كلمة سماحة السيد حسن نصر الله في احتفال كشافة المهدي(عج)
2015
أرحب بكم جميعاً بالأماكن التي تتواجدون فيها، في الضاحية، في بعلبك، في صور والنبطية. وأبارك لكم وللمشاهدين وللمسلمين ذكرى ولادة صاحب العصر والزمان، بقية الله في الأرضين، المهدي من آل محمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، وعجل الله تعالى فرجه الشريف وجعلنا وأياكم من أنصاره وأعوانه.
عدد الزوار: 156
كلمة سماحة
الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في احتفال كشافة المهدي اليوم الجمعة
5-6-2015
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين،
والصلاة والسلام على أشرف الخلق وأعز المرسلين، سيدنا ونبينا خاتم النبيين أبي
القاسم محمد بن عبد الله، وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه الأخيار المنتجبين وعلى
جميع الأنبياء والمرسلين.
السادة العلماء، الإخوة والأخوات، السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته.
أولاً، أرحب بكم جميعاً بالأماكن التي تتواجدون فيها، في الضاحية، في بعلبك،
في صور والنبطية. وأبارك لكم وللمشاهدين وللمسلمين ذكرى ولادة صاحب العصر والزمان،
بقية الله في الأرضين، المهدي من آل محمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، وعجل
الله تعالى فرجه الشريف وجعلنا وأياكم من أنصاره وأعوانه.
وأيضا في البداية أبارك لإخواني وأخواتي في جمعية كشافة المهدي عليه السلام هذا
اللقاء، هذا المؤتمر، وأيضا الذكرى العزيزة والغالية الثلاثين على تأسيس هذه
الجمعية وانطلاقتها، جمعية كشافة المهدي اليوم هي في ذروة شبابها، في أيام وسنوات
العطاء، قمة العطاء والفعل والنشاط والحيوية والانتاج، وهكذا كانت وهكذا ستبقى إن
شاء الله.
أنا قسمت الكلام، عادةً هذا اللقاء كنا لا ننقله عبر وسائل الإعلام ونحكي، ولكن بعد
احتفال الجرحى، بهذه الشفافية، نحن بالحقيقة احتفال الجرحى لم ننقله بالإعلام لأنه
كان الأحد لدينا احتفال النبطية فقلنا الظهور أمام الإعلام الجمعة وثم نظهر يوم
الأحد هناك "لبكة" وإلا هو لم يكن لقاء داخلي.
لكن تعلمنا أنه عادة عندما يكون شيء لا ينقل مباشرة في وسائل الإعلام نتحدث به
بالسياسة يحدث أحيانا بعض التقطيع أو بعض الكلام الذي يخرج من سياقه ويفهم بطريقة
غير مناسبة، لذلك نظراً للظروف الحساسة في هذه المرحلة أنا لن أتحدث بالسياسة
باللقاءات الداخلية. كلما أتحدث بالسياسة بلقاء أو باحتفال سنبثه مباشرة على
الشاشات، حتى تكون الأمور واضحة، لأنه ليس لدينا كلام نقوله في داخل القاعات وكلام
آخر نقوله للناس. في النهاية نحن حركة جماهيرية شعبية، نعيش في وسط الناس ونقوى
بالناس وقناعات الناس والرأي العام وإرادة الناس هي من أهم عناصر قوتنا واستمرارنا.
لذلك أنا قسمت الحديث ثلاثة أقسام:
القسم الأول سياسي، سأبدأ
بالسياسي عادة كنا بلقاءاتنا ننتهي بالسياسي. من أجل من يريد أن ينقل فلينقل من
القنوات.
القسم الثاني هو القسم الثقافي الديني له علاقة بالمناسبة، بموضوع الإمام المهدي
عليه السلام، القنوات التي تهتم بالسياسة تكتفي بالقسم الأول، المنار بالحد الأدنى
سيكمل نقل القسم الثاني لأنني أيضاً أعتقد أنه يهم الناس المتابعين لهذا الجنب.
القاسم الثالث هو تنظيمي إداري، داخلي، يتصل بالجمعية ويهم الجمعية، بالنسبة للناس
قد لا يكون موضع نأخذ وقتهم لذلك سيقف البث عند انتهاء القسم الثقافي. هذا التوزيع
لليوم.
في الشق السياسي هناك عدد من العناوين أود أن أتحدث عنها
في هذه المناسبة.
العنوان الأول يرتبط بالعدو الإسرائيلي. قبل أيام شهدنا في فلسطين المحتلة أن حكومة
العدو كانت تنفذ مناورة في الجبهة الداخلية اسمها نقطة تحول 8، عام 2015.
هم بعد حرب تموز بعدما أجروا تقييماً، أجمعت إسرائيل ـ ولا يوجد أحد بإسرائيل قال
إنهم انتصروا بالحرب، طبعاً في لبنان لدينا ناس يقولون إن إسرائيل انتصرت بالحرب ـ
في إسرائيل لا أحد يقول إنهم انتصروا بالحرب، ويقولون إنهم فشلوا وهزموا وانكسروا
إلخ...
تذكرون، شكلوا لجنة، وقيّموا، ومن وقتها اكتشفوا أنه بحرب تموز هناك شيئ جديد دخل
على المعادلة وهو استهداف الجبهة الداخلية لكيان
العدو. غالباً، كانت الجبهة الداخلية بمنأى عن الحروب، كانت حروب إسرائيل في
أراضينا. لكن في حرب تموز، وبعدها طبعا حروب غزة، باتت الحرب في داخل أرض العدو،
الأرض الفلسطينية التي يحتلها العدو، فبات هو مضطراً لأن يجري ما يسمى مناورة
الجبهة الداخلية، عندما تسقط صواريخ على حيفا وعلى تل أبيب وعلى الوسط والشمال وعلى
الجنوب هو ماذا سيفعل بالناس، مستشفياته، طرقاته، مدارسه، أسواقه، مطاراته، موائنه،
أجرى ما يسمى مناورة الجبهة الداخلية.
في مناسبة المناورة هذه، طبعاً هو كل عام يجريها، السنة الماضية لم يجريها لأنهم
كانوا مختلفين على الميزانية، هذا العام أجراها. بمناسبة المناورة خرج عدد من
المسؤولين الإسرائيليين، عسكريين وسياسيين، ووجهوا تهديدات باتجاه لبنان، بالتدمير
بالتفجير، بالتهجير، هناك واحد تحدث عن تهجير مليون ونصف لبناني خارج مناطقهم.
أنا في العنوان الأول أريد أن أعلق على هذه التصريحات.
أولاً: هذا جزء من الحرب النفسية، هذا جزء من "الوَهوَلة" (التهويل) والحرب
النفسية التي تعوّدنا عليها منذ قيام هذا العدو من قبل ال48 وعام 48، دائما كان
جزءاً من أسلحة العدو لإلحاق الهزيمة بالشعوب العربية والجيوش العربية وشعوب
المنطقة، كانت الحرب النفسية والدعاية والصوت العالي.
أولاً: هذا ليس جديداً.
ثانياً: أنه يأتي ويقول ندمر ونفجر ونعيد
و"نعمل ونسوّي" بالأرض ونهّجر مئات الألف أو مليون ونصف. "شو الجديد؟" يعني هذا
الكيان منذ اللحظة التي أسس فيها هو قائم على القتل والتدمير والتهجير والتفجير
والمجازر، هذا هو الإسرائيلي يعيد حاله، طبعاً جيد أنه يذكّر اللبنانيين وشعوب
المنطقة، يا ناس لا، هناك عدو إسمه إسرائيل، والطبيعة هي الطبيعة، لا يحاول أن
يغيّر، حتى لا يسعى أن يغيّر ويطبع بشيء ثانٍ، هذه طبيعته العدوانية الإرهابية، وهو
يعبّر عنها من خلال هذه التصريحات.
ثالثاً: أنا أقول للإسرائيليين، أنتم تعرفون
أن الدنيا قد تغيرت. اختلفت الأمور عن العقود السابقة، والدليل هي هذه المناورة
التي تجرونها. لمَ تجرون مناورة في الجبهة الداخلية من بعد حرب تموز؟ لأنكم اكتشفتم
أنكم جيش هزم وأنكم جيش يهزم وأنكم كيان عندما يعتدي سيُردّ عليه وفي عقر داره وفي
عمق العمق، ولذلك أنتم تجرون هذه المناورة. أنت تأتي لتهددنا وأنت تجري مناورة
الجبهة الداخلية التي هي اعتراف كامل وتفصيلي بأن للمقاومة قدرات تطال كل هذه
الأماكن التي تناور فيها الآن أنت في الجبهة الداخلية.
رابعاً: انتهى الزمن، ليس الآن انتهى، انتهى
قبل ال2000 وانتهى بالتحديد بال2006 وأيضا في حروب غزة، انتهى الزمان التي تدمر
إسرائيل فيه بيوتنا وتبقى بيوتها، وتدمر بنيتنا التحتية وتبقى بنيتها التحتية،
وتهجّر أهلنا ويبقى مستوطنوها في المستعمرات وفي المستوطنات وفي المدن المغتصبة.
هذا انتهى، هذا انتهى بال2006 انتهى، لكن ما هو آتٍ هو أعظم من ال2006 على هذا
الصعيد وعلى غير هذا الصعيد أيضاً.
