يتم التحميل...

سورة الصافات

تفسير الكتاب المبين

سورة الصافات

عدد الزوار: 35

(1) - (3): ﴿وَالصَّافَّاتِ صَفًّا... : قال أكثر المفسرين: المراد بالصافات الزاجرات التاليات الملائكة، والله أعلم بما أراد.

(4): ﴿إِنَّ إِلَهَكُمْ لَوَاحِدٌ: تفرد في صفات الجلال والكمال تفردًا لا يشاركه فيها غيره.

(5): ﴿رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ: تشرق الشمس في كل يوم من أيام السنة من مشرق وتغيب في مغرب نتيجة لدوران الأرض حول نفسها مرة كل24 ساعة، واكتفى سبحانه بذكر المشارق هنا عن ذكر المغارب لتلازم بينهما.

(6): ﴿إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ: يذكر سبحانه عباده بأنعمه عليهم، ومنها انه جعل الكواكب في سماء دنياهم جمالا بأشكالها وأنوارها، إضافة إلى الإهتداء بها في ظلمات البر والبحر.

(7): ﴿وَحِفْظًا مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ: قال صاحب مجمع البيان: المعنى وحفظناها من دنو كل شيطان للإستماع.

(8) - (10): ﴿لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى... : هذه الآية من المتشابهات عندنا، وإن تك من الواضحات عند غيرنا، وفي الخطبة89 من خطب النهج حدد الإمام (ع) الراسخين بالعلم أنهم الذين يقرون (بجملة ما جهلوا تفسيره من الغيب المحجوب).

(11): ﴿فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَم مَّنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّن طِينٍ لَّازِبٍ: شديد يلصق بالحجر ونحوه يقول سبحانه لنبيه الكريم: سل الذين ينكرون البعث: أيهما أعظم؟ إحياؤهم بعد الموت أم إيجاد هذا الكون بعجائبه؟ وما من شك أن خلق الكون أعظم، وإذن كيف أنكروا البعث، وناقضوا أنفسهم بأنفسهم؟.

(12): ﴿بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ: أنت تعجب من كفرهم بالبعث وهم يعجبون من إيمانك به، بل ويسخرون منك ومنه.

(13) - (14): ﴿وَإِذَا ذُكِّرُوا لَا يَذْكُرُونَ وَإِذَا رَأَوْا آيَةً يَسْتَسْخِرُونَ: لا شيء لديهم إلا الاسترسال مع الغرور والإصرار على الجهل، ولا جدوى من وعظهم وإرشادهم ولا من إيراد البيانات والدلائل.

(15): ﴿وَقَالُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ: هذا القرآن أو هذا المنهج الكامل لحياة الإنسان سحر! ولا كلام بعد هذا الكلام.

(16) - (17): ﴿أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا... : كيف يبعث من عفت القرون آثاره، وأصبح أشلاء وهباء.

(18): ﴿قُلْ: يا محمد لهؤلاء: ﴿نَعَمْ: ستبعثون ﴿وَأَنتُمْ دَاخِرُونَ: صاغرون.

(19): ﴿فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ: دعوة أو صيحة واحدة ﴿فَإِذَا هُمْ يَنظُرُونَ: العذاب الذي به كانوا يكذبون.

(20): ﴿وَقَالُوا يَا وَيْلَنَا هَذَا يَوْمُ الدِّينِ: أي الجزاء على الأعمال.

(21): ﴿هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ: هذه الآية من كلام الله تعالى أو من ملائكته والخطاب للمكذبين والمراد بالفصل تمييز الحق عن الباطل.

(22) - (23): ﴿احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ: المراد بالأزواج هنا الأشباه والنظائر، والمعنى يحشر غدًا المشرك مع المشرك ومعبوده في مكان واحد من أمكنة جهنم، والسارق مع السارق، وهكذا كل شكل مع شكله قرين وضجيع.

(24): ﴿وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ: كلنا مسئولون حتى عن النظرة والكلمة وسماعها والقصد بها كما في الآية36 من الإسراء.

(25) - (26): ﴿مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ: أي تتناصرون أيها المجرمون وكنتم في الدنيا متحابين متضامنين، والغرض من هذا التقريع والتوبيخ.

