يتم التحميل...

الحضور في الإنتخابات حضور في ميدان التقدم والإلتزام بالقانون

الحكومة الدينية

من خطاب الإمام الخامنئي دام ظله له في جامعة الإمام الحسين (عليه السلام) في مراسم التخرّج تحت شعار: "ميثاق الحرس"_27/5/2013

عدد الزوار: 22

من خطاب الإمام الخامنئي دام ظله له في جامعة الإمام الحسين (عليه السلام) في مراسم التخرّج تحت شعار: "ميثاق الحرس"_27/5/2013
الحضور في الإنتخابات حضور في ميدان التقدم والإلتزام بالقانون يصون أهدافها

ضرورة الحضور الواسع في الإنتخابات
إنّ كلّ خطوة خطتها هذه الثورة منذ اليوم الأوّل إلى يومنا هذا، كانت خطوةً مبشّرةً بالخطوة التي تليها. وهذا أمر بالغ الأهميّة. لم نواجه يوماً بحائط مسدود، لم نقع يوما في دهاليز اليأس والإحباط، لقد كان الفرج دوماً أمامنا. أحياناً، قصّرنا، ضعفنا، لم نتقدّم إلى الأمام وهذا قد حدث لكنّ الطريق لم يكن يوماً مسدوداً ومغلقاً، كلّ خطوة من خطواتنا كانت مبشّرة بالخطوة التي تليها، والمسألة اليوم هي كذلك.

وأقول لكم أيّها الأعزّاء! هذه الخطوة التي سيخطوها الشعب الإيراني في الأيّام القليلة المقبلة أي خطوة الانتخابات هي واحدة من هذه الخطوات المبشّرة إن شاء الله بالخطوات اللاحقة. إنّنا لا نعلم من سيكون رئيساً للجمهوريّة، لا نعلم إلى أيّ شخص سيهدي الله سبحانه القلوب، لكنّنا نعلم أنّ حضور الشعب أمام صناديق الاقتراع والذي هو إعلان عن الحضور القويّ لهذا الشعب في ميدان السير والتقدّم نحو الأهداف سيستتبع بلا شك نجاحات أخرى، يصون الوطن، ويمنحه العزّة، والسمعة العالميّة، ويُسعد أصدقاءكم، ويحزن أعداءكم ويفشّلهم.

أمامنا أسبوعان أو ثلاثة أسابيع إلى حين موعد الانتخابات. منذ فترات طويلة سابقة وها هي تشتدّ الآن يُعمل على أن يتعاطى الناس مع الانتخابات ببرودة. لماذا؟ لأنّ الناس إن كانوا متحمّسين، إن خاضوا هذا الميدان، إن أثبتوا حركتهم الحماسيّة كما هي العادة وإن شاء الله سيفعلون سوف يكون ثقيلاً عليهم.

الأعداء يعملون على تبهيت عملية الإنتخابات
إنّهم يبدون آراءهم في انتخاباتنا. من هم هؤلاء؟ إنّهم الأشخاص الذين أراق معتقل غوانتانامو ماء وجوههم؛ الذين وصمت طياراتهم من دون طيّار فوق القرى الأفغانستانيّة والباكستانيّة المحرومة جبينهم بالعار، والذين ساهم إشعالهم للحروب في منطقتنا الحسّاسة، واحتلالهم لبلدين من بلاد المسلمين، في تشويه سمعتهم، والذين تدعو حمايتهم ودعمهم المطلقان للنظام الصهيوني الغاشم إلى الخجل. هؤلاء إن كانوا يفهمون ينتقدون الجمهوريّة الإسلامية المحترمة والعزيزة! ينبغي أن لا نردّ على هذه التصريحات، وهي بالأساس لا تستأهل اكتراث الشعب الإيراني والمسؤولين المحترمين في هذا البلد. لكنّها بالنسبة لعموم أفراد الشعب الإيراني وبالنسبة لنا جميعاً تبعث على الاعتبار؛ أن انظروا كم هي حسّاسّة وخطيرة هذه الانتخابات بالنسبة لهم. الأمر لا يختصّ بهذه الانتخابات فقط، فعلى مدى بضع وثلاثين عاماً، كلّما كنّا نجري الانتخابات، كنا نشهد مثل هذه التصريحات، دائماً ما يثيرون الفتن، ويسعون إليها، ولكنّهم يتلقّون الصفعات. ممّن؟ من هذا الشعب العظيم. وبتوفيق الله عز وجلّ، سيتلقّون هذه المرّة أيضاً صفعةً على وجوههم.

