يتم التحميل...

مقابلة سماحة السيد حسن نصر الله مع قناة الميادين-1

2016

مع السيد نصر الله نسأل عن الأسباب الفعلية والخفية لقرار التصنيف والتوصيف بالإرهاب. هذا الزمن الرسمي باتباعه الذي غدر بالمقاومة هو ذاته الزمن الرسمي بملحقيه من غدر بسورية وبشعبها وبتاريخها وبعراقتها ودولتها.

عدد الزوار: 113
نص مقابلة سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله مع قناة الميادين 22-3-2016

مع السيد نصر الله نسأل عن الأسباب الفعلية والخفية لقرار التصنيف والتوصيف بالإرهاب. هذا الزمن الرسمي باتباعه الذي غدر بالمقاومة هو ذاته الزمن الرسمي بملحقيه من غدر بسورية وبشعبها وبتاريخها وبعراقتها ودولتها.

حكاية سورية تختصر حكاية العصر والعالم لا حكاية العرب والوطن فقط. هذا في العام وللتاريخ أما عن المحدد والراهن فمع السيد نصر الله نتمنى أن نفهم كيف يفكر محوره الآن في الملف السوري وما آل إليه وفي أفاقه وخياراته؟

ما حقيقة الانسحاب الروسي الجزئي من سورية الجزئي قليلا أو كثيرا هل دخلت سورية مرحلة الحل السياسي الكبير؟ وما الذي سيحدد قرار حزب الله بالبقاء او الخروج من سورية حينئذٍ؟

زاوية حزب الله في سورية مثلت إطار اختلاف وخلاف مع الشركاء الوطن في لبنان، زاد توتر بعض الخليج الرسمي حيال الحزب طينها بلة.

أزمة الشغور الرئاسي تتمدد هي تعكس ما هو أكثر من شغور في بلد تحتار الحيرة ذاتها فيه من هذا الواقع المحيّر ومن دولته اللا دولة.

مع السيد نصر الله نتحدث عن أزمة السياسة والرئاسة وكل الملحقات وضمنها وأد أي صراع على قاعدة طائفية أو مذهبية، هذه الثنائية الفتاكة المذهبية اخترقها شيخ الأزهر أخيرا بطيب الكلام حين وصف السنة والشيعة بجناحي العالم والأمة الإسلامية في زمن العروبة الرسمية المالية والإعلامية والدينية النشاز.

مع السيد نصر الله نتلمس حديثا في العمق.

أما أول الكلام في هذا الحوار فسيكون إسرائيل. لقيادة تل أبيب خطوط حمراء مع السيد نصر الله نتوقع رسالة واضحة ومباشرة لإسرائيل أمام أي تهديدا أو تهويل أو عدوان.

هو ذا ملفنا الأول ومنه ينطلق سؤالنا الأول بعد التحية الأولى لصاحب الضيافة الأولى مشكوراً السيد حسن نصر الله؟

مساء الخير سماحة السيد:
السيد حسن نصرالله: مساء الخير.

غسان بن جدو: شكرا على قبولك هذه المقابلة وشكرا على استضافتكم لنا.
سماحة السيد السؤال الأول هل تتهيأ إسرائيل لعدوان؟

السيد حسن نصر الله: بسم الله الرحمن الرحيم اسمح لي قبل أن أتحدث عن إسرائيل أن أتوجه في هذا اليوم الجميل والطيب إلى كل الأمهات، خصوصا إلى أمهات الشهداء، إلى أمهات الجرحى، إلى أمهات المعتقلين والمسجونين ظلماً والأسرى.
إلى أمهات كل مقاوم وجندي مرابط في مواجهة التهديدات التي يواجهها بلدنا وشعبنا وأمتنا، إلى كل أم وإلى أمي أيضاً بالتحديد عبر شاشتكم المباركة.
أولا لأهنئهن في هذا اليوم ونعبر لهن نحن الأبناء عن المحبة والمودة والتقدير والافتخار والاعتزاز بهذا الجيل من الأمهات الذي ربى هذا الجيل من المقاومين ومن الشهداء ومن المضحين بكل عناوين التضحية.
وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يمدّ في أعمارهن جميعا وأن يوفقهنّ لكل خير في الدنيا والآخرة إن شاء الله وأن يجعل بقية حياتهن عامرة بالسعادة والخير والبركة.
بداية للأمهات.
غسان بن جدو: معذرة للسيدة الوالدة فعلا تهنئها عبر الشاشة معذرة؟
السيد حسن نصرالله: قلت ولأمي.

غسان بن جدو: لأمك نعم؟
السيد حسن نصرالله: لأمي نعم أهنئها عبر هذه الشاشة.

غسان بن جدو:عبر الشاشة؟
السيد حسن نصرالله: نتحدث مع بعضنا على الهاتف مش مشكلة على كلّ.

غسان بن جدو: الله يطيل بعمرها؟
السيد حسن نصر الله: طبعا حقيقة نحن نفخر بهذا الجيل من الأمهات، نتحدث عن أمهات ربما يتبادر للبعض بذهنه 70 سنة 60 سنة. لا، هناك أمهات الآن 30 سنة و40 سنة قدمنَ فلذات أكبادهن واتخذنَ مواقف تاريخية وصلبة وقوية، نراهنّ في الشاشات وفي الساحات. هذا الجيل من الأمهات هو في الحقيقة المصنع الأساسي الذي مهّد والذي شارك في صنع إنجازات المقاومة وانتصارات المقاومة، وهو الذي نعول عليه. هذه الأنفس الطيبة، هذه التربية الطيبة الطاهرة النقية الأصيلة الصافية هي التي تنتج هذا الجيل. نحن سلاحنا الأول بعد التوكل على الله سبحانه وتعالى في مواجهة كل الأخطار والتهديدات والتحديات هم شبابنا ومن الذي يربي هؤلاء الشباب ويقدمهم للمجتمع؟
نعود للأسئلة.

غسان بن جدو:هل تتهيأ إسرائيل لعدوان؟
السيد حسن نصرالله: هذا الذي تم تداوله في الأيام الأخيرة، خصوصاً في بعض الصحف وبعض وسائل الإعلام وبعض التحليلات أنا استبعده، نحن نستبعد قيام عدوان إسرائيلي أو حصول حرب إسرائيلية في الحد الأدنى في المدى المنظور. أقول أستبعد لأننا لا نستطيع أن نقطع بشيء. القطع غير علمي وغير منطقي، لكن المعطيات، التحليل، الاستنتاجات، الوقائع، تأخذنا إلى هذه النتيجة. أنا أستبعد ذلك.

