يتم التحميل...

مقابلة سماحة السيد حسن نصر الله مع قناة الميادين-2

2016

بكل صراحة في هذه النقطة سماحة السيد كتب أكثر من تقرير وأكثر من مقال، ولكن عندما يأتي من قبلكم فنحن نتحدث عن معلومات جدية ورسمية وحاسمة.

عدد الزوار: 18

غسان بن جدو: بكل صراحة في هذه النقطة سماحة السيد كتب أكثر من تقرير وأكثر من مقال، ولكن عندما يأتي من قبلكم فنحن نتحدث عن معلومات جدية ورسمية وحاسمة.
السيد حسن نصرالله: طبعاً، طبعاً. على مستوى، لأقول لك، على مستوى وزراء خارجية، على مستوى وزراء الدفاع، على مستوى رؤساء أجهزة أمنية وجهات أمنية، على مستوى رئاسات أركان، يعني بين هذه الدول الثلاث حصلت نقاشات وصولاً إلى القيادات العليا، وهذا أمر أكيد ونحن نعرف تفاصيله.

غسان بن جدو: أشهر؟
السيد حسن نصرالله: على مدى أشهر.

غسان بن جدو: ليس مرتبطاً بما قيل عن سقوط إدلب وجسر الشغور، وبالتالي فإن روسيا وإيران اعتبرا وقتذاك بأن الخطر داهم على دمشق، ويمكن أن يسقط النظام وبالتالي وصلت الطائرات الروسية حتى تنقذ الوضع، غير مرتبط بجسر الشغور وإدلب، قبله بأشهر؟
السيد حسن نصرالله: لا، لا، أبداً، أبداً، قبله بأشهر، على مدى ـ في الحد الأدنى ـ أربعة أو خمسة أشهر، هذا النقاش قائم.

غسان بن جدو: قبل سقوط إدلب وجسر الشغور؟
السيد حسن نصرالله: قبل جسر الشغور وإدلب.

غسان بن جدو: على مستوى الأجهزة الأمنية في البداية؟
السيد حسن نصرالله: الآن في البداية، حتى أكون دقيقاً، لا أعرف، بدأ من وزراء الدفاع، بدأ من وزراء الخارجية، من الأجهزة الأمنية لا أعرف، لكن أنا أعرف أنه نقاش بهذا المستوى.

غسان بن جدو: جيد، سماحة السيد لأول مرة تقول بالمناسبة إن النقاش على مستوى الأجهزة الأمنية ووزارات الخارجية ووزارات الدفاع قبل حتى أن يتبادلوا الزيارات العلنية. حسناً، أنت تعلم جيداً سماحة السيد أنه كتب بأن الاتفاق حسم بعد كل هذه المشاورات عندما زار قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني الرئيس بوتين، هل هذا الكلام دقيق؟ وحتى قيل أكثر من زيارة، ولكن نحن في عقولنا أن هناك زيارة واحدة، هل هذا الأمر صحيح؟
السيد حسن نصرالله: هذا الأفضل أن يعلق عليه الإيرانيون أنفسهم.

غسان بن جدو: حسناً، على مستوى القيادات العليا، يعني على أي مستوى قيادات عليا سماحة السيد؟
السيد حسن نصرالله: يعني وصولاً إلى الرئيس بوتين، إلى الرئيس الأسد، إلى سماحة السيد القائد في إيران وسماحة الشيخ روحاني وكل المستويات العليا، وبالتالي هذا الموضوع كان يناقش بين هذه الدول في أعلى المستويات. هذا في مرحلة من المراحل أيضاً العراق كان جزء من النقاش.

غسان بن جدو: العراق المالكي أو العبادي، مع احترامي للشخصين طبعاً؟
السيد حسن نصرالله: لا يوجد مشكلة.

غسان بن جدو: العراق؟
السيد حسن نصرالله: الحكومة استمرار. وعلى ضوء النقاشات في تلك المرحلة تشكل غرفة معلومات ووضعية وطوارئ والآن موجودة في بغداد وفيها ممثلون من الدول الأربعة.

غسان بن جدو: إلى الآن؟
السيد حسن نصرالله: روسي وإيراني وعراقي، هذا معلن، أنا لا أكشف هنا عن سر وهذا معروف.

غسان بن جدو: لكن لا نعلم إذا تعمل؟
السيد حسن نصرالله: لا.. تعمل.

غسان بن جدو: تعمل؟
السيد حسن نصرالله: طبعاً. تتبادل معلومات وتتبادل..

غسان بن جدو: فقط هذه الأربعة أطراف؟
السيد حسن نصرالله: أربع دول نعم. وأعلنت استعدادها...

غسان بن جدو: حزب الله خارج..
السيد حسن نصرالله: لا نحن لسنا بدولة.

غسان بن جدو: أنت دقيق سماحة السيد، وأنا أعرف أنك دقيق جداً، تقول دول، هل حزب الله هو جزء من هذا التنسيق والتشاور؟
السيد حسن نصرالله: الغرفة الموجودة في بغداد نحن لا دخل لنا فيها.

غسان بن جدو: أنتم أين، حزب الله، في هذه المعادلة، أنتم جزء من التشاور أو يتم إعلامكم؟
السيد حسن نصرالله: لا، نحن يُؤخذ رأينا ونعطي رأياً وطرف في التشاور.

غسان بن جدو: في كل تلك المرحلة التي سبقت القرار الروسي بالدخول وما بعدها؟
السيد حسن نصرالله: طبعاً، التشاور، نحن التشاور معنا هو إيراني، سوري.

غسان بن جدو: إيراني، سوري؟
السيد حسن نصرالله: نعم.

غسان بن جدو: يعني تم التشاور معكم في كل تلك المرحلة؟
السيد حسن نصرالله: نعم.

غسان بن جدو: ليس هناك اتصال مباشر بين حزب الله وروسيا؟
السيد حسن نصرالله: هناك اتصال مباشر ولكن نحن لا ندخل مع روسيا هذه النقاشات.

غسان بن جدو: نقاشات ماذا؟
السيد حسن نصرالله: هذه النقاشات العسكرية، الأمنية، السياسية، الاستراتيجية الكبيرة، هذه دول تقوم به. نحن في سوريا أساساً دورنا هو مساعد ونعمل من خلال هذا الموقع ولا ندّعي شيئاً أكثر من ذلك.

غسان بن جدو: لا يوجد مشكلة، ولكن في هذه القرارات الاستراتيجية تحولات، أنتم جزء من هذا الأمر وأنتم طرف، جزء من تشاور وليس من إعلان، يعني أن يخبروكم، أليس كذلك سماحة السيد؟
السيد حسن نصرالله: صحيح، صحيح.

