يتم التحميل...

العلاقة بين السلطة والناس في نظام الجمهورية الإسلامية

الحكومة الدينية

من خطاب الإمام الخامنئي دام ظله في مراسم (تنفيذ) إمضاء حكم رئاسة الجمهورية _3/8/2013

عدد الزوار: 21

من خطاب الإمام الخامنئي دام ظله في مراسم (تنفيذ) إمضاء حكم رئاسة الجمهورية _3/8/2013
العلاقة بين السلطة والناس في نظام الجمهورية الإسلامية ،علاقة إيمان ومسؤولية

بسم الله الرحمن الرحيم

إنها لظاهرة قيمة ومهمة جداً أن يتم تداول السلطة التنفيذية في النظام المقدس للجمهورية الإسلامية بثبات وهدوء وصفاء واجواء حميمة بين خادمي هذا النظام. هذه الظاهرة ناجمة عن حاكمية الشعب الاسلامية، التي اقامها إمامنا الخميني العظيم بدرايته وحكمته، وجعلها أساساً للعمل في نظام الجمهورية الإسلامية. الفعل بيد الناس والاختيار لهم، والإسلام العزيز هو محور الأعمال ومدارها ؛ حاكمية الشعب الاسلامية.

قبل الثورة الإسلامية : إيران تحت الحكم الإستبدادي
إن شعبنا لم يكن قد ذاق طعم الحاكمية الشعبية إلى ما قبل انتصار الثورة الإسلامية. منذ إعلان الحركة الدستورية في إيران إلى سنة انتصار الثورة، مضت مدة خمسة وسبعين عاما كان منها مدة خمسة وخمسين عاماً لعهد ديكتاتورية العائلة البهلوية، ديكتاتورية عنيفة وتابعة للقوى العالمية، أي لبريطانيا أولاً ومن ثم أمريكا. وقد كانت زمام الأمور في البلاد طوال هذه الأعوام الخمسة والخمسين ــ ودون أدنى اهتمام بإرادة الناس ــ بيد أناس لا يكترثون لمصير هذا الشعب ولا لمصالحه ولا لعظمة وجلال وعزة هذا البلد. ولا يفكرون إلّا بمصالحهم الشخصية ومصالح القوى التي تدعمهم. العشرون عاماً التي سبقت ذلك العهد عاش فيها البلد حالة من الفوضى والهرج والمرج. أي أنه منذ بداية العهد الدستوري حتى انتصار الثورة الإسلامية، باستثناء فرصة محدودة لمدة عامين تشكلت فيها حكومة‌ وطنية ضعيفة - وقد سقطت بدورها نتيجة مؤامرة بريطانية وأمريكية مشتركة - انقضت كل هذه المدة تحت ظل الاستبداد والدكتاتورية.

منذ انتصار الثورة: إيران في ظل السيادة الشعبية
لقد تذوق الشعب طعم السيادة الشعبية (الحاكمية الشعبية) في عهد الجمهورية الإسلامية. منذ بداية انتصار الثورة وإلى اليوم، في كل الأمور والشؤون المهمة والمسؤوليات الأساسية في البلاد كان الشعب هو الذي يمارس الدور الاساسي. إحدى عشرة دورة من انتخابات رئاسة الجمهورية وتسع دورات من انتخابات مجلس الشورى الإسلامي، وعدة دورات من انتخابات مجلس خبراء القيادة والمجالس البلدية، أي أنه في هذه الأعوام الأربعة والثلاثين جرت انتخابات واحدة في كل سنة تقريباً. يشعر الناس أنهم هم أصحاب القرار والإشراف والعمل في مجال تقرير مصيرهم وإدارة‌بلدهم والتخطيط لشؤونه، هذه هي السيادة ‌الدينية للشعب.

