يتم التحميل...

جبهة من الأعداء تتربص ببلدكم: جهزوا أنفسكم لإنزال الهزيمة بهم

العلم والتطور

جبهة من الأعداء تتربص ببلدكم: جهزوا أنفسكم لإنزال الهزيمة بهم

عدد الزوار: 21

كلمة الإمام الخامنئي في مراسم تخريج طلاب جامعات الجيش العسكرية _28/9/2016م
جبهة من الأعداء تتربص ببلدكم: جهزوا أنفسكم لإنزال الهزيمة بهم

أنتم ثروة البلاد الكبرى
إن الطريق الذي اخترتموه اليوم أيها الشباب الأعزاء، هو طريق مفعم بالبركة، وأنتم باختياركم لهذا الطريق، قد أنتجتم ثورة لبلادكم. أنتم الشباب ثروة البلاد الكبرى بالمعنى الحقيقي للكلمة. لا يوجد ثروة ولا مورد طاقة أكثر قيمة من القوة الإنسانية الفعالة والمؤمنة والحرّة والعزيزة في أي بلد. وأنتم اليوم مصداق هذه النعمة العظمى والثروة الكبرى؛ اعرفوا قدر هذه النعمة.

ألجيش أنجز أعمالا كبرى في "الدفاع المقدس"
إن شبابنا الأعزاء حالياً، لم يشهدوا الحرب المفروضة. كلكم أو أغلبكم أيها الشباب الأعزاء الحاضرون اليوم في هذا الميدان، قد وُلدتم بعد انتهاء الحرب. كان زمان الدفاع المقدس زماناً عجيباً، كان زماناً هاماً وامتحاناً شاقاً. الأشخاص العظماء والمُجدّون إنما يظهرون على حقيقتهم في الامتحانات؛ هناك تتجلى جواهر الناس ومعادنهم. لقد ظهر جوهر جيش الجمهورية الإسلامية في إيران في الدفاع المقدس. لقد استطاع الجيش في أقسامه المختلفة وعناصره المتعددة أن يُنجز أعمالاً كبرى ومتألقة. أنتم قد سمعتم عن الدفاع المقدس بالاسم. إنّ من الأعمال المطلوبة واللازمة بشكل كبير في هذه الجامعات وفي الجو العام لجيش الجمهورية الإسلامية في إيران وخاصة في القوات المسلحة، هو التعرف أكثر ويوماً بعد يوم إلى مرحلة الدفاع المقدس. فهي لم تكن زماناً عادياً وطبيعياً.

القوات المسلحة كانت مصداق "القيام لله"
القوات المسلحة تُمضي سنوات متمادية في هدوء وانتظار اليوم العسير؛ ذلك اليوم الذي تتعرض فيه بلادها وشعبها وحدودها وهويتها للهجوم. هناك تكون القوات المسلحة في الخط الأمامي للدفاع وهناك تؤدي امتحانها. لقد حصل هجوم على كل شيء في زمن الدفاع المقدس؛ وليس فقط حدود البلاد، بل هوجمت هوية البلاد الوطنية ونظامها الإسلامي وثورة شعب إيران الكبرى والقيم العديدة التي كان يضعها هذا الشعب العظيم نصب عينيه. لم يكن من يواجهنا هو نظام صدام البعثي فقط، بل كانت في الحقيقة حرباً شاملة، حرباً عالمية ضد الشعب الإيراني. كان "الناتو" يدعم العراق وكانت أمريكا تدعمه وكذلك الاتحاد السوفياتي في ذلك الوقت. كانت الرجعية العربية تُمطر نظام صدام بدعمها المالي والمادي ودولاراتها النفطية كالسيل الجاري. كانت وسائلهم الإعلامية- التي كان الصهاينة وما يزالون يسيطرون عليها- في كل العالم تعمل ليلاً ونهاراً لمصلحة المعتدي وضد الجمهورية الإسلامية في إيران. في هذه المعركة العظمى وفي هذه القيامة الكبرى، قامت القوة العظمى للشعب الإيراني، قوة الإيمان والمقاومة، قوة التوكل على الله، القوة المعتمدة على روح الله، وعلى رأسها القوات المسلّحة لنظام الجمهورية الإسلامية في إيران. هذا هو معنى القيام لله. "أن تقوموا لله مثنى وفرادى". لقد قاموا لله ونزلوا إلى الميدان وقدّموا أرواحهم وطاقاتهم وقدراتهم.

يا أعزائي، يا شبابي الأعزاء: هؤلاء هم جيلكم الماضي. هؤلاء هم الذين جئتم بعدهم وأنتم ميراثهم المفعم بالمفاخر. لم يكن الجيش في ذلك اليوم عزيزاً إلى هذا الحد في عين الشعب العزيز. فجاء أمثال "صياد" (شيرازي) و"بابائي" وشخصيات الجيش الكبرى بكل ذلك الفداء، من القادة والضباط الذين استنفدوا كل طاقاتهم في ميادين الحرب لمقاومة العدو، فخلقوا هذا الافتخار. هؤلاء هم الذين أوجدوا هذه المحبة لجيش الجمهورية الإسلامية في إيران. أنا العبد كنت شاهداً عن كثب على تلك البطولات ورأيت ماذا يفعلون وكيف يقدمون أرواحهم وكل طاقاتهم.

جبهة من الأعداء تتربص ببلدكم: جهزوا أنفسكم لهزيمتهم
يا أعزائي: جهّزوا أنفسكم واستعدوا؛ سواء في مجال الاستعداد العلمي والتقني، أو في مجال الاستعداد المؤسساتي والانضباطي، وكذلك في مجال الاستعداد الإيماني والعقائدي والروحي وهذا هو الداعم لكل أنواع الاستعدادات الأخرى؛ اجعلوا قلوبكم مع الله في هذا الطريق.

إن بلدكم بلد كبير، بلد مهم وعظيم؛ وشعبكم شعب ذكي وشجاع ومقتدر. وهذا ليس كلاماً نقوله نحن. اليوم وفي كل العالم، يقرّ الأشخاص المطّلعون والمستعدّون للكلام بهذه الحقائق بشكل علني، وكذلك الأعداء الذين لا يُعلنون هذا، فإنهم يعتقدون به في قلوبهم ويظهر أحياناً في بعض القضايا ويصل إلى أسماعنا. ولدى هذا البلد جبهة كبرى من الأعداء بسبب استقلاله وإيمانه واعتقاده بالإسلام واعتقاده بحاكمية الله على الأرض وفي المجتمع، وبسبب القيم السامية التي يتطلع إليها. وهؤلاء الأعداء مشغولون دوماً ــ بالتأكيد هم مشغولون منذ ما يقارب أربعين عاماً ــ بالهجوم علينا وقد فشلوا قطعاً ويقيناً. لقد هُزموا حتى اليوم، وسيُهزمون فيما بعد أيضاً بتوفيق الله. إن عليكم أداء دوركم بكل معنى الكلمة في عملية إفشال العدو وهزيمته؛ وعليه، يجب عليكم بناء أنفسكم.

 

2017-02-24