غسان بن جدو: طالما دخل الروسي ولم تكونوا متفاجئين، وهذا استكمال لمشاورات طويلة، الانسحاب الروسي الحالي، أولاً أكّد لنا سماحة السيد هل هو انسجاب جزئي أم هو انسحاب كبير أم هو انسحاب كامل مع بقاء بعض القطعات، كيف يمكننا أن نوصفه؟
السيد حسن نصرالله: هو انسحاب جزئي.

غسان بن جدو: كبير؟
السيد حسن نصرالله: شبه كبير، يمكنك أن تقول إنه كبير، لأن هذه مسألة نسبية، يعني كبير أو شبه كبير أو وسط موضوع نسبي.

غسان بن جدو: الكبير بمقصد سؤالي، هو بالكم وبالنوع، هذا المقصود، يعني كم كبير مع كل الأنواع الأساسية انسحبت، هل هذا موجود؟
السيد حسن نصرالله: فلنوصّف هذا الموضوع بدقة قليلاً، لأنه أيضاً بني عليه تحليلات سياسية طويلة عريضة وتوقعات ما أنزل الله بها من سلطان. طبعاً، المشكلة أن هناك أناس "يطوشون" بسرعة، يعني مثلاً الذين حللوا أنه لما أتت روسيا يعني هذا سيكون على حساب إيران في سوريا وعلى حساب القيادة السورية. حللوا أيضاً بالمقابل أن هذا الانسحاب سيخلي سوريا لإيران. لا الأول هكذا ولا هذا هكذا. على كل، حجم الموضوع.

غسان بن جدو: هي من؟
السيد حسن نصرالله: هي ماذا؟

غسان بن جدو: لا هي هكذا ولا هي هكذا؟
السيد حسن نصرالله: الآن سأقول لك ما هي. حجم الموضوع أنه جاء جزء من القوات الروسية أو جاءت قوة روسية في البدايات، طبعاً ضمن تصور عسكري معين، والتصور العسكري هذا المعين لم يكن فقط منع سقوط هذه المدينة أو تلك المدينة، وإنما التصور هو استعادة مناطق وتغيير في المعادلة في الحد الأدنى. حسناً، هذه القوة أتت، وقتها روسيا قالت نحن عندنا مهمة لمرحلة أربعة أشهر إلى ستة أشهر، وضعوا هم تصوراً أنه خلال أربعة أشهر إلى ستة أشهر يمكن ضرب الكثير من الأهداف وإلحاق أذى شديد ببنية الجماعات المسلحة وخصوصاً داعش والنصرة. حسناً، هذا بجزء كبير أنجز، يعني حجم الأهداف التي أصيبت وضربت، البنية العسكرية، المخازن، غرف العمليات، جماعة النفط، تهريب النفط على تركيا وعلى غير تركيا، البنية القيادية، تركيبها، هذا خلال الأشهر الماضية لحق به أذى شديد وتلقى ضربات قاسية جداً، وكانت الأمور مستمرة بهذا الاتجاه، وهناك القوى الجوية الروسية تواكب عمليات الجيش السوري وحلفائه. حصل حادث ـ هو حادث الطائرة الروسية، عندما قامت تركيا بإسقاط طائرة روسية ـ نقل الوضع إلى مرحلة جديدة بالكامل، أصبح هناك تحدٍّ كبير بين روسيا وتركيا، أصبح هناك تهديد روسي بأنه ممنوع على أي طائرة تركية أن تخترق الأجواء السورية، وقد كانوا بالسابق يخترقون الأجواء، وهدد الرئيس بوتين بإسقاط هذه الطائرات، الروس تعاطوا (مع الموضوع) أنه يمكن أن تتطور الأمور مع الأتراك، وقد تؤدي إلى صدام روسي تركي، وقد تؤدي إلى ما هو أكبر من ذلك، أن يتدخل أحد من حلف الناتو لأن تركيا عضو بحلف الناتو. هذا الأمر دفع بروسيا لأن ترسل قوات لم يكن مقرراً أن تأتي، يعني هناك جزء من القوة العسكرية الروسية، خصوصاً ما يرتبط بالجوـ فضائية، لم يكن مقرراً أن تأتي، أصلاً لا يحتاجونها، حتى هناك مستوى من الدفاعات الجوية لم يكن هناك قرار أن يأتي. عندما حصل هذا الحادث وتطور الموقف بشكل سلبي جداً بين الروسي والتركي، الروسي دفع بقوات جديدة إلى سوريا، إلى البحر، إلى الميناء، إلى الداخل في سوريا.
حسناً، بهذا الشق، الآن واضح بأن الموقف السياسي ما زال سلبياً بين روسيا وتركيا، ولكن الجو لم يعد جو صدام عسكري، بمعنى أن الأتراك التزموا بضوابطهم وبالفعل لا يوجد أي طائرة تركية الآن تخترق الأجواء السورية وهذا الموضوع تمت معالجته، بالحد الأدنى تمت تهدئته. حسناً، شهر، اثنين، أكثر، ما هي الحاجة لبقاء هذه القوات؟ لم يعد هناك حاجة.

إذاً القوة التي جاءت إلى سوريا بسبب احتمال تدهور الوضع مع الأتراك لم يعد هناك حاجة إليها، هذه يجب أن ترجع، هذا واحد.

اثنين، القوة الكبيرة التي جاءت في البداية وأنجزت جزءاً كبيراً من الأهداف، حسناً، اليوم القوات الروسية الموجودة في سوريا قبل قرار الانسحاب هي أكبر من الحاجة الميدانية، ما هو الداعي لأن تبقى؟

هذه الحيثية العسكرية والأمنية لإخراج ولإعادة هذه القوات.

الآن هذا يريح الإقليم، فليرتح الإقليم، هذا يريح الوضع الدولي بالنسبة للروسي، يوظفه بإراحة الوضع الدولي، هذا يعطي دفعاً أكبر لمفاوضات الحل السياسي، ليس هناك مشكلة.

لكن لكل الذين حللوا وخوفوا وأقلقوا وفزّعوا وفَزِعوا، لا، ما يحتاجه الميدان في سوريا من قوة جوية روسية وإمكانات روسية ما زال موجوداً في سوريا، وعلى كل حال نفس الرئيس بوتين هو قال، إذا احتاج الأمر أن نرسل قوات من جديد، خلال ساعات تصل هذه القوات، هذا على ما يدل؟ يدل أنه لا يوجد تغيير بالقرار السياسي والموقف السياسي، هناك شيء له علاقة بالإجراء.