غسان بن جدو:هل يمكن لإسرائيل أن تشن عدواناً أو تقوم بضربة قد تؤدي إلى حرب بدون إذن أمريكي عام على الأقل وإذن أوباما شخصياً. ممكن أن يحصل هذا الأمر برأيك؟
السيد حسن نصرالله: عادة الإسرائيليون ـ لاحقا سنأتي للموضوع العربي لكن بالمباشر وبالنسبة للسؤال ـ أنا أعتقد أنهم لا يقدمون على عدوان يؤدي إلى حرب بدون ضوء أخضر وموافقة أمريكية هذا أولاً من مقتضيات العلاقة الاستراتيجية. التجارب السابقة كلها تؤكد هذا المعنى. بل أكثر من ذلك حرب تموز كانت بطلب أمريكي، أولمرت كان رئيساً للوزراء قبل ثلاثة أشهر من الحرب ووزير الحرب قادم من عالم آخر ـ بيرتز ـ طُلب منهم أمريكياً، من إدارة بوش، شن الحرب لأهداف تتعلق بتغيير الشرق الأوسط الجديد والكبير وما شاكل.
إسرائيل لا تشن حرباً إلا بطلب أمريكي أو بإذن أمريكي، هذه قناعتنا. الإدارة الحالية، أوباما هل يعطي إذناً بذلك؟ لا نستطيع أن نجزم بالنفي. طبعاً قد نستبعد لأنه الآن هذه إدارة راحلة. الأهم في الموضوع هو عامل المغامرة، أي حرب إسرائيلية باتجاه لبنان هي مغامرة كبرى نتائجها في الحد الأدنى بالنسبة للأمريكي، بالنسبة للإسرائيلي، قد تكون مجهولة، فهل يخاطر على مقربة من الانتخابات الرئاسية الأمريكية؟ ما هو المشروع الذي يريد أن يصل إليه؟
الموضوع قابل للنقاش، لكن بالتحديد أنا أقول لن تقدم، لا تقدم إسرائيل وطبعا هذا رأي ـ لنقول ثقافي فكري ـ لا تقدم إسرائيل على عدوان أو على حرب بدون موافقة أمريكية.

غسان بن جدو: لكن عندما تستبعدون أن تشن إسرائيل عدواناً في هذه المرحلة على أي قاعدة تبنون شبه القناعة هذه؟
السيد حسن نصرالله: هي هذه القصة بيننا وبين إسرائيل، قصة الصراع القائم خصوصاً بعد تحرير العام 2000 وبعد حرب تموز 2006، الإسرائيلي عادة إذا أراد ان يذهب إلى حرب، طبعا هو لا يعمل عند الأنظمة الرسمية العربية، افترضنا مثلا هناك نظام رسمي عربي معين يأتي لإسرائيل ويقول لهم شنوا حرباً على لبنان اسحقوا حزب الله مثلا، هل هم يقولون له على عيني نحن حاضرون؟ الإسرائيلي لا يعمل عند أحد . للأسف الشديد بعض العرب يعملون عند الإسرائيلي لكن إسرائيل لا تعمل عند أحد من العرب، هذا محسوم.

غسان بن جدو: العرب تقصد جواسيس أو أنظمة؟
السيد حسن نصرالله: لا أنظمة، أنظمة وجواسيس.

غسان بن جدو: هل هناك أنظمة عربية تعمل عند إسرائيل؟
السيد حسن نصرالله: طبعا هم واضحون ومعروفون وليسوا خجلين أنهم بهذا الموضع. الإسرائيلي عندما يريد أن يذهب إلى حرب هو لديه حساباته، هو يعمل لمصلحة الكيان الإسرائيلي، المشروع الإسرائيلي، المجتمع الإسرائيلي، وبالتالي الحرب يجب أن يكون لها أهداف أولاً. ثانياً يجب أن تحقق نتائج ويكون لها جدوى. ثالثاً الكلفة بالنسبة للإسرائيلي، الكلفة مهمة جدا سواء الكلفة البشرية أو الكلفة المعنوية أو الكلفة الاقتصادية والمادية.
اليوم ما أنجزته المقاومة في لبنان أنها أوصلت ـ من خلال جهوزيتها ومصداقيتها وانجازاتها وحضورها وموقفها وعقلها وميدانها الخ. ـ أوصلت الإسرائيلي إلى مكان واضح جدا عنده أن أي حرب على لبنان كلفتها باهظة جدا وكبيرة جدا وعالية جدا، ولذلك هو عليه دائما أن يوازن بين الجدوى وبين الكلفة.
وهذا ما تعمل عليه المقاومة ومستمرة في العمل عليه.

غسان بن جدو: ماذا تعني بالكلفة سماحة السيد بالنسبة لإسرائيل؟
السيد حسن نصرالله: أولاً الخسائر البشرية، هذه كلفة بالنسبة للإسرائيلي. أنا في الماضي قلت هذه إسرائيل عدو مغتصب و و و ولكن لديها أحياناً بعض الأمور التي ينبغي التوقف عندها، مثلا حرص الإسرائيلي أنه لا يترك أسيره، لا يترك جثة جنديه مثلاً هذه نقطة يتوقف عندها حرصه على أرواح جنوده، على أرواح ضباطه، على أرواح مستوطنيه ومستعمريه لأرض فلسطين. هذه نقطة واضحة، هذه من النقاط الرائيسية التي يهتم بها الكيان وقيادات الكيان، وبالتالي هذه نقطة ضغط يمكن لنا أن نضغط بها طالما هو يستهدف ناسنا وشعبنا وأهلنا الخ.

ثانيا لديك بنية هذا الكيان.

غسان بن جدو: عفواً سماحة السيد، بعد إذنك، عندما نتحدث عن الكلفة البشرية، 2006 لا شك أنكم صمدتم بشكل كبير وألحقتم هزيمة بمعنى أنكم أححطتم مشروعه ولكن بما يتعلق بالكلفة البشرية لم يتأذَّ بكلفة بشرية باهظة، ما الذي يفرق عن 2006 2016؟
السيد حسن نصرالله: دعنا نذهب للآخر، أتحدث بالكلفة البشرية وبالكلفة غير البشرية، الإسرائيليون يعرفون وهم يصرحون بذلك أن المقاومة في لبنان تملك من الصواريخ الفعالة ما يمكن أن يصل إلى أي نقطة في فلسطين المحتلة، تمام.

غسان بن جدو: هم يقولون؟
السيد حسن نصرالله: هم يقولون ذلك، وهذا صحيح، أكيد هيك، طيب نحن هنا وبين هلالين نحن نتحدث عن حرب نحن ندافع فيها عن بلدنا وعن شعبنا وعن أهلنا، نحن معتدى علينا لأنه أحيانا يمكن ان يقال "أنت بدك تعمل هيك" لا أنا أتحدث إذا كان العدو الإسرائيلي يفكر عادة بشن حرب على البلد، عليه أن يجري حساباته، أنا أقول له اعمل حساباتك ونحن نعمل له هذه الحسابات.

