الضغوط النفسية
صحة وتغذية
كثيراً ما تتردد على مسامعنا العديد من الجمل والكلمات التي تقلق الفرد، وتجعله يقف حائراً أمامها هل هي نتاج العامل الصحي، أم لها أبعاد أخرى غير معروفة.
عدد الزوار: 498
كثيراً ما تتردد على مسامعنا العديد من الجمل والكلمات التي تقلق الفرد، وتجعله يقف
حائراً أمامها هل هي نتاج العامل الصحي، أم لها أبعاد أخرى غير معروفة. فنسمعها
تلفظ كل يوم وفي أي وقت وهي تمثل التعبير عن المشاعر لدى كل منا، فمنهم من يقول:
إني مضغوط ومتوتر..، أشعر برغبة في تكسير وتحطيم الأشياء من حولي..، أشكو من أوجاع
لا علم لي عن مصدرها...، ما هذه الكلمات إلا بعض من تذمر وشكوى يومية للفرد. وكأنها
أصبحت قوته اليومي، ولا يدري معظمنا أنها ترجمة إلى ما يعرف بالضغوط النفسية التي
يرزح الفرد تحت وطأتها. فما هو الضغط النفسي، ما أسبابه وهل من سبل للوقاية منه...؟؟؟؟
* تعريف الضغط النفسي:
يشير مصطلح الضغط النفسي أو ما يعرف بـ (stress)، إلى وجود عوامل خارجية تحدث لدى
الفرد إحساساً بالتوتر الشديد وعند ازدياده يفقد الفرد قدرته على الاتزان والتكيف،
ويغير نمط سلوكه وشخصيته. ويمكن النظر للضغط النفسي من واجهتين:
الأولى: النظر إلى أنه العامل الحاسم والمفجر للعديد من الاضطرابات النفسية
والعضوية، وكثيراً ما ينظر إليه على انه نقطة الماء التي جعلت الإناء ينضح، وذلك
عند شخص مهيأ وذو استعداد للوقوع في الاضطراب النفسي.
الثانية: ينظر إليه ليس كمثير أو عامل حاسم للوقوع بالمرض، بل إستجابة تمثل
ردود فعل نفسية وعضوية واضطرابات متعددة.
وقد أشار الدكتور النفسي جون كاربي "أن التطورات التكنولوجية التي قد زادت من مشاغل
الحياة اليومية وأعبائها، وضاءلت أوقات الفراغ حتى أنك قد ترى العديد من الأفراد
يمضون أوقات فراغهم وعطلهم،وهم يحملون أجهزة الهواتف ليخططوا لأعمال اليوم الثاني
مما يؤثر على ارتفاع الضغط النفسي، لديهم ويحدث بالتالي خللاً في أجهزة الجسم بما
فيه الدماغ".
* مصادر الضغط النفسي:
يقع الفرد تحت وطأة الضغط النفسي من مصادر عديدة:
1- مصادر ترجع إلى تغيرات حياتية أو تغيرات في أسلوب المعيشة وضغوط العمل.
2- مصادر مردها إلى تغيرات اجتماعية كالطلاق والوفاة والخسائر المادية، ترك العمل
وغيرها.
3- مصادر ننسبها إلى تغيرات داخلية كالصراع النفسي والطموح الزائد.
4- وبعض المصادر المهمة للوقوع تحت وطأة الضغط النفسي تكمن في الفراغ الروحي،
وتعظيم الأمور الذي يوصل الفرد لسوء الظن بالله تعالى والوقوع بالشكوى والمرض.
* آثار الضغوط النفسية:
إن الأثر الناتج من التعرض للضغوط النفسية يعتمد على شدته، أما الضغوط البسيطة
فإنها تساعد الفرد في الأداء والإنجاز وهو ما يعرف بالضغط الإيجابي. بينما التعرض
الدائم للضغوط يؤدي إلى اختلال قدرات الفرد مما يجعله يعتمد على استخدام أوليات
دفاعية ضد هذه الضغوط تنعكس على كافة المستويات العضوية (كيماوياً، عصبياً، ونفسياً).
وقد أظهرت العديد من الدراسات التي أجريت لمعرفة آثار الضغوط، فقد تبين أن 40% من
حالات الطلاق ناتجة وبصورة لافتة عن الضغوط النفسية. و80% من مجموع الأمراض التي
يعاني منها الأفراد ترجع إلى كثرة تعرضهم للضغوطات الحياتية والتي توصلهم في نهاية
المطاف للوقوع تحت وطأة الضغط النفسي.
