مقابلة سماحة السيد حسن نصر الله مع قناة الميادين-3
2016
هل هناك تواصل على الأقل بينكم وبين هذه الحكومات حتى لا تؤذي اللبنانيين بشبهة الانتماء او التعاطف؟
عدد الزوار: 102
غسان بن جدو:هل هناك تواصل على الأقل بينكم
وبين هذه الحكومات حتى لا تؤذي اللبنانيين بشبهة الانتماء او التعاطف؟
السيد حسن نصرالله: نحن تمنينا على الجميع،
علناً وبغير العلن، أن لا تحمّلوا الناس المسؤولية، أنا على التلفزيون قلت: المشكل
معنا تعالوا، وحلّوا مشكلتكم معنا، "شو بدّكم بالناس" لكن عليك أن تتوقع شيئاً بهذه
المرحلة. مثلاً من عدة أيام أيضا بالإعلام ولا أعرف أن كان دقيقاً لأن كلّ شيء بات
يحتاج لتدقيق بهذه الأيام، للأسف قيل إن هناك مجموعة اعتقلت في الكويت تهرّب مخدرات
وهؤلاء ينتمون إلى حزب الله ويتصلون بأفراد من حزب الله في سورية. كلام فاضي، هذا
نحن؟ تجار مخدرات؟ مثلاً ان هناك خلية حزب الله في الإمارات العربية المتحدة خلية
تحاكم في الإمارات، والله لا نعرف أحد منهم.
من اليوم الأول الذي تم الحديث فيه عن هذه الخلية لم نَدَع أحداً إلا وسألناه: هل
يوجد أحد من إخواننا، لا، لا يوجد.
من الآن وصاعداً ستسمع: خلية مخدرات وخلية مافيا وخلية تبييض أموال وخلية أمن وخلية
كذا، ستفبرك اتهامات لأناس مظلومين، لأن هذا جزءاً من سياق المعركة.
أما في السابق، هناك بعض الناس الذين كانوا موجودين بالخليج لم يكونوا منتسبين لحزب
الله، لكن ربما متعاطفين أو عليهم شبهة أو أهلهم متعاطفون، رُحّلوا، أصلاً لم يبقَ
أحد ليرحل. لذلك حتى عندما ترى الأرقام التي تتداول، إذا أرادوا أن يكونوا واقعيين
تخرج أرقام متواضعة، لأن هناك ناس رحّلوا وأناس غادروا طوعاً.
هذه ليست طريقة، وهذا دليل أنه ليس لديهم علاقة لا بالعرب ولا بالعروبة ولا
بالإسلام. العرب بالجاهلية الجهلاء لم يتعاملوا بهذه الطريقة، بالجاهلية الجهلاء
قبل الإسلام لم يتعاملوا بالطريقة التي يتعامل بها هؤلاء الآن.
أفترض يا أخي شخص متعاطف لكنه صامت تعاقبه لأنني أنتقدك أو أتخذ موقفاً منك؟
غسان بن جدو: سماحة السيد في هذه النقطة، لأنه
سنذهب إلى الملف اللبناني، وأنا أختم بها كل هذه الملفات الآن التي تحدثنا بها
خصوصا ما يتعلق بهذا التصنيف، لأن له علاقة، رغم أن سماحتك نفيت بأن لها علاقة بين
الشيعة والسنة، ولكن بكل صراحة على مدى السنوات الأخيرة، هذا الاحتقان الآن قائم
وموجود، وحتى دخولكم إلى سورية فسّر مذهبيا ولم يفسّر سياسيا أو كجزء من هذا
المشروع. شيخ الأزهر في الفترة الأخيرة تحدث بطيب كلام وقال "الشيعة والسنة جناحا
العالم الإسلامي" الجماهير ونخب عريضة في العالم العربي، بعض البلدان العربية
تعاطفت معكم بل وقفت ضد حكوماتها بقوة، في تونس وفي غيرها، ربما في الجزائر الحكومة
هي التي بادرت لهذا الأمر، لكن على الأقل في تونس النخبة الجماهير التي وقفت، لكن
ما لفت انتباهنا سماحة السيد أن جزءاً من الإسلاميين صمتوا، ربما لديهم حجة، ليس
لدينا مشكلة بهذا الموضوع، وأنا لا أريد أن أذكر أي طرف، ولكن هناك من الإسلاميين
من انتقدكم وقال بوضوح إن ممارساتكم هي التي تؤدي لأن تصنفوا بالإرهاب، حتى في
لبنان هنا، هذا ماذا يعني؟
السيد حسن نصرالله: ماذا يعني؟
غسان بن جدو: ألا يعني بأن عليكم أن تراجعوا
سياساتكم وخطابكم وعلاقاتكم مع بعض الحركات الإسلامية أو هي أن تتراجع، أوضح لنا
هذه النقطة وهذا كلام بالمناسبة يحتاج حلقة معك بكل صراحة، لكن أنا أقول هذه النقطة
بالتحديد، دائماً حلفاؤكم هم الإسلاميون، جزء من هؤلاء الإسلاميين الآن يخذلونكم.