إذاً عندما نكون نحن في موقع المعتدى عليه ونريد أن ندافع عن شعبنا وعن بلدنا، ويأتي الإسرائيلي ويقول أنا أريد ضرب مدن وتدمير أحياء واشرّد وأهجّر واضرب بنية تحتية، وسأعيد لبنان 50 سنة إلى الخلف، وأحدهم تحدث عن 300 سنة، طيب نحن أيضا بالمقابل نقول له نحن لسنا ضعافاً. سأتناول مثالاً كبيراً عاماً.

قبل أيام أنا تحدثت عن الأمونيا بحيفا، مع العلم أنه حدث بعدها ضجة ونقاش وحديث عن نقل هذه الحاويات إلى أماكن أخرى. هم أصابهم بالأمونيا كما أصابنا نحن اللبنانيين بالنفايات، أينما يودون أخذ النفايات الناس ترفض ونحن لا نقب، لا نستقبل، "هيك صار بالكيان".

المشكلة على كل حال هي ليست فقط بالحاويات، هناك بحيفا مصانع بتروكيميائية، هي تستخدم الأمونيا، هناك حجم كبير للأمونيا سوف يبقى موجوداً/ ولو في هذه المصانع، إذا تم استهدافها سيؤدي لنفس المخاطر، لكن دعنا نوسّع الدائرة قليلاً:

الإسرائيلي يبدو ـ خصوصاً في العقود الأخيرة ـ إما أنه لديه ضمانات دولية وعربية، وآسف أن أقول ربما لديه ضمانات عربية أو لديه حسن ظن بالأنظمة العربية، أن هذا الكيان لا يتم استهدافه بصواريخ جدية وحقيقية، ولذلك هو جاء وبنى مجموعة كبيرة من:

أولا المصانع البترو كيمياوية، 2 معاهد ومراكز أبحاث ومصانع ذات طابع بيولوجي، 3 مفعلات نووية وليس فقط مفاعل واحد، مفاعلات نووية، 4 لديه مستودعات للمخلفات النووية، للنفايات النووية وما يبقى منها. 5 لديه مستودعات لرؤوس نووية إلى غير ذلك.

بالأعم الأغلب هذه المصانع وهذه المعاهد وهذه المفاعلات موجودة إما في داخل المدن أو في جوار المدن، جوار المدن يعني يبعد مثلاً عن أشدود أحد المفعلات يبعد عنها 10 كيلومتر أو 15 كيلومتر، عن تل أبيب مثلا 20 كيلومتر و25 كيلومتر.

بعضها ملاصق للمدن، يبتعد عنها كيلومتر أو اثنين. طيّب هذه أهداف. إذا أراد الإسرائيلي قصف بلدنا وتدمير مدننا وبنيتنا التحتية، نحن حقنا الطبيعي الشرعي القانوني بكل المعايير أن نضرب أي هدف في فلسطين المحتلة يمكن أن يردع العدو أو يجعله ينكفئ عن العدوان.

لنفترض نحن ضربنا هذه الأهداف، لنفترض، ما الذي يحدث؟ هو يقول لبنان يعود 50 سنة للخلف، هو كيانه أين يصبح؟ كل ناسه أين يصبحون، عندما تتحدث بهذا النوع من المصانع والمراكز والمفاعلات.

حتى لو لم نقصد، حتى نتحدث "له يا شباب هدّوا حصانكم قليلاً"، حتى لو لم نقصد، لكن عندما تكون هذه المراكز والمفاعلات داخل المدن ومن حقنا أن نقصف المدن رداً على قصف مدننا، ما الذي يمكن أن يحدث؟

هذا عليه أن يضع الإسرائيلي له حساباً، ونحن لدينا لائحة كاملة بالأهداف، نحن لا نتحدث عن فرضيات عامة، نحن لدينا لائحة كاملة بالمصانع، بالمفاعلات، بالمخازن، بالمراكز، وأماكن تواجدها وإحداثياتها الدقيقة، وإذا كان هو يراهن على القبة الحديدية والعصى السحرية، هذا كله لن ينفع، هذا ربما يمكن أن تكون له نتائج محدودة، لكن مع الإمكانات المتوفرة للمقاومة هذا لن ينفع، وبالتالي لا، الإسرائيلي اليوم يعرف أن كلفة الحرب على لبنان كبيرة جداً وباهظة جداً وأكبر من أي جدوى يمكن أن يتطلع إليها ويسعى إلى تحقيقها.

وأنا هنا لدي رسالة للناس بكل المدن في الكيان الغاصب، في فلسطين المحتلة، هم عليهم أن ينتبهوا لأنفسهم ويطالبوا هذه الحكومة ويعرفوا أن هذه الحكومة لا تسأل عنهم، يطالبوا هذه الحكومات، الحكومة الحالية أو الإدارات الحالية أن تُخرج هذه المصانع وهذه المراكز وهذه المفاعلات من بين المدنيين ومن مداخل المدن ومن الأماكن القريبة، تبعدها ما أمكن لأنني سأكون واضحا جداً: أي حرب على لبنان، تستهدف لبنان، شعب لبنان، بنيته التحتية، نحن سنخوض هذه الحرب بلا سقف وبلا حدود وبلا خطوط حمراء.

إذا كان هذا هو الوضع من الطبيعي جداً (السؤال): لماذا يشن الحرب؟ الكلفة أكبر بكثير من أي نتيجة يفكر أن يحققها، هذا إن كان يستطيع تحقيق النتيجة التي يتطلع إليها.

هل يستطيع العدو الإسرائيلي مع هذه المقاومة وحتى مع بيئة هذه المقاومة ـ المستهدفة طبعاً إسرائيليا والآن عربياً وغير ذلك ـ وهو جرب سابقا ان يصل إلى نصر حاسم وسريع وأكيد وبيّن؟ لا، نحن ـ بعد التوكل على الله سبحانه وتعالى في هذا الأمر ـ نعمل بجدية في الليل وفي النهار، وبالتالي ضمن هذه الحسابات أنا أقول لك: نستبعد، إلا لما تقول لي لا تقطع، لأن هذا التحليل يوصل إلى نتيجة قطعية. أقول لك في نهاية المطاف قد يكون هناك حمقى.

غسان بن جدو: لا مع الذي تتفضل به الآن هذا أمر جديد تماماً علينا وعلى العالم جميعاً ولا شك على إسرائيل. في السابق قبل سنوات هددت إذا ضربوا مطار بيروت مطار الشهيد رفيق الحريري ستضرب مطار بن غوريون، ضربوا بناءً تضرب مباني، العين بالعين والسن بالسن. قبل أسبوعين خزان الأمونيا قامت الدنيا ولم تقعد وإسرائيل كلها، الآن سماحة السيد أنت.. بشكل.. الآن لديكم لائحة كاملة بكل المواقع وبإحداثياتها؟
السيد حسن نصرالله: بكلّها نعم.