ومن الآثار التي ينبغي الالتفات إليها ونراها في عملية التواصل التي نقيمها سواء
داخل الأسرة أم في خارجها تظهر في:
1- عدم القدرة للاستماع إلى أولادنا وزوجاتنا وجميع من نتواصل معهم.
2- يصبح تبادل الحديث معهم بشكل مبهم لا يستطيع الفرد إيصال ما يريد للآخرين.
3- يصبح الرد على طلبات الآخرين بانفعال وتوتر.
4- ننسى المواعيد والارتباطات الخاصة بمن حولنا.
* علامات وأعراض الضغط النفسي:
هناك علامات وعوارض متنوعة تظهر نتيجة التعرض الدائم للضغوط النفسية وهي كالآتي:
1.علامات عضوية وهي متنوعة منها:
- توتر عضلات الرقبة والظهر خاصة برودة الأطراف والصداع.
- حموضة في المعدة، غثيان، انتفاخ للبطن، اضطراب في عمل الجهاز الهضمي،
- اضطراب في الشهية.
- اضطرابات النوم، استيقاظ مبكر جداً، كوابيس وأحلام مزعجة.
- تسارع في ضربات القلب، صعوبة في التنفس.
2. علامات نفسية وهي كثيرة منها:
- ضيق، شعور بالكآبة، حزن وفقدان الاهتمام، عدم الشعور بالاستقرار،
الغضب لأتفه الأسباب، الخمول والتعب، ضعف التركيز والتشويش الذهني، عدم القدرة على
اتخاذ القرارات السليمة.
* طرق الوقاية والعلاج:
الضغوط النفسية حالة يمر بها كل إنسان، وهي ليست ذات مصادر بيئية خارجية فقط، وإنما
هي من صنع ذات الفرد أيضا ومن داخله. ويحاول كل منا أن يواجه المواقف الضاغطة
والباعثة على التوتر باتباع أساليب عديدة تبعد الخطر عنه، وتعيد له حالة التوازن
السابقة. أما البعض الآخر منا فقد يخفق في محاولة الرجوع إلى حالته العادية، بسبب
طبيعته الشخصية وسماته النفسية. ومن هنا فإن معالجة الضغوط لا يتم التخلص منها بل
التعايش الايجابي معها ومعالجة نتائجها السلبية.
ومعالجة الضغوط تعني ببساطة إن نتعلم ونتقن بعض الطرق التي من شأنها مساعدتنا في
التعامل اليومي مع هذه الضغوط والتقليل من آثارها السلبية قدر الإمكان، ومن هذه
الطرق التي ينبغي إتباعها:
1- الإيمان بالله والتوكل عليه وتقبل المصائب (قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا....)
2- اللجوء إلى الدعاء والتقرب من الله عند كل مشكلة تصادف الفرد (وقال ربكم ادعوني
استجب لكم.)
3- بناء أهداف واقعية قابلة للتحقيق في فترة زمنية معقولة. فالطالب الذي قام بدراسة
مادة طوال السنة ليس من المنطق أن يقوم بدراستها بثلاثة أيام أو قبل الامتحان
بأسبوع، ليحقق النجاح والتفوق. وبهذا الشكل سيكون وضعه أسوء من الطالب الذي حدد هدف
قرأت كل فصل بعد انتهائه.
4- مواجهة المشاكل بشكل تدريجي وتجنب تراكمها.
5- التركيز على ما يهمك وترك ما لا يعنيك.
6- عدم اليأس والقنوط من الله عز وجل ( ولا تقنطوا من روح الله..).
7- محاولة معرفة ما الذي يجعلك حزيناً أو سعيداً.
8- استشارة من يخاف الله لإيجاد حلول المشاكل.
9- تنظيم الوقت وممارسة الرياضة.
10- تعلم طرق وتقنيات الاسترخاء.
11- الابتعاد عن التفكير السلبي والتركيز دائماً على التفكير الإيجابي.
ومن هنا نختم مقالتنا هذه بأهمية المعرفة الصحيحة للضغوط، والكيفية الملائمة
للتعامل معها. ولا بد لنا من تذكر قول الله تعالى في كتابه العزيز "امن يجيب المضطر
إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله قليلاً ما تذكرون".
* المصدر: موقع الهيئة الصحية الإسلامية.
2016-04-06