لإختيار المرشح الأفضل لمستقبل البلاد
حسنٌ، علينا نحن أن ننظّم أعمالنا بأنفسنا. وعلى الشعب أن ينظر في تصريحات المرشّحين المحترمين الذين وردوا هذا الميدان، ونحن أيضاً ننظر، نشخّص، نرجّح، نرى من هو ذلك الشخص الذي يمكنه أن يعمل أكثر وبنحو أفضل من أجل الثورة، ومن أجل البلاد، وللمستقبل، ومن أجل العزّة الوطنيّة، ولحلّ المشاكل، ومن أجل الصمود القويّ والعزيز أمام جبهة المعاندين، ومن أجل جعل الجمهوريّة الإسلامية نموذجاً يُحتذى في عيون مستضعفي العالم؟

لعدم التشاحن والتنازع لتباين الخيارات
قد يختلف تشخيص فرد ما عن تشخيص آخر، لا مشكلة في ذلك. أقول هذا للجميع: قد تميل –انت- إلى أحد المرشّحين، ويميل صديقك إلى مرشّح آخر، هذا لا يوجب أن تقفا بوجه بعضكما. توجد آليّات صحيحة للانتخابات، ولاختيار أعلى سلطة تنفيذيّة في البلاد والتي هي في غاية الحساسيّة والأهميّة، آليّة القانون. لا مانع على الإطلاق أن تميل إلى أحدهم، وأميل أنا إلى شخص آخر، أن تصوّت له، وأصوّت أنا لغيره، ففي النهاية هناك أكثريّة، وأقليّة، هناك ضابطة، وهناك قانون، سوف يتمّ العمل بناءً عليه. على عموم أفراد الشعب أن لا يوجدوا الضغينة فيما بينهم من دون سبب. وبسبب أنّ هذا يميل إلى هذا، وهذا يميل إلى ذاك. حسنٌ فليكونوا.

لتنافس نشط من دون تحد أو تنافر
أيضاً، على المرشّحين المحترمين أنفسهم أن يراعوا هذا الأمر. أن يسيروا بالأمر بحماس ونشاط وشهامة، لكن من دون تحدٍّ، ومن دون تنافر. هنا عذوبة العمل، حيث من الممكن أن لا يكون هناك سكون وسكوت وجمود وخمود، وأن يسود النشاط والحركة، في الميدان وفي المناظرات المناظرات الحامية والساخنة وفي الوقت عينه أن لا يكون نفور و (كراهية)، هذا ممكن. هذه مسألة على السادة المرشّحين المحترمين مراعاتها جيّداً.

لا ثقة لمرشح يسرف في نفقة الدعاية الإنتخابية
المسألة الأخرى هي أنّ سلوك المرشّحين في الصرف والإنفاق والدعايات الزائدة عن المقدار اللازم، يمكنها أن تنبّهنا وسائر أفراد الشعب وتلفتنا وتوقظنا إلى ما سيحدث فيما بعد. فذاك الشخص الذي ينفق من بيت المال، أو يستفيد من أموال البعض المشتبهة بالحرام، لا يمكنه نيل ثقة الشعب، ينبغي الالتفات كثيراً إلى هذه الأمور.

لتكن الشعارات الإنتخابية لصالح الثورة والنظام
ما يحظى بالأهمّيّة في الدعايات الانتخابيّة، في الشعارات الانتخابيّة، هو تثبيت المواقف العزيزة والصحيحة والعاقلة والحكيمة للثورة والنظام. حذارِ من خلال شعاراتنا أن نعطي الضوء الأخضر لزيد أو لعمرو خارج إيران أو إلى أشخاص في الداخل الإيراني. حسنٌ، فالأعداء يسعون جهدهم، يثيرون الغبار ضدّ شخص، أو أشخاص، وأكثر من الجميع ضدّ الثورة نفسها والنظام والانتخابات. حتماً، يوجد في الداخل أيضاً أصوات لا تتقّي الله. ففي الداخل، وللأسف ألسنة مجرّدة من التقوى، وأقلام، وأصوات كذلك، تردّد كلام العدوّ نفسه الذي يطلقه من أجل بثّ اليأس في نفوس الناس وإحباطهم. لا ينبغي لعموم أفراد الشعب الاكتراث لهؤلاء. إنّ غد هذا الشعب هو غد مشرق. وغد هذه الثورة غدٌ عزيز. وغد هذا البلد وهذا الشعب سيكون إن شاء الله، بتوفيق الله، مثالاً بالنسبة للجميع.

أسأل الله تعالى أن تكونوا أيّها الشباب الأعزّاء الذين تتواجدون في هذا الميدان، وجميع شباب حرس ثورتنا، وجميع الشباب التعبوّيّ، وجميع الشباب العاملين والناشطين في قوّاتنا المسلّحة، وجميع الشباب المنشغلين في المؤسّسات التعليميّة بتحصيل العلم، الروّاد ومحرّكات السير إلى هذه الوجهة النورانية. وكلّي أمل أن تكون الأرواح الطيّبة للشهداء والروح المطهّرة لإمامنا العظيم راضية عنكم وعنّي، وأن نكون جميعاً مشمولين بدعاء وليّ العصر (أرواحنا له الفداء).


 

2017-02-22