غسان بن جدو: معذرة، لديكم هذه الصواريخ التي تصل إلى أقصى مدى في فلسطين المحتلة، لديكم أيضا أياها نوعية، حتى تصيب كل هذه المراكز بإحداثياتها؟
السيد حسن نصرالله: حتى لا نفصّل، أنا أقول لك: نحن نستطيع أن نضرب أي هدف نريده في أي مكان في فلسطين المحتلة، نملك هذه القدرة بحول الله وعونه وفضله.

غسان بن جدو: أنتم لديكم معطيات أكيدة أن لديهم مفعلات نووية أخرى؟
السيد حسن نصرالله: طبعاً.

غسان بن جدو: نحن ليس لدينا علم بالموضوع، لديكم معطيات أن لديه رؤوساً نووية في خزنات؟
السيد حسن نصرالله: طبعاً.

غسان بن جدو: ومعاهد، ما هو نوع هذه المعاهد؟
السيد حسن نصرالله: قلت لك، هناك معاهد بيلوجية وهناك معاهد تصنع ما تحتاجه أو ما تصدره، على كل حتى لا نفصّل أكثر، حتى نترك شيئاً للمستقبل.

غسان بن جدو: شو لاحقاً سماحة السيد؟
السيد حسن نصرالله: بكل الأحوال، أنا عندما أنظر إلى الكيان، واقعاً، أنظر، أقول: طيّب، هؤلاء يعلمون أن الجيوش العربية والحكومات العربية لديها أسلحة جو، ولديها صواريخ، صواريخ دقيقة، كيف بنوا كل هذه المفاعلات وكل هذه المصانع وهذه المعامل داخل المدن وبالقرب من المدن. أنا ليس لدي أي تفسير سوى الضمانات، الضمانات، آخر هم الحكومات العربية وأغلب الحكومات ـ حتى نحفظ حق بعض الدول ـ أنه لن يطالكم أحد بسوء، خذوا راحتكم وافعلوا ما تريدون بفلسطين، ابنوا مفاعلات ومصانع ومدناً وتجمعات سكنية هائلة، العالم العربي الرسمي في عالم آخر.

غسان بن جدو: سماحة السيد الواقع الآن في سورية وفي المنطقة، أنتم تعلمون جيداً ما الذي يحصل، هل يمكن أن يكون جزءا من أي تسوية ممكنة فرض حصول إسرائيلي على ما يسمى بضمانات أمنية، بأنكم لن تحشروه في الزاوية، الإسرائيلي طبعاً انقلبت المعادلة معه، بدل أن يطلب العرب الضمانات الأمنية من إسرائيل، بما أنكم تشكلون قوة الردع وخصوصا بعد هذا الكلام، ربما الإسرائيلي يطلب ضمانات أمنية، هل حزب الله ومحوره وحلفا}ه يمكن أن يقدموا ضمانات أمنية؟
السيد حسن نصرالله: نحن لا نقدم ضمانات أمنية للعدو، نحن نقول للعدو لا تعتدِ، لا تعتدِ. عندما نتحدث عن هذه المقدرات نحن واضحون، نحن نقول: نريد أن نحمي بلدنا وشعبنا ونواجه الغطرسة الإسرائيلية. فعندما لا يعتدي ولا يشن حرباً، هذا هو الهدف من موضوع الردع، لكن لا أحد منا يقدّم ضمانات.
أصلا نحن لسنا في موقع تبادل رسائل مع العدو الإسرائيلي.

غسان بن جدو: لا بالواسطة ولا بغير واسطة؟
السيد حسن نصرالله: هو قد يرسل أحياناً، تعرف بالنهاية، هو لا يرسل لنا، قد يرسل للدولة اللبنانية، لكن نحن لسنا معنيين بتقديم أي جواب أو إجابة، نحن لدينا معادلة واضحة: لا تعتدِ على لبنان، إذا اعتديت على لبنان سيُقابل أي اعتداء بالردع المناسب.

غسان بن جدو: ناتنياهو ـ سماحة السيد ـ في خطابه الأخير في الأمم المتحدة، اعتبر بأن حزب الله فعلا يشكل خطراً، طبعاً هو وإيران، واعتبر أن هناك خطوطاً حمراء لديه، من بينها أن حزب الله يمكن أن يمتلك سلاحاً كاسراً للتوازن، وهذا يشكل خطاً أحمر يعتبره ناتنياهو ومن معه أنه مبرر له ليوقفكم عند حدكم، بين قوسين. عندكم هذا السلاح الكاسر للتوازن كما هو يقول؟
السيد حسن نصرالله: أنا لست معنياً أن أكشف، وأنا لا اعرف ما شرحه وما هو توصيفه للسلاح الكاسر للتوازن، ولست معنياً أن أشرح ما يقصده هو.
أنا بالمقابل أقول: من حق المقاومة في لبنان ومن حق الجيش اللبناني والشعب اللبناني والمقاومة اللبنانية، كما هو حق جيوش المنطقة أيضا أن تملك أي سلاح يمكّنها من الدفاع عن وجودها وعن أمنها القومي وعن سيادتها أيضاً، وما يستطيع القيام به يفعله والذي يستطيع أن يفعله ليفعله. هذه مرحلة التهديدات تجاوزناها منذ زمن، هو ليس فقط يهدد، هو في الليل وفي النهار يعمل.
منذ 14 آب 2006 والآن نحن في العام 2016 في الظاهر لا يوجد معركة عسكرية ولكن في العمق هناك معركة جهوزية ومعركة أمنية بين المقاومة وبين العدو، والعدو يعمل في الليل وفي النهار للنيل من المقاومة بكل الوسائل المتاحة له. بالتالي هذا الموضوع علينا اأن نواجهه. الوقاحة تصل إلى حد أنه يحق لناتنياهو أن يمتلك أسلحة نووية وبشكل علني وأمام عيون العالم، وأنت لا يحق لك أن تمتلك سلاحاً دفاعياً تواجه فيه العدوان، ويعتبره كاسراً للتوازن ويجب أن يواجه وأن يعاقب.
المنطق هذا نحن لا نسلم له لا.