وبوضوح أنا أقول لهؤلاء الإسرائيليين: إذا أنت تهدد بتهجير مليون ونصف لبناني،
المقاومة الإسلامية في لبنان تهدد بتهجير ملايين الإسرائيليين، ملايين الإسرائيليين
سيتم تهجيرهم في الحرب المقبلة إذا فرضت على لبنان.
هذا أمر واضح ومحسوم، وقادة العدو يعرفونه وشعب العدو يعرفه، لذلك هذا الكلام
الفارغ وهذه التهديدات العنترية هي لن تقدم ولن تؤخر شيئاً على الإطلاق. أنتم
تعرفون: لا نخشى حربكم فضلاً عن تهديداتكم، والآن إذا أنتم تفترضون أننا نحن
مشغولون في سوريا وفي القلمون وفي جرود عرسال وفي أماكن أخرى، أن هذا يمكن أن يغير
شيئاً من معادلة الصراع مع العدو الإسرائيلي، نحن قلنا في أكثر من مناسبة أن هذا لن
يغير شيئاً، بل عليه أن يخيفكم وعليه أن يقلقكم.
بكل الأحوال، أنا أقول للبنانيين وللشعب اللبناني: لا تصغوا إلى هذه التهويلات وأنا
أعرف أنها لن تؤثر في إرادتكم وفي عزمكم لا من قريب ولا من بعيد، إنما هي جزء من
هذا الصوت العالي الذي يعبّر عن قلق العدو وعن خوف العدو وهي جزء من سلاح الردع
الذي يستخدمه العدو في مواجهة المقاومة لأنه يخشاها ولأنه يخافها ولأنه يؤمن
بقدرتها أكثر ممّا يؤمن بها البعض.
هذا العنوان الأول. طبعاً أنا سأمشي بالعناوين بسرعة قليلاً من أجل أن نستفيد من كل
الوقت.
العنوان الثاني له علاقة بعرسال وأيضاً القلمون.
في الأسابيع القليلة الماضية هناك ملف في لبنان طرح بقوة سواءً في وسائل الإعلام أو
في الميدان أو في اللقاءات السياسية أو على طاولة مجلس الوزراء، اسمه عرسال، بلدة
عرسال وجرود عرسال واحتلال هذه المنطقة من قبل الجماعات الارهابية والاستحقاق الذي
يواجه اللبنانيين عموماً وأهل البقاع وخصوصاً أهل بعلبك الهرمل. وأُطلقت مواقف. نحن
تكلمنا، غيرنا تكلم، كان هناك ردود أفعال وتعليقات وتطورات الآن على المستوى
الميداني. أنا أريد أن أقف قليلاً عند هذا الموضوع لأهميته وحساسيته خصوصاً هذه
الأيام.
أولاً، في موضوع البلدة، نحن كنا واضحين،
خصوصاً في خطاب النبطية، في عيد المقاومة والتحرير. أنا فصلت بين البلدة وبين جرود
عرسال، وتحدثت عن البلدة وعن أهل البلدة وإخواننا وأهلنا وإلى آخره.
واليوم أنا أود أن أؤكد أيضاً، رغم أن الكلام يوم الأحد كان واضحاً جداً، مع ذلك
أنا اليوم أريد أن أؤكد أنه لم نكن نفكر ولم نكن نخطط ولم يقل أحد منا من حزب الله
بالتحديد إننا نريد أن ندخل إلى بلدة عرسال. ليثبت أحد أنه هناك قرار، هناك تصريح،
هناك موقف، هناك خطاب، هناك بيان.. بل كنا دائماً نقول إن هذه البلدة محتلة من قبل
الجماعات التكفيرية وإن مسؤولية تحرير البلدة واستعادة البلدة وانقاذ البلدة وأهلها
هي مسؤولية الدولة وهي مسؤولية الجيش اللبناني. ونحن أولاد البلد وأهل البلد ونعرف
كل الخصوصيات في البلد، يعني لبنان أقصد، والمنطقة، خصوصاً في البقاع. نحن لم نقل
شيئاً من هذا. نعم بموضوع جرود عرسال نحن كنا واضحين، جداً واضحين.
حسناً، ما الذي حصل من وقتها، وهنا نقف أمام نموذج من نماذج النفاق السياسي
والتضليل السياسي والتوظيف السياسي الخبيث والذي مستواه هابط. أنه يوجد أناس
اخترعوا معركة اسمها بلدة عرسال، اخترعوها هم بأوهامهم، هم افترضوها وهم اخترعوها
وهم تكلموا عنها وخرجوا يريدون أن يدافعوا عن أهل عرسال وعن بلدة عرسال، وأن بلدة
عرسال خط أحمر وأن بلدة عرسال يعني هذه حرب مذهبية وأنه ماذا سيحصل بلبنان وماذا
يحصل بالمنطقة، يا أخي أنت تفترض، أنت بأوهامك، بعقلك الشيطاني تفترض أنه هناك أناس
اسمهم حزب الله أو اسمهم أهل بعلبك – الهرمل، أو اسمهم الناس في الجوار يريدون أن
يقاتلوا أو يدخلوا إلى بلدة عرسال، هو ليس كذلك. هذا النفاق، اسمحوا لي في البداية
أن أتكلم بهذا الوضوح من أجل أن يعرف اللبنانيين من هو الحريص على الناس وعلى أن لا
تكون حرب مذهبية ولا حرب أهلية في لبنان ومن يراعي كل الخصوصيات والحساسيات وفي
المقابل من يخترع أكاذيب وأوهام ليعيد انتاج نفسه في ساحة معينة ليقدم نفسه قائداً
أو زعيماً أو حامياً ولو على حساب التجييش الطائفي والمذهبي.
حسناً، إذاً أول نقطة، فلنحسمها، نحن لسنا في صدد الدخول إلى هذه البلدة، وهذه
البلدة هي مسؤولية الدولة ومسؤولية الجيش اللبناني، وأنا أدعو كل من يستخدم هذه
الورقة للتجييش المذهبي أو الطائفي وللنفاق السياسي وللخداع السياسي أن يكف عن ذلك.
ثانياً، الحمد لله أمس مجلس الوزراء، بالحد
الأدنى في موضوع البلدة أنا أعتقد القرار واضح. إلا إذا كان أحد بعد ذلك يريد أن
يفسر الأمور الواضحة بطريقة مختلفة.
موضوع الجرود أنه تُركت، الآن ممكن أن يقول أحد واضحة أو ممكن أن يقول كلا هذا
القرار حاسم وممكن أن يقول أحد كلا قابل للتفسيرات والتأويلات. لكن فيما يعني
البلدة، بلدة عرسال، قرار مجلس الوزراء بالأمس واضح أن على الجيش اللبناني ولذلك
بالبيان يوجد قرر مجلس الوزراء، أن على الجيش اللبناني أن يستعيد هذه البلدة
ويحميها ويدافع عنها ويدخل إليها ووو إلى آخره.
إذاً المسألة الآن فيما يعني بلدة عرسال خرجت من النقاش السياسي ومن دائرة القرار
السياسي وأصبحت في عهدة قيادة الجيش اللبناني والجيش اللبناني. وبالتالي اللبنانيون
يتطلعون ـ وخصوصاً أهل المنطقة ـ يتطلعون إلى قيادة الجيش وإلى الجيش لتحمّل هذه
المسؤولية الوطنية والكبيرة والمهمة جداً. الموضوع ليس موضوعاً صغيراً على الإطلاق.
حسناً، هذه النقطة الثانية أيضاً أعتقد أنها أصبحت واضحة، والكل ينتظر متى ينفذ هذا
القرار وطبعاً الحكومة معنية بأن تطالب وأن تتابع الجيش لتنفيذ هذا القرار وتوفر له
كل سبل التوفيق والنجاح.
في موضوع جرود عرسال، مجدداً تتذكرون أول ما بدأنا بموضوع القلمون وتكلمنا أنه يمكن
أن يوجد قلمون وبعد الثلج وما بعد الثلج والجبال، طلع أناس يقولون كلا لا يحصل شيء
بالقلمون وهذا كلام وهذه حرب نفسية، وحزب الله لن يستطيع أن يمشي خطوة واحدة
والقلمون سيكون مقبرة لحزب الله وكل هذا الكلام الذي سمعتموه، وتهديد وتهويل ووعيد.
حسناً، مشينا بالقلمون، وبالمناسبة الذي عجّل بالقلمون هو اعتداء المسلحين على
مواقع الجيش العربي السوري ومواقع رجال المقاومة، وإلا في التوقيت نحن كان ما زال
لدينا القليل من الوقت، وكنا ما زلنا نتجهز ونحضر ولذلك كثيرون فوجئوا أن معركة
القلمون بدأت.
الحقيقة الإعتداء المباشر الميداني هو الذي عجل معركة القلمون. حصل نفس الشيئ
بموضوع عرسال، جرود عرسال، أيضاً قبل جرود عرسال، جرود عرسال خط أحمر وخط لا أعرف
ماذا، وحزب الله لن يجرؤ، وحزب الله ستكون الجرود بالنسبة له هي مقبرة غزاة، وهذا
الكلام..
أولاً: نحن لسنا غزاة، نحن محررون ومقاومون وهذه بلدنا وهذه أرضنا.
