محمد بن المرتضى المعروف بالمولى محسن الفيض الكاشاني
أعلام المفسرين
هو الشيخ الفقيه والفيلسوف المتبحر المولى محمد محسن بن الشاه مرتضى بن الشاه محمود المعروف بالفيض الكاشاني، من أبرز نوابغ العلم في القرن الحادي عشر الهجري، فقد كان فيلسوفاً إلهياً وحكيماً فاضلاً وشاعراً عبقرياً وعالماً متبحراً.
عدد الزوار: 277
هو الشيخ الفقيه والفيلسوف المتبحر المولى محمد محسن بن الشاه مرتضى بن الشاه محمود
المعروف بالفيض الكاشاني، من أبرز نوابغ العلم في القرن الحادي عشر الهجري، فقد كان
فيلسوفاً إلهياً وحكيماً فاضلاً وشاعراً عبقرياً وعالماً متبحراً.
ولد رضوان الله عليه في سنة 1007 هـ الموافق 1596م تقريباً ونشأ في بلدة قم المقدسة
ثم انتقل إلى بلدة كاشان، وبعد ذلك نزل شيراز على إثر وصول خبر نزول العلامة السيد
ماجد الجدحفصي البحراني فيها، فأخذ عنه العلم وكذلك عن الحكيم الإلهي المولى صدر
المتألهين الشيرازي وهناك تزوج من ابنة المولى صدر المتألهين (محمد بن ابراهيم صدر
الدين الشيرازي)، وبعد ذلك رجع إلى كاشان واستقر فيها.
وقد صنف كتبًا كثيرة في أبواب مختلفة من العلم كالتفسير والحديث والفقه والأخلاق
والمعارف وغير ذلك مما يقارب المائتي كتاب.
من أبرز أساتذته:
1- الشيح البهائي محمد بن الحسين بن عبد الصمد العاملي.
2- المولى محمد طاهر بن محمد حسين الشيرازي النجفي القمي.
3- المولى خليل الغازي القزويني (شارح كتاب الكافي).
4- الشيخ محمد بن الشيخ حسن بن الشهيد الثاني.
5- المولى محمد صالح (شارح كتاب الكافي).
6- السيد ماجد بن السيد هاشم الجدحفصي البحراني.
7- الحكيم المتأله المولى محمد بن إبراهيم صدر الدين الشيرازي (صدر المتألهين).
8- والده الشاه مرتضى بن الشاه محمود.
ومن أبرز تلامذته والراوون عنه:
1- العلامة محمد باقر المجلسي صاحب البحار.
2- السيد نعمة الله الجزائري صاحب الأنوار النعمانية.
3- القاضي سعيد القمي.
4- ولده المعروف بعلم الهدى.
من أبرز مؤلفاته:
1- تفسير الصافي.
2- تفسير الأصفي.
3- تفسير المصفى.
4- الوافي (وهو موسوعة حديثية تشتمل على جميع الأحاديث الواردة في الكتب الأربعة
المعتبرة عند الشيعة الإمامية: الكافي، من لا يحضره الفقيه، التهذيب، الاستبصار).
5- الشافي (وهو منتخب من كتاب الوافي).
6- المحجة البيضاء في أحياء الإحياء.
7- مفاتيح الشرائع في فقه الإمامية (وعليه شروحات منها: الأنوار اللوامع في شرح
مفاتيح الشرائع للشيخ حسين العصفور، مصابيح الظلام في شرح مفاتيح الشرائع لمحمد
باقر الوحيد البهبهاني).
8- ديوان شعر.
9- علم اليقين في أصول الدين (وهو من الكتب النفسية في مجالها).
10- كتاب النوادر (كتاب في الحديث).
11- كتاب المعارف (وهو منتخب من كتاب علم اليقين).
12- كتاب عين اليقين في أصول الدين.
13- كناب أصول المعارف (وهو ملخص لعين اليقين),
14- كتاب الحقائق في أسرار الدين.
15- كتاب منهاج النجاة في بيان العلم الذي طلبه فريضة على كل مسلم.
وكانت وفاته رضوان الله تعالى عليه في مدينة كاشان سنة 1091هـ الموافق 1680م تقريباً،
وقد ناهز الرابعة والثمانين من عمره، وقبره مزار معروف بتلك البلاد.
قال العلماء:
قال عنه صاحب اللؤلؤة الشيخ يوسف البحراني: وهذا الشيخ كان فاضلاً محدثاً
أخبارياً صلباً(1).
وقال عنه صاحب أمل الأمل: كان عالماً فاضلاً ماهراً حكيماً متكلماً محدثاً فقيهاً
شاعراً أديباً حسن التصنيف(2).
وقال عنه صاحب الكنى والألقاب: وبالجملة أمره في الفضل والأدب وطول الباع وكثرة
الإطلاع وجودة التعبير وحسن التمرين والإحاطة بمراتب المعقول والمنقول أشهر من أن
يخفى، تفرق الناس فرقاً في مدحه والقدح فيه والتعصب له أو عليه، وذلك دليل على وفور
فضله وتقدمه(3).