غسان بن جدو: صاحب عقيدة الضاحية إيزنكوت هو رئيس الأركان الجديد منذ أشهر، بالتأكيد أنتم تلاحظون، ولكن ما هو واضح أن أكثر من مناورة جرت في الشمال، أكثر من استعداد، أكثر من تهيئة، هل هذه المسائل التي يهيئها في شمال فلسطين المحتلة بجنوبكم هي تعتبر مسائل عادية بالنسبة لكم، أم ربما مؤشر على أنه يتهيأ لأمر ما؟
السيد حسن نصرالله: هم (يفعلون ذلك) من العام 2006، ما يقال دائماً عن المناورات وجهوزية وتدريب ونقل قوات، هذا ليس جديداً هذا من ال2006. الإسرائيليون كما نعتبرهم عدو، نتحدث أيضاً عن بعض إيجابيتهم، إيجابيتهم هم، نحن نتمنى لو تكون حكوماتنا وجيوشنا تتعاطى بذات الطريقة.
كلنا نعلم أنه بعد حرب تموز شكلوا لجنة فينوغراد وأجروا تحقيقاً، هذا إضافة للجان الفنية التخصصية التي شُكلت داخل الجيش واستخلصوا العبر وعملوا على المعالجة. من العام 2006 هم يعالجون ويعملون على سد الثغرات واكتشفوا أنهم ليسوا الجيش الذي يمكن أن يخرج إلى الحرب في أي وقت من الأوقات.
ما يقوم به أيزنكوت الآن هو استمرار لما بدأا به العدو الإسرائيلي على إثر هزيمته في حرب تموز، وهو يستكمل جهوزيته، مناوراته، خططه، البدائل لخططه. طبعاً هذا نحن نواكبه بشكل دائم، نواكبه معلوماتياً، ندرسه، نقيّمه، إخواننا ـ المعنيون طبعاً ـ يدرسونه ويقيّمونه.
ربما يخطر ببال أحد أن حزب الله مشغول بسورية وبالوضع الداخلي اللبناني. نحن لدينا فريق من الإخوان ليس لديهم علاقة بكل ما يجري في العالم. عملهم هو الموضوع الإسرائيلي، كل ما يقوله الإسرائيليون، ما يقوم به الإسرائيليون، ما يمكن أن نعرفه أو نصل إليه، إلى معرفته، يحللون ويقيمون ويدرسون ويتابعون، ويتخذ على ضوئه إجراءات، هذا كله يواكَب.
هل هذه الحركة الأخيرة تعني أن العدو يحضر لشن حرب؟ لا ليس بالضرورة.

غسان بن جدو: ولا حتى معركة محدودة؟ ما تسمى بالمعارك بين الحروب؟ منذ العام 2006 وإلى الآن سماحة السيد حصلت بعض الاستهدافات، وكان هناك رد من قبلكم بقدرٍ ما. الآن، في ظل ما يحدث، ألا تعتبرون أن هناك إمكانية يترصدها الإسرائيلي في ظل هذا المناخ العربي وتوصيفكم بالإرهاب وما يعتبر إشكالية وتعقيدات بين أيديكم في سورية. ربما الإسرائيلي يتجاوز أكثر ويقوم بمعركة بين الحروب؟
السيد حسن نصرالله: طبعاً هم، بعض الضباط الكبار الإسرائيليين، يتحدثون بهذه اللغة، ويحاولون مقاربة هذه الفكرة، أن يكون لها مكان عند القيادة العسكرية أو القيادة السياسية لدى العدو، وهذا يواكبه إخواننا بشكل جيد.

الفكرة هي كما تفضلت، دعنا نقول ليعتاد الناس على المصطلح، قد يكون هذا تحدٍّ يحتاج لمواجهة، أنه معركة بين الحروب بمعنى أنه لا يخرج إلى حرب، لكن يقوم باستهداف مجموعة أهداف، يقوم بعملية عسكرية على سبيل المثال، يضرب هدفاً هنا وهدفاً هناك وهناك وهناك، و(يقول) أنا ضربت الأهداف التي أودّ ضربها وأنا لا أريد الحرب مثلاً، ويفترض على سبيل المثال أن المقاومة لن ترد. ربما يراهن على أجواء داخلية لبنانية، وعلى أمور أخرى، أو أنها تردّ بردود ضعيفة او غير متناسبة مثلاً، فيكون سجّل بهذه المرحلة (تحقيق أهداف)، ثم يعود بعد فترة ليبحث عن مجموعة أهداف ويقوم بضربها واستهدافها، سواء كانت هذه الأهداف أهدافاً عسكرية بحتة او أهدافاً بشرية، هذا هم يسمونه المعركة بين الحروب.
طبعا هو يفترض أنه إذا قام باعتداءات من هذا الحجم قد تكون هناك ردود أفعال يمكن تقبّلها أو استعابها، يبني على ضعف ردود الأفعال.

على سبيل المثال قد يكون هناك الآن في كيان العدو من يفكر بهذه الطريقة. لكن أنا أقول له أيضاً: أنتم مخطئون ومشتبهون، بمعزل عن حجم المعلومات أو المعطيات التي لديهم أو الأهداف التي يتطلعون إليها، لكن أنا أيضاً سأكون واضحاً: نحن لا نقبل بمعركة من هذا النوع، الموضوع بالنسبة لنا لا يقبل الحلول الوسط.

هناك أمر قامت به المقاومة. هناك بعض الناس ينزجعون عندما نتحدث عن جدوى المقاومة في لبنان، لأننا نتحدث عن حق ومنطق ووقائع. منذ قيام كيان العدو عام 1948 وقبل العام 48 جنوب لبنان ولبنان يتعرض للاعتداءات الإسرائيلية هذا الأمر استمر من العام 1948 إلى 2000. من العام 2000 وحتى العام 2006 أمن وأمان لأنه لم يكن لبنان من يهاجم العدو الإسرائيلي، إسرائيل كانت تعتدي على لبنان وتهاجم لبنان. باستثناء 33 يوماً في حرب تموز، من 14 آب لليوم أمن وأمان من العام 2006 ونحن الآن في العام 2016 أمن وأمان، الإسرائيلي يضع ألف حساب حتى عندما يريد ضرب هدف قبل مدة، ضرب هدفاً عسكرياً في منطقة جنتا على الحدود اللبنانية السورية، نحن ردّينا على هذا الاستهداف حتى نقول له إن أي اعتداء نحن سنرد عليه.

اليوم هذا الانجاز الكبير للشهداء والمجاهدين وللجيش والشعب والمقاومة ـ من ليس لهم علاقة به لا يعترفون به، ونحن لا نطلب اعترافهم ـ نحن لا نفرط به. نحن لن نقبل أن يأتي الإسرائيلي ويضع معادلة جديدة من هذا النوع: أنا أخرج وأضرب أهدافاً وتمرّ أو تقومون بردود بسيطة ومتواضعة، والمقاومة مردوعة ـ نتحدث بشفافية وصراحة ـ يفترض أن المقاومة مردوعة، إذاً هو يمشي خطوات، لا يذهب إلى الحرب.

أنا أقول لهم الليلة أيضاً: هذه مغامرة غير محسوبة، هذه مغامرة غير محسوبة كل شيء بلبنان يمكن أن يتدحرج، إذا كان هو يتحدث عن ردود أفعال مدروسة أو محسوبة أو مناسبة منا، هو لا يستطيع أن يضمن كيف يمكن أن تتدحرج الأمور، ونحن ـ كما قلت لك ـ لن نسلّم، وستكون ردودنا على أي اعتداءات في هذا السياق أو الإطار الجديد بما يخدم الهدف الذي نريد من خلاله أن نحمي البلد.

