يتم التحميل...

س 65: قبول الإمام الحسن (عليه السلام) الصلح

110سؤال وجواب

ما هي الأسباب التي أدّت إلى قبول الإمام الحسن (عليه السلام) الصلح مع الحكومة الأموية الظالمة؟

عدد الزوار: 27

قبول الإمام الحسن (عليه السلام) الصلح

س 65: ما هي الأسباب التي أدّت إلى قبول الإمام الحسن (عليه السلام) الصلح مع الحكومة الأموية الظالمة؟


ج: إن الأحداث التي جرت في زمن أمير المؤمنين علي (عليه السلام) من جهة، وحالة الضعف والوهن التي أظهرها أصحاب الإمام الحسن (عليه السلام) من جهة أخرى، وهذا السبب هو الأهم، بحيث لو أن الإمام (عليه السلام) أعلن المقاومة لقتل، لكن قتلة غير مشرفة، على عكس ما حصل للإمام الحسين (عليه السلام) من شهادة يفخر بها العالم. لقد استشهد الإمام الحسين (عليه السلام) مع 72 شخصاً من أصحابه وأهل بيته شهادة مشرّفة، أصبحت منارة لأهل السماء والأرض في ظروف خاصة أحيا بها الإسلام وسقاه ماء الحياة.

في عصر الإمام الحسن (عليه السلام) سيطر الوهن والضعف على شيعته، بحيث لو استمر الوضع كذلك، وأظهر الإمام (عليه السلام) مقاومة، أو قام بثورة في وجه معاوية لسلموه إلى معاوية مقيد اليدين، لقد حكم معاوية عشرين سنة والمغيرة بن شعبة وزياد بن أبيه يفتكون بالناس قتلاً ونهباً، بعد ذلك فهم الناس أنهم كانوا على خطأ، وأنهم لم يجيبوا أمير المؤمنين علي (عليه السلام) إلى دعوته، وقيدوا حركة الإمام الحسن بن علي (عليه السلام) ولم ينصروه، لذلك، نرى أن حركة التوابين ظهرت بعد حادثة كربلاء، وأظهر نفر غير قليل من الناس الندامة والتوبة، وهؤلاء هم من اجتمعوا مع المختار لاحقاً.

هذه اليقظة وهذا التنبّه إلى ما كان يدور في حكومة بني أمية، كانت من العوامل التي هيأت الظروف المساعدة لثورة الإمام الحسين (عليه السلام).

إضافة إلى ذلك، فإن وضع يزيد كان يختلف عن وضع معاوية، فمعاوية كان يعمل بلباس النفاق، أما يزيد فعمل بلباس الكفر، كان معاوية يستر أعماله القبيحة ويخفيها، لم يكن يشرب الخمر جهاراً، ولم يلاعب الكلاب والقردة ظاهراً، فكان يجهد في حفظ ظاهره ويخدع الناس؛ لكن يزيد كان شاباً مجنونا ولم يستر أعماله بحجاب الظاهر، والناس يعدونه خليفة الرسول، وهو لا يتورع من شرب الخمر حتى الثمالى وفي حضور الناس، وكان يتجرأ على الرسول الأكرم (ص).

والحقيقة، لو أن الإمام الحسين (عليه السلام) لم ينهض في وجه حكومة يزيد الظالمة، ولو تيسر ليزيد أن يحكم عشرين عاماً كما حكم أبيه معاوية لانقرض الإسلام، ولما بقي منه لا إسم ولا رسم.

من هنا فإن الظروف كانت مختلفة، لذلك فإن ما قام به الإمام الحسن (عليه السلام) هو عينه ما قام به الإمام الحسين (عليه السلام)، وما فعله الإمام الحسين (عليه السلام) هو عين ما فعل الإمام الحسن (عليه السلام)، فقط الاختلاف في شكل العمل.1


1- اسلام ومقتضيات زمان، ج 1، ص 226 - 227.

2016-01-20