ثانياً: رأيتم كل الكلام الذي قيل ليس له قيمة، مثل ما قبل معركة القلمون،
والآن الأخوة المجاهدون الأبطال والأبرار والذين نتوجه إليهم بكل التحايا والتقدير
والاحترام والمحبة والاعتراف بإيمانهم وبشجاعتهم وبمسؤولياتهم وبإحساسهم الكبير
بالمسؤولية وبتضحياتهم وهم قدموا شهداء وجرحى ويقاتلون في عمق هذه الجرود، الآن في
الوديان وفي الجبال العالية، والذي عجّل بمعركة جرود عرسال هو الإعتداء الأخير الذي
قامت به جبهة النصرة، يعني فرع تنظيم القاعدة في بلاد الشام، على إخوانكم في جرود
يونين وفي جرود نحلة وبعض جرود عرسال، هذه عجلت بالمعركة.
إذاً هذه المعركة الآن موجودة، قائمة، أيضاً على طريقتنا بهذا الموضوع من البدايات،
إلى أين وكيف تستمر ومداها الزمني ومداها المكاني وسقفها؟ هذا نحن على كل حال من
القلمون إلى جرود عرسال نحن اتفقنا أن المعركة تتحدث عن نفسها، أنا لن أحكي تفاصيل
ولن أقدم تقارير تفصيلية، المعركة تتحدث عن نفسها. وخلال هذه الأيام القليلة
الماضية، عشرات الكيلومترات من الأراضي اللبنانية المحتلة في جرود عرسال تم تحريرها
بسواعد إخوانكم ومجاهديكم في المقاومة الإسلامية في لبنان.
وكذلك حصل ذلك التقدم الكبير والمهم في جرود فليطة وتم استعادة ما يكمل انجاز طلعة
موسى في جبال الثلاجة وفي مواقع أخرى، مما سيجعل إنجازات الأيام الأخيرة ـ أستطيع
أن أؤكد لكم نتيجة عسكرية وميدانية تقول إن إنجازات هذه الأيام الأخيرة ـ تكون قد
جعلت بالفعل وبدون أي نقاش وبدون أي تردد أو ثغرة يد إخوانكم في المقاومة وإخوانكم
في الجيش العربي السوري هي العليا الآن أصبحت سواء في جرود القلمون أو جرود عرسال،
من خلال كل التطورات الميدانية الحاصلة .
جيد، على هامش هذه المعركة، بعض الأمور التي يجب أن أشير إليها، نحن تكلمنا أنه إذا
تخلّت الدولة عن المسؤولية، فأهل البقاع لن يتخلوا، أهل بعلبك الهرمل لن يتخلوا عن
هذه المسؤولية، بالفعل خلال الأيام الماضية، اللقاءات التي عقدت في البقاع وخصوصا
في بلدات ومدن عديدة من بعلبك الهرمل، للعائلات، للوجهاء، للفعاليات، للعشائر،
عبّرت بصدق عن قناعات أهل المنطقة، ونحن واكبناها وتابعناها، وطبعاً هذا الذي نعرفه،
وأنا أشكر لهم أيضاً تحمّلهم المسؤولية ووعيهم الكبير وفهمهم الدقيق والصحيح
للمخاطر، وأيضاً استعدادهم للوقوف وللتضحية .
نحن في المرحلة الحالية ما نحتاجه هو هذا التضامن، هذه المساندة الشعبية والمعنوية،
طبعاً نحن لسنا بحاجة الآن إلى مقاتلين، إخوانكم في تشكيلات المقاومة، تشكيلاتها
المختلفة، هم إن شاء الله يملكون العديد والعدة والعتاد والقدرة البشرية والمادية
لإنجاز هذا الهدف الذي تطلعتم إليه وناديتم به وآمنتم به. ما نحتاجه فعلاً في هذه
المرحلة هو هذا التضامن وهذا التأييد.
ما قيل أيضاً، مثل فرضيات الدخول إلى بلدة عرسال، هناك أناس، مجرد أن قلنا إن أهل
بعلبك الهرمل لن يسكتوا، بدأوا يتحدثون فوراً عن الحشد الشعبي، أين تحدثنا نحن عن
الحشد الشعبي؟ إلى هذه الدرجة قلبكم ضعيف؟ المسألة حتى الآن لا تحتاج إلى حشد شعبي
ولا تحتاج إلى استنفار شعبي ولا إلى تعبئة شعبية عامة، بل كما قلت قبل قليل، الإخوة
هم قادرون إن شاء الله على إنجاز هذا الاستحقاق فلسنا في صدد تشكيل ألوية أو تشكيل
حشد شعبي، وكل من عبر عن تأييده وعن مساندته وعن موقفه الطيب، نحن طبعا نشكره،
ونقول في نهاية المطاف: رجال المقاومة وأبطال المقاومة، الذين يقاتلون في الجرود
وفي الجبال وفي المواقع، والذين يرابطون في جنوب لبنان، أصلاً من هم هؤلاء؟ إنهم
أبناء هذه العشائر وأولاد هذه العائلات وأبناء هذه القرى وهذه البلدات. في الحقيقة
هذا أيضاً للتأكيد والتوضيح، وبالتأكيد إن معركة جرود عرسال ستسهل بشكل كبير وتخفف
الأعباء عن الجيش اللبناني، وستكون هذه مقدمة تسهّل بشكل كبير الخطوات التي طُلب
رسمياً وشعبياً ووطنياً من الجيش اللبناني أن ينجزها.
هذا في موضوع عرسال. اذاً موضوع عرسال أصبح واضحاً ولا يحتاج إلى مزيد من النقاش.
نحن لا نريد أن ندخل إلى البلدة، ولا نريد أن نقترب منها. هذه مسؤولية الجيش
اللبناني ومسؤولية الدولة، و نأمل أنهم إن شاء الله سيتحملون هذه المسؤولية.
معركة جرود عرسال انطلقت وستتواصل حتى تحقيق الأهداف، ولسنا ملزمين بسقف زمني، لا
أحد يقول لنا ساعات وأيام وأسابيع وشهور. "على مهلنا"، هذا الأمر يحدده القادة
العسكريون الميدانيون، لأننا معنيون بإنجاز الهدف بأقل تضحيات ممكنة، ولذلك نحن
لسنا على عجلة من أمرنا، والوقت المتاح أمامنا مفتوح ونتحرك على ضوء هذه المسؤولية
.
العنوان الثالث: في القسم السياسي، الموضوع الحكومي،
جملتان مختصرتان.
بالموضوع الحكومي أنا أتمنى على المسؤولين وعلى الوزراء وعلى القوى السياسية
الموجودة في الحكومة أن تأخذ الأمور بالجدية المطلوبة، يعني "ما حدا" يتعاطى أن هذه
الأمور تقطّع من خلال الوقت، واننا نستطيع أن "نطنّش عنها". لا، الأمور ليست كذلك،
وأعتقد أن عليهم أن يدركوا جدية الأوضاع وأهميتها وحساسيتها، ومن ينتظر متغيرات ما،
إذا كان جالساً ويحلّل أنه لا مشكلة وأننا الآن ندفع بالاستحقاقات المطلوبة من
الحكومة الحالية، على أمل أن يكون هناك متغيرات ما في اليمن أو العراق أو سوريا أو
في المنطقة هو مشتبه وواهم ويراهن على سراب، وهذا على ضوء تقييم أقول ذلك، وهؤلاء
يضيّعون الوقت من حساب البلد، هناك استحقاقات مطلوبة من الحكومة اللبنانية عليها أن
تتحمل مسؤولياتها القانونية والدستورية في معالجة ومتابعة هذه الاستحقاقات وأن تؤخذ
الأمور بالجدية اللازمة والاهتمام العالي وعدم المراهنة على أي سراب أو أوهام .
العنوان الرابع: داعش. مضطرون للحديث قليلاً
عن داعش. الغريب أنه منذ أكثر من سنة، يعني منذ ظهور داعش في العراق وفي الموصل
طبعاً، لم تكن بعد مسيطرة على الموصل بشكل كامل لكن عندها تواجد في العراق لأن منشأ
داعش هو في العراق، يعني هي دولة العراق الاسلامية كان اسمها، وبعد ذلك تطورت عندما
دخلت إلى سوريا وأخذت الرقة وأجزاء من محافظة ديرالزور وأجزاء من الحسكة وما شاكل
وأصبح اسمها الدولة الإسلامية في العراق والشام، فاختصرها بعض الإعلاميين وبعض
أخصامها بداعش، ولكن داعش بدأت من العراق. من يومها حصل هناك نقاش أن داعش صنيعة من.
لما تطور الموقف في سوريا، ارتفع منسوب هذا الكلام بشكل أعلى. مثلاً لأننا في زمن
تضليل إعلامي وسياسي ضخم جداً أنا مضطر أن أقف قليلاً عند هذا الموضوع لأننا رأيناه
حتى في الأيام القليلة الماضية والأسابيع القليلة الماضية.
يعني عندما قام انتحاري في بلدة القديح في منطقة القطيف في السعودية بتفجير نفسه في
مسجد من مساجد المسلمين الشيعة هناك، وبعد ذلك لما صار نفس التفجير على بوابة
المسجد الذي حال دون خطره الشباب الأبطال الشجعان الذين استشهد بعضهم رضوان الله
عليهم، خرج كثيرون في وسائل الاعلام داخل السعودية الاعلام الخليجي بلبنان
وبالمنطقة، من يتهم أن داعش تقف خلفها إيران، تصوروا مثلا ، الآن أنت عاقل ويأتي
أحد يتحدث معك، "شوفوا نحن في أي زمن"، إيران، الجمهورية الاسلامية المتهمة بنشر
التشيّع ظلماً، والمتهمة أنه لا يعنيها في العالم الاسلامي إلا الشيعة ظلماً،
والمتهمة بكل ما هو شيء اسمه شيعة وتشيع، "شوي بيطلع انه مين داعش هذه"، هذه داعش
تقف وراءها إيران، وإيران هي التي تحرك داعش وهي أرسلت الداعشيين إلى مساجد الشيعة
في القطيف أو في الدمام لتفجيرهم، وبالتالي ليقوم الشيعة في القطيف وفي الاحساء وفي
الدمام ويغضبوا على السلطة والنظام السعودي وتحصل مظاهرات وتحصل فتنة ويحصل كذا.