أنا الآن لا أريد أن أضع ضوابط أو حدوداً لهذه الردود، أنا أقول للإسرائيلي: ينبغي أن يتوقع أي شيئ منا، ولا يخطئ بالتقدير لأن هذا موضوع نحن لن نقبل به ولن نتسامح معه.

غسان بن جدو: سماحة السيد بعد كل ما تفضلتم به، أنتم ماذا ستقومون به؟
السيد حسن نصرالله: أنا أود أن أقول أكثر من ذلك: نحن حتى من العام 2000 وبعد ال2006 لا نتسامح بأي عدوان، بأي قصف، بأي ضرب، هناك أمر اللبنانيون متسامحون به هو الخرق الدائم للسيادة اللبنانية على مستوى الجو.
بالبر يصل للخط ويقول هذا خط أزرق و"لا اعرف شو"، ملتبس. بالمياه ربما يدخل لعدة أمتار ويعود بسرعة ماشي الحال، هذا ليس مقبولاً لكن ربما لا يستطيع أحد أن يتفاعل بسرعة معه.
لكن هناك استباحة بالجو لسماء لبنان ليلاً نهاراً، إلى أي حد، إلى أي مدى يمكن السكوت عن هذا الأمر؟

أنا أحب أن أقول هذه الليلة للبنانيين هذا له أكثر من بعد.

البعد الأول: هو البعد السيادي. يمكن أن يخرج أحدهم ويقول: يا سيد الآن "نفتح مشكل" على قصة السيادة، عليك أن تعرف من يسأل عن السيادة أصلاً.
إسرائيل تنتهك سيادة لبنان في كل يوم وفي كل ليلة، ربما هذا لا يعني شيئاً لكثير من الناس. طيّب ماشي، موضوع السيادة موضوع له علاقة بالكرامة الوطنية، بالمعنويات، بكيان دولة ووطن. أنا استغرب أن بعض الناس يتحدثون عن لبنان والهوية اللبنانية والدولة اللبنانية، ولا يسألون عن سيادة الدولة في مقابل العدو.

لكن البعد الثاني وهو أخطر، دعنا نقول أخطر بالمباشر. هناك شيئ أخطر وهو الموضوع الأمني.
الآن مثلاً، اللبنانيون اليوم مشغولون وبحقّ، ويجب أن يتعاطوا على درجة عالية من الحساسية في موضوع الانترنت غير الشرعي. تارة نقارب الانترنت غير الشرعي من زاوية فقط مالية واقتصادية، وهذا يأخذ من طريق خزينة الدولة. وتارة نقاربه أيضا من الزاوية الأمنية، هذا باب واسع للاختراق الأمني الإسرائيلي، حتى أنه يدخل إلى المؤسسات والمراكز والبيوت.

طبعا البعض يقاربه من الزاويتين، لكن للأسف البعض يقاربه من الزاوية المالية والاقتصادية. أنا أود أن أقول: هناك شيء أخطر من الانترنت غير الشرعي الذي تخترقه إسرائيل أمنياً هو طائرات الاستطلاع الإسرائيلية في أجواء لبنان ليلاً نهاراً وتجول فوق المدن والقرى والبلدات والأحياء، وتصوّر تفصيل التفصيل في البلد. أي دولة في العالم تقبل؟ لا من زاوية السيادة (مقبول) ولا من زاوية أمنها القومي، وهذا موضوع مسكوت عنه من العام 1948، هل يجب أن يبقى مسكوتاً عنه؟

الدولة اللبنانية، الحكومة اللبنانية، معنية بمواجهة هذا الموضوع، لأنه يشكل خطراً على الأمن القومي.

غسان بن جدو: كيف تواجهه؟ عملياً أو بالاستنكار؟
السيد حسن نصرالله: الاستنكار لا يكفي. إذا كانت هذه الدولة تراهن فعلاًعلى مجلس أمن دولي فلتعمل مع مجلس الأمن والأمم المتحدة (على ذلك)، دعنا نرى بطولات جامعة الدول العربية مثلاً. يا أخي هناك دولة عربية تنتهك سيادتها في كل يوم وكل يوم يهدد أمنها القومي، لأن استمرار هذه الطائرات بالاستطلاع هو من جملة التحضير لأي عدوان يمكن أن يحصل في المستقبل.

غسان بن جدو: هكذا تنظرون إليها؟
السيد حسن نصرالله: طبعاً، وبالتالي هذه عيون العدو وأنت تسمح لهذه العيون أن تسرح وتمرح في بلدك؟ أي أمن قومي هذا؟

غسان بن جدو: ماذا أنتم فاعلون؟
السيد حسن نصرالله: ليؤمنوا للجيش سلاحاً لإسقاط هذه الطائرات. طبعا ممنوع. أنا أقول لك من الآن: ممنوع، حتى لو توفر المال اللازم للجيش اللبناني ليشتري سلاحاً من هذا النوع، لن يُسمح للبنان أن يمتلك سلاحاً من هذا النوع. في كل الأحوال أنا أقول هذا يجب أن نجد له حلاً. وإذا كانت الدولة والحكومة والبلد كله لا يستطيع أن يجد حلا لهذا الموضوع، نحن ـ المقاومة ـ معنيون أن نبحث له عن حل، ويمكننا أن نجد له حلاً، لكن دعونا بداية نستنفذ هذه المطالبة وهذه الخطوة.

غسان بن جدو: تودون الوصول للفضاء، للجو؟
السيد حسن نصرالله: هذا لا يجب أن يترك أستاذ غسان بمرحلة من المراحل.

غسان بن جدو: أنا اتحدث عن المقاومة بالردع أو بالمواجهة؟
السيد حسن نصرالله: نعم المقاومة.

غسان بن جدو: أنا اقول بالحفاظ على سيادة لبنان وكرامة لبنان وعلى مواجهة؟
السيد حسن نصرالله: علينا أن نجد له حلاً.

غسان بن جدو: والمقاومة معنية بأن تجد له حلا؟
السيد حسن نصرالله: في مرحلة من المراحل يجب أن تجد له حلا.

غسان بن جدو: المقاومة كمقاومة؟
السيد حسن نصرالله: كمقاومة. إذا كانت الدولة لا تود تحمّل هذه المسؤولية ونبقى كما نحن، بلدنا مستباح، أنا لا أتحدث الآن من زاوية السيادة، وإن كان يعنيننا بدرجة كبيرة، أنا أتحدث من زاوية الأمن القومي، من زاوية توفير الفرص للعدو ليستكمل كل معطياته وكل معلوماته في الليل وفي النهار ويحدّث معلوماته، وهذا يجعل كل البلد في دائرة الخطر، هذا يجب علينا أن نجد له حلا في وقت.