السيد حسن نصرالله: دائما حلفاؤكم هم
الإسلاميون هي ما أود ان أناقش بها. بالأساس تحالفاتنا لم تقم على الأساس الديني أو
حتى على أساس الإلتقاء الفكري وإنما كانت تحالفات سياسية. مثلا في موضوع فلسطين،
نحن علاقتنا مع كل الفصائل الفلسطينية، إسلامية أو وطنية، علاقة ممتازة. الآن
بطبيعة الحال، بعض الفصائل الإسلامية نتيجة حجمها في الداخل وحضورها الميداني رتب
حجماً أكبر من العلاقة، لكن العلاقة لم يكن منشؤها أن هؤلاء لأنهم إسلاميون، هؤلاء
لأنهم وطنيون. كان منشؤها أن هذه فصائل لها موقف واضح ومحسوم من الموضوع
الإسرائيلي، فنحن معها كلها.
في لبنان، نحن أصلا إشكال بعض الإسلاميين علينا أننا نقيم تحالفاتنا على أساس سياسي
وأسس سياسية، هؤلاء من ينتقدونا الآن، نحن في لبنان لم ننشئ تحالفات على أساس ديني
أو على أساس فكري إنما على أساس سياسي. أنظر لتكوين ثمانية آذار من اليوم الأول قبل
في العام 1997 عندما حاولنا عقد مؤتمر للأحزاب في فندق البريستول لم ندعُ على أساس
ديني بل دعينا كل الأحزاب السياسية التي نلتقي معها على خط سياسي.
صداقتنا اليوم في العالم العربي على هذا الأساس، لذلك، حتى في الفترة الماضية، هناك
قوى وطنية عروبية أو قومية أو يسارية بالعالم العربي كانوا أقرب إلينا، حتى بالود
وبالمشاعر من بعض الإسلاميين المفترضين، وبالتالي كان هذا هو الأساس، ولا داعي
للتعديل فيه، لأنه عندما تخلط السياسة الموقف ربما تجد علمانياً وإسلامياً يشبهان
بعضهما بهذا الموقف.
غسان بن جدو: إذا هذا خيار بالنسبة لكم؟
السيد حسن نصرالله:لا، نحن لدينا تحالفات ما
له علاقة بإسرائيل.
غسان بن جدو: ما الاشكال إذاً، لماذا تجد
النخب الديمقراطية والعلمانية وغيرها (أقرب إليكم)؟
السيد حسن نصرالله: ليست كلها، هناك ناس تتخذ
موقفاً هكذا وناس تتخذ موقفاً مضاداً وناس تصمت، وفي الإسلاميين ناس تأخذ "موقف مع"
وناس تتخذ "موقف ضد" وناس تصمت.
الموضوع سياسي وليس له علاقة بالتحالف على أساس فكري، لأن التحالف ليس قائما على
أساس فكري أو على أساس ديني.
غسان بن جدو: في لبنان أشرتم قبل قليل سماحة
السيد بإيجابية إلى الأطراف اللبنانية التي تعاطت بإيجابية، حتى فيما يتعلق بالقرار
السعودي ولم تستجب كثيرا إلى هذا الأمر. أنا سأتحدث معك بشكل صريح وواضح عن الرئيس
سعد الحريري الذي عاد إلى هنا إلى لبنان. هل تعتبرون خطابه وخطابه ليس بمعنى كلمة
خطابه تجاه حزب الله في الآونة الأخيرة هو خطاب مدّ يد، خطاب إيجابي، خطاب حوار
تفاعل إيجابي أم كيف تصفونه؟
السيد حسن نصرالله: في لبنان كل واحد يستطيع
أن ينظر من الزاوية التي يريدها. من اليوم الأول لعودة الرئيس سعد الحريري ظهر في
الاحتفال وخطب، شن هجوماً طويلاً عريضاً على حزب الله، ومنذ ذلك اليوم وحتى الآن،
بخطابه هو وخطاب وزراء ونواب ومسؤولين بتيار المستقبل ووسائل إعلام تيار المستقبل
لم يهدأوا للحظة.
أنا أتي وأطل عليك وأقول لك أنت كذا كذا وكذا سلبي، كذا وكذا وكذا وكذا، لكن أنا
حاضر، ليس لدي مشكلة أن أجلس معك. يستطيع شخص أن يرى الإيجابية أنه يقول ليس لدي
مشكلة بالجلوس معك، هذه إيجابية، ولكن هذه الإيجابية أين تأتي؟ بأي مناخ؟ بمناخ
سلبي جداً، ولذلك الحوار موجود بين حزب الله وتيار المستقبل، نكمل الحوار، لا
مشكلة، مبدأ اللقاء بين حزب الله وتيار المستقبل نحن نقبله ونترجمه من خلال الحوار
الموجود بين الوفد المشترك الذي يشارك هناك.
لكن أنا لم أرَ إيجابية إلا قصة أنا حاضر أن أجلس مع فلان أو التقي أنا وفلان.
طيّب ما قبله وما بعده، حتى من يود الجلوس مع الآخر، باللهجة، باللغة، بالأدبيات،
بالأداء، بالسلوك، عليه أن يهدئ الجو قليلاً. بالوقت الذي لا يتصرفون هم بهذه
الطريقة، ولا اعتقد أنهم يستطيعون التصرف بهذه الطريقة. هم ربما مطلوب منهم أكثر من
ذلك، لكن يسعون لما يتناسب مع الوضع اللبناني، يجمعون بين حقيقة الوضع اللبناني
والطلبات السعودية في هذا المجال.
غسان بن جدو:ما هو المطلوب؟
السيد حسن نصرالله: شو المطلوب من مين؟
غسان بن جدو:دولة الرئيس سعد الحريري وتياره،
أن يخفف اللهجة، يوقف الانتقادات، هناك خلاف بينكم وبينهم، اختلافات سياسية واضحة،
سواء بما يتعلق بالعلاقات السعودية والخليجية والموقف من سورية..
