة فعل على كل هذه الأحقاد الخبيثة وقد تكلّلت حركتهم بالانتصار؛ أي أنها منعت حركة القوة العظمى الوقحة والمتسلّطة لأمريكا داخل البلاد. الثورة تعني هذا. تلك القوة العظمى التي كانت قد اعتادت طوال 25 عامًا، 30 عامًا، أن تقوم بكل ما يحلو لها في إيران، فكانت تعدّ إيران مُلكًا لها: دولةً وحكومةً وملكًا ونفطًا ومعادن ومستقبلًا! كل شيء كان لها وقد سُلب الآن منها، وتريد الهجوم والانتقام، فإذا بها ترى كيف وقف الشباب وصدّوا هجومها ومنعوها من الحركة، وكيف صمد الشعب الإيراني وكان الإمام العظيم هو قائد هذه الحركة الكبرى.

أنا العبد على اطّلاع دقيق على تفاصيل أحداث ذلك اليوم. لقد ذهبت مرارًا وتكرارًا في تلك الأيام إلى وكر التجسّس؛ ذهبنا وجلسنا وتحدّثنا مع الشباب الذين كانوا هناك ومع الآخرين، في مجلس قيادة الثورة –حيث كنت عضوًا في قيادة الثورة في تلك الأيام- وأعرف كم هي التحركات والمداخلات التي جرت هنا وهناك لإفشال هذه الحركة. لكن الإمام وقف صامدًا. يا أعزائي هذه هي قضية أمريكا.


1- فخر الدين أحمد آشتياني (وزير التربية الجديد).

2017-02-24