ما شاء الله من هذا التحليل، حكي طبعاً، لا يستند إلى أي دليل ولا إلى أي معطى، بل
هو خلاف العقل وخلاف المنطق وخلاف كل الأمور.
نفس الشيء عندما حصلت الأمور في العراق وسوريا، من أسس داعش؟ تصوروا أن الذي أسس
داعش مثلاً عند بعض هؤلاء، بين هلالين العظماء، أسسها الرئيس بشارالأسد، أسس داعش،
هو أتى بداعش وأعطاها الرقة وجزءاً من دير الزور وجزءاً من الحسكة وأدخلها إلى ريف
حلب الشمالي، لان الرئيس بشار الاسد يريد من داعش أن تضرب المعارضة الوطنية السورية
التي تهدد النظام. يعني الواحد "لو بدو يعمل فيلم في هولييود ما بيطلع معو هيك"،
تصوروا يعني، وفي العراق نفس الشيء حتى لا نكثرالأمثلة. بل أنا قرأت في بعض
المقالات إنه كيف تأسسست داعش؟ "معليش بدي ضحككون شوي"، هي على كل حال هذه الأيام
أيام فرح وحزن، مخلوطة الأمور. يقولون: حصل لقاء ثلاثي إيراني، سوري، حزب الله،
وأنا كنت حاضراً في اللقاء، وفكرة تأسيس داعش لضرب جبهة النصرة وضرب المعارضة
السورية هي فكرتي أنا. ولا في المنام، لا تخطر ببالي هذه الفكرة، هذا كلام سخيف، ثم
يُنظّر ويُكتب حوله مقالات وكتب، وتسخّر له وسائل إعلام، ويؤتى باستدلالات من قبيل
"الشمس مشرقة اذاً أنت نائم في البيت"، "شو خصّ الشمس المشرقة وأنت نائم في البيت،
شو ربط هذه بتلك؟". يعني استدلالات من هذا النوع، مقدمات لا صلة لها بالنتائج.
لكن للتوضيح، يعني للتذكير مع أن هذه من الأمور الواضحة البسيطة المعروفة أن داعش
التي هي يعني "الدولة الاسلامية في العراق والشام" هي بالأصل هي تنظيم القاعدة في
العراق الذي تناوب على زعامته أبو فلان المهاجر وأبو عمرالبغدادي وأبو مصعب
الزرقاوي وأبو ما بعرف مين الفلاني، تعاقبوا على زعامة تنظيم القاعدة في العراق، هي
فرع تنظيم القاعدة في العراق، إلى سنة ونيّف. هي تنظيم قاعدة، ولها بيعة مع أسامة
بن لادن وبعد أسامة بن لادن لها بيعة مع أيمن الظواهري، وكل الدنيا تعرف هذه
الجماعة، قادتها ومنهجها وتأسيسها وأصولها وفروعها وتمويلها وعلاقاتها، كل شي معروف.
لاحقاً، عندما اختلفوا على موضوع سورية، أن تكون سورية تابعة لإمارة أبي بكر
البغدادي، أو تكون إمارة منفصلة تابعة لايمن الظواهري، الرجل تمرد وتخلى عن بيعته
وأعلن نفسه أميراً وثم خليفة.
إذاً، بكل وضوح، داعش هي تنظيم القاعدة بالأساس، انشقت عن تنظيم القاعدة بمسألة
ترتبط بالخلاف حول قيادة الساحة في سورية وحول البيعة.
حسناً، إذا كانت داعش قاعدة، من في الدنيا لا يعرف من الذي أسس القاعدة؟ هل أسستها
إيران أو الرئيس بشار الأسد أو حزب الله أو من ؟ كل الدنيا تعرف أن الذي أسس
القاعدة هي المخابرات المركزية الاميركية، يعني أميركا، والمخابرات السعودية، يعني
السعودية، والمخابرات البكستانية. وهذا موجود في كتب ومؤلفات ووثائق ومستندات
الدنيا، وأسست في افغانستان لقتال السوفيات وبعد ذلك انقلبت على من أسسها، لأن هذه
الأفاعي هكذا.
حسناً هذه داعش، هذا منشأ داعش، تريدون أن تعرفوا اين صنع؟ ولو !! يعني اذا كنا
اليوم نحن بحاجة أنا او غيري بجزء من الخطاب أن نجلس ونناقش ونذكّر العالم
بالبديهيات والواضحات وأن داعش هي قاعدة وأصلها قاعدة ومنشأها قاعدة، قبل سنة ونيف
قاعدة وبيعتها قاعدة واختلفوا على الإمارة والزعامة، ولم يتغير شيء، فقط تغير أنه
بدل ما يكون أميرها أيمن الظواهري أصبح أميرها أبو بكر البغدادي، هذا هو الموضوع.
أين إيران بالموضوع؟ أين الرئيس بشار الاسد؟ أين حزب الله؟ وأين الآخرون؟
نعم أنه أحياناً الاستدلال أنه كيف أخذوا الرقة؟ كيف أخذوا الموصل؟ يا أخي هذه
معركة مفتوحة، وفي أي نظام يمكن أن تجد قائداً عسكرياً في منطقة يكون خائناً، أو
هناك مسؤول أمني بمنطة خائن، جبان، خاف، أخطأ في تقديراته. يوجد في العراق مناطق
سقطت من بداية الأحداث، ويوجد مناطق سقطت في سورية، لكن هذا يعني أن النظام أو
إيران أو الحكومة العراقية هي من أسست داعش وسلمتها مناطق وقالت لها اذهبي وهددي
العالم كله؟
طبعاً أنا أعتقد أنه حتى الأطفال اذا شرح لهم أحد بعض الواضحات لا يقبلون بهذا
التقييم، داعش هي هذه، هي ذات منشأ اميركي ويوجد اعتراف اميركي بهذا الموضوع، هي
منشأ أمريكي سعودي بكستاني. طبعا يوجد بعض دول الخليج أعطتها إمكانات هائلة، منذ
البدايات، ولاحقاً أصبحت داعش ـ بعد أن تمردت على أبيها وأمها ـ أصبح لها مشروع
ويتم استغلالها ويتم أيضاً حمايتها ويتم تمويلها ويتم شراء وبيع نفطها وتسهيل
إمدادها البشري وتوظيفها في المعركة الإقليمية القائمة في المنطقة.
الشيء الأخير الذي أريد أن أقوله في موضوع داعش، إن العالم كله ـ صادقاً كان أم
كاذباً ـ يتصرف على أن داعش هي تهديد وهي خطر عالمي دولي، لم يقولوا إن داعش تهدد
سورية أو تهدد العراق أو تهدد لبنان، أو تهدد المسيحيين والأقليات... لا، عقدت
مؤتمرات سابقة، من أـيام كان هناك مؤتمر في باريس أيضاً، والعالم يتعاطى على أن
داعش تشكل خطراً على العالم، لكن نحن لا زلنا في لبنان مضطرين أن نتناقش وتجادل أنه
داعش تشكل خطراً على لبنان أو لا؟ نعم إذا لم يكن لبنان جزءاً من هذا العالم! صحيح
لا تشكل خطراً، لكن اذا لبنان هو جزء من هذا العالم، فالمسالة مختلفة وداعش هنا على
حدودكم، هذه جرود عرسال. الآن صادفت أن المنطقة التي تقدمنا فيها من القلمون،
تعرفون أن جرود عرسال والقلمون قطعتين، الجزء الجنوبي اذا صح التعبير يعني جهة
الشرق أو جهة الجنوب، هو ضمن سيطرة جبهة النصرة الذين "علقوا معنا الآن" لكن
المعركة المقبلة هي من من؟ هي مع الجزء الثاني الذي هو الجزء الغربي أو الشمالي،
حسب ما نقف على الخريطة، حسناً هذه المنطقة تسيطر عليها داعش، داعش ليست موجودة في
الرقة أو في الموصل أو حتى في تدمر، هي موجودة هنا في جرود عرسال، فوق رأس بعلبك
وفوق مشاريع القاع وقريب من المنطقة داخل الأراضي اللبنانية. هذه داعش التي ينظر
إليها العالم على أنها تهديد دولي، فلذلك أنا أتمنى أيضا كلنا نتساعد جميعنا، لا
يضيّعنا أحد ولا يشتتنا أحد في تشخيص العدو وفي معرفة العدو. الذي يقاتل داعش بحق
في هذه المنطقة وبصلابة وبجدية هو من يُتهم أنه هو الذي أسس داعش وهو الذي يدير
داعش، يعني الجمهورية الاسلامية في إيران، الإخوة في العراق، الإخوة في سورية نحن
ومن معنا في لبنان، هؤلاء هم من يقاتلون داعش.