السيد حسن نصرالله: "مش مطلوب شي". هناك حوار
قائم، وهو سائر. إذا المقصود أنا وهو، إن تقدَّمَ حوار المستقبل حزب الله ووصل
لأماكن معينة يحتاج انجازها أو استكمالها أو حل عقد أساسية إلى لقاء بيني وبينه لا
مشكلة، نحن ليس لدينا نقاش بالمبدأ، لكن هل الآن توجد حاجة فعلية للقاء من هذا
النوع؟ علينا أن نرى اللجنة إلى أين ستصل.
هناك أمر هم يقولونه صحيح، وأنا سأتحدث به، أن أي لقاء يجب أن يتمخض عنه نتيجة
سياسية، إذا كان المقصود تخفيف الاحتقان، الإخوان يلتقون. إذا القصد نقاش الملفات،
الإخوان يناقشون بالملفات. إذا القصد حلحلة مشاكل البلد طيب، حل مشاكل البلد معروف
القنوات والطرق التي علينا السير بها وسلوكها.
هل هناك استعداد لهذا الموضوع مثلاً؟ لا يظهر. الأمور في البلد مقفلة بأكثر من
مكان:
بموضوع رئاسة الجمهورية الأمور مقفلة.
بموضوع قانون الانتخاب، وهو مهم جداً جداً جداً، مقفلة.
موضوع إعادة تكوين السلطة مقفلة، غير المشاكل أتحدث عن البوابات والحلول الأساسية
التي تأخذ البلد للحل.
مثلاً اليوم هناك مشكلة اسمها الشراكة الحقيقية، هذا بلد لا يُبنى إلا على الشراكة،
يحتاج لإعادة تكوين سلطة وقانون انتخاب. الحل العادل المنصف المنطقي الحقيقي الذي
يعطي كل الناس أحجامها ولا يحق لها بعد ذلك أن تشتكي وتطالب هو النسبية.
النسبية بالنسبة لتيار المستقبل خط أحمر. قلت لك أين هي مقفلة. إذا قلت النسبية
يقول لك هي خط أحمر غير قابل للنقاش.
نبقى نبحث عن قوانين انتخاب ترقيع وقصقصة وتلزيق وتركيب، يصادر فيها أحدنا الآخر.
كل قوانين الانتخاب الموجودة في لبنان لا تعبر عن الأحجام الحقيقية للقوى والأحزاب
والتيارات السياسية.
جاهزون لفتح هذا الباب، يا الله، نذهب للمفاتيح الأساسية، بالشأن اليومي العالم
تتواصل مع بعضها وماشي الحال.
غسان بن جدو:سماحة السيد بعدما كل ما حصل خلال
الأسابيع والأشهر الماضية وبعد كلما تفضلتم به من توضيح. حقيقة ما الذي يقنع مختلف
الأطراف بأن حزب الله الآن ليس في وارد تعطيل انتخاب رئاسة الجمهورية؟
السيد حسن نصرالله: كيف أقنعهم؟ نحن تحدثنا من
أيام.
غسان بن جدو: تذهبون للمجلس؟
السيد حسن نصرالله:نحن لدينا موقف. هناك مرشح
طبيعي يملك كل المواصفات اللازمة والمناسبة، نحن دعمنا هذا المرشح.
غسان بن جدو: دعمتموه بماذا؟
السيد حسن نصرالله: نحن نؤيد انتخابه لرئاسة
الجمهورية.
غسان بن جدو: الحليف الجديد للتيار الوطني
الحر، القوات اللبنانية، تقول بوضوح: إذا كنتم فعلا تؤيدون وتدعمون العماد ميشال
عون، أنتم قادرون على التأثير العملي والفعلي على حلفائكم، على الأقل على النائب
سليمان فرنجية أو غيره من أجل ان يذهبوا وينتخبوا ميشال عون. لا يصدق أحد الآن أن
حزب الله ليس قادراً، ليس بالضغط، على إقناع حلفائه بأنه ينبغي انتخاب ميشال عون؟
السيد حسن نصرالله: الآن جماعة القوات
اللبنانية عليهم أن يسمحوا لنا قليلاً.
أولا هم يعرفون جيداً ما هي طبيعة وحقيقة العلاقة بين حزب الله وحركة أمل ودولة
الرئيس نبيه بري. القوات بما يتحدثون به علنا، "شو بدي" بالجلسات الداخلية، بما
يوشوشون، واضح أنه يدق إسفيناً بين حزب الله والتيار الوطني الحر، أنا أتهمهم بهذا.
يودون افتعال مشكل بين التيار الوطني الحر وحزب الله.
اليوم، كل العالم تتهمنا بتعطيل انتخابات الرئاسة، وتفضلوا إذا نزلنا لننتخب، لا
ينتخب العماد عون قطعاً، لا ينتخب العماد عون والمعادلة معروفة.
نحن لا ننزل لننتخب وهذا حقنا، يأتي ويقول له لو الحزب عن جد يريد العماد عون
رئيساً للجمهورية كان يضغط على حليفه الأساسي. هو طبعا أصوات كتلة الرئيس بري هي
التي تغير المعادلة، لمَ لا يضغط عليه.
أولاً: هل هكذا مطلوب أن تكون العلاقات السياسية في البلد؟ الناس تضغط على بعضها،
خصوصا الحلفاء؟
ثانياً: نحن علاقتنا مع الرئيس بري ليست قائمة على هذا الأساس، لا هو يضغط علينا
ولا نحن نضغط عليه، هناك أحد يجلس يالمنتصف، يقول لك: أنا أود أن افتعل مشكلة، إما
بين حزب الله والتيار الوطني الحر او بين حزب الله والرئيس بري.
