يتم التحميل...

إيران الإسلام يجب أن تبلغ قمة التقدم البشري

العلم والتطور

إيران الإسلام يجب أن تبلغ قمة التقدم البشري

عدد الزوار: 24

كلمة الإمام الخامنائي في نخب محافظة سمنان أثناء زيارته لها الزمان: 19/8/1385هـ.ش ـ 18/10/1427هـ. ق ـ 10/11/2006م

إيران الإسلام يجب أن تبلغ قمة التقدم البشري
إنني أودّ التقدّم بملاحظة للسادة المسؤولين الحضور في هذا الاجتماع, وكذلك للسيد المحافظ العزيز المحترم الحاج عبد الوهاب, الذي يعتبر من المحافظين الجيدين والشخصيات الممتازة, وله سَبْقٌ وتجربة طيّبة في المجالات المختلفة.

لقد قلت هذا من قبل، وحتى عندما كان محافظاً في مكان آخر منذ سنوات, وقلته للمحافظين الآخرين، وإنني أقول للمسؤولين جميعاً: إنّ ثمة بَوْناً بين ما يُكتب على الورق وما يدور في نفوسنا وأذهاننا, وبين ما يحدث على أرض الواقع، وإنّ الإبداع هو أن نحوّل الأفكار إلى حقائق ملموسة.

صحيح إنّ شيئاً لن يحدث على صعيد الواقع الخارجي طالما لا يوجد هذا الدور الذهني، ولكن من الضروري أن يعرفوا ماذا يريدون ويتخذوا القرار لتنفيذه، وهناك مسافة بين اتخاذ القرار والنيّة والرغبة حتى الوصول إلى الهدف المنشود، ولن تذوب هذه المسافة إلاّ بالجد والمثابرة والعزيمة الراسخة والسعي الدؤوب ومواصلة العمل.

لقد ضربت للطلبة الشباب مثالاً أمس حول تسلّق الجبال.

إنّ الإنسان ينظر إلى أعلى الجبل فيشاهد الآخرين هناك في الأعالي وقد وصلوا إلى القمة أو اقتربوا منها، فيزداد عزيمة، ثم يأخذ في التسلّق، ولكن بعد تعرجين أو ثلاثة يدرك مدى صعوبة الموضوع. فالبعض يعودون أدراجهم من منتصف الطريق، والبعض ينهكهم التعب والمشقة، والبعض يظلّون هناك.

إنّ الأمل والتصوّر الذهني المطلوب يكمن في تلك النقطة, حيث تلوح القمة.

ومن أجل الوصول إلى هناك ومشاهدتها فلابدّ من العمل المتواصل. فعلى المسؤولين أن يواصلوا العمل بإرادة وصدق وأمانة تامة وعزيمة صلبة؛ حتى تتحقق الأهداف إن شاء الله.

لقد استمعتم اليوم إلى هذه التقارير حول مجالات الصناعة والتربية والتعليم والتعليم العالي، كما تقدّم السيد المحافظ ببعض الملاحظات الليلة.

إنه لا توجد أدنى مقارنة بين ما يحدث اليوم وما كان يجري قبل الثورة في عصر النظام الطاغوتي.

لم يكن يخطر على بالنا حينذاك أنّ من الممكن القيام بكل هذه الإنجازات؛ ولكنها تحققت. ولكن القدرات مازالت أكثر من ذلك.

ألم تسمعوا ماذا قالوا عن الصحراء؟ إنّ الصحراء نموذج.

وإنّ القدرات البشرية والعنصر البشري والقابلية البشرية عالية جداً. إنّ الهدف ينبغي أن يكون كما أوضحت مراراً وتكراراً.

إنّ بلادنا يجب أن تكون في المراتب الأولى على مستوى العالم في العلم والمعرفة وما يترتّب على ذلك من آثار.

وإنني لا أتعجّل أن يتحقق هذا الهدف في خمس سنوات أو عشر سنوات، بل أمامكم خمسون سنة، والمهم هو بلوغ الهدف؛ وهذا يحتاج إلى همّة وإرادة.

وإننا على ثقة بأن هذا الشعب سيحقق طموحاته؛ إذا ما تحلّى بالتحرّك والعزيمة، وهذا ليس من دأب كل الشعوب، فبعض الشعوب لا تملك هذه الكفاءة, ولا تتمتع بهذا الموقع الجغرافي, ولا تتميّز بهذا الماضي الحضاري أو التراث العظيم الثري.

إنّ الشعوب ليست على وتيرة واحدة، ولكنّ شعبنا لديه من القدرات ما إن استعان بها لبلغ أهدافه السامية.

إنّ إيران لا يمكن أن تبقى كما كانت في الحقبتين القاجارية والبهلوية، فهي الآن إيران العصر الإسلامي؛ فلابدّ أن نتمكّن من بلوغ قمة التقدم البشري، وهذا من حقّنا, ومن أجل إسلامنا وإيماننا وطاقاتنا, ولأجل كوننا إيرانيين،

وإنني أوصي المسؤولين بالجد ومواصلة المساعي الحثيثة في العمل.

2017-02-24