أما الآخرون فيسهلون لها في وسائل الإعلام، ويبيعون نفطها وغازها ويقدمون لها المال
ويفتحون حدودهم كي يأتيها المقاتلون من كل أنحاء العالم. دائما هناك قلب للحقائق.
العنوان الأخير، وأريد أن أكتفي بهذا المقدار في الشق
السياسي، موضوع العداون على اليمن: اليوم يكون قد مضى على هذا العدوان
السعودي الأميركي 72 يوماً، طبعاً الآن يمكنننا أن نقول عجيب ويمكننا أن نقول أمر
عادي، هو هذا الوضع العالمي والدولي والعربي والإسلامي، كما هو الحال منذ اليوم
الاول، العالم هو بين مؤيد للعدوان وبين من هو ساكت، سواء كان دولاً أو مؤسسات
دولية أو منظمات دولية أو حكومات أو شعوب، أو جهات علمائية أو مراكز دينية، أو أو
أو أو، لا موقف أو إدانة ولا تعبير ولا أي شيء، مع العلم أن هذا العدوان هو واضح
جداً وجلي جداً، بل أكثرمن هذا، انه اذا كان يوجد تلفزيون أو فضائية أو يوجد جهة
سياسية أو شخصية أو يوجد مجلة أو جريدة تنتقد هذا العدوان أو تعترض عليه، انظروا كم
أن السعودية أو النظام السعودي نظام ديمقراطي ويتحمل النقاش ويتحمل النقد ويتحمل
الرأي الآخر، إذا كان يوجد أحد يدين أو يعترض أو ينتقد ولو بموضوعية، دون أن يستعمل
عبارات قاسية، فالنظام السعودي يعمل بكل الوسائل المخابراتية والأمنية والسياسية
والضغط على وسائل الاعلام والإغراءات المالية والتهديد لإسكات كل الاصوات. يعني هو
لا يريد لأحد في هذا العالم أن يفتح فمه بكلمة واحدة تذكر بالعدوان او تدين العدوان،
لأنه لا يتحمل حتى الكلمة، وهذا طبعاً جانب من جوانب طبيعة النظام في السعودية،
ولذا نعم، رأينا أن هناك فضائيات حذفوها عن الأقمار الصناعية ويجد فضائيات أخرى يتم
ملاحقتها ويوجد فضائيات يتم تهديدها ويوجد من كان يعطونهم المال وقطعوه عنهم، ويوجد
من أغروه بأنهم سيعطونه المال إذا أيّد الحرب، هذا هو.
حسناً، اذا كنت أنت صاحب حق وإذا كنت قوياً، لماذا تخاف؟ لديك مئات الفضائيات، تخاف
من فضائية أو اثنتين؟ لديك آلاف الأقلام، تخاف من قلم أو قلمين؟ لديك العالم كله
معك، تخاف من دولة أو دولتين؟ أو جهة أو جهتين، لانهم يعترضون على عدوانك وعلى حربك
وعلى مجازرك، فهذا دليل ضعف وليس دليل قوة.
إذاً هذه الحرب، طبعاً في هذا السياق، بالنسبة لنا نحن تكلمنا في اليوم الأول
موقفنا واضح ولم يتبدل ولم يتغير، بل في كل يوم نزداد قناعة بصوابية هذا الموقف.
نحن ندين في كل لحظة، في كل يوم، في كل ساعة، في كل مناسبة هذا العدوان السعودي
الاميركي الهمجي الوحشي على اليمن وعلى شعب اليمن وعلى حضارة اليمن وعلى ماضي وحاضر
ومستقبل اليمن. هذا الموقف لن يتغير ولن يتبدل ولن ينزل لا لحنه ولا لهجته ولا صوته
طالما هذا العدوان قائم ومستمر.
إضف إلى أن ما أفق هذا العدوان؟ تكلمنا من أول يوم ونحن الآن في اليوم الـ 72، أعيد
وأقول في اليوم الـ 72، نعم قتل، دمّر، يستطيع أي أحد فعل هذا الأمر، تستطيع
العصابات الإرهابية فعل ذلك، هذا ليس بحاجة إلى دولة وجيش قوي، هذا ليس دليل قوة
أبداً، التدمير والتهجير والقتل وسفك دماء الناس والأطفال والنساء، هذا ليس دليل
قوة.
ضعوا القتل والتدمير على جنب، من كل الأهداف التي أعلنت وبدّلت وأعلن غيرها وخفّفت
وتم التواضع فيها وحتى الأهداف المتواضعة التي أعلنت لاحقاً في "إعادة الأمل" ما
الذي تحقق منها؟ لا شيء.
وكل الأسقف العالية لدميتهم، عبد ربه منصور، أنه لن يشارك في حوار وانه لن يذهب إلى
جنيف إلا إذا خرج الثائرون اليمنيون من المدن ومن المراكز الحكومية وسلموا أسلحتهم
الخ.. ها هو الآن، هو ومن خلفه، مضطر إلى أن يذهب إلى جنيف بلا قيد وبلا شرط، لأنه
لا أفق لهذه الحرب، ولأن الشعب اليمني ولأن الجيش اليمني ولأن الثوار في اليمن
كانوا في مستوى المسؤولية التاريخية وفي مستوى المواجهة التاريخية، ويملكون العزم
والإرادة والصلابة والشجاعة والاستعداد العالي للتضحية. صمدوا 72 يوماً في ظل هذا
الحجم الهائل من الغارات والتدمير والقتل البشع والمجازر التي ترتكب تحت نظر العالم
وسمعه. ولكن ما وهنوا وما ضعفوا وما استكانوا، وقبل قليل ربما أنتم كنتم مشغولين،
ولكن المشاهدين كانوا يرون عبر التلفاز المظاهرة في صنعاء، المنطق، اللغة، الموقف،
الحزم، الشعارات، الحضور.. إذاً هذه حرب كما قلنا من البداية ليس لها أفق، وعلى
السعودية ومن يقف مع السعودية أن يسارعوا إلى فتح الأبواب أمام الحل السياسي، إلى
رفع الحصار، إلى وقف العدوان، وإلى إتاحة الفرصة لأن المزيد من العدوان لن يؤدي إلا
إلى المزيد من الخسارة والتراجع والسقوط في صورة وفي موقعية النظام السعودي.
الموضوع الثقافي
بسم الله الرحمن الرحيم
مجدداً؛ هذه المناسبة هي مناسبة طيبة
وعطرة وعظيمة بالنسبة إلينا جميعاً. إنها تعني الكثير على المستوى الفكري والعقائدي
والثقافي والإيماني وعلى المستوى الروحي والنفسي والمعنوي والعاطف. بل هي من أعظم
المناسبات على الإطلاق. وهي تعبّر عن هذا الأمل العظيم الذي يملأ قلوبنا بالوعد
الإلهي الآتي.
أنا أود ــ طبعاً باختصار شديد ــ يعني أن هندست الأقسام بطريقة بحيث أنه إن شاء
الله لا أطيل عليكم كتيراً. يوجد عدة نقاط بهذا الملف ــ يعني ملف قضية الإمام
المهدي (عليه السلام) وقضية الظهور وقضية العلامات وقضية الأحداث التي تجري الآن ــ
عدة نقاط يجب أن نؤكد عليها؛ وإن كان بعضها ذكر في مناسبات سابقة.
النقطة الأولى، أصل مسألة المهدي وأنه في آخر
الزمان سيأتي رجلٌ مواصفاته كذا وكذا وكذا ويظهر في آخر الزمان ويحقق كذا وكذا. هذا
أمر محسوم عند المسلمين وفيه روايات كثيرة جداً ــ البعض يتحدث بالآلاف؛ البعض
يتحدث بالمئات ــ لكن ما يصطلح عليه بالتواتر؛ هذه أحاديث متواترة وتصل إلى نتيجة
قطعية وحاسمة: أنه، نعم هذا شيءٌ سيأتي في آخر الزمان من يؤمن بالإسلام ويؤمن بنبي
الإسلام محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)؛ على ضوء هذا العدد الكبير والهائل من
الروايات الموجودة في كتب المسلمين السنة والشيعة يجب أن يؤمن بهذه النتيجة. في هذا
الإطار، وعندما ننزل تحت الأصل نعم يوجد نقاش.
هناك أمور محسومة أيضاً ومتفق عليها بين المسلمين: أما أن هذا الرجل المهدي الذي
سيخرج في آخر الزمان هو من عترة وذرية رسول الله محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)
وأنه من ذرية سيدة نساء العالمين فاطمة (عليها السلام) وأنه يملك من المواصفات
الدينية والإيمانية والروحية والمعنوية والعلمية والمعرفية والقيادية مستوى عالي
جداً من المواصفات؛ وأنه سيواجه طواغيت العالم وأنه سيملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد
أن ملئت ظلماً وجوراً وأنه سيبسط العدل على وجه الأرض وأنه وأنه. هذه أيضا لا نقاش
فيها؛ لا نقاش فيها بين المسلمين سنة وشيعة. .
نعم يوجد نقاش أساسي: أنه ــ المهدي ــ ولد أو أنه سيولد. نحن نقول أن المهدي (عليه
السلام) هو الحجة بن الحسن العسكري بن علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضا بن
موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن زين العابدين علي بن الحسين بن سيد
الشهداء ابن علي بن أبي طالب من فاطمة الزهراء (صلوات الله وسلامه عليها وعليهم
أجمعين) من ذرية رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). وأنه ولد سحر أو قبيل الفجر
من ليلة الخامس عشر من شعبان سنة 255 للهجرة. هذا رأي.
