يتم التحميل...

العدو يعمل لتوهينها: الأولوية في الإنتخابات الحضور الشعبي الفاعل

الحكومة الدينية

من كلمة الإمام الخامنئي في حشود أهالي محافظة كردستان ــ 12/05/2009

عدد الزوار: 22

من كلمة الإمام الخامنئي في حشود أهالي محافظة كردستان ــ 12/05/2009
العدو يعمل لتوهينها: الأولوية في الإنتخابات الحضور الشعبي الفاعل

إعلام العدُوّ يعمل لجعل الإنتخابات باردة باهتة
وأذكر بعض الأمور حول قضيّة الانتخابات. أعزّائي: الانتخابات على الأبواب؛ بقي شهر على موعد الانتخابات. الانتخابات من الاختبارات الكبرى للشعب الإيراني أمام أنظار العدوّ؛ لذلك قلوبهم حسّاسة تجاهها. بدأت الأجهزة الإعلاميّة لأعداء الشعب الإيراني، منذ نحو سنة، كلامها وعملها واصطناعها المواد الإعلاميّة ضدّ هذه الانتخابات بوتيرة هادئة. وبدأت الأجهزة الأمنيّة أيضًا عملها في تصيّد الأخبار والتحرّي وطرح الاقتراحات. إنّهم حسّاسون تجاه هذه الانتخابات. وحين تنظرون اليوم لأخبار وسائل الإعلام الأجنبيّة على اختلافها - والكثير منها مملوء حقدًا وعداءً للشعب الإيراني- سترون أنّها ليست عديمة الاكتراث تجاه انتخاباتنا، وتحاول العمل لأغراضها وأهدافها. ما هي هذه الأغراض؟ هدفهم بالدرجة الأولى تعطيل الانتخابات وإلغاؤها. في إحدى الدورات حاولوا إلغاء انتخابات مجلس الشورى الإسلامي بمختلف الحيل. لكنّ الله تعالى لم يشأ ذلك وإرادة المؤمنين لم تسمح به، فلم ينجح الأعداء. إنّهم يائسون من تعطيل الانتخابات جذريًّا. وهدفهم بالدرجة الثانية أن تكون الانتخابات باهتة وباردة، وأن لا يكون للشعب الإيراني مشاركة فاعلة فيها.

القضية الأولى في الانتخابات المشاركة الواسعة
أيّها الشعب الإيراني العزيز، أقول لكم: علينا جميعًا وعلى العكس تمامًا من إرادة الأعداء أن تكون لنا مشاركة فاعلة في الانتخابات. الانتخابات سمعتنا الوطنيّة. الانتخابات من مؤشرات نموّنا الوطنيّ. الانتخابات وسيلة للعزّة الوطنيّة. حينما يرون الشعب الإيراني يحضر بحماس وشعور وإدراك تامّ ووعي عند صناديق الاقتراع، فما معنى ذلك؟ معناه: أنّ الشعب يرى لنفسه حقّ اتّخاذ القرار والقدرة عليه. ويريد أن يؤثِّر في مستقبل البلد ويختار مسؤولي البلاد ومدراءها الكبار. انتخاب رئيس الجمهوريّة يعني: انتخاب رئيس السلطة التنفيذيّة، والشخص الذي تقع غالبيّة إمكانيّات البلد تحت تصرّفه. وترون أنّه لو كان رئيس الجمهوريّة متحلّيًا بالحماس والتوثّب والحيويّة والرغبة والميل والإرادة، فأيّ خدمات كبيرة سيقدّمها للبلد؛ هم لا يريدون هذا الشيء. وأقول: إنّكم جميعًا يجب أن تصرّوا على المشاركة في الانتخابات. أعتقد أنّ القضيّة الأولى في الانتخابات ليست انتخاب هذا الشخص أو ذاك، إنّما القضيّة الأولى هي مشاركتكم. وجودكم ]حضوركم[ هو الذي يعزّز النظام ويقوّي أركانه، ويزيد من ماء وجه الشعب الإيراني وسمعته، ويضاعف استقامة البلد حيال الأعداء ويصرف الأعداء، عن الطمع في البلاد وعن التفكير في توجيه ضربة لها وإفشاء الفساد والفتن فيها. هذه قضيّة على جانب كبير من الأهميّة. إذن القضيّة الأولى هي المشاركة في الانتخابات.