غسان بن جدو: هل هذا أيضاً كنتم في صورته؟
السيد حسن نصرالله: نعم. أنا بهذه النقطة فلأكن دقيقاً، نحن لم يتم التشاور معنا في هذه النقطة ولا نتوقع ذلك، ولكن نحن أخذنا علماً بذلك قبل الإعلان عن هذا القرار وقبل البدء بتنفيذه. ولذلك عندما أعلن عن هذا القرار وبدئ بتنفيذه كنا نعرف بأن روسيا ستقدم على خطوة من هذا النوع، ولذلك لم نكن قلقين لأننا نعرف خلفيات وتفاصيل الأمور. طبعاً هناك أناس سحبونا من سوريا وقتها.

غسان بن جدو: سآتي إلى هذه النقطة سماحة السيد. هل أن القرار الروسي بمعزل عن الاعتبارات الميدانية هو خطوة من أجل الدخول في مرحلة الحل السياسي الكبير في سوريا؟ إشارة حسن نية، إشارة إيجابية؟
السيد حسن نصرالله: يساعد، أنا قلت إنه يساعد، نعم، هو يساعد، لما قلت يخفف الاحتقان الإقليمي، يخفف الاحتقان الدولي.

غسان بن جدو: لا سؤالي أنا هل هو مؤشر على دخول سوريا والمنطقة مرحلة للحل السياسي الكبير في سوريا؟
السيد حسن نصرالله: الكل يدفع، ليس الكل عفواً. أنا أعتقد أنه بخلفيات مختلفة، الروسي يريد حلاً سياسياً في سوريا، إيران تريد حلاً سياسياً في سوريا، القيادة السورية تريد حلاً سياسياً في سوريا منذ البدايات، لكن الطرف الآخر هو الذي كان يرفض بشدة ويراهن على إسقاط الوضع في سوريا. الأميركيون الآن، لأنهم عجزوا وفشلوا وفشل حلفاؤهم في سوريا ورأوا أن الأمور في سوريا إلى أين ستصل، يعني بالمناسبة مثلاً بالأمس، بالإعلام لا أعرف دقة الخبر، أن البنتاغون أعلن عن إقفال مشروع تدريب المعارضة المعتدلة التي كلفتهم 500 مليون، جاء 75 شخص تدربوا، والجاهزون أن يقاتلوا داعش من 75 هم خمسة، الأميركان أعلنوه وليس أنا من أتكلم. فالأميركي وصل إلى محل أنه أيقن بأنه بالوسائل العسكرية لا يمكن أن إنجاز المهمة في سوريا.

غسان بن جدو: أيقن؟
السيد حسن نصرالله: أيقن، غير ممكن، إلا إذا هو يريد أن يأتي ويقاتل، يعني أيضاً قادم على مغامرة، هو لا يريد أن يرسل قوات إلى سوريا، هذا من جهة. من جهة ثانية، يعني إلى جانبه، ليس أقل منه بالأهمية، أنه أيضاً الأميركان وصلوا إلى محل، هم يتكلمون وليس أنا من يفترض، أنه ما هو البديل؟ يعني لما يتكلم عن ليبيا ونحن أخطأنا في ليبيا، هذا كنا نسمعه على الطاولة، ونقل بعض الأصدقاء أن هذا قيل بفيينا وقيل بجنيف وقيل من قبل الأميركان وبشكل مباشر، وأحياناً عندما كانوا يوجهون كلامهم لبعض حلفائهم الإقليميين المصرين على الذهاب بعيداً في الخيارات العسكرية. الأميركي وصل إلى مكان أنه ما هو البديل؟ حتى لو يريد أن يأتي هو ويشن عملية عسكرية أو يشارك في عملية عسكرية ويسقط النظام، البديل على الأرض هو داعش والنصرة، وهذه هي وقائع الميدان، الآن أستاذ غسان، بدون أي مكابرة، "تبع السعودية وتبع تركيا وتبع بقية الدول، وتبع هذه معارضة الأوتلات والسفارات". الميدان الآن، الميدان السوري، مناطق المعارضة بالأعم الأغلب، هناك مناطق تحت سيطرة داعش، طبعاً داعش ليس لها شريك، فهي واضحة، على الخريطة تراها مساحة ضخمة جداً، وفي المناطق الأخرى السيطرة هي لعدة فصائل للمعارضة ولكن الطرف الأقوى فيها هي جبهة النصرة، يعني مثلاً في محافظة إدلب هناك شيء اسمه جيش الفتح، لكن الفصيل الأقوى وصاحب القرار الأساسي في جيش الفتح هو جبهة النصرة، ولما تأخذ قراراً تريد من خلاله أن تصفّي أي فصيل، بقية الفصائل تقف تشاهدها مثل ما حصل بالأيام الأخيرة.

حسناً، الأميركي أو حتى الأوروبي ينظر، أنه إذا أتينا نحن ساهمنا بإسقاط النظام بالقوة العسكرية، البديل، من يمسك الأرض؟ إن شاء الله تظن هؤلاء الجالسون في المؤتمرات في الخارج هم يمسكون الأرض، هم ليأتوا على دمشق يحتاجون أن يؤمن الرئيس الأسد لهم حماية أمنية ليأتوا على دمشق، أهم يجرؤون أن يأتوا إلى مناطق المعارضة، هؤلاء الجالسين ويتكلمن باسم المعارضة السورية؟

حسناً، هذا أيضاً عامل ثانٍ. لذلك نعم، تقول لي الأميركي يريد حلاً سياسياً، أقول لك نعم يريد حلاً سياسياً، ولكن حل سياسي يخدم أهدافه وأهداف حلفائه، لا أن يخدم أهداف الشعب السوري.

غسان بن جدو: ما هو هذا الهدف؟
السيد حسن نصرالله: الهدف هو السيطرة على سوريا، تغيير النظام والسيطرة على سوريا لتصبح سوريا دولة تابعة.

غسان بن جدو: أي حل سياسي سيغير النظام بهذه الطريقة؟ ما المقصود، يعني كيف؟ صحيح أن وزير الخارجية السعودي يقول الآن كل المعركة مختصرة في شخص الرئيس الأسد، إما يذهب بالسياسة أو يذهب بالعسكر. هل الولايات المتحدة الأميركية في هذا الوارد أيضاً، هل تركيا أيضاً في هذا الوارد، كل المعركة الآن حول شخص الرئيس الأسد؟
السيد حسن نصرالله: حول شخص الرئيس ويضاف إلى هذا، هو ليس فقط الرئيس، يعني الآن هناك أحياناً، هناك أناس يمكن أن يعملوا مغالطة بهذا الموضوع، يقول لك أنه الآن سوريا تدمر من أجل شخص، لا، هناك شخص الرئيس بما يمثل ومن يمثل، وبالتالي هناك تيار طويل عريض في داخل سوريا، له قناعات، له مواقف، له رؤيا، له استراتيجية، له فكر، المطلوب أن يكون هذا أيضاً خارج النظام بالكامل، وبالتالي يعني ماذا؟ يعني ما عجزوا عن أخذه بالحرب يريدون أخذه بالسلم، وهذا لن يقبل به الذين قاتلوا في سوريا خلال خمس سنوات ولا الذين دعموا سوريا خلال خمس سنوات.

