يتم التحميل...

الثورة الإسلامية حركة شعبية روحها القيم المعنوية ورسالتها إقامة العدل

الثورة الإسلامية

الثورة الإسلامية حركة شعبية روحها القيم المعنوية ورسالتها إقامة العدل

عدد الزوار: 23

من كلمة الإمام الخامنئي دام ظله في لقاء قادة القوّة الجويّة للجيش في ذكرى التاسع عشر من شهر بهمن (شباط) ــ الزمان: 8/2/2012م.
الثورة الإسلامية حركة شعبية روحها القيم المعنوية ورسالتها إقامة العدل

العناوين الرئيسية
يوم 19 من بهمن في مسار الثورة
حقّانيّة توجهات الجمهوريّة الإسلاميّة
توجهات الجمهورية الإسلامية : العزة والإستقلال
رسالة الثورة الإسلامية : العدالة والإعتدال
الثورة الإسلامية حركة شعبية حيّة

أهمية يوم 19 من بهمن في مسار الثورة
إنّ إحياء ذكرى التاسع عشر من شهر بهمن، الذي نصرّ أن يُقام كلّ سنةٍ، وقد كانت لنا لقاءاتٌ وأحاديث متبادلةٌ طيلة هذه السنوات المتمادية، في مثل هذا اليوم مع أعزّائنا في القوّة الجوية، ليس لأجل إحياء ذكرى فحسب ـ وإن كان إحياء الذكريات العزيزة والجليلة يُعدّ قيمةً بحدّ ذاته ـ ولكن ما هو مهمٌّ بالنسبة لنا: أخذ الدروس والعبر من الماضي. عندما نمرّ على ذكرى التاسع عشر من بهمن، فإنّنا نستلهم درساً من هذه الحادثة، وهو درس الإقدام والابتكار والصمود والعمل في الوقت المناسب وتأثيره في حركة المجتمع والدولة, فقد أضحى ذلك عبرةً. صحيحٌ أنّ بنية وجسم الجيش قبل الثورة لم يكن جسماً طاغوتياً، لكنّ رؤساءه وقادته كانوا طاغوتيين، فالجسم كان للشعب، وهو أمرٌ واضح، وكان الأمر بالنسبة لنا منذ البداية واضحاً، وقد اتّضح لشعبنا على مرّ السنوات المتمادية، ولكن ظهور هذا الجانب الشعبيّ، وبروز مثل هذا الدور في ساحة الحركة الشعبية يُعدّ شيئاً آخر. وما كان هذا ليحدث إلا عندما برزت من داخل الجيش حركةٌ اتّسمت بالعظمة ولفتت الأنظار, وقد كان يوم التاسع عشر من بهمن شاهداً على هذاالإنجاز.

اليوم عندما تنظرون إلى حادثة التاسع عشر من بهمن، من المحتمل أن لا تبرز أهمية هذه الحادثة. لكن نحن الذين كنّا في تلك الأيّام، وأنا العبد الذي شهدت تلك الحادثة، وقد كنت في المدرسة العلوية مع جمع الإخوة في القوّة الجوّية، وشاهدت حركتهم الشجاعة، فإنّ شعورَ وإحساسِ من كان مثلي، ممّن عاش تلك الأوضاع كان شعوراً مختلفاً. لقد كانت حادثة التاسع عشر من بهمن تمثّل اقتحاماً عظيماً، واختراقاً كبيراً. أن يأتي ضباط ورتباء ويعلنون بصراحة انضمامهم للثورة، ويُوجّهون أعينهم صوب أعين حرّاس النظام الطاغوتي ويقولون لهم، كلا, فإنّه لعمل عظيم جداً. وقد كان لمثل هذا الإقدام أثره. إقدام في محلّه، وفي وقته، لأنّ المشاعر المكبُوتة وغير المعلنة لا يمكن أن تؤدّي مثل هذا الدور. وإنّ للإقدام والابتكار في جميع الميادين والمجالات مثل هذا الأثر. لقد كان ميدان ذلك اليوم وساحته هو هذا الميدان, وكان لمرحلة الحرب ساحاتٌ أخرى. وفي يومنا هذا، تختلف مثل هذه الساحة، وفي كلّ زمانٍ، وفي كل ميدانٍ وساحةٍ، يمكن أن يكون للتواجد في الوقت، والعمل في الوقت، والإقدام في الوقت المناسب، مثل هذا الأثر الكبير, هذا درسٌ.

حقّانيّة توجهات الجمهوريّة الإسلاميّة
لحسن الحظ، اتّضحت اليوم سلامة حركة الجمهورية الإسلامية وحقانيتها. فأنتم ترون تلك الشعارات التي كان شعب إيران يلهج بها حتى الأمس، فإنّها ذاعت وانتشرت في كلّ هذه المنطقة. فالدول التي كانت من جملة الأذناب، والمحطّات العسكرية المحقّرة لجبهة الاستكبار، أضحت اليوم بفضل شعوبها، من القوى الطالبة للرقيّ إلى جانب شعب إيران, وها هم اليوم يسلكون تلك الأهداف نفسها، ويطلقون الشعارات نفسها، فهذا هو تقدّمكم. ومعنى ذلك أنّ شعب إيران استطاع وعلى مرّ هذه العقود الثلاثة أن يكسب أنصاراً وأصدقاءً ورفقاءً. نحن لا نقول إنّنا قد أوجدنا هذه الحركات، فهذا ليس كلاماً منطقياً.

