يتم التحميل...

الجمهوريّة الإسلاميّة نسيج واحد: الولاية التزام بالإسلام والشعب معا

الحكومة الإسلامية

كلمة الإمام الخامنئيّ في أعضاء مجلس الخبراء 24/09/2009 الموافق لـ2/7/1388

عدد الزوار: 62

كلمة الإمام الخامنئيّ في أعضاء مجلس الخبراء 24/09/2009 الموافق لـ2/7/1388
الجمهوريّة الإسلاميّة نسيج واحد: الولاية التزام بالإسلام والشعب معا

الإسلام والشعب نسيج الجمهوريّة الإسلاميّة
النقطة الرابعة هي أنّ الثورة الإسلاميّة -التي انبثقت الجمهوريّة الإسلاميّة عنها- وحدة واحدة لها بعدان: الإسلاميّة والشعبيّة. إنّها إسلاميّة وشعبيّة في آنٍ واحد. وهي شعبيّة لأنّها إسلاميّة. ولأنّ الإسلام دينُ المجتمع. الدين مسؤوليّة شاملة للجميع [جماعيّة]. ليس الإسلام دين الأفراد واحدًا واحدًا من حيث هم أفراد منفصلين. هو طبعًا دين الفرد أيضًا بما هو فرد، بيد أنّ الأفراد بما هم مجتمعٌ مخاطبون أيضًا بخطاب الإسلام. الإسلام دينٌ شعبيٌّ جماعي. إنّه دين المسؤوليّة العامة. إذن، "الشعبيّة" تنبثق عن "الإسلاميّة" نفسها. وهي أيضًا إسلاميّة، فالله تعالى مَنَّ: {بل الله يمنُّ عليكم أن هداكم للإيمان}؛ مَنَّ الله علينا وهدانا للإيمان. لقد منَّ الخالق على شعبنا وعلينا، إذ هدانا لهذا الدين. لذا فإنّ جمهورنا يريد الإسلام، وهذا الدين الإلهيّ منحه الله تعالى لنا وله الحمد على ذلك. إذن، فهي "جمهوريّة إسلاميّة"؛ إنّها منظومة وهي مجموعة. أو لنقل "وحدة" واحدة لها أبعاد يجب أخذها بعين الاعتبار مع بعضها إلى جانب بعض. ينبغي حفظ هذا النسيج المحبوك. وإنّ تضعيف أي جانب من هذه الجوانب والمسّ به سيعود بالضرر على مجمل المنظومة.

الولاية التزام بالإسلام والشعب معا
وقضيّة الولاية تمثّل التزامًا بهذه المنظومة؛ سواء كانت ولاية المعصومين (عليهم السلام) أو ولاية الفقيه التي هي تتمّة ( إمتداد) لولاية المعصومين. القضيّة قضيّة التزامٍ بهذه المنظومة ومراعاتها وحفظها في البلاد وفي النظام لئلّا يحدث فيها انحراف أو مشكلة أو نقص أو تمييز. ولكي تواصل مسيرتها بهذه الجامعيّة وتتقدّم إلى الأمام. وإنّ الإسلام الأصيل المذكور في كلمات الإمام يتعلّق بهذا الجانب. فقد ذكر الإمام الإسلام الأصيل مقابل الإسلام الأمريكي. ليس الإسلام الأمريكي ما ترضاه أمريكا فقط. كلّ شيءٍ خارج نطاق هذا الإسلام الأصيل: الإسلام الملكيّ أيضًا [إسلام أمريكي]، والإسلام الانتقائي [الالتقاطي] أيضًا [إسلام أمريكي]، الإسلام الرأسمالي كذلك [إسلام أمريكي]؛ والإسلام الاشتراكي أيضًا كذلك. أنواع الإسلام التي تُعرض بأشكال وألوان مختلفة ولا تتوفّر فيها تلك العناصر الرئيسيّة كلّها على الضدّ من الإسلام الأصيل. وهي في الحقيقة إسلام أمريكي. يلاحظ الإنسان في هذه المعارضات التي شُنَّت ضد النظام [الإسلاميّ] طوال الثلاثين عامًا الماضية حضور ونشاط هذه الأنواع من الإسلام. فقد كان هناك الإسلام الانتقائي، وكان هناك الإسلام الملكي، وكذلك الإسلام الاشتراكي، ومختلف أنواع الإسلام في مواجهة نظام الجمهوريّة الإسلاميّة. حسنًا، في هذه النظرة للإسلام وفي هذا الفهم والوعي للإسلام، يؤخذ الفرد والمجتمع كلاهما بعين الاعتبار، وتؤخذ المعنويّة والعدالة إلى جانب بعضهما، والشريعة والعقلانيّة الواحدة مع الأخرى، والعاطفة والحسم إلى جوار بعضهما بعضًا. هذه العناصر كلّها يجب أن تتوفّر. الحسم في موضعه والعواطف في موقعها، والشريعة في مكانها. والعقلانيّة - وهي طبعًا ليست خارج نطاق الشريعة - في موضعها؛ كلّها يجب أن [تُستثمر و] تحضر بعضها إلى جانب بعض. يفضي الانحراف عن هذه المنظومة المتينة إلى الانحراف عن النظام الإسلاميّ.

 

2017-02-22