غسان بن جدو: وبالتالي ما هو الأفق، آه، حتى الذين دعموا سوريا لن يقبلوا به؟
السيد حسن نصرالله: لن يقبلوا، بالتأكيد لن يقبلوا، حتى روسيا هي لا تقبل بهذا الحل. الحل السياسي يعني الوصول إلى تسوية ما، تحافظ على الرئيس وعلى البنية الأساسية للنظام وتوجد مكاناً للمعارضة المعتدلة في إدارة سوريا، يعني هذا الخط العريض، هذا معقول منطقي. لكن بالنهاية أنا لا أتكلم لا بالنيابة عن النظام ولا عن الرئيس ولا عن الشعب السوري، السوريون هم يستطيعون أن يقولوا ما هي التسوية الممكنة. عندما نتكلم عن حل سياسي في سوريا نتكلم عن تسوية، أما الحل السياسي الذي يعني الإلغاء والإقصاء وتحقيق الهدف الذي عجزوا عن تحقيقه بالقوة العسكرية، لا هذا ليس بحل سياسي، هذا خداع، خداع سياسي.

غسان بن جدو: إذاً كما تقول القيادة السورية بأن الرئيس بشار الأسد وضعه يحدده الشعب السوري وليس غيره، هذا ما أفهمه الليلة بأن حلفاء الرئيس الأسد وسوريا أيضاً بشكل عام لن يقبلوا بأقل من ذلك، مطلقاً، أبداً؟
السيد حسن نصرالله: صحيح، وهذا معلن، هذا معلن. من يومين، الإيراني واضح، الروسي عادة يكون هناك رهان أن يغيّر، يعدل، يبدل (موقفه). حسناً، من يومين كانت وزارة الخارجية الروسية تقول إن المطالب برحيل الرئيس الأسد مخالفة للقوانين الدولية. لا هذا واضح، يعني بالنسبة للروسي، بالنسبة لحلفاء سوريا، بالنسبة لإيران هذا موقف حاسم وواضح ونهائي. انظر، مصير الرئاسة في سوريا وحتى الدستور في سوريا ومستقبل سوريا لا يصح أن يمليه أحد بعد على سوريا، أي دولة في العالم، هذا الأمر سيترك ومتروك للشعب السوري ضمن آليات يمكن الاتفاق عليها في جنيف أو في فيينا بين السوريين أنفسهم برعاية دولية، غير ذلك ليس هناك أفق.

غسان بن جدو: لكن قبل قليل عندما تتفضل بالقول إن الولايات المتحدة الأميركية وحلفاءها هذا هو الحل السياسي، هذا يعني أنه لا يوجد حل سياسي في الأفق المنظور؟
السيد حسن نصرالله: لا، هم بدأوا بالنزول، يعني على سبيل المثال.

غسان بن جدو: ينزلوا من؟ الأميركان أو الأتراك والسعودية؟
السيد حسن نصرالله: الطرف الآخر ومعهم، فنرى كيف ينزلون؟ حسناً، بالأول أنه لا، شرط التفاوض هو رحيل الرئيس الأسد، أليس كذلك؟ قبل سنتين هكذا كان الكلام، هذا شرط مسبق، وأن المعارضة التي تلتزم القرار الدولي والإقليمي، لأنه لا يوجد كيان اسمه المعارضة السورية تأخذ القرار، المعارضة السورية قرارها الآن هو بين العواصم الإقليمية وواشنطن. حسناً، فكان يقال إننا لا نذهب إلى التفاوض إلا بشرط مسبق وهو رحيل الرئيس الأسد. حسناً، الآن، ذهبوا إلى التفاوض، ليس الآن، كم أصبح لهم بالتفاوض، والرئيس الأسد موجود، إذاً هذا انتهى. هنا نزلوا.

حسناً، أنه نذهب إلى التفاوض ولكن بدء العملية السياسية، خطوات العملية السياسية شرطها هو ذهاب الرئيس الأسد. وهذا ما طبعاً يصر عليه السعوديون على سبيل المثال. الأتراك أنا أعتقد أنه في مكان ما، في وقت ما، حتى هذا الموضوع ينزلون فيه، يعيدون النظر فيه، لم يكن سهلاً عليهم، ولكن بالنهاية الأتراك يمكن أن يكونوا واقعيين أكثر من النظام السعودي، يعني بالنهاية يتعاطون مصالح واقتصاد وأفق المنطقة وهم خسائرهم ضخمة من الذي حصل حتى الآن في سوريا. يعني خسائر تركيا هي أكبر بكثير من خسائر النظام السعودي، ولذلك يمكن أن يتعاطى بقليل من العقل، يعني، ليس كل الحقد، شيئ من الحقد وشيئ من العقل يدعه ينزل. حسناً، لكن الآن الوضع الدولي لا يقول إنه ببدء العملية السياسية يرحل الرئيس الأسد، بل يحكي عن عملية انتقالية وعن انتخابات بعد 18 شهراً، يعني الرئيس الأسد باقٍ 18 شهراً حتى يحصل انتخابات رئاسية مبكرة إذا سارت هذه العملية. إذاً الأحداث تقول إن الناس تنزل، طبيعة أن تنزل، لماذا؟ لأن معطيات الميدان تتغير، تختلف، الخيارات، البدائل، الظروف الميدانية، وبالتالي لماذا؟ القليل من العقل والقليل من المنطق تصل الناس إلى التسوية في سوريا. أنا أقول لك بكل صراحة الآن، الذي يعطل أي تقدم في الحل السياسي هي السعودية، بالدرجة الأولى ، يمكن تركيا تأتي بالدرجة الثانية، لكن بالدرجة الأولى الذي حاول أن يمنع الوفد المفاوض من الذهاب، يضع شروطاً صعبة، يعقد الأمور، يرفع سقف الشروط، يحكي بهذه اللغة التي نسمعها من وزير الخارجية السعودي، السعودي لا يريد أن يتقدم الحوار والمفاوضات في جنيف ولا أن تنطلق العملية السياسية في سوريا وبالحد الأدنى يمكن أن ننتظر للانتخابات الرئاسية الأميركية، لعل النظام السعودي يراهن على تحول ما، أن الانتخابات الأميركية تأتي بإدارة جديدة يعمل مع هذه الإدارة الجديدة على مسار مختلف عن المسار الذي تسير فيه الآن الإدارة الحالية.

