يتم التحميل...

ما ذنب الأطفال دون سن التكليف ليمرضوا أو يتحملوا الآلام؟

سؤال_جواب

ما ذنب الأطفال دون سن التكليف ليمرضوا أو يتحملوا الآلام؟

عدد الزوار: 30
الجواب: الجواب على هذا السؤال المشهور والمتداول في كتب العقيدة يدخل تحت بحث العدل الإلهي، حيث الكلام عن أن الله سبحانه وتعالى عادل بمعنى أنه يقوم بالعمل على أكمل وجه، لأنه لو فرضنا أنه سبحانه وتعالى قام بعمله ناقصا وغير تام لكان ظلم منه لخلقه، لذا لا بد على الله الحكيم العالم والعادل إذا قام بعمل قام به كاملا.

من هنا فالله تعالى خلق العالم على أكمل صورة وأكمل نظام وبيّن ذلك بقوله تعالى في سورة الملك: {الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ * ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِأً وَهُوَ حَسِيرٌ} فمهما بحث البشر وعبر الزمن ليجدوا في الكون ما يتنافى مع النظام الكامل أو خرق للنظام ما وجدوا.

فنشأ الإشكال المشهور أن نظام الأسباب والمسببات الحاكم في الكون ينتج ظلما حيث أن الأطفال لا ناقة لهم ولا جمل في الحياة ومع ذلك يصيبهم هذا النظام بالأمراض والآلام من دون ذنب اقترفوه أو عمل فعلوه يستحقون هذا العذاب؟ ولهذا يجب أن يعرف الإنسان أن مقتضى العدل الإلهي أن يخلق الكون بنظام دقيق وكامل وقد فعل سبحانه، وهذا النظام لا بد وأن يتناسب مع جميع الخلق وهو كذلك، ولكن ما يفعله الإنسان أنه يعرّض له لما يخالف نظامه الخاص فيدخل على نظام غيره فيصيبه ما يضره فالفيروس له نظام حياة فإن قام الإنسان بما يخالف مصلحة حياة الإنسان يكون بذلك قد أعدّ بيئة مناسبة للفيروس فيدخل إليه وهذا مقتضى النظام العادل، أجل الطفل لا يتحمل مسؤولية إلا أنه وقع من حيث لا يشاء ضمن النظام العام لذا يتحمل مسؤولية من أوقعه، أضف إلى ذلك أن الأمراض وسائل تقوية للإنسان ليستطيع أن يتحمل ما هو أعظم، كما هو الحال مع التلقيح حيث يحقن نسبة من المرض ليصيب الإنسان بنسبة خفيفة فيعتاد البدن على مقاومة النسبة الأعلى وهذا ما جعل لجهاز المناعة عند الإنسان الأهمية وأيضا ضمن النظام العام الكامل والعامل. وهذا ما ورد عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) حيث قال: "ألا وإن الشجرة البرية أصلب عودا والرواتع الخضرة أرق جلودا، والنباتات البدوية أقوى وقودا وأبطأ خمودا ".
- سماحة السيد حسين أمين السيد -
2016-05-06