يتم التحميل...

شخصيات عظيمة أضاءت بوارق الأمل في سماء إيران المعتمة

الثورة الإسلامية

شخصيات عظيمة أضاءت بوارق الأمل في سماء إيران المعتمة

عدد الزوار: 19

من كلمة الإمام الخامنئي بمناسبة عقد اللقاء السنوي للاتحادات الإسلامية. الزمان: 19/2/1386هـ. ش ـ 21/4/1428هـ.ق ـ 9/5/2007م.
شخصيات عظيمة أضاءت بوارق الأمل في سماء إيران المعتمة

الحكم الطاغوتي حول بلادنا بتاريخها الحضاري إلى بلد متخلف
إنّ سيطرة السياسات الاستعمارية والاستبدادية والمُلك الوراثي العضوض للأسر والحكومات الغاصبة والجائرة على مدى نحو ثلاثة قرون قد أدّى ببلادنا إلى التخلّف عن قافلة التطور العلمي, مع ما نتميّز به من طاقة وإبداع، وهذا التخلّف العلمي أدّى بنا بدوره إلى التخلّف الاقتصادي والثقافي والعسكري وسواها من أنواع التخلّف المقيت.

إنّ إيران تحتل موقعاً استراتيجياً حساساً على خارطة العالم، وإنّ بلداً يتمتع بمثل هذا الموقع الجغرافي والطاقات والمصادر الطبيعية والإنسانية والمعدنية من شأنه أن يكون واحداً من أكثر البلدان تقدّماً وثراءً في العالم، إلاّ أنّ الحكومات القاجارية والبهلوية كانت تتحوّل دائماً إلى حكومات متخلّفة وعميلة وفقيرة وضعيفة تتسم بالذل وترتع في الهوان.

لقد حدث هذا في تاريخنا. فمن الذي يتحمّل وزر ذلك؟ إنهم الحكام الفاسدون وغير الأكفّاء بالدرجة الأولى, وهم الذين باتوا عملاء للسياسات الاستعمارية الغربية بمجرد نزولها إلى الساحة.

إنهم لم يكونوا على شيء من الهمّة والعزة، ولم يكونوا يهتمّون إلاّ بحياتهم الشخصية, وبما يحفظ لهم سيادتهم وسيطرتهم.

إنهم في مقدمة من يتحمّل هذا الوزر، ولاسيّما سلسلة السلاطين القاجاريين والبهلويين.

إنّ من حق الشعب الإيراني أن يأخذ بتلابيب هؤلاء يوم القيامة, وأن يشتكي إلى الله ظلمهم وجورهم, وأن يقيم عليهم دعوى مشحونة بالخوف والإرهاب، وأن يصرّح قائلاً: هؤلاء هم الذين حوّلوا بلادنا الغنية العظيمة بتاريخها الحضاري الفريد إلى بلاد متخلّفة فقيرة ضعيفة تعاني من الحقارة والذل والآمال الضائعة، وهي التي كان من حقّها أن تُحسب في عِداد دول العالم المتقدمة, أو أن تتصدّر القائمة في المرتبة الأولى.

شخصيات عظيمة أضاءت بوارق الأمل في سماء إيران المعتمة
فماذا حدث بعد ذلك؟ في خلال هذه المئة، أو المئة والعشرين سنة الأخيرة، والتي مازال القسم الأخير منها ممتدّاً حتى الآن، استيقظت الضمائر، وظهرت شخصيات عظيمة أضاءت بارقة الأمل في السماء المظلمة المخيّمة على هذه البلاد، فكانت صحوات ونهضات نذكر منها على سبيل المثال: حركة المعارضة التي تزعّمها الميرزا الشيرازي ضد الشركة المسمّاة (رژى) والتي كانت تبتلع البلاد رويداً رويداً؛ عازمة على أن يكون مصير إيران كمصير الهند في السيطرة الاستعمارية عليها.

ومن ذلك أيضاً صيحات آية الله المدرس في باحة المجلس الوطني آنذاك, والتي كان يعارض بها سياسات رضاخان، وسوى ذلك من الشخصيات والحركات التي عارضت تلك الاتفاقية الخائنة, والتي كانوا يريدون بموجبها وضع البلاد تحت السيطرة الإنجليزية.

لقد أضاءوا بوارق الأمل في أجواء إيران، وأشعلوا شموع الرجاء في الأفئدة، فازداد عزم الشعب قوةً ورسوخاً.

إنّ هؤلاء كانوا روّاد النهضة، فقيّض الله للشعب الإيراني قائداً إلهياً ذا عزم وإرادة كالإمام الخميني (رض) الذي سار خلفه الشباب، وكان ذلك التحوّل الكبير والأساسي، وتحطّمت قضبان ذلك السجن الرهيب الذي كان يعاني منه الشعب الإيراني.

ومع ذلك فالطريق طويل ما بين انتصار الثورة وبين بلوغ الأهداف المنشودة. إنه طريق مليء بالتحدّيات الصعبة؛ وهو ما يتطلّب الهمّة والقوة والنشاط والخلاّقية وتراكم الخبرات المختلفة.

2017-02-24