لذلك أنا لا أتوقع تقدماً في العملية السياسية ولا في الحل السياسي، إلا إذا جاء الأميركان، وصلوا إلى مكان أنه لا يا جماعة، يا سعوديين، يا أتراك، نحن نريد أن نعمل تسوية، لا يوجد خيار ثانٍ ، مصالحنا ومصالحكم تفترض ذلك، لا تؤاخذني، "يلا روحوا انضبّوا". بهذه الحالة ممكن أن تسير الأمور.

غسان بن جدو: سماحة السيد أنا أدخل طالما تتحدث عن السعودية، سؤالي بشكل صريح، ما هي الخلفيات الحقيقية لتجريمكم وتصنيفكم بأنكم منظمة إرهابية من قبل الممكلة العربية السعودية ومن وقف معها من مجلس التعاون الخليجي ناهيك بعد ذلك عن بعض الأنظمة العربية؟
السيد حسن نصرالله: بالبداية بهذا الملف فلنقل إن الموضوع 100% هو عند السعودية، الآخرون يماشونها، يجاملونها، وتعرف الآن السعودية لها مكانة خاصة وسطوة خاصة في جامعة الدول العربية وفي مجلس التعاون الخليجي وفي العالم العربي، لأن الدول القوية والكبيرة والمؤثرة في العالم العربي استهدفت، ومشغولة بنفسها وبشؤونها الداخلية ومصاعبها وبحروبها الأهلية. السعودية الآن تملك في مكان ما سطوة المال حيث تحتاجها بعض الدول، وسطوة الإعلام، أكبر ماكينة إعلامية في العالم العربي، عندهم أموال ، وسطوة الفتوى، يعني التكفير الديني، عنده هيئة علماء، كبار العلماء جاهزون أن يصدروا الفتوى التي يريدها، يعني فتاواهم قيد الطلب يعني، جاهزة قيد الطلب. وأيضاً سطوة التكفيريين، يعني أي دولة اليوم تعاند قليلاً بالسياسة الخارجية أو بالموقف العام للسعودية "يفلتون عليه" داعش والقاعدة والجماعات التكفيرية والشواهد كثيرة المشهود عليها.

فلذلك نعم، هناك من يحسب حساباً للسعودية وترى أنت أن هناك سكوتاً في العالم العربي على السعودية في كشف علاقاتها مع إسرائيل، طبعاً هذا الموضوع ليس له علاقة، في سوريا مختلفون، في ليبيا مختلفون، بالعراق مختلفون، باليمن مختلفون، هناك أناس كانوا يجب أن يدينوا تطور الانفتاح السعودي الإسرائيلي، سكتوا عن هذا الموضوع نتيجة هذه الحسابات، وليس لأنهم مقتنعون بالذي تقوم به السعودية.

لذلك، هنا نتكلم إجرائياً، السعودي عندما ذهب إلى هذه الخطوة، الآن أعود إلى الخلفية، حسناً، مجلس التعاون الخليجي سيّره معه، بالحد الأدنى بعض دول مجلس التعاون الخليجي، نحن الذي نعرفه، معلوماتنا السابقة ومعلوماتنا الحالية أنه يمكن ليسوا في هذا المناخ، ولكن لا أحد يستطيع أن يقولوا لا. عندما ذهبوا أيضاً إلى وزراء الداخلية العرب وبعد ذلك على وزراء الخارجية العرب وبعد ذلك على القمة العربية، عندما يأخذونه لأنه سيأخذونه على القمة العربية، هذا جزء من معركة. يعني في هذا الموضوع العرب أو الحكومات العربية لن"تفتح مشكل" فيه مع السعودية. الدولة التي لديها اعتبارات مختلفة تأخذ موقفاً. يعني في هذا الموضوع، العراق، سواء بالداخلية العرب أو الخارجية العرب لم يكن يستطيع أن يجامل فيه، لأنه هو أيضاً مستهدف، الحشد الشعبي مع حزب الله. الجزائري له وضعيته وله حساباته، التونسي أيضاً في مكان ما أخذ مسافة، اللبناني لأنه هناك حكومة لبنانية وهناك وحدة وطنية وهناك ظروف لها علاقة بلبنان، ولكن بقية الدول العربية كلها اعتبرت أنه هي غير معنية، السعودي الآن يضع من يريد على لائحة الإرهاب، الدول العربية، أغلب الدول العربية، ليس عندها مشكلة بهذا الموضوع.

اليوم الذي يعتبرنا إرهاباً حقيقة هو آل سعود وليس السعودية، آل سعود يعتبروننا إرهاب، ومن يحمل قناعاتهم، لكن أنا لا أعتبر الدول، أنا يعني قليلاً أريد أن أخفف الموضوع، وأقول كنا نتمنى أن تأخذ الدول العربية موقفاً، ولكن يا أخي الآن ظروفكم هكذا مع السعودي ماشي الحال.

حسناً، لماذا السعودي؟ السعودي، لأنه تكلمنا كثيراً بهذا الموضوع بالأسابيع الماضية، أنا أختصره. أقول هو نتيجة تراكم، تراكم له علاقة بمشروع السعودية في المنطقة، هناك مشروع سعودي في لبنان أنفق عليه مليارات الدولارات باعتراف السعوديين أنفسهم، وهذه ويكيليكس، وهؤلاء الأميركان يتكلمون بهذا الموضوع.

غسان بن جدو: ما هو المشروع السعودي في لبنان؟
السيد حسن نصرالله: من عام 2005 المشروع السعودي في لبنان هو تحكيم فريق، يصبح له السلطة الكاملة على البلد، إقصاء آخرين، يعني كل 8 آذار كان المطلوب إقصاءها وإقصاء التيار الوطني الحر، وقتها عندما أقصي فعلاً، وإنهاء حالة المقاومة في لبنان، هذه المقاومة هناك تقاطع سعودي إسرائيلي.

غسان بن جدو: السعودية كانت وراء، يعني كانت تريد إنهاء حالة المقاومة في لبنان؟
السيد حسن نصرالله: طبعاً، في عام 2006، الآن أنت تسحبني.

