يتم التحميل...

س 63: البكاء حياة للقلوب

110سؤال وجواب

إن البكاء حياة للقلوب وقتيل العبرات استشهد لكي نبكي، برأيكم ما العمل لكي نستفيد الاستفادة المطلوبة معنوياً وروحياً من مجالس العزاء الحسينية؟

عدد الزوار: 27

البكاء حياة للقلوب

س 63: إن البكاء حياة للقلوب وقتيل العبرات استشهد لكي نبكي، برأيكم ما العمل لكي نستفيد الاستفادة المطلوبة معنوياً وروحياً من مجالس العزاء الحسينية؟


ج: لدى عامة الناس نقطتا ضعف في مسألة العزاء ومجالس الحسين (عليه السلام).

النقطة الأولى: أن أصحاب المجالس الحسينية والمؤسسين لها، سواء في منازلهم أم في المساجد، يريدون جمع العدد الأكبر من الناس، ويكونون راضين إذا شاهدوا حشداً كبيرا في مجالسهم، وإذا لم يجتمع هذا العدد الكبير فإنهم لا يكونون راضين، هذه نقطة ضعف مهمة عند الناس.

إن هذه المجالس ليست لازدحام الناس، وهي ليست استعراضاً عسكرياً، إنما الهدف منها شيء آخر، الهدف هو معرفة الحقائق وإظهارها ومواجهة التحريفات.

نقطة الضعف الثانية عند الناس: هي إظهار العويل والنواح والولولة على مصاب الإمام الحسين (عليه السلام)، وفي آخر المجالس يجب إقامة (ذكر المصيبة)، ليس فقط للبكاء وسكب الدموع، فهذا ليس كافياً، بل إقامة المجلس من مكانه والنهوض بالعويل والنواح والواويلاه، أنا لا أقول بعدم النواح والبكاء والنهوض باللطم والتحسر، لكن أن لا يكون هذا هدفاً بحد ذاته.

أنا أقول: أن الشخص إذا كان في المسير الصحيح، وأظهر الحقائق وبيّن الوقائع من دون أن يقرأ مصيبة كاذبة، أو أن يزوِّر الوقائع، ومن دون تحريف، بل بكى بصدق وذرف الدمع من عين ترى الحقيقة، وأقام العزاء والنواح، وعقد مجلسا كربلائياً واقعياً فهذا أمر جيد ومقبول، لكن إذا لم يكن كذلك، فنحن عندها نواجه الإمام الحسين (عليه السلام) ونحاربه، نختلق الأكاذيب ونحيكها خلافاً للواقع.

هذه نقطة الضعف عند عامة الناس، لكن ماذا يتوجب علينا في المقابل؟ الجميع مسؤولون في مواجهة هذه المسألة، وأمام الناس مسألتان هامّتان:

المسألة الأولى: واجب الناس جميعا النهي عن المنكر، فعندما يفهم الجميع ويعلمون أنه كَذِب، فعليهم ساعتئذ عدم الجلوس في تلك المجالس، لأنها حرام، لا بل يجب عليهم مواجهة تلك المجالس وإنكارها.

المسألة الثانية: السعي لإقامة مجالس كربلائية حقيقية، فقرّاء العزاء عندما يرون أنهم مهما يقولون من الحقائق لا يرضي المجلس ولا يبكي الحاضرين، وبالتالي لن يرغب الناس بقراءته ولن يَدْعوه إلى مجالسهم، يصبح مضطراً إلى إضافة أشياء غير صحيحة، واختلاق الأحداث المبكية والمحرّكة لمشاعر الناس. يجب على الناس أن يقلعوا عن هذه الأفكار، ويُخرجوا من رؤوسهم هذه التوقعات.

لكن ماذا يعني أن يكون المجلس كربلائياً؟ يعني أنكم يجب أن تستمعوا إلى مجلس عزاء حقيقي وواقعي، حتى يرتقي مستوى التفكير لديكم بشكل يمكن لروحكم أن تهتز لمجرد سماع كلمة واحدة، يعني الذوبان في روح الإمام الحسين (عليه السلام) والتآلف معها، فلو ذرفتم دمعة واحدة صادقة مع الحسين (عليه السلام) وروحكم متآلفة مع روح الحسين (عليه السلام) محلّقة معها، فقد حصّلتم مقاماً رفيعاً، أما الدموع التي تذرف عن طريق قراءة (الجزارين) - ولو كانت بمقدار البحر- فلا قيمة لها، فلماذا الصراخ والولولة، وماذا تعني؟!1


1- حماسه حسينى (الملحمة الحسينية)، ص 64 - 65 و 123 - 125.

2016-01-20