(27): ﴿وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ: يتلاوم المجرمون حين يرون العذاب، ويقول الضعفاء للرؤساء:

(28): ﴿قَالُوا إِنَّكُمْ كُنتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ: أي حببتم إلينا الكفر بما نراه خيرًا وهو واقعه شر، وكانت العرب تتفاءل بما يأتي من جهة اليمين.

(29): ﴿قَالُوا بَل لَّمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ: ما حببنا الكفر إليكم، بل قلوبكم كانت تنكر الإيمان وتنفر منه.

(30): ﴿وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ: ما كنا نملك أية حجة أو قوة تصدكم عن الإيمان بصدق وإخلاص﴿بَلْ كُنتُمْ قَوْمًا طَاغِينَ: مجرمين، ولذا تركتم الحق إلى الباطل.
(31) - (32): ﴿فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَا إِنَّا لَذَائِقُونَ، فَأَغْوَيْنَاكُمْ إِنَّا كُنَّا غَاوِينَ: دعوناكم للكفر بلا إكراه فاستجبتم، فنحن وأنتم في الجريمة سواء، فلا لوم لكم علينا ولا لوم لنا عليكم. وتقدم في الآية25 من العنكبوت وغيرها.

(33) - (34): ﴿فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ: لكل من التابع والمتبوع سعيه وجزاؤه العادل من العذاب.

(35): ﴿إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ: قولوا: ﴿لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ: عن النطق بالحق وإعلانه، ويرون ذلك سفهًا وحمقًا.

(36): ﴿وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ: وما من شك أن المجنون خير وأفضل عند الله والعقلاء ممن وصف سيد الكونين الذي أخرج الناس من الظلمات إلى النور- بالجنون.

(37): ﴿بَلْ جَاء بِالْحَقِّ: في كل ما أخبره به عن الله ﴿وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ: من قبله، لأن المرسِل واحد وهو الله، والرسالة واحدة وهي هدى البشر وإسعاده وبث روح الفضيلة بين أفراده.

(38) - (39): ﴿إِنَّكُمْ: أيها المجرمون ﴿لَذَائِقُو الْعَذَابِ الْأَلِيمِ: جزاء بما كنتم تعلمون.

(40) - (41): ﴿إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ أُوْلَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَّعْلُومٌ: هذا على طريقة القرآن الكريم، يذكر عقاب المجرمين، ويعقب بثواب الطيبين وهو:

(42): ﴿فَوَاكِهُ: مما يشتهون ﴿وَهُم مُّكْرَمُونَ: يشعرون بالرعاية والعناية بهم.

(43) - (44): ﴿فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ: يتلاطفون ويتآنسون.

(45): ﴿يُطَافُ عَلَيْهِم بِكَأْسٍ مِن مَّعِينٍ: يحمل الولدان إليهم كؤوسًا لا تنقطع ولا تفرغ من ألوان الشراب.

(46): ﴿بَيْضَاء لَذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ: مشرقة اللون طيبة الطعم.

(47): ﴿لَا فِيهَا غَوْلٌ: لا صداع من شرابها ولا أوجاع ﴿وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ: لا شرابها يفني ولا بصيرتهم تعمى.

(48): ﴿وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ: عفيفات جميلات واسعات العيون.

(49): ﴿كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَّكْنُونٌ: صيانة وصفاء.

(50): ﴿فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ: يتحدث غدًا أهل الجنة عما كانوا يعانون في الحياة الدنيا.

(51) - (53): ﴿قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ... : كان لي في الدنيا صاحب يسألني ساخرًا: كيف تؤمن بالبعث وهو ضلالة وخرافة؟ ثم أردف حديثه عن صاحبه في الدنيا وقال لإخوانه في الجنة:

(54): ﴿قَالَ هَلْ أَنتُم مُّطَّلِعُونَ: إلى النار لأريكم مصير هذا الكافر الساخر؟.

(55): ﴿فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاء الْجَحِيمِ: في وسطها.

(56): ﴿قَالَ: له موبخًا ﴿تَاللَّهِ إِنْ كِدتَّ لَتُرْدِينِ: تهلكني لو أطعتك، ولكن الله لطف وسلم.