غسان بن جدو: لا، لا، أنا بصدق، لا غير أن تقول لي سماحة السيد أنها اعتبرت أنكم قمتم بمغامرة غير محسوبة، هناك مشروع سعودي في لبنان بإلغاء حالة المقاومة في لبنان؟
السيد حسن نصرالله: نعم، نعم. ولما أتت حرب 2006 السعودي كان مع هذه الحرب بالكامل، وكان يشتغل أن هذه الحرب تستمر وتحقق هدفها وعندنا معطيات بهذا الموضوع، يعني ليس أنه أنا الآن هناك مشكلة نحكي فيها، لا.
حسناً، هذا لبنان. في سوريا.

غسان بن جدو: دعنا في لبنان، من فضلك أيمكنك أن تعطينا معطى يؤكد لنا، نحن نصدقك، ولكن تعطينا معطى أن السعودية فعلاً، لديكم معطيات جدية حول إنهاء هذا الأمر؟
السيد حسن نصرالله: عندي معطى "يعمل مشكل" بالبلد، وأنا لا أريد أن "أعمل مشكل" هنا، عندي معطى له علاقة بآخر أسبوع بالمفاوضات التي كانت تحصل في مجلس الأمن الدولي.

غسان بن جدو: في حرب تموز؟
السيد حسن نصرالله: في حرب تموز، والنقاشات التي تحصل بالحكومة اللبنانية، والتوجيهات التي كانت تعطى لبعض الأفرقاء في الحكومة اللبنانية، إذا فتحت هذا الملف "نعمل مشكل كبير" في لبنان.

غسان بن جدو: السعودي كان وراءها؟
السيد حسن نصرالله: أجله، طبعاً، أجله.

غسان بن جدو: لا أتكلم عن اطراف محلية، السعودي فعلاً.
السيد حسن نصرالله: يأتي وقته، هذا يأتي وقته إن شاء الله.

هناك من كان يعمل لتستمر حرب تموز ولا تتوقف عندما توقفت، وكيف في المقدمة أنت تقول نقطة على أول السطر، نقطة على أول السطر، السطر الجديد نتكلم فيها لاحقاً. هذه لبنان.

سوريا معروف أن هناك مشروع سعودي.

غسان بن جدو: نحن فعلاً يمكن المشاهدين، يمكن البعض لا يصدق خصوصاً في إسرائيل، لكن نحن على الهواء مباشرة فعلاً..

السيد حسن نصرالله: لا يصدقونك، يعرفون أننا على الهواء. أنا لا أحب أن أحكي مسجل، يعني أنا عندما سألوني الإخوان نسجل أو نحكي على الهواء، قلت لهم لا أنا أحب أن أتكلم على سجيتي، لا أحب أن أحكي مسجل.

حسناً، في سوريا هذا مشروعهم فشل. بالعراق هذا مشروعهم فشل وكان الوزير الراحل سعود الفيصل يصرخ كل السنوات الماضية وذهب إلى أميركا وعمل تصريحات طويلة وعريضة ومعروفة ليس هناك داع أن نستحضرها، ليحكي عن الفشل الذي حصل في العراق بالنسبة لمشروعهم. حسناً، هذا مشروعهم في اليمن فشل. "شو بدي" بفلسطين، دع فلسطين على جنب، لأنه أيضاً عندي كلام بهذا الموضوع، وصولاً إلى المشروع الأضخم والأهم، هي حرب نظام آل سعود على الجمهورية الإسلامية في إيران، لكن طبعاً ليست هي المسألة الوحيدة، يعني الآن البعض يأتي ويقول لك المشكلة هي سعودية إيران، لا، ليست السعودية إيران، هذا جزء من المشكل. السعودية تريد، أصلاً لو فيها هذا النظام الإسلامي في إيران من 1979 تمسحه، عملت لتمسحه لم تستطع، بالتحريض للأميركان، بالتحريض للمجتمع الدولي، بدفع صدام حسين للحرب، بإنفاق 200 مليار دولار أعطوها لصدام حسين في الحرب الصدامية على إيران، وأنا مرة ذكرت وأعيده الآن، أنه في لقاء للأمير نايف كان ولي عهد ووزير داخلية مع أحد المسؤولين الإيرانيين قال له نحن دفعنا 200 مليار دولار، في ذلك الوقت تريد أن تنتبه ماذا كان سعر النفط والدولار كم كان قيمته، يعني إذا قسناه على أسعار اليوم مبلغ أكبر بكثير من 200 مليار دولار. نحن أعطينا 200 مليار دولار لصدام حسين ليحسم هذه الحرب معكم ولو كنا قادرين أن نعطيه أكثر كنا أعطيناه أكثر، يعني هناك وضوح أكثر من ذلك؟ فهناك حرب سعودية على إيران، طبعاً وأعود وأقول الليلة ليس له دخل بالتشيع والشيعة، إيران كانت شيعية قبل الجمهورية الإسلامية، الشاه محمد رضا بهلوي بالمعنى المذهبي كان شيعياً وكان يزور مشهد عند الإمام الرضا وعند الضريح وزوجته أرسلها إلى النجف الأشرف تزور ضريح أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليه السلام، والسعودية كلها تعرف أن هذه إيران شيعية، لم تكن مشكلتهم مع الشاه أن إيران شيعية، إيران خرجت من دائرة السلطة الأميركية، لم تعد بالمشروع الأميركي، السعودي فتح الحرب، الذي عمل حرب على إيران من أول يوم هو آل سعود، هم الذين عملوا الحرب، العراق كان أداة في هذه الحرب، صدام حسين، عقليته شخصيته، أيضاً طموحاته أخذته.

غسان بن جدو: هذا كله معروف سماحة السيد. لماذا الآن...
السيد حسن نصرالله: وأكملوا ولا يوم وقفوا. حسناً، الآن الفشل الأخير، كل الدنيا تعرف أن النظام السعودي عمل لكي لا تصل الخمسة زائد واحد إلى الاتفاق النووي الإيراني، وبعدما وقعوا الاتفاق السعودي عمل حتى لا يبدأ تنفيذ الاتفاق، والآن لا نعلم هل هذا الاتفاق سينفذ أم لا ويمكن أن تحصل تعثرات في تنفيذ الاتفاق، إعلم يا أستاذ غسان وليعلم المشاهدون أن النظام السعودي سيعمل في الليل والنهار في كل مراكز القرار في العالم حتى لا ينفذ هذا الاتفاق.
حسناً، "نرجع مرجوعنا"، لما فشل مع إيران وفشل في العراق وفشل في سوريا وفشل في لبنان، وفي اليمن فشل، هذه عاصفة الحزم الآن بعد عدة أيام تصبح سنة، وهم كانوا يعتبرون أنفسهم ذاهبون "شمة هوا" في اليمن، وأنا أعتبر حتى في البحرين فشل، طالما هناك انتفاضة شعبية سلمية في البحرين يعني هو فشل، لأن هو مشروعه كان وهذا قاله الأمير نايف لهذا المسؤول الإيراني، الحل في البحرين هو أن يعود البحرينيون إلى بيوتهم وأن يسكتوا عن المطالبة بالإصلاح، البحرينيون يواصلون المطالبة بالإصلاح.

