يتم التحميل...

س 32: اللذة الروحية

110سؤال وجواب

برأيكم لو كانت اللذة الروحية والمعنوية تضاهي اللذة المادية والجسدية في منح النشاط والقوة والمتعة، ألم يكن من الممكن أن يتوجه أكثر الناس، وخصوصاً الشباب، نحو الأمور والمسائل المعنوية؟

عدد الزوار: 30

اللذة الروحية

س 32: برأيكم لو كانت اللذة الروحية والمعنوية تضاهي اللذة المادية والجسدية في منح النشاط والقوة والمتعة، ألم يكن من الممكن أن يتوجه أكثر الناس، وخصوصاً الشباب، نحو الأمور والمسائل المعنوية؟


ج: الإحساس البشري باللذة نوعان، نوع من اللذة يرتبط بحواس الإنسان، بحيث تحصل على أثر إقامة نوع من العلاقة بين عضو من الأعضاء مع مادّة خارجيّة حسّية، كاللذة التي تحصل بمشاهدة العين، أو الأذن عن طريق السمع، أو الفم واللسان عن طريق التذوق، أو الملامسة عن طريق التّماس.

نوع آخر من اللذة، يرتبط بعمق روح الإنسان ووجدانه، ولا يتعلق بأي عضو من الأعضاء، ولا يحصل على اثر إقامة أي نوع من العلاقة مع المادة الخارجية، كالشعور باللذة عند تقديم خدمة، أو عند إحسان إنسان، أو الإحساس باللذة عند الشعور بالحب أو الاحترام، أو النجاح والتوفيق، سواء للفرد أو لأحد أبنائه مثلا، وهذه الأمور لا تتعلق بعضو خاص، وليست تحت تأثير مباشر لأي عامل مادي خارجي.

إن اللذات المعنوية أقوى من اللذات المادية وأكثر أصالة منها، ولذة العبادة الحاصلة للإنسان المؤمن العارف حق العبادة، هي من هذا النوع من اللذات. العابدون العارفون الذين تترافق عبادتهم مع الحضور والخضوع والخشوع والاستغراق، يشعرون بنوع من لذة العبادة ليس فوقها لذة، وقد عبر عنها في لغة الدين «بلذة الإيمان» و«حلاوة الإيمان» إن للإيمان حلاوة لا تضاهيها حلاوة أبداً، فاللذة المعنوية تصبح مضاعفة إذا كانت الأعمال، من قبيل: كسب العلم، الإحسان، الخدمة، النجاح والفوز، ناشئة من الحس الديني، وخالصة لوجه الله تعالى، وفي إطار العبادة.1


1- إنسان وإيمان (الانسان والإيمان)، ص 43 - 44.

2016-01-20