غسان بن جدو: أنا لست أدري إسرائيل، الإسرائيلي الآن كم سيعدد من النقاط التي ذكرتها والتي يمكن أن تشكل له ردعاً جدياً وحقيقياً.
السيد حسن نصرالله: انطلاقاً من الدعاية التي روّجت لها في الميادين "بدنا نحكي هيك".

غسان بن جدو: كل ما تفضلت به سماحة السيد هو المقاومة في لبنان ماذا يمكن أن تفعل، أنا سؤالي صريح إذا سمحت، هل إذا تجاوزت الأمور عدواناً إسرائيلياً ضخماً وأنتم في مقابل هذا الرد الذي تتفضل به إن طبق فنحن أمام وضع مختلف تماماً في المنطقة بكاملها، وربما حتى في العالم، هل محوركم معني أيضاً بهذه المواجهة؟
السيد حسن نصرالله: يجب أن نسأل المحور عنه، عن هذا السؤال، نحن لا نلزم أحداً بشيء، نحن نتكلم عن بلدنا، ورؤيتنا واضحة ومسؤوليتنا واضحة، أنا لا أريد أن أُلزم، أنا دائماً بكل المناسبات والخطابات أقول نحن لا نلزم حلفاءنا بشيء. في كل الأحوال إذا حصلت ظروف من هذا النوع، حلفاؤنا هم الذين يقررون كيف يتصرفون.

غسان بن جدو: قبل قليل ـ سماحة السيد ـ ذكرتم حرب تموز وأولمرت، ومعلوم بأنكم في أكثر من مرة تعتبرون بأن أولمرت وفريقه وقت ذاك وصفتهم بالأغبياء، يعني هم قليلو الخبرة وأخطأوا في التقديرات، وبالتالي أخطأوا في النتائج. معذرة سيدي العزيز، القيادة الحالية السياسية والعسكرية ليست غبية، لديها من الخبرة ومن الحنكة ومن الدهاء ومن القدرات ومن الخبرة ما يسمح لها بأن تقود معركة من دون غباء؟
السيد حسن نصرالله: ولذلك لأنهم ليسوا أغبياء لم يخرجوا إلى الحرب حتى الآن، لأن الحرب على لبنان لا يخرج إليها إلا غبي، يعني أنا موافق معك أنهم ليسوا أغبياء، وأستدل لك على أنهم ليسوا أغبياء، أنه حتى الآن لم يخرجوا إلى حرب يعرفون كلفتها ونتائجها.

غسان بن جدو: سماحة السيد، هل من اتصالات إسرائيلية أو خارجية على مدى السنوات الماضية التي تشير إلى حزب الله بأن إسرائيل ليست في وارد الذهاب بعيداً في شن حرب أو عدوان؟
السيد حسن نصرالله: كان يحصل شيء من هذا، لكن ليس معنا. نحن، قلت لك، لسنا معنيين بأن نتبلغ رسائل من العدو الإسرائيلي حتى بالواسطة. طرف هذا الموضوع هو الدولة اللبنانية، يعني من خلال الأمم المتحدة أو الدولة الأوروبية الفلانية يبلغون الحكومة اللبنانية، يقدمون التطمينات أو تعليقات معينة، بعد ذلك هناك لقاء يحصل كل مدة ومدة في الناقورة، لقاء ثلاثي بطريقة معينة، هذه الأمور أحياناً يتم مناقشتها هناك أيضاً بالواسطة. ونحن نطلّع، يعني من الطبيعي أن نطلّع أو أن نعطى علماً بأن الإسرائيلي يهدد أو أن الإسرائيلي يطمئن، ولكن أقول لك: في سياستنا وفي ثقافتنا لسنا معنيين بتهديده ولسنا معنيين بالتطمينات التي يقدمها، لأننا نعتقد بأن الذي يحمي لبنان هو هذه المعادلة، نحن نشتغل على المعادلة وليس على الرسائل.

غسان بن جدو: هذه العلاقة المتوترة والنظرة السلبية للنظام العربي الرسمي تجاه حزب الله، وصلت إلى حدود تجريمكم بالمنظمة الإرهابية، سآتي إلى التفاصيل، سؤالي فيما يتعلق بالجانب الإسرائيلي، أنتم قبل قليل ذكرتم سماحة السيد أن الإسرائيلي لا ينتظر أحداً حتى ينفذ ما يطلبه الآخر، لكن مع ذلك، لأننا وصلنا إلى مرحلة غير مسبوقة في تاريخنا العربي، حيث فصيل مقاوم يوصف أو يصنف جماعياً بأنه إرهابي، ألا يشكل هذا غطاءً للإسرائيلي للتجرؤ عليكم، حتى لو موضوعياً؟
السيد حسن نصرالله: يشكل غطاءً، أولاً الإسرائيلي كان عنده غطاء، غطاء غير علني، يعني في حرب تموز كان هناك غطاء عربي، وفي اليوم الأول للحرب قدم غطاء بشكل ولو يعني "بداية" عندما أدينت المقاومة من قبل بعض الأنظمة العربية، ووصّفنا بالمغامرين مثلاً. لكن الإسرائيلي هو لا ينتظر البيان، أصلاً هناك حكومات عربية على اتصال مع الإسرائيلي منذ وقت طويل، غير الدول التي عندها علاقات، وهذا الآن كله يخرج للعلن.

في حرب تموز الإسرائيليون حكوا نفس المنطق، حكوه في الحروب على غزة والحرب الأخيرة على غزة في شهر رمضان. الإسرائيلي,ن في حرب تموز وفي حروب غزة قالوا إن بعض المسؤولين في الحكومات العربية الرسمية طالبونا بأن لا نوقف الحرب، وأنه في لبنان، أيام لبنان أكملوا حتى تنتتهوا من المقاومة، وفي أيام غزة أكملوا حتى تنتهوا من المقاومة. هذا موجود، هذه الخطوط مفتوحة والإسرائيلي يعرف رغبات بعض الأنظمة الرسمية العربية وتشكل بالنسبة له غطاء، وبالتالي لا يقدم ولا يؤخر برأينا، نعم أن الحديث العلني هذا يريح إسرائيل، يعني الفائدة له هي فائدة نفسية، لكن ليس لها علاقة مدخلية بالقرار كثيراً. مدخلية القرار: الإسرائيلي عندما يريد أن يشن حرب، لا يسأل عن غطاء عربي ولا عن عدم وجود غطاء عربي، مصلحته والموافقة الأميركية هي التي تأخذه إلى الحرب. طبعاً نحن نأسف أن بعض الأنظمة العربية تصل إلى هذه النقطة، نعلق عليه عندما نصل إلى هذا المحور.

غسان بن جدو: سماحة السيد أنا قبل قليل سألتكم عن المحور، هل تستطيعون بعد إذنك أن تحددوا لنا من هو محوركم؟
السيد حسن نصرالله: المقاومة في لبنان، لما نتكلم بالموضوع الإسرائيلي، الآن هناك أكثر من موضوع.