حسناً، لما يأتي وينظر لهذا الفشل، هنا وهنا وهنا، يريد أن يحمل أحداً المسؤولية، هذا واحد، زائد الصوت الواضح والعالي والشجاع لحزب الله، بالنهاية حزب الله ليس جمعية خيرية ولا تصدر بياناً و"خير إن شاء الله"، لا، حزب الله له مكانة في العالم العربي والإسلامي، رغم كل ما يقال لك عن أنه خلال الخمس سنوات، تشويه وتخريب واتهامات بموضوع سوريا وغيرها لكن حزب الله أنا أعلم أنه يحظى بمكانة، ما زال يحظى بمكانة كبيرة في العالمين العربي والإسلامي، لما يطلع حزب الله، المقاومة التي هزمت إسرائيل والتي سكتت وصبرت على كل الجراح التي لحقت بها من النظام السعودي خلال كل الفترة السابقة، لكن في التطورات الجديدة من سنة، من يوم موضوع اليمن، حزب الله لما يصعد ويتكلم بهذا الصوت العالي هذا يلقى صدى في كل العالم العربي والإسلامي، نحن "مش حبة"، الآن لبنان وحجم حزب الله دعه جانباً، نتكلم في البعد المعنوي، في البعد النفسي. أنت تعرف أن هذا النظام لا يتحمل، لا يتحمل أحد له مصداقية صوته يصل أن يعترض عليه أو ينتقده، ما هي جريمة الشهيد الشيخ نمر النمر حتى يقطع رأسه بالسيف، ما هي جريمته ؟ حمل سلاح؟ عمل عملية أمنية؟ غطى "عمل مسلح"؟ كان سلمياً، كان ينتقد الجماعة، هؤلاء لا يتحملون ، هذا يذهب بسرعة على قص الموس والفتاوى جاهزة. وأنت حزب الله تقول له على مهلك أنت عملت وأنت فعلت وأنت وأنت هذا مشروعك. حسناً، أنا أعتقد هذا التراكم بالسنوات، الفشل زائد الجرأة، اليوم يأتي السعودي بمجلس الداخلية العرب، كيف يجرؤ أحد أن يفتح فمه، وزراء الخارجية العرب كيف يعني؟ وزير خارجية لبنان، الذي طبعاً نحن نشكره على مواقفه في الجلستين، أنه كيف يعني يقول لا أنا لا أمشي، أرفض أعترض أتحفظ، كله نفس النتيجة عند السعودي، الآن يأتي أحد يقول لك رفض، اعترض، تحفظ، امتنع، عند السعودي هذا كله مثل بعضه، أنه أنت يعني تقف في قبال الإرادة الملكية السامية، هذا لا يتحمله السعودي، فضلاً عن الموقف الذي له علاقة بالموقف العراقي مثلاً، حسناً، قليلا وأنت تتكلم، الآن هذه الورقة اعتقال أحد العلماء الكبار في منطقة الإحساء، اسمه سماحة الشيخ آل راضي، يمكن الشيخ حسين آل راضي، كل ذنبه أنه في خطبة الجمعة رفض توصيف حزب الله بأنه منظمة إرهابية، الآن هذا الخبر أنه جاءت سيارات، حوالي عشرين سيارة دفع رباعي اعتقلته من منزله بطريقة فيها نوع من الترهيب للمنطقة. مولانا هذا نظام يخاف من الكلمة، يخاف من كلمة الحق، يحسبون كل صيحة عليهم. وبالتالي كيف سيسكت حزب الله، كيف سيسكت هذا الصوت، كيف سيكت هذا الحنجرة؟ لجأ لمجموعة خطوات، ضغط على اللبنانيين، يعني هو لم يكن عنده مشكلة في لبنان، أن الحكومة في لنبان تسقط، وليس عنده مشكلة أن اللبنانيين سيتقاتلون لأنه هو مزعوج من موقف حزب الله، السعودي ليس عنده مشكلة ، ولكن بالنهاية اللبنانيون، أنا هنا أسجل أنه لا، مختلف التيارات السياسية مهما اختلفنا واضح أن هناك حرصاً في البلد أنه لا نريد أن نصل إلى مكان نخرب بلدنا، ألا ترون المنطقة كلها حولنا كيف. فيريد أن يأخذنا على لائحة الإرهاب.

غسان بن جدو: أنا سؤالي فقط بالمناسبة هو لا يتعلق فقط بالسعودية ولكن أيضا فيما طرح في مجلس التعاون الخليجي وأمام وزراء الداخلية العرب وحتى في جامعة الدول العربية هو أنكم تتدخلون بشكل مباشر في البحرين، هناك اعترافات لأشخاص قالوا ان حزب الله كان وراء التدريب وراء التسليح وبالتالي إخراج الحراك السلمي في البحرين من سلميته إلى العنف، هذا ملف قدم أمام العرب. وبالمناسبة سماحة السيد في كل الاتهامات والانتقادات السابقة حزب الله لم يرد على انتقاد البحرين او على الاتهامات البحرينية بشكل أساسي؟
السيد حسن نصرالله:أنا إن شاء الله سأرد بشكل واضح جدا. نحن بالسابق عندما يظهر هكذا أمر بالإعلام او عبر بيانات أو ما شاكل كنا نعتبر الآن هناك داعي لأن نرد او لا داعي للرد لأنه كلام يحتاج إلى نقاش هادئ ربما بمقابلة او بخطاب أفضل.

كل ما قيل ـ وأنا أحب وهذا سيظهر لك المظلومية ـ أنا من آخرها أود أن أقول لك الموضوع ليس موضوع البحرين، هو الموضوع السعودي. في موضوع البحرين كلما يقال ان حزب الله سلح أحداً في البحرين هو اتهام كاذب لا أساس له من الصحة نحن لم نرسل سلاحا إلى البحرين ولم نعطي أي أخ في البحرين سلاحا.

ولم ندرب، ولم نشكل أي خلايا أمنية في البحرين، وأنا سابقا ذكرت هذا الموضوع في بعض الخطب، أنتم تتهموننا بكذا وكذا وكذا ونحن لم نفعل ذلك، فكيف إذا فعلنا ذلك؟ هو يهددنا، نحن لم نفعل، نحن لو فعلنا هذا كان الوضع مختلفاً. نحن استاذ غسان من اليوم الأول لبدء الأحداث في البحرين، أنا كل خطاباتي معلنة ومسجلة ومواقف إخواني، نحن كنا ندعو الشعب البحريني إلى السلمية في التظاهرات وإلى اتباع القيادة العلمائية في كبار العلماء في البحرين وفي مقدمتهم آية الله الشيخ عيسى قاسم حفظه الله وحفظهم جميعاً. وهم التزموا بهذا المنهج، بالتالي لسنا نحن من نقول للشعب البحريني افعل هكذا ولا تفعل ذلك.