إنتخاب الرئيس البعيد عن الأرستقراطيّة والإسراف
القضيّة الثانية المتعلّقة بالانتخابات هي أن يحاول الناس انتخاب من هو الأكثر صلاحًا. الذين يترشّحون لرئاسة الجمهوريّة، وتخضع صلاحيّتهم للنظر تحت مجهر مجلس صيانة الدستور الذي يعلن صلاحيّتهم بعد ذلك هؤلاء كلّهم صالحون. لكن المهمّ هو أن تبحثوا بين هؤلاء الأفراد الصالحين وتشخِّصوا الأصلح. هذا ليس مقامًا نستطيع فيه أنا وأنتم الاكتفاء بالحدّ الأدنى. اطلبوا الحدّ الأعلى وانتخبوا من هو أفضل.

من هو الأفضل. إنّني لا أبدي أي رأي حول الأشخاص ولكن ثمّة مؤشّرات وسمات. الأفضل هو الذي يفهم آلام البلد ويعلم أوجاع النّاس ويكون متّحدًا وقريبًا من النّاس ومحبًّا لهم. ويكون بعيدًا عن الفساد ولا يطلب الأرستقراطيّة لنفسه. آفتنا الكبيرة هي الأرستقراطيّة والبذخ. فإذا كان المسؤول الفلاني من أهل البذخ والأرستقراطيّة، سيدفع النّاس باتّجاه الأرستقراطيّة والإسراف.

حين قلنا: إنّ هذا العام هو عام المضِيّ نحو إصلاح نموذج الاستهلاك، فمعنى ذلك أنّ هذا العام هو العام الذي يقرّر فيه الشعب الإيراني مكافحة الإسراف. لا نقول: بنحو قاطع ودفعي، وخلال سنة واحدة سوف ينتهي الإسراف؛ لا، نحن أكثر واقعيّة من هذا ونعلم أنّ هذه العمليّة تتطلّب سنوات متعاقبة وينبغي العمل حتّى نصل إلى هذه الثقافة. يجب البدء بهذه العمليّة.

من الأعمال المهمّة جدًّا للحؤول دون الإسراف، هو أن لا يكون مسؤولو البلاد أنفسهم والمحيطون بهم وأقرباؤهم والمرتبطون بهم، أن لا يكونوا من أهل الإسراف والبذخ. إذا كنّا من أهل الإسراف كيف يُمكن أن نقول للناس: لا تسرفوا؛ (أتأمرون النّاس بالبر وتنسون أنفسكم)1. (يا أيها الذين آمنوا لِمَ تقولون ما لا تفعلون* كبر مقتًا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون)2.

المهمّة الأولى: هي أن نختار مسؤولي البلاد من بين الأفراد ذوي بساطة العيش والذين يعرفون آلام النّاس ويتألمّون لألم النّاس. هذه برأيي علامة مهمّة أيضًا. ابحثوا بوعي وتوصّلوا إلى النتيجة؛ وبادروا إلى ما توصلتم له وشخّصتموه بقصد القربة؛ اقصدوا صناديق الاقتراع بقصد القربة وسوف يوفيكم الله أجوركم؛ هذه نقطة أيضًا.

على المرشّحين أن يكونوا منصفين
النقطة الأخيرة حول الانتخابات: هي أن يحاول المرشّحون المحترمون الذين سجّلوا أسماءهم إلى حدّ الآن، ويعملون إعلاميًّا ويصرّحون -مع أنّ الوقت القانوني للدعاية لم يحن بعد، لكنّهم يعملون إعلاميًّا ولا إشكال في ذلك- أن يحاولوا أن يكونوا منصفين. لتكن تأييداتهم ومعارضاتهم من منطق الحقّ والصدق. يسمع الإنسان أشياءً لا يصدّق أنّها صدرت عن المرشّحين، ممّن يطلبون هذه المسؤوليّات عن صدق وإخلاص. أحيانًا، يسمع المرء كلامًا عجيبًا وأمورًا غريبة تنسب إلى هذا وذاك؛ هذا الكلام يقلق الناس. وهو كلام لا يجذبُ قلبَ أحدٍ لقائله. ليتنبّه المرشَّحون المحترمون ولا يكدّروا الرأي العام والأذهان. كلّ الأمور غير الصحيحة التي تُنسب إلى هذا وذاك، تكدّر ذهنيّات الجماهير، بالتأكيد؛ وهي أمور غير واقعيّة وبخلاف الواقع. إنّني على علم بشؤون البلاد أكثر من كلّ هؤلاء السادة، وعلى اطّلاع أوفى، وأعرف أنّ كثيرًا من هذه الأمور التي تُطرح، كنقد لأوضاع البلاد ووضع الاقتصاد وما إلى ذلك، هي خلاف الواقع؛ إنّهم مخطئون؛ هم مخطئون وعن غير قصدٍ إن شاء الله. نأمل أن يُقدّر الله تعالى لهذا الشعب الخير والصلاح والعمران الكامل.
 


1- سورة البقرة، الآية 44.
2- سورة الصف، الآية 2-3.


 

2017-02-22