يتم التحميل...

الحرب الناعمة

الحرب الناعمة

الحرب الناعمة هي استخدام القوة الناعمة لتحقيق الأغراض الخاصة بالمرسل. فهي أساليب خبيثة تستخدم لتحقيق أهداف يمكن استخدام القوة الصلبة لتحقيقها، لكن بتكاليف أضخم. من هنا يمكن تعريفها:

عدد الزوار: 40

الحرب الناعمة هي استخدام القوة الناعمة لتحقيق الأغراض الخاصة بالمرسل. فهي أساليب خبيثة تستخدم لتحقيق أهداف يمكن استخدام القوة الصلبة لتحقيقها، لكن بتكاليف أضخم. من هنا يمكن تعريفها: " بأنها مجموعة من الأفعال العدائية المدبّرة الهادفة إلى تحويل القيم الثقافية الأساسية كما الهوية لمجتمع ما. إن هذا النموذج من الحرب يمكن أن يؤثر في كل المظاهر السيكولوجية"، إنها باختصار:

أ - نشاط متعمد ومخطط له:
إن أكثر ميادينه أهمية هو الثقافي والسياسي والاجتماعي1. إلا أن أساليب الحرب الناعمة لا تبقى دائماً هي نفسها، بل هي تتبدل حسب الظروف والمعطيات وتطور القناعات والأذواق، فالنفط لم يكن مورد قوة مؤثراً قبل العصر الصناعي، كما لم يكن اليورانيوم ذا أهمية قبل العصر النووي2.

ب - المزاوجة بين القوة الناعمة والقوة الصلبة: القوة الذكية
إن تحقيق الأهداف، لا يمكن دائماً بالقوة الناعمة، لذلك تعمد القوى الاستكبارية إلى المزاوجة بين القوة الناعمة والقوة الصلبة، فمن "أجل كسب السلام"، يتعين على الولايات المتحدة أن تظهر براعة كبيرة في ممارسة القوة الناعمة كما أظهرت براعتها في ممارسة القوة الصلبة، لكسب الحرب "ضد الإرهاب"3.

وهذا المزج يشكل ما يسمى "القوة الذكية"4. على أن المزج لا يعطي حاصلاً حسابياً بسيطاً، لأن هناك علاقة جدلية بين القوتين، خاصة وأن القوة الصلبة "لها جانب جذاب أو ناعم، لأن الناس تميل إلى القوي وإن كانت تشفق على الضعيف. كما أن القوة الصلبة قد تُستخدم لإحداث نتائج محببة وجذابة. ففي حرب العراق كانت هناك مجموعة أخرى من الدوافع لها علاقة بالقوة الناعمة، فقد اعتقد المحافظون الجدد أن القوة الأميركية يمكن استخدامها في تصدير الديمقراطية إلى العراق وفي تحويل سياسة الشرق الأوسط5.

على أن الأميركيين ما زالوا منذ زمن الحرب الباردة يزاوجون بين القوتين بجرعات متباينة، ففيما كانوا يعدون ترسانة نووية هائلة ضد المعسكر الاشتراكي، كانوا يبثون الموسيقى الأميركية والأخبار للشباب "خلف الستار الحديدي"6، وذلك بواسطة "إذاعة أوروبا الحرة".

واليوم يمارس الأميركيون أسلوب المزاوجة تجاه الجمهورية الإسلامية الإيرانية وسائر دول الممانعة وحركات المقاومة. فالحوادث الحاصلة في الشرق الأوسط تمثل في الوقت نفسه حرباً ناعمة (إلى جانب الحرب الصلبة) بين المقاومة التي تقودها إيران، من جهة، ونظم الغطرسة (الغرب) التي تقودها الولايات المتحدة، من جهة أخرى. وإن كانت جبهة المقاومة انتصرت في بعض البلدان، وهي تربك المشاريع الغربية في بلدان أخرى.

"كما تخاض حرب ناعمة، إلى جانب مظاهر الحرب الصلبة (التهديد المبطّن أو المعلن) بين روسيا وأميركا حول دول أوروبا الجنوبية الشرقية ومنطقة بحر قزوين، حيث تسعى أميركا إلى ضم الدول المذكورة: ألبانيا، كرواتيا، مقدونيا، جورجيا، أوكرانيا.... إلى مؤسسات أوروبا الأطلسية، والى كسر تحكّم روسيا بطرق الترانزيت الخاصة بالطاقة من بحر قزوين إلى الأسواق الأوروبية، والى نشر الديمقراطية في أوساط الشعوب المعنية. فيما تتصدى روسيا لكل هذه المشاريع"7.

*الحرب الناعمة مقومات الهيمنة وإشكاليات الممانعة ، سلسلة الندوات الفكرية ، نشر: جمعية المعارف الإسلامية الثقافية


1- http://www.persia-house.com/mode/1135
2- المصدر نفسه، ص 22
3- المصدر نفسه، ص 14.
4- المرجع نفسه، ص 16.
5- المصدر نفسه، ص 53
6- الذي كان يفصل المعسكر الاشتراكي عن المعسكر الغربي.
7- راجع: Policy Review.no 137 by Bruce p. Jackson، Russia and the West square off

2015-07-23