(57): ﴿وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ: معك في العذاب الأليم.

(58) - (59): ﴿أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولَى: ما زال الكلام للمؤمن المتحدث عن قرينه، ومعناه انتهينا من الموت وسكراته والحساب وآفاته، ونحن اليوم وإلى آخر يوم في أمن وأمان من الخوف والفزع.

(60): ﴿إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ: بالأمن من كل غائلة ونازلة.

(61): ﴿لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلْ الْعَامِلُونَ: لا للذة تفنى ولنعيم لا يبقى.

(62): ﴿أَذَلِكَ: إشارة إلى نعيم الجنة ﴿خَيْرٌ نُّزُلً: ما يهيّأ للضيف النازل ﴿أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ: ونعرفها بالوصف في قوله تعالى:

(63): ﴿إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِّلظَّالِمِينَ: المراد بالفتنة هنا العذاب، وبالظالمين الآثمين كما في الآية44 من الدخان: (إن شجرة الزقوم طعام الأثيم).

(64): ﴿إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ: هذه هي أرضها ومنبتها، وفي الخطبة152 من خطب النهج: (وما خبث سقيه خبث غرسه وأمرت ثمرته).

(65) - (66): ﴿طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ: الطلع: الحمل، ورؤوس الشياطين: مبالغة في القبح والشناعة.

(67): ﴿ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِّنْ حَمِيمٍ: الشوب: الخلط والمزج، والحميم: الحار، والمعنى يأكلون جحيمًا، ويشربون سمومًا، وبعد أن ذكر سبحانه طعامهم وشرابهم أشار إلى مقرهم الدائم والأخير بقوله:

(68): ﴿ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ: تتوهج وتتأجج:

(69): ﴿إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَاءهُمْ ضَالِّينَ: فاتبعوهم على الجهالة والعمى.

(70): ﴿فَهُمْ عَلَى آثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ: يسرعون بلا وعي وروية، وما زالت الإنسانية تعاني من وباء التقليد بشتى أنواعه، والعاقل الواعي يشك في كل شيء حتى يثبت بالعلم أنه حق أو باطل، خير أو شر.

(71) - (72): ﴿وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الْأَوَّلِينَ: السابقين لعهد محمد (ص) ثم أشرقت برسالته شمس العلم والهداية إلى الخير، ثم كان الذي نراه اليوم في أُمته.

(73) - (74): ﴿فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنذَرِينَ: من الخزي والهوان، والتمزيق والتفريق.

(75): ﴿وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ: لندائه ودعائه.

(76): ﴿وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ: من قومه الذين كذبوه وآذوه.

(77): ﴿وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمْ الْبَاقِينَ: كل الناس بعد الطوفان من نسل أولاد نوح الثلاثة: سام ومن نسله العرب والآراميون والآشوريون واليهود، ويافث ومن ذريته الذين سكنوا الجبال الغربية من جنوبي بحر قزوين والبحر الأسود حتى شواطئ وجزائر البحر المتوسط، وحام ومن نسله السود، كما في تفسير الطبري وقاموس الكتاب المقدس.

(78) - (82): ﴿وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ: أبقى سبحانه لنوح الذكر الجميل مدى الحياة، وتقدمت قصة نوح في العديد من الآيات منها الآية 25 -48 من هود.

(83): ﴿وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ: كان إبراهيم الخليل (ع) على سنة نوح (ع) قولًا وعملا.

(84): ﴿إِذْ جَاء رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ: من كل ما يشين.

(85): ﴿إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ: أنكر عليهم عبادة الأصنام.

(86): ﴿أَئِفْكًا آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ: أتطلبون الزور والباطل بالتعبد لغير الله.

(87): ﴿فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ: أي شيء تظنون بالله أن يفعل بكم إذا لاقيتموه غدًا؟.

(88): ﴿فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ: يوهم قومه أنه يبحث عن رب العالمين كما في الآية 76 من الأنعام.

(89): ﴿فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ: للمفسرين أقوال في معنى السقيم هنا، وأرجحتها للإعتبار أنه في شك وحيرة من اجل قومه وهدايتهم.