غسان بن جدو: لا، المحور، أنتم محور يقال محور الممانعة أو المقاومة، ما هو هذا المحور؟
السيد حسن نصرالله: حسناً، أقول لك: بالموضوع الإسرائيلي هم المقاومة لإسرائيل، الممانعة لإسرائيل، هذا المحور لما نتكلم في موضوع إسرائيل موجود فيه المقاومة في لبنان، المقاومة في فلسطين، لأنه نحن بيننا وبين المقاومة في فلسطين بعض فصائلها ممكن أن نختلف على شيء آخر ولكن ليس على المواجهة مع إسرائيل والحرب مع إسرائيل، سوريا، إذا ذهبنا فيهم بالجغرافيا، العراق اليوم نحن نعتبره جزءاً من هذا الموقف رغم ظروفه الصعبة، الجمهورية الإسلامية في إيران، ومعنا جزء من هذا المحور الشعوب العربية، الذي نحن رأينا أنها، والشعوب الإسلامية أيضاً، وأحرار العالم، الذي نحن في رأينا قناعتهم وثقافتهم ووجدانهم ما زال هنا برغم كل الذي عمل على مدى مئة عام، وبرغم كل الذي يعمل في السنوات الأخيرة. هذا محورنا في مواجهة إسرائيل.

غسان بن جدو: هذا محور الموقف؛ محور العمل؟
السيد حسن نصرالله: محور العمل، هؤلاء أيضاً جزء من محور العمل، كل من موقعه.

غسان بن جدو: إيران وسوريا وحزب الله وروسيا على أرض سوريا، هو محور أو تكامل، محور ينسق بالكامل أم هو تكامل في الأدوار؟
السيد حسن نصرالله: انظر، توصيفه بالمحور بالكامل غير دقيق، لا أريد أن أقول غير صحيح ولا أريد أن أقول صحيح، غير دقيق، يعني مثلاً الآن بعض المحللين السياسيين أو الكتاب في لبنان أو في المنطقة كانوا يعتبرون أنهم سجّلوا شيئاً على محور المقاومة، أن هذه روسيا جزء من محور المقاومة وهي على اتصال بالإسرائيليين وتنسق مع الإسرائيليين ووفود ذاهبة. من قال، يعني مَن من أهل المقاومة قال إن روسيا أصبحت جزءاً من محور المقاومة؟ لا محور المقاومة قال هذا، ولا روسيا قالت ذلك، روسيا في النهاية هي دولة كبيرة، قوة، إحدى القوى العظمى في العالم، لأنه عملياً نحن أصبحنا في عالم متعدد الأقطاب إلى حد ما، وروسيا قطب أساسي عالمي، لها علاقتها ولها اتصالاتها ولها مصالحها ولها مشاريعها، تتقاطع مع قوى إقليمية أحياناً، قد لا تتقاطع أحياناً أخرى، لذلك نحن لا نصنّف روسيا على أنها جزء من محور المقاومة وهي لا تصنف نفسها ذلك.
وفي سوريا أيضاً.

غسان بن جدو: لا، أنا أتحدث عن سوريا تحديداً، وليس عن محور المقاومة، أنا أتحدث عن سوريا، هل أنتم تشكلون محوراً أم مجرد أطراف تنسق فيما بينها؟
السيد حسن نصرالله: لا، نحن نشعر أو نعتقد أننا في موقع واحد في سوريا.

غسان بن جدو: سوريا، حزب الله، إيران، روسيا، أنتم في موقع واحد في سوريا؟
السيد حسن نصرالله: نعم، فيما يعني الملف السوري والموضوع السوري.

غسان بن جدو: نعم الملف السوري، أنتم الأربعة في موقع واحد؟
السيد حسن نصرالله: نعم، في موقع واحد.

غسان بن جدو: وموقف واحد، وآليات عمل واحدة، واستراتيجية واحدة وأهداف واحدة؟
السيد حسن نصرالله: بشكل عام نعم. لأنه حتى يمكن أن يكون أناس في موقع واحد، لكن في مرحلة من المراحل، في بعض الأهداف يمكن أن يختلفوا، في بعض التكتيكات يمكن أن يختلفوا، هذا لا يعني تطابق 100%، أصلاً لا يوجد محور من هذا النوع، أو جبهة تتطابق 100% في كل شيء. لكن بشكل عام، في مجمل المعركة واستهدافاتها السياسية والموضوع الميداني والتواصل على مختلف الجبهات، فيما يعني هذا الملف نشعر أننا في موقع واحد.

غسان بن جدو: بصدق نريد أن نفهم سماحة السيد، حسناً، إيران وحزب الله ماذا يريدان من سوريا، حتى أصل إلى الأطراف الأخرى، نعم، تفضل؟
السيد حسن نصرالله: أنا أريد أن أقول لك مثلاً، البعض في العالم تعاطى بأن القرار الروسي في المجيء إلى سوريا هو قرار مفاجئ وأُخذ على نحو السرعة، هذا غير صحيح، هذا الأمر كان يناقش على مدى أشهر بين القيادة الروسية والقيادة الإيرانية والقيادة السورية، طبعاً أنا لا أدّعي أنه نحن نوقش معنا هذا الأمر، لكن كنا على علم وعلى اطلاع بمجريات هذه النقاشات.

على مدى أشهر كان هناك نقاش بالخيارات، المطلوب من إيران، المطلوب من روسيا، المطلوب من سوريا، المطلوب من بقية الحلفاء، مجموعة نقاشات وبمستويات عالية جداً ورفيعة جداً، وشكلت لجان متخصصة أمنية وعسكرية وسياسية أوصلت للقرار. وبالتالي لما أخذ الرئيس بوتين أن يرسل قوات إلى سوريا، هذه القوات التي أرسلها، ودخل في هذه المعركة، هذا لم يكن قراراً مفاجئاً، ليس أنه تفاجأ الإيراني وتفاجأ السوري وما شاكل. مثلاً تعرف أن هناك أناساً يحبون أن يسلوا أنفسهم في المنطقة وفي لبنان كثر عنا هؤلاء، يعني بعض السياسيين، أن روسيا قادمة وستخرج إيران من المعادلة السورية، ستخرج حزب الله من المعادلة السورية، ستمسك بالقرار السياسي السوري والقيادة السورية لن تستطيع أن تفعل شيئاً، أخذوا "يركّبون (تصوّرات) يعني، وأن إيران قلقة جداً وحزب الله قلق والرئيس الأسد قلق، وأن الخطوة هذه ماذا يريد الروس هم والأميركان منها، "وشو مركّبين وشو عاملين؟"، نحن نقرأ ونضحك، مساكين هؤلاء، لأنه لا يوجد عندهم معطيات. هذا موضوع قلت لك نوقش على أعلى مستوى في الأشهر القليلة الماضية ووصل إلى هذه النتيجة.

2016-03-22