العلاقة بين الناس والمسؤولين في ظل السيادة الشعبية
من خصوصيات هذه السيادة الشعبية أن العلاقة بين الناس والمسؤولين لا تقتصر على مجرد العلاقة القانونية ، فبالإضافة إلى ذلك، يوجد علاقةً عاطفية وإيمانية، ناجمة عن معتقدات الناس وبصيرتهم الدينية والتزامهم بأسس الثورة وأصولها. الامر الذي لا نعرف له نظيراً في عالمنا، أنْ تكون العلاقة بين الشعب والمسؤولين مثل هذه العلاقة المتينة العاطفية والإيمانية والدالة على الالتزام بالمباني والأصول، وهذا هو ما يرشد المسؤولين. فليلتفت رئيس الجمهورية المحترم،والذي تولى اليوم رسمياً المسؤولية الثقيلة والمشرِّفة لرئاسة الجمهورية، إلى هذه النقطة ‌وهي أن الناس يعتبرون أن بلدنا العزيز إيران بلد إسلامي وقائم على الأصول والتعاليم الإسلامية، ولهذا فإنهم يقفون بثبات وصمود.

أنظروا لما جرى في هذا البلد بالأمس في يوم القدس. من الذي أجبر الناس على الخروج إلى الشوارع، في هذا الجوّ الحار وهم صائمون، في طهران والمدن في المحافظات، وفي الجو الحار لمناطق مثل خوزستان، ليطلقوا الشعارات على أساس عقيدة يحملونها، ويشهروا صمودهم في وجه العالم كله، ويعلنوا موقفهم من قضية‌ فلسطين والكيان الصهيوني الغاصب؟ ما هي تحليلات المحللين؟ كيف يحللون هذا الحدث العظيم؟ إنه الحدث الذي يقع كل سنة في يوم القدس وفي يوم الثاني والعشرين من شهر بهمن (11شاط) ذكرى انتصار الثورة الإسلامية، يخرج الشعب بشوق وحماس، من كل الفئات، شيباً وشباناً ونساء ورجالاً وفي أقصى مناطق البلاد ويهتفون بمواقفهم تجاه قضايا البلاد الأساسية. هذا هو الإيمان وهذه هي العلاقة الإيمانية. ما من أوامر أو تعميمات أو تشجيعات مادية بوسعها دفع الشعب إلى للنزول الى الساحة بهذه الصورة. وكذلك الحال أيضا بالنسبة‌ للمشاركة في الانتخابات. لقد شاهدتم الانتخابات الحماسية لرئاسة الجمهورية هذه السنة، وكذلك نظائرها في الدورات السابقة. الشعب هو من قام بهذا لأنه يشعر بالالتزام والتكليف والمسؤولية. فالالتزام الإيماني هو الذي يدفع الشعب للنزول الى ساحات المشاركة السياسية والاجتماعية. هذه هي ميزة السيادة‌ الدينية للشعب. إمامنا الخميني العظيم هو من فتح هذا الدرب أمام الشعب، وقد واصل الشعب بكل وفاء هذا الدرب حتى يومنا الحالي، وسيواصل ذلك في المستقبل أيضاً إن شاء الله.

السلطة في الجمهورية الإسلامية مسؤولية لا مغنما
إن واجبات المسؤولين هي واجبات ثقيلة. فتحمُّل المسؤولية، في نظام الجمهورية‌الإسلامية، لا يعني الاستمتاع بالسلطة، وإنما يعني التصدي لخدمة الناس. هذا هو معنى تقبل (قبول) المسؤولية والخدمة، وهو معنى المسؤولية في نظام الجمهورية الإسلامية. يسعى المسؤولون ويعملون ويبذلون الجهود ويقدمون قدراتهم في الميادين المختلفة ليخففوا من مشكلات الناس وليصلوا بالبلاد إلى أهدافها. ولحسن الحظ فإن إمكانات البلاد كبيرة جداً، والجهود المتراكمة‌ التي بذلها (المسؤولون) السابقون هي أيضاً جزء من إمكانيات هذا البلد، ويجب على المسؤولين المحترمين الاستفادة من هذه الإمكانات.
 

2017-02-22