يتم التحميل...

ضرورة الإحتراس من تدخلات الأعداء في الإنتخابات

الحكومة الإسلامية

من كلمة الإمام الخامنئي مناسبة ذكرى انتفاضة أهالي قم المقدسة في 19 من شهر دي.الزمان: 19/10/1386هـ. ش ـ 29/12/1428هـ.ق ـ 9/1/2008م.

عدد الزوار: 70

من كلمة الإمام الخامنئي مناسبة ذكرى انتفاضة أهالي قم المقدسة في 19 من شهر دي.الزمان: 19/10/1386هـ. ش ـ 29/12/1428هـ.ق ـ 9/1/2008م.
ضرورة الإحتراس من تدخلات الأعداء في الإنتخابات

ثورتنا ثورة شعبية قامت واستمرت بإرادة وحضانة الجماهير
إنّ الانتخابات على الأبواب، وهي مسألة بالغة الأهمية، كما أنها أحد نماذج عظمة هذا النظام؛ ولهذا فإنهم ينكرون وجود الانتخابات عندنا مع أنها ظاهرة في غاية الوضوح.

إنّ العدو بكل ما لديه من عناد ولجاجة ينكر وجود الديمقراطية، ذلك الأمر الواضح الذي يعتبر من معطيات الانتخابات الشعبية، تلك التي تُجرى في إيران لمرة واحدة كل عام في المتوسط على مدى تسعة وعشرين عاماً. فلماذا ؟ لأنه يعلم جيداً أن الانتخابات من أهم الشواهد على انتصار الشعب الإيراني.

لقد كان قادة وزعماء الثورات المختلفة خلال كافة الأزمنة يعربون عن عجزهم بعد فترة وجيزة، ويطالبون بإعطائهم جميع الصلاحيات.

إنّ الدكتور مصدّق أخذ بمقاليد الأمور لأكثر من عامين في إيران، فحلّ البرلمان مرتين خلال هذه المدة، وتمتع بكافة الصلاحيات البرلمانية، وقال إنه لا يستطيع الاستمرار في الحكم دون ذلك؛ لقد كانت حكومة مصدّق حكومة شعبية، ومع ذلك لم يستطع.

إنّ ثورتنا ثورة شعبية قامت على أكتاف الجماهير في بلد يبلغ عدد سكانه ثلاثة أضعاف ما كان عليه في ذلك الزمان، وتعرض هذا الشعب لكافة أنواع المؤامرات والدعايات والإعلام المضاد، ولكن الثورة تأبى إلا الارتكاز على أصوات المواطنين بكل شجاعة وقوة، وتصر على إجراء الانتخابات طبقاً للدستور كمظهر من مظاهر المشاركة الشعبية والقرار الجماهيري، ومع ذلك فإنهم ابتدعوا لعبة في الدورة الماضية ـ منذ أربع سنوات ـ وقاموا بتمثيل مسرحية مفتعلة تهدف الى تعطيل الانتخابات وحجب ثقة المواطنين، ولكنهم باءوا بالفشل الذريع بفضل الله وفضل صمود هذا الشعب المؤمن وعزيمته الراسخة.

البعض يحذر ـ مغرضا ـ من تزوير مزعوم للإنتخابات
إننا نقترب من موعد الانتخابات، وهي أمر في غاية الأهمية كغيرها من سائر الانتخابات، فعلى المواطنين والمسؤولين والنخبة أن يتحمل كل منهم مسؤولياته؛ فبالدرجة الأولى لابد من الحفاظ على أهمية وقيمة وعظمة الانتخابات، وعلى الجماهير التوجه الى صناديق الاقتراع بكل ثقة وأمل.

إنني وللأسف الشديد ألمح في تصريحات البعض ما لا يوحي بالاطمئنان ـ وإن شاء الله لا يكونون مغرضين ـ فهم يرددون دائماً: احترسوا من التزييف احترسوا من التزييف، واحذروا التلاعب! فما هو هذا التزييف الذي يحذرون منه؟ لقد مضى ما يقرب من ثلاثين عاماً والأجهزة التنفيذية تُجري الانتخابات على خير ما يرام في هذا البلد.

إنّ البعض تجردوا حتى من الخجل والحياء، فقالوا لابد من جلب مراقبين دوليين للإشراف على هذه الانتخابات، أي أن يأتي أولئك الأجانب والأعداء الذين يضمرون الخلاف للانتخابات وللشعب الإيراني ولكل ما يعود بالنفع على إيران لكي يكونوا قُضاة وحكاماً! إنها أفظع إهانة للشعب الإيراني. كلا، فلا داعي لكل هذه المبالغات الفارغة.

