يتم التحميل...

س 73: المحسوبيات

110سؤال وجواب

نرى في بعض المجتمعات أن كثيراً من الأعمال والوظائف والمواقع تُشغل على أساس «المحسوبيات» وكما يعبر عنها العامّة (بالواسطة)، برأيكم ماذا يفعل الأشخاص الذين ليس لهم من يوصي بهم، أو «يدعمهم» وهل يمكن أن يكون لديهم أمل بالوصول إلى مبتغاهم، ويوفقون في نيل بعض المناصب والأعمال؟

عدد الزوار: 32

المحسوبيات

س 73: نرى في بعض المجتمعات أن كثيراً من الأعمال والوظائف والمواقع تُشغل على أساس «المحسوبيات» وكما يعبر عنها العامّة (بالواسطة)، برأيكم ماذا يفعل الأشخاص الذين ليس لهم من يوصي بهم، أو «يدعمهم» وهل يمكن أن يكون لديهم أمل بالوصول إلى مبتغاهم، ويوفقون في نيل بعض المناصب والأعمال؟


ج: بعض الأشخاص ممن يبحثون عن وسائل النجاح والتوفيق في أعمالهم، يدركون أنه لا يمكن الاستناد إلى عوامل الوهم أو العوامل غير الواقعية، ويعتمدون فقط على العوامل الموجودة؛ لكن من بين العوامل الموجودة، ينسون أنفسهم ذاتها كعامل موجود وأساس، ويستندون فقط إلى الغير، يطمعون بتوصيات المتنفِّذين والمسؤولين في أعمالهم ووظائفهم، وأهم شيء لا يقيمون له حساباً هو شخصيتهم.

يوجد في المجتمع مجموعة من الناس يترقّون في مناصبهم بتوصية ودعم من الآخرين، لكن يبقى هناك مجموعة ولو قليلة مستقلة تعتمد على نفسها. فإن كان صحيح ما يقال أن «المحسوبيات» و «الواسطة» منتشرة في المجتمع إلى هذا الحد الكبير، وبالتالي هي الحاكمة في المجتمع، فلماذا لا يسعى الإنسان لأن يكون من هذه الأقلية المستقلة المعتمدة على ذاتها، ولا يكون من الأكثرية المعتمدة على الغير.

الوسيلة الناجعة أن لا ينسى الإنسان شخصيته ومواهبه واستعداداته المكتومة، صحيح أن العالم مبني على الأسباب، لكن على الإنسان أن يعلم أن في عالم الأسباب هذه هناك سبب أهم موجود دائما في شخصيتنا.

الله تعالى خلق كل موجود وجهّزه بقابليات واستعدادات هي جزء من شخصيته، وهذا الأمر لا يختص بالإنسان فقط، بل يتعداه إلى جميع الموجودات، فكل موجود مجهز بتجهيزات ذاتية هي وسيلة لسعادته.1


1- حكمتها واندرزها (الحكم والمواعظ)، ص 211 - 212.

2016-01-20