وواضح ما يعمل بهذا الاتجاه، واضح، أو يود افتعال مشكلة بين حزب الله والوزير
سليمان فرنجية. نحن رغم أن موقفنا محرج جداً للوزير سليمان فرنجية، ويفترض ربما
الوزير فرنجية والإخوان بتيار المردة يفترضون الآن غداً صباحاً حزب الله يذهب
للجلسة وباقي الحلفاء ويؤمن النصاب، الوزير سليمان فرنجية يصبح رئيساً للجمهورية.
إذاً نحمل نحن مسؤولية أن الوزير فرنجية لم يصبح رئيساً للجمهورية. هذا ثمن بالنسبة
لي أنا ولإخواني على المستوى النفسي والعاطفي كبير، "مش جيد" هذا الموضوع، صديقنا
وحليفنا. لمَ، لأنه نحن لدينا هذا الالتزام وموقف ومقتنعون به.
يأتي أحد ويقول لك أنت محرج أخلاقياً، لا يا أخي لستُ محرجاً أخلاقياً. أنا ملتزم
أخلاقياً، لكن أنا مقتنع بهذا الخيار وأنا ملتزم به.
عليك أن تذهب وتضغط على الرئيس بري. بأي منطق أنا أضغط على الرئيس بري. علاقتنا نحن
والرئيس بري علاقة احترام وثقة متبادلة ونتناقش.
غسان بن جدو:هل تناقشتم بهذا الموضوع؟
السيد حسن نصرالله: طبعاً تناقشنا كثيراً،
والإخوان بالتيار الوطني الحر يعرفون ما هي محصلة النقاشات وملاحظات الرئيس بري
وملاحظاته يحكيها بالعلن وليس بالجلسات الداخلية.
نحن نتناقش، هناك أمور نتفق عليها وأمور نختلف عليها. إذا اختلفنا لا يحدث مشكل بين
أمل وحزب الله، نحن متفاهمون على أن ما نختلف عليه نرى كيف ندير الخلاف حوله فيما
بيننا.
هناك جهة، حتى بهذه النقطة الخلافية يود افتعال مشكل بين حزب الله وحركة أمل. أنا
أقول له: لن يحصل مشكل بين حزب الله وحركة أمل، لا على موضوع رئاسة الجمهورية ولا
على غيره.
نحن ملتزمون بموقفنا. كل شيء، نستطيع وأنا بكل صدق أقول كل شيء نستطيع أن نفعله أو
أن نساعد فيه ليصل العماد عون لرئاسة الجمهورية فعلناه ونفعله.
من لا يود تصديقي هذا بات شأنه، أنا أعمل علاقة على أساس ثقة وصدق في هذا الأمر.
نحن صادقون في هذه القناعة وصادقون في هذا الالتزام. لكن أحيانا هناك من يقف
بالمنتصف، يطلب منك موقفاً ليسبب لك مشكلة، يسبب لك فتنة، العلاقة "مش هيك".
غسان بن جدو: هذا على المستوى الرئاسة، على
المستوى الوطني طالما تتحدث عن القوات اللبنانية، في النهاية بقطع النظر عن خلفيات
الدكتور سمير جعجع، القوات اللبنانية تقدمت خطوة باتجاه ترشيح العماد ميشال عون وهو
حليفكم الأساسي، ألا يشكل هذا مدخلاً لحوار بينكم وبين القوات اللبنانية كجزء من
هذا الحوار الوطني؟
السيد حسن نصرالله: كجزء من الحوار الوطني، هم
كانوا على طاولة الحوار.
غسان بن جدو: ليس على الطاولة أنا أتحدث، لا،
مناخ الحوار الوطني العام ألا يشكل هذا مدخلاً لحوار بينكم وبين القوات اللبنانية،
في الآخر الأمر هذا طرف مسيحي وأساسي موجود في البلد؟
السيد حسن نصرالله: يحتاج لنقاش، لا أعتقد أن
الأمور ناضجة الآن إلى هذا الحد، الأمور تحتاج إلى نقاش وإلى وقت.
غسان بن جدو: من الطرفين؟
السيد حسن نصرالله: نعم من الطرفين. يعني أمس
مثلاً أحد كبارهم يقول إنه نحن قاطعنا الحكومة وقاطعنا الحوار الوطني لأن حزب الله
مشارك في الحكومة وحزب الله مشارك في الحوار الوطني، ونحن نقبل أن يشارك حزب الله
في الحكومة أو بالحوار الوطني بعد أن ينسحب من سوريا. فلينتظر. الأمور تحتاج إلى
نقاش، إلى ظروف، إلى وقت، خيراً إن شاء الله.
غسان بن جدو: خيراً إن شاء الله. فيما يتعلق
بهذا الملف، هل صحيح أن الرئيس فرنسي فرنسوا هولاند طرح هذا الموضوع على الرئيس حسن
روحاني عندما زار باريس قبل فترة؟
السيد حسن نصرالله: صحيح. طرحه، والفرنسيون
تكلموا مع الإيرانيين، الرئيس تكلم، وسابقاً كان هناك وفود تذهب إلى طهران.
غسان بن جدو: صحيح لكن أنا أتحدث بالزيارة
الأخيرة.