لقد أوصينا المسؤولين مراراً وتكراراً وسوف نوصيهم من جديد ونوصي وزارة الداخلية ومجلس صيانة الدستور وكافة المشرفين والمعنيين بأن يفتحوا عيونهم ويقوموا بواجباتهم ومسؤولياتهم على أكمل وجه ممكن، فأصوات الناخبين أمانة بأيديهم، وعليهم ألا يسمحوا لأحد بالتدخل أو النفوذ.

إننا لم نكفّ أبداً عن توجيه النصائح، فكانت موضع رعاية واهتمام، وستكون كذلك إن شاء الله؛ فهذا هو الموضوع الأول.

وعليهم ألا ينتهكوا حرمة الانتخابات ويشوهوا هذه الظاهرة الشعبية الناصعة ببث الشبهات هنا وهناك والتعريض بأن تزويراً سيحدث وما إلى ذلك من شكوك ووساوس.

لتجنب الإفتراءات والإهانات في خضم الدعايات الإنتخابية
والموضوع الثاني هو نفس الموضوع الذي أثرته في يزد منذ بضعة أيام، فعلى الجميع أن يتصرفوا بنبل وشرف في الانتخابات، سواء أكانوا من المشرحين، أو من أنصارهم، أو من المخالفين لبعضهم.

وعلى كافة الأجنحة تجنب الإساءات والافتراءات والإهانات والتهم وألا يقتربوا مطلقاً منها؛ فذلك من الأمور التي تثلج صدور الأعداء فيما لو اقترفها أحد.

ضرورة الإحتراس من تدخلات الأعداء وأباطيل من يدين لهم بالعمالة
وأما الملاحظة الثالثة فهي ضرورة الانتباه لنشاطات الأعداء. لقد صرح بوش رئيس الجمهورية الأمريكي قائلاً منذ يومين بأنهم يساندون أحد التجمعات في إيران؛ إنه عار لكل من تريد أن تدعمه أمريكا, فأولاً نفس أولئك الذين يُريد أن يدعمهم ذلك العدو المتوحش، ثم نظرة الشعب إليهم.

ولماذا تخصهم أمريكا بهذا الدعم، وما هو العيب الذي وُصموا به لكي يرغب الأعداء في مساندتهم.

إنّ من الممكن أن يدب الخلاف بين أفراد العائلة الواحدة إخوةً وأخوات. فإذا ما جاء أحد الأعداء أو اللصوص أو الخونة من خارج العائلة وعبّر عن مناصرته لأحدهم، فعليه حينئذ أن يفكر في الحماقة التي ارتكبها والخطأ الذي وقع فيه بحيث جعل عدو العائلة يعرض عليه دعمه وحمايته. فعلى المواطنين أن ينتبهوا وألا يدعوا الانتخابات تصبح ألعوبة بيد الأجانب.

إنّ الانتخابات هي انتخابات الشعب الإيراني، والجمهورية الإسلامية، والإسلام، فلابد من تحديد الحد الفاصل بينهم وبين الأعداء.

لقد نبهت مراراً وتكراراً بعض السياسيين النشطين من الذين يروق لهم العزف النشاز أحياناً، ونصحتهم بألا يُقرّبوا المسافة بينهم وبين الأعداء وألا يزيلوا الحدود.

إنّ الحدود عندما تضعف تكون عادة عرضة للاجتياز وتقوي الاحتمالات بأن يعبرها الأعداء الى الداخل أو أن يتخطاها الأصدقاء المضللون لكي يلحقوا بالأعداء في الناحية الأخرى، فعليكم بمعرفة الحدود وتوضيحها.

إنّ هذا الشعب مازال يجابه المؤامرات الأمريكية، والعداء الأمريكي، وكافة أنواع الضربات الأمريكية منذ ثمانية وعشرين عاماً. لقد فعلوا كل ما بوسعهم لإلحاق الأذى بهذا الشعب، فعليكم باليقظة ومعرفة الحدود.

إنّ البعض يدين لهم بالعمالة، والبعض الآخر بالعبودية، بينما يعمل البعض في خدمتهم، فعليكم بتحديد هويتكم من بين هؤلاء.

إنه وقت البصر والصبر والبصيرة؛ فعندما يحل وقت الانتخابات يصبح الشعب الإيراني في أمسّ الحاجة للبصيرة، فلاحظوا موقف الأعداء من هذه الحركة الشعبية العظيمة، واحترسوا، واتخذوا القرار الصحيح.

إنّ هذا واجبنا جميعاً، فلابد من الوعي واليقظة, وعلى أية حال فعليكم بالثقة وإنني لواثق من أن الله تعالى لن يحرمكم من فضله جزاءً لكم على جهادكم وإيمانكم، وأنه سبحانه سيمدّكم بلطفه وعونه وهدايته ورعايته، وسيكون النصر المؤزر من نصيب شعب إيران ونظام الجمهورية الإسلامية.
 

2017-02-22