وهناك رأيٌ آخر يقول: لا، إن المهدي الذي تحدثت عنه الروايات والذي سيملأ الأرض
قسطاً وعدلاً وهو من ذرية رسول الله و و و، سيولد في آخر الزمان. وعندما يبلغ السن
الفلاني 35 سنة أو 40 سنة وتتهيأ الظروف والمعطيات يخرج ويحقق كل النبوءات التي
تحدث عنها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وتداولها المسلمون عن طريق أهل
البيت أو صحابة النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) حسناً إلى هنا النقاش واضح وأين
بالتحديد أيضاً.
نقطة أخرى لما نأتي لكتب المسلمين نجد لدينا روايات كثيرة وأحاديث كثيرة تتحدث عن
أحداث المستقبل. يعني النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان بالمسجد يحدّث أصحابه (رضوان
الله عليهم) عن أحداث المستقبل ــ ليس مستقبل آخر الزمان، بل حتى المستقبل القريب
ــ ويقول لهم: سيكون بعدي كذا وسيكون بعدي كذا وسيكون بعدي كذا؛ وصولاً إلى أحداث
آخر الزمان؛ وصولاً إلى قيام المهدي وتحقق أهدافه؛ وصولاً إلى إرهاصات القيامة
ومقدمات القيامة.
هذا كله تحدث عنه النبي والصحابة نقلوه. أهل البيت تحدثوا عنه ونقلوه، وموجود في
كتب المسلمين السنّة والشيعة ــ أيضاً أعداد كبيرة من الروايات. جزء من هذه الأحداث
الموجودة عندنا في الكتب ــ يعني من هجرة النبي، من بعثة النبي (صلى الله عليه وآله
وسلم) إلى اليوم ــ جزء كبير من هذه الأحداث تحقق عبر التاريخ. النبي تحدث عن حكم
بني أمية وعن تسلط بني أمية على منبر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وتحدث عن
طبيعة حكم بني أمية.
تحدث بالروايات عن حركة الخراسانيين وأبو مسلم الخراساني وبني العباس وماذا يفعل
بنو العباس. بالروايات الموجودة عندنا؛ موجود الحديث عن المغول وغزو المغول وهكذا.
كثير من هذا تحقق. هناك روايات لا تتحدث فقط عن أحداث سياسية؛ تتحدث عن أحوال الناس
وحالات الناس. النبي كان يقول الحكام يصيرون إلى هذه الحالة وتلك. العلماء القضاة،
الفقهاء، الرجال، النساء، الأوضاع الاجتماعية، العلم، القرآن، المسجد، الاهتمامات
الشخصية؛ كل ذلك موجود بالروايات. الذي يرجع للكتب المختصة سيجد عدد كبير جداً من
الروايات كمان أيضا تتحدث عن هذه الأوضاع الاجتماعية والثقافية والشخصية وطبقات
الناس وشرائح الناس المختلفة.
إذاً، هذا جزء كبير منه تحقق؛ انتهى. إنتهى، لا أننا ننتظره. وهذا لم يكن يحكى عنهه
كعلامة من علامات المهدي أو أنه على صلة بخروج المهدي أو قيام المهدي. بل كان يحكى؛
أنه بعدي سيكون كذا؛ وسيصير كذا وكذا. طبعاً، إذا أحدنا أخذ يستعرض ما ورد من
روايات من طرق الشيعة والسنّة عن أخبار المستقبل عن لسان رسول الله (صلى الله عليه
وآله وسلم)، ونقل بالوسائل المختلفة ويضع جدولا فيما تحقق من هذه الأخبار ــ
الإخبارات بالمستقبل ــ سيجد أن عدداً كبيراً منها قد تحقق.
هذا بحد ذاته دليل على معجزة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم). ودليل على أن هذا
الرجل العظيم الذي ولد يتيماً في مكة المكرمة في شبه الجزيرة العربية الأمية
القاحلة، أل أل، أل، أل، هو يأتي بهذه الإخبارات والتي تتحقق عبر مئات السنين وما
زالت تتحقق؛ هذه معجزةٌ تدل على نبوته ورسالته واتصال خبره بالسماء واستمداده من
الوحي الإلهي. وإلا لو كان منقطعا عن الله سبحانه وتعالى ولا يوحى إليه، لا يمكن أن
يقدم كل هذه الأخبار المستقبلية وبهذه الجرأة.
حسنا؛ بقي لدينا، بقية الأخبار التي تتحدث عن المستقبل. هذه الأخبار التي لم تتحقق
يمكن تقسيمها إلى ثلاثة أجزاء. يعني، إذا بدنا نحكي اليوم نحن في عام 1436 هجري
قمري 2015 ميلادي؛ الذي مضى قد مضى. من الآن ولما بعد يوجد أخبار تحكي عن أحداث في
المستقبل الآتي؛ لكن لا تقول أنها مرتبطة بالإمام المهدي (عليه السلام). وبعضها
يتحقق وقد يتحقق أمامنا.
القسم الثاني، هي التي ترتبط بظهور المهدي (عليه
السلام) ولكنها لا تتحدث عن ارتباط زماني محدد؛ لا تقول بعد ستة أشهر من هذه
الحادثة أو من هذه الواقعة أو بعد تسعة أشهر أو بعد سنة أو بعد سنتين. وإنما تقول
هذه علاماتٌ على ظهوره.
القسم الثالث؛ هو يتضمن جدولاً زمنياً: مثل
الذي يحكى عن اليماني والسفياني والخراساني والصيحة من السماء والخسف في البيداء
وما هو موجود في كتب المسلمين عامةً. هنا يوجد جدول زمني: ست اشهر، تسع اشهر و12
شهر، ونقاش حول المدى الزمني لهذه العلامات. طبعاً الجزء الثالث أو القسم الثالث هو
الأهم على الإطلاق. الجزء الأول، يضيء لنا، وبزيدنا يقين بنبوة نبينا وما جاءت به
أحاديثنا وما تفسره من قرآن ربنا. الجزء التاني، يضيء لنا أكتر ويشحنّا بالأمل أكثر.
لكن الجزء الثالث، هو الذي يقول لك: تأهب؛ كن جاهزاً كن مستعداً. هذه القصة جدولها
الزمني بدأ بالتحقق. هذه هي الأصناف الثلاثة لما بقي من إخبارات عن المستقبل.
حسنا؛ النقطة التي تلي ــ هذا موضوع على درجة عالية جداً من الحساسية ــ نريد أن
نحدد كيف نتعاطى معه، ونقول للناس أيضاً كيف يجب أن يتعاطوا معه. لأنه؛ مثل كثير من
الأمور الطيبة والجيدة والمحببة للناس. تعرفون أن الناس يحبون أن يحدثهم أحد عن
المستقبل. لأنهم أولاً، مستعجلين. هذه هي طبيعة الناس. بعضهم ربما يكون فضولي.
بالنهاية هذا المستقبل مستقبله، ومستقبل أولاده ومستقبل أحفاده.
لذلك، ترون في برامج التلفزيونات حول المنجّمين والمتوقعين؛ حتى من لا يؤمن؛ مع ذلك
تجد البعض يهتم لإن هذا الموضوع بحد ذاته جذاب. ماذا يفتح هذا ؟ هذا يفتح باب أمام
الاستغلال.
يعني، مثل أي موضوع: مثل العلم، مثل السلاح، مثل المال، هو نعمة يمكن أن تستخدمها
في الخير ويمكن أن تستخدمها بالشر.
هذا السلاح يمكن أن يحمله أحدهم ليدافع عن شعبه وأهله وبلده وأعراضه ويمكن أن يحمله
ليقطع طريق ويعتدي على الناس. الشيء نفسه بالنسبة للعلم. وهذا الموضوع بالمثل، ربما
يأتي أحدهم إلى هذه الروايات ويؤلف كتب ويحقق ويتحدث بهذه الموضوعات من أجل هداية
الناس وإضاءة الطريق أمامهم وبعث الآمال في قلوبهم. وربما يأتي أشخاص من أجل يسرقوا
الناس وينهبوها ويستغفلوهم ويقطعوا طريق الحق ويستغلوا طيبة الناس وعقول الناس
وقلوب الناس وآمال الناس وإيمان الناس. مثل هذا كله الآن موجود.
يعني، أنا لا اتكلم عن موضوع افتراضي؛ إنني أتكلم عن موضوع موجود. هذا ماذا يتطلب
أولاً ؟ أنه نحن الذين نتابع ونقرأ ونكتب وإذا أحد عنده محاضرة نستمع له أو نجلس
بسهرة ونتكلم أنه يوجد أناس يتكلمون عن علامات الظهور وهو يتكلم عن العلامات؛ أولاً،
يجب أن ننتبه: اليوم هناك موضة؛ يوجد أشخاص يتحدثون عن علامات وعن أحداث وعن وقائع
وعن أمور؛ أصلاً لا أساس لها في الروايات الإسلامية.
أصلاً، لم يرد ذكرها حتى في رواية ضعيفة، حتى في رواية نعلم أنها مكذوبةٌ وموضوعة.
أصلاً، لم يأتي ذكرها على لسان أحد: لا النبي ولا أهل البيت ولا صحابة النبي الذين
نقلوا عن النبي، ولا موجودة في كتب المسلمين على الإطلاق. ومع ذلك تجد البعض من
الناس يجلسون ويتحدثون ساعة وساعتان وثلاثة ويختلق لك أحداث وعلامات وشخصيات
وتطورات لها صلة بالإمام المهدي (عليه السلام) وهي لا أساس لها من الصحة على
الإطلاق. طبعاً، لا أرغب بعرض أمثلة لإني لا أريد أن أتحدث عن أشخاص محددين الآن.