السيد حسن نصرالله: وفي اللقاء مع الرئيس
روحاني أخذ الجواب الذي تعطيه إيران للجميع، أنه الذي يتكلم رئيس أو وزير نفس
النتيجة: هذا شأن داخلي لبناني، على ما يتفق اللبنانيين، حتى لا أعرف، أظن أنه قال
له: إذا اتفق المسيحيون على أي شيء نحن ليس لدينا مشكلة، بالنهاية هذا شأن لبناني
نحن لا نتدخل فيه.
غسان بن جدو: سماحة السيد لا شك أنك علمت أن
الرئيس تمام سلام قال الآن ربما يكون المخرج بأن نخرج من دائرة المرشحين الأقوياء،
اختيار مرشح وسطي أو ما يسمونه، هل هذا الخيار وارد؟
السيد حسن نصرالله: بالنسبة لنا، نحن لدينا
التزام واضح، التزامات أيضاً في هذا الأمر، لا، هذا الموضوع يجب أن يتناقش فيه
المعنيون بشكل أساسي ويقبلوا به، وبالتالي بالنسبة لنا نحن طالما أن العماد عون
يقول أنا مرشح، نحن مع العماد عون، ليس عندي شيء آخر قابل للنقاش.
غسان بن جدو: هل لبنان ممكن أن يكون فيه رئيس
جمهورية وسطي؟
السيد حسن نصرالله: يمكن، بالمنطق العقلي
يمكن، كان يوجد.
غسان بن جدو: المرحلة المقبلة، يعني الآن
لبنان، يعني هل هناك بعد إمكانية أن يكون هناك رئيس وسطي أو يجب أن يكون رئيساً
قوياً ورئيساً واضحاً بمواقفه؟
السيد حسن نصرالله: نحن نريد رئيساً قوياً
ثابتاً لا يشترى بالمال ولا يخاف من الإعلام ولا يرتعب أمام بعض القوى الإقليمية
والدولية. إذا كان رئيساً يُشترى بالمال ويخاف من السعودية ومن الأميركان ولا أعرف
من يعني هناك كارثة في البلد، هذا بالنسبة لنا.
غسان بن جدو: التزامكم واضح تجاه العماد ميشال
عون، بكل صراحة، هل السيد سليمان فرنجية مؤهل ليكون رئيساً للجمهورية في لبنان؟
السيد حسن نصرالله: نعم، وأنا قلت ذلك.
غسان بن جدو: مؤهل بجدارة أن يكون رئيس
للجمهورية وتثقون به؟
السيد حسن نصرالله: نعم.
غسان بن جدو: بكل السياسات وفي كل الخيارات؟
السيد حسن نصرالله: حليفنا وصديقنا، الذي
تريده. نحن كلنا كنا ناقشنا هذا الموضوع واعتبرنا أن الخيار المنطقي الذي يمتلك
المواصفات والحيثيات وووو هو العماد عون وذهبنا إلى أنه عندما تدعم مرشحاً لا يعني
أنك ترفض لياقة الآخرين، لا، بالنهاية هناك رئيس جمهورية واحد.
غسان بن جدو: كنا نتحدث عن أي خطر أو تهديد قد
يستهدف لبنان من الخارج، من إسرائيل، هل تخشون أي تهديد من الداخل، اختراق أمني أو
باختصار، بوضوح، جماعات تكفيرية تعود إلى لبنان بفعل فاعل سواءً بقدراتها أو بدفع
من الخارج لتوتير الأجواء الأمنية هنا في لبنان؟
السيد حسن نصرالله: الأمر يبقى قائماً،
المنطقة كلها مفتوحة على هذه الاحتمالات.
غسان بن جدو: ما زال هذا الأمر قائماً ؟
السيد حسن نصرالله: لا أحد يستطيع أن ينفي هذا
الموضوع بشكل قاطع أبداً، دائماً نحن بحاجة إلى الوعي وإلى المتابعة الأمنية
الحثيثة والدقيقة، سواء من قبل الأجهزة الأمنية أو من قبل الناس عموماً والجيش
اللبناني، وهذا احتمال يبقى قائماً، لا يستطيع أحد أن ينفي. الآن لا يوجد مؤشرات
عليه، طبعاً هناك موضوع السفينة هذه الذي قالوا إن اليونانيين أوقفوها، تحتاج
لتدقيق، يعني نحن ليس عندنا كثير من الوضوح، لكن إذا كان فيها سلاح حقيقة وكانت
آتية إلى ميناء طرابلس هذا مؤشر، أن هناك أحداً يريد أن يأخذ البلد إلى مكان ما.
لبنان هو جزء من المنطقة يتأثر بأحداثها ويحتاج دائماً إلى تحصين أمني.
غسان بن جدو: سماحة السيد كنت أشرت قبل قليل
إلى الرئيس حسن روحاني، ليس خافياً عليكم بأن هناك جزءاً كبيراً من النخب العربية
والعالمية وأصحاب القرار التي تتحدث على أن الرئيس حسن روحاني بمن يمثل وما يمثل مع
الإصلاحيين هم جزء من خيار مناقض لحزب الله، هل إن الرئيس حسن روحاني بكل صراحة هو
لديه تحفظات على حزب الله في خياراته وفي سياساته وفي أفقه، شخص حسن روحاني
بالتحديد؟
السيد حسن نصرالله: يعني هنا دعني أوضح شيئاً،
سواء له علاقة بسيادة الرئيس سماحة الشيخ حسن روحاني أو مختلف التيارات في إيران،
منذ انتصار الثورة الإسلامية في إيران، يعني التوظيف مفيد للنخب وأيضاً للمال
عموماً، والمراقبين والمحللين والذي يقرأ بالسياسة والذين يعملون تقديرات لا يخطأون
بالتقديرات.