لكنّه من غير المنطقيّ أن نقول أنّ نهضة أي شعب بكلّ هذا الصخب العجيب، الذي أوجد هذه الصحوة طيلة هذه العقود الثلاثة، لم يكن له أيّ تأثيرٍ في صحوة الآخرين, فهذا ليس أمراً منطقياً أيضاً، وهو من الأمور المسلّمة بالكامل. فجميع التحليلات والتفسيرات الموجودة في العالم اليوم، هي هكذا، حيث يُقال إنّ أمّ الصحوة والحركة الإسلامية هي هنا (أي الجمهورية الاسلامية). في تلك الأيام، وفي تحليلات المحلّلين الأجانب التي ظهرت في المنشورات والوسائل الإعلامية والمواقع المختلفة، تنطق بهذا المعنى. فمثل هذا يُظهر أن حركتنا على حق.

توجهات الجمهورية الإسلامية : العزة والإستقلال
إنّ حركة النظام الإسلامي والجمهورية الإسلامية والثورة التي أوجدت هذه الحركة. هي حركةٌ باتّجاه الهوية الواقعية والخالدة والمحكمة والقابلة للاستمرار والمواجهة لكل أنواع الغزو، وهي الهوية الإسلامية، وباتجاه الاعتماد على الله تعالى، والشعور بالعزّة كونك مسلماً، والاعتماد على الطاقات والقوى التي منحنا الله إيّاهاـ سواء تلك القدرات الشخصية لكلّ واحدٍ منّا، أو الطاقات العظيمة الوطنية المجتمعة، أو تلك الطاقات الإنسانية، أو الثروات الطبيعية ـ ودعوة العالم إلى القيم المعنوية.

الحضارة الغربية المادية لم تثمر إنسانيا
لم ينل العالم من الاستغراق في المادية أيّة فائدة. ولم تحصل أيّة فائدةٍ من ترويج التحرّر الجنسي. هذه البشرية لم تنتفع بتلك التحرّكات المادية التي وُجدت في أوروبا، سواء الفرار من المعنويات، أو التحرّر من الضوابط الإلهية, فلا العدالة تحقّقت، ولا الرفاه العام، ولا الأمن، ولا تماسك الأسرة، ولم تتمكّن من تربية الأجيال اللاحقة بشكل صحيح، فقد أضرّت بكل هذه الأمور. نعم، لقد جنى بعض أصحاب الشركات والبنوك وصنّاع الأسلحة على الآلاف والألوف، ولكن الحضارة الغربية والمادية لم يكن لها ثمار إنسانية، ولم يتمكّنوا من إسعاد أنفسهم، ولم يسعدوا تلك المجتمعات التي كانت تنهج طريقهم وتعيش تحت ظلّهم وتقلّدهم.

رسالة الثورة الإسلامية : العدالة والإعتدال
إنّ رسالة الثورة الإسلامية هي رسالة الانعتاق من هذه الحركة المشؤومة والمهلكة. وإن التوجّه إلى المعنويات والأخلاق الإلهية - هذا في الوقت الذي ننهض فيه بأعباء الحاجات البشرية- هو ما يدعو إليه الإسلام، وهو الحدّ الوسط بين إفراط الكنائس الكاثوليكية والأرثوذوكسية، وكل أنواع التشدّد المغلوط، والتفلّت والتحلّل الذي يُعدّ في مقابل ذلك الإفراط في المجتمعات الغربية، والذي حصل نتيجة حركتهم المادّية. فلا هذا صحيحٌ ولا ذاك. كلاهما خطأٌ بخطأ. إنّ خط الإسلام هو خطّ الاعتدال، وخط العدالة. وللعدالة معنىً واسعٌ وشامل. والعدالة يجب أن تكون ملحوظةً في جميع المجالات، وهي تعني وضع الشيء في موضعه، وهي الخط الوسطي للإنسانية، ?وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ1?.

الثورة الإسلامية حركة شعبية حيّة
واليوم إنّ شعب إيران يُعدّ من روّاد هذه الحركة. إنّنا نبني مجتمعاً ونظاماً، ولدينا حركة واسعة وشعبية. لقد مرّ ثلاث وثلاثون سنة على الثورة، ولا يوجد أيّ مكانٍ في العالم يتمّ فيه إحياء ذكرى الثورة بهذه الحالة الشعبية. إنّها ثورتنا، هي الوحيدة التي يحتفل الشعب كل سنة في ذكراها. ففي كلّ أنحاء البلاد، يتدفّق الملايين ويتظاهرون ويطلقون الشعارات، فمثل هذا لا يوجد في أيّة ثورة. لقد كان هناك ثوراتٌ كبرى، وقد شهدنا بعضها في زماننا، وبعضها اطلعنا عليه في التاريخ: عندما تأتي الذكرى السنوية لتلك الثورات، يأتي بعض الأشخاص ويقفون لاستعراض العسكر وإلقاء التحية العسكرية. هكذا تُقام احتفالات ذكرى الثورات. يتمّ إقامة احتفال، ويُدعى بعضهم، فيأكلون ويشربون. أمّا إحياء ذكرى الثورة من خلال الشعب، فهو من اختصاص الثورة الإسلامية. في ذكرى 22 بهمن من كل سنة، يأتي الناس إلى الميدان،مع قساوة الطقس وهطول الأمطار أو تساقط الثلوج والبرد القارس. وفي عامنا هذا، سترون كيف أنّ الشعب سيأتي مرّة أخرى إلى الميدان، بتوفيق الله وهدايته، وبيد القدرة الإلهية. فهذه الحركة، حركةٌ شعبية، وسوف تستمرّ وبتوفيقٍ من الله. إنّها حركة عامّة شاملة في البلاد، والقوى المسلّحة تمثّل جزءاً أساسياً، من هذه الحركة الشعبية.


1- البقرة، 143.
 




 

2017-02-24