يتم التحميل...

بناء البلاد وتقدمها مسؤولية مشتركة بين "المسؤولين" والجماهير

العلم والتطور

بناء البلاد وتقدمها مسؤولية مشتركة بين "المسؤولين" والجماهير

عدد الزوار: 25

من كلمة الإمام الخامنئي في أهالي مريوان في اليوم الخامس من زيارته لمحافظة كردستان /16-5-2009

بناء البلاد وتقدمها مسؤولية مشتركة بين "المسؤولين" والجماهير
النظام الإسلامي اليوم -والحمد لله- متمكّن تمامًا من أموره وأعماله. لقد وطّد النظام الإسلامي ونظام الجمهوريّة الإسلاميّة نفسه، ليس في داخل البلاد وحسب، بل في المنطقة وعلى المستوى الدولي أيضًا، وفي أنظار السياسات والسياسيّين وصنّاع السياسة. وقد أُرغم الأعداء على الاعتراف باستقرار الجمهوريّة الإسلاميّة والاقتدار المطّرد لها؛ وسلّموا بذلك.

لقد توفّرت للجمهوريّة الإسلاميّة اليوم -والحمد لله- فرصة التخطيط للمشاريع الطويلة الأمد، الرامية إلى سدّ النواقص والحاجات والتعويض عن الأضرار التي لحقت بالبلاد، خلال الفترات السابقة. وإنّ وثيقة [خطة] الأفق العشرينيّ وثيقة جدّ مهمة ومعتبرة، يتحتَّم على مسؤولي البلاد- سواء كانوا في السلطة التنفيذيّة أم في السلطة التشريعيّة، أم في القطاعات الأخرى- متابعتها خطوةً بعد أخرى، وبلوغ تلك الأهداف. يتحمّل الشعب الواعي والشباب الموهوب، في أيّة منطقة من البلاد مسؤوليّة كبيرة في هذا المجال. أقول لكم -أيّها الأهالي الأعزّاء، وخصوصًا الشباب- إنّ بناء هذه البلاد والتقدّم بها إلى الأمام، واجب مشترك بين المسؤولين والجماهير. فالجماهير أيضًا تتحمّل مسؤوليّة. ينبغي أن نحذر جدًّا من أن يتمكّن أعداء تقدّم البلاد من صرف أذهاننا واهتمامنا نحو المسائل الفرعيّة ومسائل الدرجة الثانية. وذلك حتى يتسنّى لنا جميعنا، وبوحدة تامّة حقيقيّة، السير نحو تلك الأهداف.

أستطيع أن أقول اليوم -بكلّ ثقة- إنّ مسؤولي البلاد يركّزون كلّ هممهم، ليستطيعوا تلافي النواقص في كلّ المناطق. وفي هذه الزيارة إلى كردستان، اجتمع المسؤولون وأعضاء مجلس الوزراء في سنندج، وناقشوا القضايا التي يجب أن يتابعوها حسب الأولويّة، وأعدّوا تقريرًا زوّدونا به. إنّني أشكر مسؤولي الحكومة على همّتهم هذه ومجيئهم إلى هنا. وإنّ القضايا التي يهتمون بها دقيقة وأساسيّة وحقيقيّة، بالنسبة إلى كلّ مناطق كردستان وضمنها منطقة مريوان أي، منطقتكم هذه. وقد اتّخذوا قرارات جيدة، نتمنّى أن تأخذ طريقها إلى حيّز العمل.

وإنّ سَنَدَ هذه الحركة وظهيرها هو ثبات الشعب الإيراني، والالتزام بشعارات الثورة. وإنّ شعارات الثورة الإسلاميّة هي التي بوسعها أن تكون قاعدةً ومخزونًا لاقتدار الشعب الإيراني، وأكبر سند ودعامة لتقدّم الحكومة في الميادين المختلفة.

الاستثمار الصناعي والزراعي يوفر فرص عمل كافية لشباب المنطقة
من القضايا المهمّة جدًّا بالنسبة إلى هذه المنطقة هي قضيّة الاستثمار: الاستثمار الصناعي والاستثمار الزراعي الذي يوفِّر فرصَ العمل. حينما لا تكون هناك فرص عمل بالمقدار الكافي، ولا تكون الطرق السليمة مفتوحة، فإنّ شبابنا سيلجؤون، مع الأسف، إلى الطرق غير السليمة: من قبيل التهريب وما شاكل. التهريب بلاءٌ على البلاد ومرضٌ يصيب اقتصادها. وهو بمثابة فايروس مشلّ ومدمِّر. يجب أن لا يكون شباب البلاد في وضع يشعرون معه بأنّهم مضطرّون إلى اللجوء إلى سبل غير منطقيّة وغير قانونيّة وغير مشروعة. هذه من المهام الرئيسة للحكومة1 وهي ما تنصبّ عليه همّة الحكومة. وعليكم أنتم أيضًا، أن تساعدوا وتتعاونوا في هذه القضيّة، فالتهريب الذي يحصل، صحيح أنّ فيه منفعة لصاحبه، لكنّ النفع الأكبر سيكون من نصيب الذين يختبئون خلف أستار هذه الحركة الظاهريّة، أي الأشخاص الانتهازيّون والاستغلاليّون الذين يجنون أكبر الأرباح، من دون تحمل مشاق أو أخطار، بينما شبابنا المؤمنون- وبسبب اليأس أو لأيّ سبب آخر- يعرّضون أنفسهم للخطر. ينبغي إغلاق هذا الباب، وهذا الأمر متاح من خلال الاستثمارات الصحيحة، وتوفير فرص العمل في كافّة مناطق كردستان وفي جميع نواحي مدنها، خصوصًا المدن القريبة من الحدود مثل مريوان. وقد لاحظت أنّ مسؤولي البلاد -لحسن الحظ- يهتمّون بهذه النقطة ويفكّرون في هذه المسألة. يجب توفير الأرضيّة لاستثمارات جيّدة، لكي يتمّ توفير فرص العمل حتى يستطيع الشاب تأمين معيشته بالطريق السليم والقانوني والحلال.

واعلموا أنّ العدو – الذي يعرف أنّ الأمن هو شرط الاستثمار وإنتاج الثروة، ولأنّه لا يريد حصول الاستثمار وإنتاج الثروة في هذه المنطقة- سيحاول ضرب [حيثية] الأمن وزعزعته. وطبعًا، أقول لكم بكلّ ثقة إنّ القوى المؤمنة والوفيّة للجمهوريّة الإسلاميّة -وبمساعدة هؤلاء الأهالي وهؤلاء الشباب- ستواجه العناصر المخلّة بالأمن بكلّ شدّة وستفِّوت عليهم، بلطف من الله، أي فرصة لذلك.
 


1- أي: من وظائف الحكومة أن تجد السبل لمعالجة هذه الآفة.

2017-02-24