يتم التحميل...

أهمية المثال في بيان الحقائق

مواضيع قرآنية

المثال المناسب قد يقرب طريق الفهم إلى الأذهان بحيث نستعيض به عن الاقتحام في الاستدلالات الفلسفية المعقدة.وأهم من ذلك، نحن لا نستطيع أن نستغني عن الأمثلة المناسبة في تعميم ونشر الموضوعات العلمية الصعبة بين عامة الناس.

عدد الزوار: 155

الأمثلة المناسبة لها دور حساس: وعظيم في التوضيح والإقناع والإفهام.

المثال المناسب قد يقرب طريق الفهم إلى الأذهان بحيث نستعيض به عن الاقتحام في الاستدلالات الفلسفية المعقدة.

وأهم من ذلك، نحن لا نستطيع أن نستغني عن الأمثلة المناسبة في تعميم ونشر الموضوعات العلمية الصعبة بين عامة الناس.

ولا يمكننا أن ننكر دور المثال في إسكات الأفراد المعاندين اللجوجين المتعنتين.

على كل حال، تشبيه " المعقول " ب‍ " المحسوس " أحد الطرق المؤثرة في تفهيم المسائل العقلية، على أن يكون المثال - كما قلنا - مناسبا، وإلا فهو مضل وخطر.

من هنا نجد في القرآن أمثلة كثيرة رائعة شيقة مؤثرة، ذلك لأنه كتاب لجميع البشر على اختلاف عصورهم ومستوياتهم الفكرية، إنه كتاب في غاية الفصاحة والبلاغة.

* * *

لماذا التمثيل بالبعوضة؟

المعاندون اتخذوا من صغر البعوضة والذبابة ذريعة للإستهزاء بالأمثلة القرآنية.

لكنهم لو أنصفوا وأمعنوا النظر في هذا الجسم الصغير، لرأوا فيه من عجائب الخلقة وعظيم الصنع والدقة ما يحير العقول والألباب.

يقول الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) بشأن خلقة هذا الحيوان الصغير: "انما ضرب الله المثل بالبعوضة لان البعوضة على صغر حجمها خلق الله فيها جميع ما خلق في الفيل مع كبره وزيادة عضوين آخرين فأراد الله سبحانه أن ينبه بذلك المؤمنين على لطيف خلقه وعجيب صنعته".

يريد الله سبحانه بهذا المثال أن يبين للمؤمنين دقة الصنع في الخلق، التفكير في هذا الموجود الضعيف على الظاهر، والشبيه بالفيل في الواقع، يبين للإنسان عظمة الخالق.
خرطوم هذا الحيوان الصغير يشبه خرطوم الفيل، أجوف، ذو فتحة دقيقة جدا، وله قوة ماصة تسحب الدم.

منح الله هذا الحيوان قوة هضم وتمثيل ودفع، كما منحه أطرافا وأذنا وأجنحة تتناسب تماما مع وضع معيشته. هذه الحشرة تتمتع بحساسية تشعر فيها بالخطر بسرعة فائقة وتفر عندما يداهمها عدو بمهارة عجيبة، وهي مع صغرها وضعفها يعجز عن دفعها كبار الحيوانات.

أمير المؤمنين علي (عليه السلام) يقول في هذا الصدد:
" كيف ولو اجتمع جميع حيوانها من طيرها وبهائمها وما كان من مرحها وسائمها، وأصناف أسناخها وأجناسها، ومتبلدة أممها وأكياسها، على إحداث بعوضة ما قدرت على إحداثها، ولا عرفت كيف السبيل إلى إيجادها، ولتحيرت عقولها في علم ذلك وتاهت، وعجزت قواها وتناهت، ورجعت خاسئة حسيرة، عارفة بأنها مقهورة، مقرة بالعجز عن إنشائها، مذعنة بالضعف عن إفنائها "1.
 


1 _ تفسير الأمثل /سورة البقرة / اية الله الشيخ مكارم الشيرازي.

2015-04-05