منذ انتصار الثورة الإسلامية في إيران وكان الإمام الخميني موجوداً ويتشكل النظام
ومؤسساته والسلطة، كان هناك تيارات سياسية في إيران، تيارات متفاوتة، الآن يوم
يسمونها محافظين وإصلاحيين، يوم يسمونه يمين ويسار ووسط، يوم يسمونه محافظ وإصلاحي
ومعتدل، والآن يصبح هناك محافظ معتدل ومحافظ متطرف وإصلاحي معتدل وإصلاحي متطرف.
على كلّ، كان يوجد تيارات سياسية كبيرة في إيران، ويوجد بينها وجهات نظر مختلفة،
سواء بالموضوع الاقتصادي والموضوع السياسي، حتى بموضوع السياسة الخارجية، القضايا
الثقافية الاجتماعية إلخ...
في موضوع إسرائيل، في موضوع فلسطين، في موضوع القضية الفلسطينية وفي موضوع مقاومة
الاحتلال الإسرائيلي وبالتحديد في موضوع حزب الله لأن السؤال عن حزب الله، لا يوجد
خلاف بين هذه التيارات على الإطلاق، هناك إجماع على المستوى الفكري، على مستوى
الموقف السياسي، على مستوى الرؤية العقائدية والرؤية الاستراتيجية، وأيضاً هناك
علاقة وطيدة وقديمة وأيضاً هناك مودة، يعني ليس فقط علاقة بين حزب الله وبين
القيادات الأساسية في مختلف هذه التيارات، لأنه نحن لسنا نقطة إشكال، نحن ليس عندنا
شغل بالخلافات بين التيارات الإيرانية في داخل إيران، نحن يهمنا إيران كجمهورية
إسلامية داعمة للقضية الفلسطينية ولحركات المقاومة في مواجهة المشروع الصهيوني.
حسناً، خلال كل الفترة الماضية أيضاً، كان مثلاً لما يحصل انتخابات في إيران
بالمجلس أو بالرئاسة، يأتي رئيس جديد، تصدر التحليلات حول علاقة حزب الله مع الرئيس
الجديد، مع إيران.
حسناً، تبدل رؤساء وحكومات والعلاقة كانت دائمة حسنة ومن جيد إلى أفضل. وهذا الأمر
أيضاً ينطبق على سماحة الشيخ حسن روحاني الذي نحن علاقتنا معه قديمة على المستوى
الشخصي وصداقتنا معه قديمة عندما كان أمين المجلس الأمن القومي. وتعرف، في إيران،
كل قضايا السياسات الخارجية والقضايا الاستراتيجية والقضايا الأمنية والأساسية
تُناقش في مجلس الأمن القومي الذي هو كان أمينه وهو يدير جلساته ونواكب هذه الملفات
وهناك معرفة قريبة جيدة، نعرف قناعاته، نعرف أفكاره. والجمهورية الإسلامية نظاماً
وقائداً وحكومة ورئيساً ومجلساً وشعباً وعلى اختلاف تياراتها السياسية نعرف ما
تكنّه من محبة ومودة لهذه المقاومة، لحركات المقاومة وبالخصوص لحزب الله. وأيضاً ما
تملكه من قناعات ومن رؤى لا نقاش فيها على الاطلاق.
غسان بن جدو: هل التقيت الشيخ حسن روحاني بعد
انتخابه رئيساً؟
السيد حسن نصرالله: طبعاً.
غسان بن جدو: طبعاً، لم نسمع..
السيد حسن نصرالله: تعرف نحن ظروفنا الأمنية
لا تساعد على زيارات علنية أو معلنة.
غسان بن جدو: زرت طهران والتقيت الشيخ حسن
روحاني؟
السيد حسن نصرالله: نعم، الآن لا نقول متى
ولكن بعد انتخابه إلى الآن، هناك فاصل زمني جيد، في يوم من الأيام وفّقت لزيارة
الجمهورية الإسلامية والتقيت بسماحة الشيخ وكان لقاءً موسعاً وطيباً وعميقاً، وتم
التأكيد فيه على كل العلاقة التي تحدثت عنها والعلاقة القديمة القائمة فيما بيننا.
لذلك هذا الموضوع يعني أولاً بالنسبة للأصدقاء المؤيدين أنه لا يجب أن يكون نقطة
قلق، وبالنسبة للمراهنين والمتربصين ليس هناك داع أن يعذبوا أنفسهم باللعب على هذا
التفصيل، الذي هو بالعمق يمكن أن يكون إيرانياً ليس له علاقة كبيرة بموضوع فلسطين
والمقاومة وحزب الله.
غسان بن جدو: أنا أود أن أتحدث عن الراحل محمد
حسنين هيكل، سماحة السيد كنت تعرفه وكان يعرفك، جرى الحديث عن علاقة خاصة بينك
وبينه، وهذا ليس خافياً، التقيتما أكثر من مرة، وحتى أكثر من ذلك يعني أنتم أوفدتم
وفداً فريقاً لتقديم التعزية وتم حتى الحديث عن أن هذا ربما فتح صفحة لعلاقات
مباشرة مع القاهرة، أولاً حدثنا ولو كلمات عن الراحل محمد حسنين هيكل من فضلك، ومن
ثم هل بدأت علاقة ما بينكم وبين القاهرة أم الأمر اقتصر على مجرد تقديم الزيارة من
أجل تقديم التعازي؟
السيد حسن نصرالله: بالشق الثاني زيارة تعازي.
