يتم التحميل...

الثورة تعيد للشعب هويته الوطنية والحضارية المفقودة منذ عهد الطاغوت

الثورة الإسلامية

الثورة تعيد للشعب هويته الوطنية والحضارية المفقودة منذ عهد الطاغوت

عدد الزوار: 37

من كلمة الإمام الخامنئي في الآلاف من أبناء مدينة شاهرود أثناء زيارته لمحافظة سمنان الزمان: 20/8/1385هـ.ش ـ 19/ 10/1427هـ.ق ـ 11/11/2006م
الثورة تعيد للشعب هويته الوطنية والحضارية المفقودة منذ عهد الطاغوت

نّه ليس مجرد افتخار بالآباء والأجداد أو تغنّياً بأمجادهم، بل إنّ الحديث عن هذه المفاخر ينحو صوب هدف مهم آخر وهو: أنّ الأمم والشعوب لا تقع في شراك ما يحاك لها من مؤامرات عندما تكون على علم بقيمها الأساسية الأصيلة, وعلى معرفة بقدراتها ومكانتها الأخلاقية والإنسانية، ويبدو أمامها أفق المستقبل زاهراً ومشرقاً.

لقد بذل الاستعمار جهوداً مستميتة خلال عشرات السنين؛ لكي ينزع من الشعب الإيراني ثقته بنفسه وإيمانه بقيمه وماضيه الحضاري العريق.

وهذه هي خطيئة كبرى ارتكبها الجيل الأول من المثقفين الإيرانيين, الذين سعوا إلى نشر الأفكار والثقافة الغربية.

لقد أدخلوا في روع الشعب الإيراني بكل دأب وإصرار أنه مجرد نكرة ولا يساوي شيئاً، وأنّ قيمه وعقائده وماضيه وتاريخه ومفاخر أجداده لا قيمة لها.

وبهذا استطاعوا أن يوُجِدوا جيلاً غريباً عن نفسه؛ حتى يقبل بحكومة جائرة وعميلة مثل حكومة رضا خان المتغطرس.

وذلك ما فعله أعداؤنا خلال أعوام متمادية.

لقد كانت النهضة الإسلامية والحركة الدينية والشعبية العظيمة التي تكلّلت بانتصار الثورة هي التي جعلت الجماهير تستعيد هويتها وثقتها بقدراتها وماضيها الحضاري العريق، وكشفت قناع الكذب والوهم الذي غطّى به الأعداء وجه القيم والمثل التي يتحلّى بها شعبنا.

وكانت شاهرود في طليعة المدن التي فتحت صدرها حاضنة بوادر النهضة.

لقد كانت لي اتصالات عن قرب بشاهرود في مرحلة النضال، وكنّا نأتي إلى هنا مع أصدقائنا وأصحابنا الذين يسيرون على نفس النهج؛ فيستقبلنا شباب المدينة بالترحيب، وكانت تُعقد في هذه المدينة وفي مساجدها المختلفة لقاءات واجتماعات موسّعة لمناقشة وتبيان مبادئ ومفاهيم الثورة, وما يتعلّق بالنهضة الإسلامية من قضايا.

رحم الله الشيخ التوحيدي وعلماء المدينة الآخرين الذين كانوا على صلة بيّ, وبذلوا كل ما بوسعهم لمساعدة شبابنا، وقد كان عدد من هذا الشباب المؤمن والمتحمس من أهالي هذه المدينة على اتصال بنا في مدينة مشهد.

لقد جئت عدّة مرّات إلى شاهرود آنذاك، وأذكر أنني أمضيت ليلة في شاهرود بين هذا الشباب الثائر المؤمن؛ عندما كان فتيل الثورة في أوج التهابه.

إنها ذكريات لا تُنسى.

ولقد خضتم التجربة بنجاح:أنتم أيها الأخوة والأخوات والعوائل العزيزة المحترمة من أهالي شاهرود طوال مرحلة الدفاع المقدس.

إنّ معظم شهداء هذه المحافظة هم من أهالي شاهرود، وإنّ العديد من المضحّين والبارزين في القوات المسلحة هم من أهالي هذه المنطقة وهذه المدينة وضواحيها.

إنني لأرجو أن يكون دوركم أيها الأعزاء في المستقبل الزاهر لهذا البلد وهذه الثورة دوراً مشهوداً, كما كان في الماضي, وكما نراه في الحاضر.

 

2017-02-24