لكن ربما يأتي يوم ما ونتحدث بالأسماء. هذا مايجب
الانتباه إليه أولاً.
يعني ما هو اجتهادات شخصية وتكهنات شخصية ــ هذا رأى منام، وهذا سمع من فلان أو
علان، وهذا رأى أحدهم وه مار بالشارع فنقل له. هذا ليس له أي قيمة على الإطلاق. ما
له قيمة، هي أن تكون هذه الحادثة أو العلامة أو أو أن، تستند إلى روايةٍ تعود إلى
مصدر الوحي ومعدن العلم وتتصل بالغيب الإلهي؛ يعني الروايات الشريفة التي تتصل
برسول الله وأهل بيت العصمة (صلوات الله وسلامه عليهم). هذه أول نقطة: أن نكون
حذرين، وإلا فهناك الآن ضخ في مواقع الإنترنت، ومؤلفات تصدر. والأن طبعاً عالم
الإنترنت عالم هائل ضخم.
يعني هذا الذي يسمى العالم المجازي أو الافتراضي أو ما شاكل، هذا لا يستطيع أحد
السيطرة عليه. ؛ المهتم بهذا النوع من الأبحاث ينبغي عليه أن يوفر حصانة لك
ولعائلتك؛ لأولادك، لبناتك، لشبابك. أي شي لا يستند إلى معدن العلم وإلى مهبط الوحي
فلا قيمة له. هذا حكي مثل أي حكي. لكن أن تقف عنده وتتأمل فيه وتبني عليه وتحسب له
حسابا ! هذا ليس له أي أساس.
الأمر الثاني، أنه حتى في الروايات الموجودة
في الكتب، نحن حقيقةً في هذا الأمر نحتاج أن نعود إلى العلماء المحققين المدققين
المتخصصين ليقولو لنا ما هو المقبول منها وما هو المرفوض. ببساطة، أقول لكم: هذا
المسمى أحداث المستقبل وأخبار المستقبل وعلامات الظهور وحركة الإمام المهدي وما بعد
الإمام المهدي إلى قيام الساعة؛ هذا يصطلح عليه عند العلماء يإسم " الملاحم والفتن
". يعني، عنما يقولون: كتاب في الملاحم والفتن، يعني هذه السوالف اسمها، الملاحم
والفتن. يوجد نوع ثاني من الكتب يسمى " كتاب الفضائل ". مثلاً، يقول لك رواية عن
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في فضل فلان وفلان وفلان وفلان وفلان هذا اسمه
" كتاب الفضائل ".
علماء المسلمين خصوصاً المهتمين بعلم الحديث وعلم الرجال يقولون: أكثر مجالين تم
وضع الأحاديث فيهما ــ يعني وضع أحاديث مكذوبة لا أساس لها من الصحة؛ لم يقلها رسول
الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وإنما وضعت إما لأن هذا يريد أن ينتصر لفلان ــ
الشخصية ــ أو فلان يريد أن ينتصر لرأيه أو فلان يريد أن ينتصر لجماعته فيضع سند من
عنده: " وقال رسول الله ". هذا موجود ــ علماء المسلمين شيعة وسنّة يقولون: إن أكثر
الأحاديث والكذب على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وضعت في الأحاديث؛ في
الملاحم والفتن، وفي الفضائل. وغالباً لأسباب سياسية في الفضائل.
والامر واضح لأن رواية يمكن أن ترفع ناس أو تضع آخرين تحت الأرض. وبالملاحم والفتن؛
لإنها كانت تحكي عن أحداث وعن أقوام وتمدح أهل هذا البلد وتذم أهل ذاك البلد وتحكي
عن معركة ستحصل هنا لمصلحة هذا أو هذه الجهة. تماما كما حصل بالنسبة الحرب للعالمية
حيث تم استغلال نبوءات نوستراداموس وغير نوستراداموس.
هذا جزء من الحرب السياسية والإعلامية.
إذاً، علماؤنا ــ ونحن معهم، يعني كمسلمين ــ لدينا قطع ويقين بإن هذه الروايات إذا
جمعناها مثلاً وتشكل منها ــ فرضاً ــ هذه المجموعة من الروايات: خمس مجلدات، ست
مجلدات؛ أنا وأنت نستطيع أن نضع يدنا على الكتاب ونقول: نقسم بالله العظيم أن بعض
هذه الروايات مكذوبةٌ على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ولم يقلها بالأصل.
وهذا ما يدعو إلى التدقيق فيها.
هذا عدا مسألة أنه واللهِ يعني يجب أن نتشدد بالسند وما التشدد بالسند ومثل الفقه
ومثل الأحكام بحث ثاني. حسنا؛ أنت تعلم أنه فعلا يوجد جزء من الروايات موضوع ومكذوب
على رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم). فكيف تريد أن تبني عليه ؟ عليك أن تحقق،
تدقق، تميز حتى تبني عليه. هذا ثانياً.
وبالتالي هذا العالم يجب أن نتعاطى معه قليلاً باحتياط، فلا نفترض أن هذا من باب
التسامح؛ من باب التساهل مثل ما يتكلمون مثلاً عن المستحبات، أو عن التوجيهات
والآداب الأخلاقية. لا، هذا موضوع يترتب عليه مصائر ويترتب عليه مستقبل ويترتب عليه
حروب ويترتب عليه مواقف ويترتب عليه معنويات عالية وانهيارات نفسية. هذا موضوع
يترتب عليه آمال وإحباطات.
أنت هنا لا تلعب بفكر شخص واحد وثقافة شخص واحد فقط؛ أنت تلعب بمصير شعوب مصير أمم
لأنه في الناس في نهاية الأمر، تتأثر وتبني حساباتها على هذا الأساس.
ثالثاً، كذلك من باب التأكيد في ذكرى مولد
الإمام المهدي (سلام الله عليه)؛ فيما يخص مشكلة تطبيق التطبيق والعلامات ــ بالرغم
أننا تكلمنا في هذا الموضوع في اكثر من مناسبة ينبغي أن نكرر ويكرر أخواننا العلماء
أيضا الكلام فيه.
والشباب والأخوات يجب أن يهتموا في هذا الموضوع لأنه الآن جزءا من مساحة الابتلاء
الموجودة ــ حسناً؛ لدينا بالروايات هنا التطبيق طبعاً أخطر شيء بالعلامات (التي
تدخلك على الجدول الزمني). يعني عندما يبدأ العالم يقول: هذا الخراساني وهذا
اليماني وهذا السفياني وهذا الفلاني وهذه الحادثة الفلانية. أو يقول لك: هذا الأمر
سيحصل بعد ستة أشهر وذاك بعد سبع أشهر وذلك بعد سنة وهكذا. . . هذا طبعاً، خطير جداً.
أولاً، التطبيق بهذا المعنى هو غير جائز شرعاً لأنه قولٌ بغير علم. ولأنه بتعبير
أوضح كذب. يعني أنا أتي إلى التطبيق بغير علم يعني أني أكذب. والكذب حرام. وهذا في
تضليل وهذا في تشويه.
أضف إلى ذلك أنه حسناً؛ عندما هذه العلامات يمر الوقت ولا تحصل أو تحصل ولا يأتي ما
بعدها هذا سيؤدي إلى الإحباط وإلى الوهن وإلى الضعف وإلى وصول الشك في أصل هذه
العقيدة المهدوية المسلّمة عند المسلمين. ولذلك يجب أن لا نسمح لا في مجالسنا ولا
في كتبنا ولا في سهراتنا ولا في مساجدنا ولا في حلقاتنا الثقافية بهذا النوع من
الثقافة الخاطئة؛ التي أنا أعتبرها أيضاً مدمرة فكرياً وثقافياً وروحياً وتفتح
أبواب الفساد. نعم، نحن لا نريد أن نسد باب الاحتمال.
حسناً؛ ممكن أن يأتي أحد ويقول: يا أخي احتمال والاحتمال لا يسبب مشكلة. لأن
المحتمل يبقي باب الأمل مفتوح ويحفظ خط رجعة.حسناً؛ إذا لم تحصل أنا احتملت وأنا لا
أجزم ولا أعرف. لكن حتى في الاحتمال يجب أن يكون الإنسان محتاطاً وحذراً ولا يكثر
من الاحتمالات حتى تكبر الآمال وتأتي النتائج معاكسة.
الأمر الرابع، وهو الأشد خطورة بناءً على
الثالث والثاني والأول الأمر الرابع وهو يحتاج إلى وعي وإلى حذر شديدين. في هذه
المرحلة بدأت تُفتح دكاكين ــ الآن بدأت تفتح دكاكين وأنا أشرت إليها قبل عدة أيام
ــ يعني الآن تجد لهم على صفحات على مواقع الإنترنت وعندهم منشورات يوزعونها. ولا
أعرف إذا لديهم فضائيات أيضاً.