غسان بن جدو: فقط؟
السيد حسن نصرالله: نعم، الآن بالسياسة،
بموضوع المنطقة، تعرف وضع مصر وضع صعب، وهناك هذه الحساسيات الإقليمية والظروف
القائمة لا تساعد على قيام علاقة واضحة وثابتة ومستقرة.
فيما يعني الراحل الأستاذ هيكل، أنا بالحقيقة طبعاً، نحن جيلنا كله يعرفه من خلال
كتاباته ومقالات واطلالاته الإعلامية، لم يكن هناك معرفة شخصية بيني وبينه لما بعد
استشهاد هادي، فهو كان متأثراً جداً باستشهاد الشهيد هادي وأرسل لي برقية تعزية
علنية في ذاك الوقت. طبعاً في ذاك الوقت كان هناك حساسيات كبيرة حول حزب الله.
وبعدها زار لبنان والتقينا، هو طلب زيارتي للتبريك والتعزية بشهادة إبني والتقينا،
كان أول لقاء، مع فارق السن، في ذاك الوقت 97 يعني لحيتي كلها سوداء وهو رجل كبير
في السن وفي المقا،م ولكن تعاطى باحترام وتواضع ومودة، حنو الأب يعني، أنا شعرت
أنني أجلس بين يدي أب حقيقي، وتفاجأت من جهة العطف الذي أبرزه لي وأيضاً الاحترام
وهو أستاذ كبير. وتحدث وأطال قليلاً حول هذه الحادثة، أنه ابنك ماذا يعني أن يستشهد
في الجبهة، طبعاً أنا أستمع، تعرف عادة أنا لا أحكي بهذا الموضوع ، لا في الخطابات
ولا في المقابلات.
من هنا بدأت العلاقة، أصبح بعد ذلك كلما أتي إلى لبنان، أنا لا أستطيع أن أذهب إلى
مكان، يطلب أن نجلس، نجلس أربع ساعات خمس ساعات، رغم أن وضعه الصحي كان لا يحتمل،
لكنها كانت لقاءات مؤنسة ونتحدث فيها في الوضع، الآن بشكل أساسي بوضع المنطقة
بالوضع العربي والوضع الإقليمي، أحياناً أدخل على الوضع اللبناني لأنه هذا كان
بالنسبة له تفصيل. ودائماً كان يهتم جداً بأن يسمع رأيي ورأي إخواني، أنتم ماذا
تقديركم، ما هي معلوماتكم؟ يتعاطى باحترام كبير مع ما كنا نعرضه أو نقدمه، ونناقش
أيضاً بموضوعية ويزودنا أيضاً بمعطيات كانت مفيدة جداً.
أتذكر على كل حال في حرب تموز هو كان له موقف كبير ببعض إطلالاته والشروحات
والتوضيحات التي قدمها والمعطيات التي قدمها. واستمرت هذه العلاقة، حتى بعد ذهابنا
كما يقال إلى سوريا، هناك أناس كان عندهم ملاحظات، هو لا، كان رأيه مختلفاً ودافع
عنا في المحافل المصرية وفي التلفزيونات وفي الصحف وفي المقابلات وكانت لديه رؤية
متقدمة جداً. بل في آخر لقاء لما زارنا في لبنان، أنا قلت له أنت يا أستاذنا تبالغ
بتأثير حضورنا في سوريا، قال لا أنا لا أبالغ، أنتم غير مستوعبين تماماً حجم الفعل
والتأثير لحضوركم في سوريا. وبقي مدافعاً عنا في أصعب الظروف.
بوفاته طبعاً العالم العربي يخسر أستاذاً كبيراً ومفكراً ومناضلاً عظيماً، وأيضاً
يخسر، أنا هناك أناس أسميهم، البقية الباقية. اليوم تعرف في العالم العربي للأسف
الشديد بعض كبار المفكرين، كبار العلماء، كبار الصحافيين، كبار الإعلاميين، كبار
السياسيين، أصبحوا خارج الموضوع، تم شراؤهم بالمال، يعني أصبحوا في الضفة المعاكسة
لكل سيرة حياتهم وأفكارهم ونضالاتهم السابقة، قليلون هم الذين صمدوا أمام سطوة
المال وسطوة الإعلام وسطوة التكفير وسطوة الترغيب والترهيب، قلة جداً، واحد منهم هو
الأستاذ الكبير محمد حسنين هيكل. طبعاً نحن أيضاً خسارتنا كبيرة، لأنه من اليوم ليس
من السهل أن تجد شخصية بهذا الحجم تدافع عنك في العلن، الآن بالسر تجد مدافعين
كثير، تدافع عنك في العلن وتتحمل أعباء وتبعات هذا الموقف وهذا الدفاع.
غسان بن جدو: السؤال الأخير سماحة السيد وهو
عود على بدء، نحن انطلقنا من إسرائيل، ولكن أنا أود أن أختم بسوريا. أنا سؤالي
طالما ذكرت قبل لحظات أن الراحل الأستاذ هيكل يقدر عالياً حضوركم في سوريا، سؤالي
هو التالي، أولاً، عندما دخلتم سوريا هل تم هذا بتنسيق واضح مع الرئيس بشار الأسد
والقيادة السورية أم وجدتم أنفسكم حاضرين في سوريا كأمر واقع؟ وثانياً، طالما
الحديث عن أنكم ستخرجون، هل إن خروجكم من سوريا وارد في الأفق المنظور أم لا علاقة
له بهذه التهديدات الأخيرة الحاصلة؟
السيد حسن نصرالله: كل الذي معنا بعد دقيقتين.
