الكذب على الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم
الكذب
إن الكذب هو أقبح الذنوب وأفحشها، وأخبث العيوب وأشنعها، وهو من أكبر الكبائر، لأن الكذب العادي على سائر الناس يعتبر من الكبائر فكيف إذا كان على الله سبحانه وخلفائه وسفرائه في الأرض،
عدد الزوار: 219
إن الكذب هو أقبح الذنوب وأفحشها، وأخبث العيوب وأشنعها، وهو من أكبر الكبائر، لأن
الكذب العادي على سائر الناس يعتبر من الكبائر فكيف إذا كان على الله سبحانه
وخلفائه وسفرائه في الأرض، وذلك قوله تبارك وتعالى:
﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ
افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ
الظَّالِمُونَ ﴾. (الأنعام - الآية - 21)
وروي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " ألا من كذب علي فليتبوء مقعده من النار
".
وروى الصدوق عن أبي عبد الله عليه السلام قال: " الكذب على الله عز وجل وعلى رسوله
صلى الله عليه وآله وسلم وعلى الأوصياء ( صلوات الله عليهم ) من الكبائر ".
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " من قال علي ما لم أقل فليتبوء مقعده من
النار ".
ولشدة حرمتها أنها تفطر الصائم، وقال تبارك وتعالى:
﴿ إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ
الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأُوْلئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ ﴾.
(النحل - الآية - 105)
ويلحق بالكذب على الله سبحانه ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم أن يروي الإنسان
رواية لا يعلم صدقها دون أن يسندها إلى صاحبها الذي رواها، سواء عن النبي صلى الله
عليه وآله وسلم أو الأئمة الطاهرين عليهم السلام، كما يلحق به الفتوى بدون علم، أو
ينقل الفتوى عن مجتهد بدون علم، ولأهمية هذا المطلب تجدر الإشارة والتنبيه إلى كل
مسلم، وخصوصا من يشغل مركزا من مراكز التبليغ والدعوة، أن يتحرز أشد التحرز ويحترس
كل الاحتراس من الوقوع في بيان فتوى من دون أن يعلم بها مائة بالمائة، حتى يكون
معذورا في حالة الاشتباه والخطأ، وإلا فتلك الطاعة الكبرى، أن يهلك الإنسان نفسه
وينجو الآخرون به، فقد روي عن الإمام الصادق عليه السلام كما ورد في الجزء الأول من
بحار الأنوار للمجلسي أنه عليه السلام قال إلى عنوان البصري: " واهرب من الفتيا
هربك من الأسد ولا تجعل رقبتك للناس جسرا ".
ومن مضمون ما روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: " من أفتى بغير علم
فعليه وزر من عمل بفتواه إلى يوم القيامة ".
وهذه النصيحة هي التي كان مراجعنا الأعلام ينصحون بها طلاب العلوم الدينية ويوصوهم
أن يعودوا أنفسهم على قول لا أعلم وينشروها بين الطلبة حتى يكون التريث في الفتيا
وعدم التسرع بها من دون تأكد هي طريقهم وديدنهم، وأن كلمة لا أدري تعتبر نصف العلم،
كما تعلمون. أما مطلق الكذب فحرمته أعظم من كثير من الكبائر فقد وصف الله سبحانه
الكاذب في كتابه المجيد بأنه كافر بآيات الله بقوله:
﴿ إِنَّمَا يَفْتَرِي
الْكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأُوْلئِكَ هُمُ
الْكَاذِبُونَ ﴾. (النحل - الآية - 105)
أي أنهم الكاذبون في أيمانهم، فلو كانوا يؤمنون بالله واليوم الآخر حقا لما كذبوا،
فإنما يليق الكذب بالذين لا يؤمنون، وفي مكان آخر قرنه الله تعالى بعبادة الأوثان
بقوله سبحانه:
﴿ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ
الزُّورِ ﴾. (الحج - الآية - 30)
وقد سبق أن عبارة - اجتنبوا - تفيد شدة الحرمة لتضمنها معنى الابتعاد عن الذنب، فقد
روى الكليني عن الأصبغ بن نباتة، قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: " لا يجد طعم
الإيمان حتى يترك الكذب جده وهزله ".
وهناك آيات وروايات كثيرة بهذا الشأن ومن أراد الاطلاع فليراجعها في مظانها.
* الكبائر من الذنوب / الحاج حسين الشاكري
2016-04-01