نحن لم نتدخل بهذا الموضوع، حقيقة كبار العلماء في البحرين وعلى رأسهم سماحة آية الله الشيخ عيسى قاسم أخذوا هذا المنهج. التزمت به مجموعة من الجمعيات البحرينية، والشارع واسع، ممكن يوجد بعض المجاميع أو الجهات لديها وجهة نظر مختلفة في داخل الوضع البحريني، لكن نحن في الموضوع العسكري في البحرين لم نشارك ولم نساعد ولم نتدخل وليس لنا علاقة بهذا الأمر لا من قريب ولا من بعيد.

وأي تهمة ـ وأنا أقول بكل صدق وبكل وضوح ـ وأي تهمة توجه لحزب الله، لنا نحن، بهذا الموضوع هي تهمة كاذبة وظالمة.
وإذا بني قرار العرب أو جامعة الدول العربية هذه على هذا فهو مبني على باطل.

غسان بن جدو: الحل فيما يتعلق بهذا الأمر هل هو.. ؟
السيد حسن نصرالله: ..أنا لا أقول هذا لأنني أخشى من شيء، أبداً، تقول لي سورية أقول لك على رأس السطح أنا بسورية، بالعراق قلت لك نحن ذهبنا إلى العراق، نحن لا يمكن ـ إذا كان حزب الله لديه علاقة بالموضوع الأمني أو العسكري بالبحرين ـ أن أخرج أنا وأنفي. إن كان لديه علاقة في النهاية نسكت، لا نقول نعم أو لا. لكن أنا بشكل رسمي وبشكل واضح أقول لوزراء الخارجية العرب ولوزراء الداخلية العرب: أذهبوا ودققوا بهذه المعطيات التي تقدم لكم والتي تتخذون على ضوئها وتنساقون مع قرارات يريدها السعودي أو يريدها النظام في البحرين.

غسان بن جدو:هل أفهم مما تفضلت به طالما المشكلة الأساسية هي مع إيران كما تقول وأنتم تحملتم مسؤولية خصوصا بعد إطلاقكم بعض المواقف ولمصداقيتكم عند الرأي العام العربي. هل الحل في حوار محتمل بينكم وبين المملكة العربية السعودية أم في مصالحة بين الرياض وطهران؟
السيد حسن نصرالله: أنظر، بالأساس نحن في كل المنطقة ندعو إلى الحوار وندعو إلى إيجاد تسويات سياسية إلا مع إسرائيل، إسرائيل دعها جانبا.

حوار إيراني سعودي، إيراني خليجي، عراقي سعودي، سوري مع دول الإقليم، حوار السوريين مع بعضهم، حوار اللبنانيين مع بعضهم، نحن أصلاً لم نكن نريد صداماً مع أحد. نحن نقاتل إسرائيل، نقف على الحدود وبالمنطقة الحدودية، جاء من يستهدف هذه المقاومة ومحور هذه المقاومة، إضطررنا لنذهب ونواجه ونقاتل.

لكن من اليوم الأول، حتى بالأحداث بسورية نحن كنا ندعو للحل السياسي وإلى الحوار السياسي وبذلنا جهداً وإيران بذلت جهداً. من الذي أقفل الأبواب منذ الدقائق الأولى؟ السعوديون.

السعوديون لا يريدون حواراً مع الإيرانيين. في كل الحكومات السابقة كانوا يريدون التحاور مع السعودية، وهذه الحكومة الجديدة أيضا تريد حواراً. من اليوم الأول سماحة الشيخ روحاني عندما بات رئيسا للجمهورية في أول مؤتمر صحافي تحدث فيه عن سياسته بالمنطقة، وقال نحن نريد حواراً مع السعودية. هل ردوا عليه بشيء؟ لم يردوا.

وزير خارجية إيران د. ظريف أيضا عند بداية تصديه للمسؤولية طالب بحوار مع السعودية وأراد ان يزور السعودية، يا رجل لم يُعط موعداً.

ذهب إلى الدوحة وتحدث بذات الموضوع وأيضاً تحدث بنفس الموضوع في الكويت ومسقط، جاء إلى بيروت (وقال:) نحن جاهزون ومستعدون للحوار مع السعودي.

السعودي لا يريد حواراً لا مع إيران ولا مع سورية ولا مع حزب الله ولا مع أحد، لأن مشكلته أنه يقول ـ وأنا سأجد له حجة وأجد له عذرا ـ أنا اذهب للحوار من أي موقع؟ عندما شاهد الخسارات الفادحة في المنطقة، هل يذهب من موقع الضعيف؟ لا يريد أن يذهب من موقع القوي، ربما هذا إن أردت إيجاد حجة له، حتى عندما ذهب للعدوان على اليمن، كان يستسهل موضوع اليمن، خلال أسبوعين أو ثلاثة أو شهر يحسم المعركة، ملك الحزم، أمراء الحزم، السعودية تفرض هيبتها على كل العالم، من موقع القوي تأتي إلى الحوار. لم يحدث هذا.

على كلّ، بالجواب على السؤال نحن ندعو إلى كل أشكال الحوار على امتداد العالم العربي والإسلامي، بين الدول وبين الحكومات وبين المكوّنات السياسية وبين الأحزاب، ولا نمانع من أي حوار، ونعتقد أن هذا هو الطريق المطلوب. وليس فقط لا نمانع، لكن المشكلة اليوم أنه لديك نظام على درجة عالية جداً من الغضب والتوتر، هو يخوض معركة مع حزب. يا رجل بالنهاية حزب الله حزب، يشن معركة ليلاً ونهاراًعلى حزب.
عندما يكون بهذا المستوى من التوتر يبدو أنه ليس مهيئا للدخول بحوارات مع أحد.

غسان بن جدو: لكن القضية تجاوزت السعودية، الآن يقال إن هناك إجراءات في بعض الدول الخليجية الأخرى ضد اللبنانيين الموصوفين أو المصنفين أو حتى مجرد الشبهة أن لهم علاقة أو تعاطف مع حزب الله. وصلتكم هذه المعلومات؟
السيد حسن نصرالله: نعم لكن لا أعرف حجم الموضوع أحيانا يتم تداول (معلومات كهذه).

2016-03-22