أحدهم يخرج علينا ويدعي أنه النائب الخاص للإمام المهدي (عليه السلام) طبعاً، هذا
يجب أن يُكذّب. يجب أن يُكذّب ولا نسكت عنه ونقول له: إنت كذّاب. لأن هذه هي وصية
الإمام (عليه السلام). مع انتهاء الغيبة الصغرى وبداية الغيبة الكبرى لا وجود لنائب
خاص للإمام. لا وجود لسفير خاص للإمام (عليه السلام). يطل علينا آخر ويدعي أنه سفير
الإمام المهدي (عليه السلام) إلى اللبنانيين أو إلى العراقيين أو إلى سواهم: الإمام
المهدي (عليه السلام) يقول لكم إفعلوا كذا وإفعلوا كذا، لا تفعلوا كذا لا تفعلوا
كذا. هذا كذب هذا دجل وهذا يجب أن يُكذّب ويجب أن يُنهى عن هذا المنكر وعن هذا
الضلال وعن هذا الفساد.
بعد أسوأ من ذلك؛ يخرج علينا مدعٍ ثالث يزعم أنه ابن الإمام المهدي(بعد ابن الإمام
المهدي لم يقل ماذا يريد أن يفعل وأنت بدك تعمل يعني إنك ابنه فبقول لك إيه أنا
الإمام المهدي أبي). يزعم أنه إبن الإمام مع أن أباه معروف وإمه معروفة ونسبه معروف
وكذلك عشيرته وعائلته وسلالاته؛ أبّاً عن جد. ولكن تصل الوقاحة ببعض الأشخاص والدجل
إلى هذا المستوى ويقول: أنا ابن الإمام الحجة بن الحسن العسكري أو يأتي آخر و يقول:
أنا حفيده الثالث أو الرابع أو الخامس أو السادس. أنا حفيده وأنا نائبه وأنا سفيره
وأنا الإمام بعده وأنا وأنا وأنا. هذا الآن موجود.
أيها الإخوة والأخوات لماذا نتكلم عن الموضوع. هذا الموضوع ليس مخفياً لنقول والله
نتكلم عنه بالمسجد على جنب. هذا موضوع موجود بالفضائيات وعلى مواقع الإنترنت وفي
الشارع. وطبعاً، هذه الادعاءات كلها ادعاءات واهية لا تستند إلى أي دليل ولا إلى أي
منطق ولا إلى أي عقل لكن تتلاعب بعواطف الناس وبعقول الناس وبقلوب الناس. لماذا يجب
أن نثير هذا الموضوع في مثل هذه المناسبة لأننا نتوقع مع قادم الأيام أن يكثر هؤلاء
المدّعون: واحد يقول أنا نائب المهدي وآخر يقول أنا سفير المهدي وثالث يقول أنا
ابنه ورابع يقول أنا حفيده. ربما غدا يطلع أحدهم يقول: أنا صهره أو أنا مزوجته أختي
إختي أو زوجته ابنتي. يعني توقعوا كل شي. لإن هذا الأمر ليس من باب إستغلال عواطف
الناس وعقول الناس ونهب الناس؛ كأن يأتي أحدهم ويقول للناس: دعوا أموالكم عندي وأنا
أتاجرلكم بهم مقابل أرباح أرباح بنسبة مئوية عالية. لا، هنا من يقول للناس: أعطوني
أموالكم كي أنقلها للإمام المهدي؛ لأبي الإمام المهدي، أو للإمام الذي أنا نائبه أو
سفيره.
إذاً، يوجد استغلال دنيوي لهذا الموضوع. نحنا أهل العقل وأهل المنطق وأهل الحكمة
وأهل الأصول والمباني ولدينا علماء كبار ومراجع كبار ومحققون كبار لا تمر عليهم هذه
الأعمال الصبيانية. وكثير من هؤلاء المدّعين أيضاً ــ أيها الإخوة والأخوات ــ هم
ليس لديهم حتى مستوى علمي. يعني مثلاً، أحدهم الآن رايته مرفوعة على أنه حفيد
المهدي واليماني وكذا ــ أنا استمعت إلى خطابه ــ هل يعقل أن شخصا يدّعي أنه هو
الإمام وهو معصوم ويكسّر بالنحو، وكسّر عظام "سيبويه" ويكسّر بالبلاغة بخطابه من
بدايته إلى نهايته.
يعني، شاب لم يدرس سوى سنة أو سنتين يستطيع أن يبقي مثل هكذا الخطاب: لا يتضمن شيئا
مميزا أو فكرة جديدة، ولا يقدم أية إضاءة. عندما يتحدث هؤلاء يستطيع الإنسان أن
يكتشف بكل بساطة، أنهم فارغون؛ لا يملكون لا علما ولا فكرا ولا فقها. عندهم فقط
إدعاءات زائفة. هذا الأمر يجب أن نحذر منه في ما نحذر. لأن الساحة اليوم متلاطمة،
وكلما اقتربنا من ذاك الزمن كلما كثرت الفتن.
الفتن ليست هي الفتن العسكرية والسياسية. ما هو أخطر من الفتن العسكرية والسياسية
هي الفتن العقائدية والفكرية والثقافية وهذا النوع من التضليل والدجل الذي يضيّع
الناس ويضيّع حياتهم مستقبلهم وآخرتهم.
والنقطة ما قبل الأخيرة في القسم الثقافي هو موضوع التوقيت.
هناك عندنا في الروايات أمر حازم جازم حاسم قاطع لا مجال للنقاش فيه، وهو المنع من
التوقيت وتحريم التوقيت. التوقيت يعني أن يأتي أحدهم ويقول: لكم يا جماعة، إن شالله
مع حلول عيد الفطر لشهر رمضان القادم الإمام المهدي (عليه السلام) سيظهر في في
المكان الفلاني ويبدأ الظهور وتبدأ الدنيا تتغير. من أين لك هذا يا أخي؛ من أين لك
هذاــ يوجد نقاش عند بعض العلماء والمحققين فيقولون: حتى النبي (صلى الله عليه وآله)
بل حتى صاحب الزمان نفسه ما عند علم عن وقت الظهور، وأن هذا من الغيب الذي اختص
الله به نفسه ــ أنت إذا، من أين لك هذا اللم حتى تقول للناس: مع عيد الفطر أو عيد
الأضحى أو في عاشورا القادم؛ جهزوا حالكم عاشورا القادمة. من أين لك هذا. هذا أيضا
حرام؛ هذا غير جائز؛ هذا تضليل؛ هذا كذب؛هذا تزوير؛ هذا لعب بعقول الناس، بقلوب
الناس، بمشاعر الناس، بعواطف الناس. ولا يجوز بأن يُسمح بهذا على الإطلاق.
نعم في ذكرى ولادة المهدي (عليه السلام) وفي انتظار المهدي (عليه السلام)
التوجه الصحيح هو أولاً، أن يكون لدينا الأمل أولاً؛ أن نثق؛ أن يكون
لدينا اليقين بهذا الوعد الإلهي. هذا وعد إلهي سيتحقق حتماً قطعاً. لأن الله تعالى
لا يخلف الميعاد. هذا وعدٌ إلهيٌ قاطعٌ وجازم لا يخضع لقوله تعالى ﴿يَمْحُو اللّهُ
مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ﴾. هذا حازم أن يكون لدينا هذا
اليقين.
ثانياً؛ أن نتطلع إلى هذا المستقبل بأمل.
ثالثاً؛ أن نترقب وننتظر ونتربص بهذا المستقبل
ننتظره بكل آفاقه الآتية.
رابعاً، أن نتحمل المسؤولية؛ أن نعمل لا أن
ننتظر الأحداث، أن نصنع الأحداث؛ أن نهيء الأرض؛ أن نمهدها. لأن المسألة هكذا في
الحقيقة.
وأيضاً أن ندعو الله سبحانه وتعالى هذا الدعاء الذي دائماً يُؤكَد على أهميته
واستحبابه في ليلة النصف من شعبان في ليالي القدر في شهر رمضان في كل المناسبات في
كل الأوقات في قنوت الصلاة "اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن" الدعاء بتعجيل فرج
الإمام (عليه السلام).
نعم، هذا المطلوب. هذا هو الانتظار الصحيح. لكن أي دعاء هو الذي ينفع ؟: دعاء
المجاهدين دعاء العاملين دعاء الصابرين دعاء المضحين دعاء المتحملين للمسؤولية دعاء
الذين يمهدون الأرض دعاء الذين يقفون في وجه الطواغيت والظلم والفساد. أما دعاء
الكسالى والتنابل والمتخاذلين والمخذّلين والمثبطين والخانعين؛ هؤلاء لا يعبأ الله
بدعائهم أصلاً. لا ينظر إليهم فضلاً أن يعبأ بدعائهم.
الدعاء هو جزء من عملية الانتظار. نحن إن شاء الله وإياكم نسعى بشكل أكيد ودائم
وأساسي أن نكون نحن من أهل الانتظار الواعي والحكيم والحقيقي والصابر والمحتسب
والعالم والمجاهد والمضحي والممهد الذي يصنع الإنجازات ويصنع الأحداث ويهيء الأرض
وينتظر. هذا الذي ينتظره الإمام من خلال فعل الجهاد وفعل الشهادة وفعل الطاعة وفعل
الصبر وفعل الاحتساب وفعل اليقين وفعل القدرة البشرية والإمكانات ولذلك الإمام (عليه
السلام) عندما يأتي لن يغيّر وجه الأرض بمسحة رسول. بل بالقدرات البشرية الهائلة
المؤمنة المجاهدة المضحية، سيغيّر وجه العالم. ونأمل إن شاء الله أن نكون جميعاً من
أنصاره وأعوانه.
عافاكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
2015-06-06