(90): ﴿فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ: غير صاغرين إليه ولا مكترثين.
(91): ﴿فَرَاغَ إِلَى آلِهَتِهِمْ: مال إليها ﴿فَقَالَ: للأصنام ﴿أَلَا تَأْكُلُونَ: من هذا الطعام الموضوع بين أيديكم.

(92): ﴿مَا لَكُمْ لَا تَنطِقُونَ: قال هذا احتقارًا للأصنام واحتجاجًا على من يعبدها.

(93): ﴿فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ: مال على الأصنام تدميرًا وتحطيمًا.

(94): ﴿فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ: أسرع إليه قومه، وأنكروا عليه ما فعل بآلهتهم.

(95) - (96): ﴿قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ: بأيديكم وتحرسونها من الإعتداء، لعجزها أن تدافع عن نفسها، فكيف تكون آلهة؟.

(97): ﴿قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَانً: أتونًا: واملأوه وقودًا، وألقوه فيه.

(98): ﴿فَأَرَادُوا بِهِ كَيْدً: الإحراق بالنار ﴿فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ: المغلوبين حيث جعل سبحانه النار بردًا وسلامًا على إبراهيم، وتقدم في الآية51-70 من الأنبياء.

(99): ﴿وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ: بعد ما نصره الله على قومه فارقهم وسأل الله أن يشمله بتوفيقه وعنايته.

(100): ﴿رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ: بلغ إبراهيم (ع) من الكبر عتيًا، ولم يرزق ولدًا، فسأل ربه ذرية مؤمنة صالحة.

(101): ﴿فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ: وهو إسماعيل.

(102): ﴿فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ: لما كبر إسماعيل وترعرع، واستطاع أن يساعد أباه في عمله ﴿قَالَ:إبراهيم لإسماعيل ﴿يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى: عزم إبراهيم من غير تردد أن يحقق رؤياه بالفعل، لأن النبي لا يرى رؤيا إلا وهي وحي من عليم حكيم، وأخبر ولده إسماعيل بعزمه، وطلب منه أن يبدي رأيه في ذلك بعد النظر والتأمل ﴿قَالَ: إسماعيل ﴿يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ: هذا هو سبيل المؤمنين حقًا وصدقًا: امض على أمر الله بصبر وشجاعة حتى ولو كان أمرًا بالذبح بلا تحريف وتأويل واعتذار وتعليل، وقال سيد الشهداء الحسين (ع) حين ذهب للإستشهاد: امضي على دين النبي، وقال ولده الشهيد عليّ الأكبر (ع): لا نبالي بالموت ما دمنا على الحق، وكل أئمتنا الأطهار ازدروا الدنيا واستهانوا بالحياة طاعة لأمر الله تعالى، ومن أجل هذا ندين لهم بالولاء، لا من أجل النصوص وكفى.

(103): ﴿فَلَمَّا أَسْلَمَ: استسلم إبراهيم وإسماعيل وانفادًا لأمر الله ﴿وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ: صرعه بالأرض، فوقع على أحد جنبيه.

(104) - (106): ﴿وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَ: جواب لما محذوف، وتقديره كما في جوامع الجامع: (كان ما كان مما لا يحيط به الوصف من شكرهما لله على ما أنعم به عليهما من دفع البلاء العظيم).

(107): ﴿وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ: المراد بالذبح المذبوح والمشهور أنه كبش، وطريف قول بعض المفسرين: انه كان أملح، ورعى في الجنة أربعين خريفًا.

(108) - (111): ﴿وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ... إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ: تقدم هذا النص في الآية 78 وما بعدها من هذه السورة.

(112) - (113): ﴿وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَقَ نَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ: جزاء لإقدامه على ذبح ولده الوحيد إسماعيل آنذاك، وفي الإسرائيليات أن الذبيح المفدى هو إسحق أبو الإسرائيليين، وصدقهم بعض الشذاذ، والشاذ من الناس للشيطان كما أن الشاذ من الغنم للذئب كما قال الإمام أمير المؤمنين (ع) وجاء في الحديث عن الرسول العظم (ص) أنه قال: أنا ابن الذبيحين أي إسماعيل وعبد الله بن عبد المطلب. أُنظر ما قلنا حول هذا الموضوع في التفسير الكاشف ج6 ص351، وتقدمت قصة إبراهيم مرارًا، منها في الآية 51-73 من الأنبياء.