أنا أختصر، أولاً، بالتأكيد كان بالتنسيق الكامل، أصلاً لا يمكن أن ندخل إلى سوريا
لنكون في هذا الموقع بدون التنسيق وبدون موافقة، وهذا الأمر على كل حال الرئيس
الأسد وعدد من المسؤولين السوريين حكوه بشكل واضح وعلني، هذا الأمر الأول.
الأمر الثاني: كل ما يقال عن خروجنا أو انسحابنا من سوريا في الظروف الحالية هو غير
صحيح، ذهابنا إلى سوريا مرتبط بهدف وبقاؤنا فيها مرتبط بهذا الهدف. نحن ذهبنا إلى
سوريا لنساهم، لا أستطيع أن أقول نحن نمنع، لنساهم في منع سقوط سوريا في أيدي داعش
والنصرة وفي أيدي الجماعات التكفيرية.
بالمناسبة نحن من أول شهرين ثلاثة، حتى قبل أن ندخل بوقت طويل، كان واضح عنا الهوية
الفكرية والسياسية للجماعات المسلحة التي تقاتل في سوريا، وأن هذه الجماعات لا
تتحمل انتخابات ولا تتحمل ديمقراطية، هؤلاء يكفّرون من يقف على صناديق الانتخابات،
هذه الجماعات التي حملت السلاح في البدايات وما زالت الآن تسيطر، والتي بعد ذلك
أصبحت داعش والنصرة وكثير من الأسماء الأخرى، بالمناسبة هي تحمل نفس الفكر ولكن ليس
اسمها داعش والنصرة، ولكن هي داعش ونصرة في الفكر، فكرها التكفيري ورفضها للكثير من
هذه الخيارات أو السلوكيات. فنحن ذهبنا لنساهم بدورنا في منع سقوط سوريا في يد هذه
الجماعات المسلحة من أجل سوريا ومن أجل لبنان ومن أجل فلسطين، وهذا قلناه ونعيده
ونكرره: إذا سقطت سوريا في يد داعش والنصرة ستذهب سوريا ويذهب لبنان، هذا الجالس
ينظر في الدنيا كلها هناك شيء اسمه حرب استباقية، حتى إذا نريد أن نحكي لبناني
لبناني لبناني، أنه لبناني لبناني تقاتل بالجرود يعني لما تسقط سوريا، ها هي
بالجرود أنتم تستطيعون أن تحسموا معركة في الجرود تفضلوا احسموها، تفضلوا، خذوا
قراراً، الجيش يستطيع، لكن هناك قيادة سياسية في لبنان لا تجرؤ أن تأخذ قراراً
وتقول للجيش اللبناني اذهب واحسم المعركة في جرود عرسال، فكيف وهذه سوريا ما زال
جزء كبير بعده في هذا الموقع، كيف إذا سقطت سوريا في يد داعش والنصرة. فنحن ذهبنا
لهذا الهدف، طالما هذا الهدف يحتاجنا مثل ما نقول نحن سنكون حيث يجب أن نكون،
"بيطلع الروسي، يبقى الروسي"، أقول لك من أكثر هكذا، ينسحب الإيراني، المستشارين،
طبعاً هو ليس عنده قوات، هو أتى بقوة لموضوع موضعي محدد، ينسحب الإيراني، يبقى
الإيراني، نحن حزب الله اللبنانيون قدرنا ووظيفتنا ومسؤوليتنا ومصيرنا ومصير
إخواننا السوريين واحد، من غير الممكن التفكيك فيه، نحن معنيون أن نبقى إلى أن
يتحقق هذا الهدف. عندما يتحقق الهدف، الجماعات التكفيرية تنسحب من سوريا، يصبح هناك
تسوية سياسية، يصبح هناك حل سياسي، نحن ليس عندنا مشكلة. نحن لم نذهب حتى الآن، نحن
قادرين، ممكن الآن أحد يقول لك، نحن قادرون أن نرسل قوات أكثر على سوريا، لكن نحن
لم نأتِ ولا نتعاطى بذهنية إذهبوا لنستنزف قوتنا كلها في سوريا نريد أن نسهم في
الحسم العسكري. لا، نحن نريد حلاً سياسياً في سوريا، نريد تسوية سياسية في سوريا،
ونريد حقن الدماء في سوريا، وأنه أيضاً هناك جزء من المطالب المحقة للمعارضة أن
تتحقق في إطار التسوية السياسية وأن يصبح هناك تحول كبير حتى في الوضع الداخلي في
سوريا مع الحفاظ على الأساسيات.
طالما المسؤولية تتطلب منا أن نكون نحن سنكون، سنبقى هناك.
غسان بن جدو: بدأنا الحوار العام بمواقف جازمة
حاسمة واضحة وختمنا حوار العام بموقف جازم حاسم واضح جداً، شكراً لكم سماحة السيد
حسن نصرالله على كل هذا الوقت وسعة صدركم. شكراً لكل من ساهم في انجاز هذه الحلقة،
سواء حيث نحن أو في قناة الميادين. شكراً لمن بث هذه المقابلة خاصة منها قناة
المنار وربما تكون قنوات أخرى. مع تقديري لكم في أمان الله.