(114) - (122): ﴿وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ... : أنعم سبحانه عليهما بالنبوة والنجاة من العدو الألد والإنتصار عليه وهو فرعون وقومه الذي كان يقتل الأبناء ويستحي النساء، عظمت حكمته، وأبقى لهما الذكر الجميل والثناء العاطر، وفوق ذلك أنزل على موسى التوراة، وفيها أحكام الله الواضحات، وتقدمت قصة موسى مرات، منها في الآية 103-156 من الأعراف.

(123): ﴿وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنْ الْمُرْسَلِينَ: قال المفسرون: هو واحد من أنبياء بني إسرائيل، وينتهي نسبه إلى هارون.

(124): ﴿إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلَا تَتَّقُونَ: الله، وتخافونه في عبادة سواه.

(125) - (126): ﴿أَتَدْعُونَ بَعْلً: اسم صنم، وفي تفسير ابن كثير: كان لأهل بعلبك صنم يعبدونه اسمه بعل ﴿وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ: أي من يستحق العبادة وحده لا شريك له.

(127) - (128): ﴿فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ: للحساب والعذاب.

(129): ﴿وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ: ذكرًا طيبًا.
(130): ﴿سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ: في الجزء الثاني من كتاب فضائل الخمسة ص67 : جاء في الدر المنثور للسيوطي: (أخرج ابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس انه قال في قوله تعالى: (سلام على آل ياسين) نحن آل محمد (ص) آل ياسين).

(131) - (135): ﴿وَإِنَّ لُوطًا لَّمِنَ الْمُرْسَلِينَ... : إلى قومه، فكذبوه فنجاه الله سبحانه من الهلاك الذي نزل بهم إلا امرأته.

(136): ﴿ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ: من قوم لوط بعد نجاة من آمن منهم.

(137) - (138): ﴿وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ... : على ديار قوم لوط ليلا ونهارًا، وترون آثار الهلاك، فاتعظوا واعتبروا وتقدمت قصة لوط مرارًا منها في الآية80-84 من الأعراف.

(139): ﴿وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ: إلى قومه فكذبوه.

(140): ﴿إِذْ أَبَقَ: فر إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ: بالناس والأمتعة.

(141): ﴿فَسَاهَمَ: قارع ﴿فَكَانَ مِنْ الْمُدْحَضِينَ: المغلوبين، لعبت الأمواج بالسفينة، ولكي تخف بمن فيها اقترعوا فوقعت القرعة على يونس.

(142): ﴿فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ: بخروجه مغاضبًا قومه.

(143): ﴿فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ: مكررًا ومرددًا: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.
(144): ﴿لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ: هذه الآية نص قاطع على أن الدعاء يرد البلاء والقضاء بعد إبرامه، ولكن بشرطين: أول أن يكون الداعي من الأنبياء والأتقياء. الثاني أن تغلق دونه أبواب الحركة والعمل وتنقطع أسبابه بالكامل تمامًا كما انقطعت وأُغلقت دون يونس الذي استغاث وهو غارق في ظلمة البحر والليل وبطن الحوت، ولا مغيث على الإطلاق إلا الله.

(145): ﴿فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاء وَهُوَ سَقِيمٌ: استجاب سبحانه لدعاء يونس، وألقاه على اليابسة ضعيفًا كالفرخ بلا ريش.

(146): ﴿وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ: يستظل بها.

(147): ﴿وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ: أي بل يزيد عددهم عن المئة ألف، فأعرضوا في البداية ثم.

(148): ﴿فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ: إلى أن وافاهم الأجل المحتوم، وتقدمت الإشارة إلى قصة يونس في الآية 67 وما بعدها من الأنبياء.

(149): ﴿فَاسْتَفْتِهِمْ: يا محمد ﴿أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ: زعم بعض العرب أن الملائكة بنات الله، ولأنفسهم الذكور.

(150): ﴿أَمْ خَلَقْنَا الْمَلَائِكَةَ إِنَاثًا وَهُمْ شَاهِدُونَ﴾2015-12-10