وغير ذلك من أقوال العلماء المترجمين له من معاصريه وغيرهم من الباحثين والدارسين
الذين أشاروا إلى عظيم منزلته وعلمه.
تفسيره للقرآن: (الصافي)
يعتبر هذا التفسير من قبيل المزج بين الرواية والدراية وهو شامل لكل الآيات
القرآنية، وقد اعتمد في العبارات على ما أورده البيضاوي في تفسيره وعزز ذلك بالنصوص
الواردة عن أهل بيت العصمة صلوات الله وسلامه عليهم.
وبدأ تفسيره بمقدمة شاملة تضمنت اثنا عشر فصلاً تناولت مختلف الشؤون القرآنية وفضل
القرآن وتلاوته وتفسيره وتأويله.
ويقول العلامة آية الله معرفة في وصف هذه المقدمة والتفسير:
وتعتبر هذه المقدمة من أحسن المقدمات التفسيرية، التي أوضح فيها المؤلف مواضع
أهل التفسير في النقل والاعتماد على الرأي وما يجب توفره لدى المفسر عند تفسيره
للقرآن من مؤهلات ضرورية......وهذا التفسير على جملته من نفائس التفاسير الجامعة
لجل المرويات عن أئمة أهل البيت إن تفسيراً أو تأويلاً وإن كان فيه بعض الخلط بين
الغث والسمين. (4)
منهجيته في التفسير:
تمثلت منهجيته رضوان الله تعالى عليه في السير بطريق متسلسل حيث يبدأ بالعرض
اللغوي ثم التعرض للمسائل الإعرابية (أحياناً)، ثم يذكر المأثور عن أهل بيت العصمة
صلوات الله وسلامه عليهم واعتماده في ذلك -نقل المأثورات- على بعض الكتب من قبيل:
تفسير القمي والعيّاشيّ وغيرهما من الكتب التفسيرية الروائية وكتب الأحاديث
المعروفة. وله في بعض الأحيان بيانات عرفانية تشابه التأويلات ولكنها لا تستقيم مع
ظاهر النص ولا مع دليل العقل والفطرة، ومن أمثلة هذه البيانات ما ذكره رضوان الله
تعالى عليه من قصة هاروت وماروت فأشار إلى أنّهما كملكين: الروح والقلب فإنهما من
العالم الروحاني اهبطا إلى العالم الجسماني لإقامة الحقّ؛ فافتتنا بزهرة الحياة
الدنيا ووقعا في شبكة الشهوة. (5)
إلا أنّه أيضًا يؤخذ عليه أمرًا آخر وهو أنَّه يأتي بالروايات في مقام بيان المعاني
للآيات المباركات إلا أنَّه لا يبيّن موقفه منها مما يوصف بالإسرائيليات أو مما قد
يعارض نصوصًا:... وقد يعرضه بصورة قد يقع فيها القارئ في وهم اعتماده على أنَّه
التفسير القطعي للآية الكريمة.
وهذا لا ينبغي لعالم مثل هذا العلم
الجليل المعروف بتعمقه وتبحره وسعة علمه وفضله.
إلا أنَّ هذه الوقفات لا أثر لها في كتابيه الأصفى والمصفى، فإنَّ فيهما من الأداء
ما يعكس قدراته العلمية وبيانه الوافي.
نماذج من تفسير الصافي:
أولاً: يذكر رضوان الله تعالى عليه في مقدّمة الجزء الأول من الصافي مقدمات
منهجية وعددها اثنتا عشرة مقدمة تتعلق بمواضيع مختلفة في علوم القرآن من قبيل:
مقدمة في ما ورد من الوصية بالتمسك بالقرآن، وفضله. مقدمة حول أنَّ علم القرآن كله
إنَّما هو مما جاء عن طريق أهل البيت (عليهم السلام). مقدمة حول ما جاء في النهي عن
التفسير بالرأي والسرّ في ذلك. مقدمة مما جاء في مسألة جمع القرآن وتحريفه وزيادته
ونقصانه وتأويل ذلك. مقدمة في بيان الاصطلاحات الخاصة بمنهجية المصنف في تفسير
الآيات. وهكذا.... .
ثانيا: نماذج من التفسير:
1. تفسير الاستعاذة: (أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم).
قال رضوان الله عليه:
في تفسير الإمام (ع) عن أمير المؤمنين (ع): (أعوذ) أمتنع (بالله السميع) لمقال
الأخيار والأشرار ولكلِّ المسموعات من الإعلان والإسرار (العليم) بأفعال الأبرار
والفجّار وبكلِّ شيء مما كان وما يكون وما لا يكون أن لو كان كيف يكون (من الشيطان)
البعيد من كلِّ خير (الرجيم) المرجوم باللعن المطرود من بقاع الخير، وفي المعاني عن
النبي (ص): معنى الرجيم: أنَّه مرجوم باللعن مطرود من الخير لا يذكره مؤمن إلا لعنه
وإنَّ في علم الله السابق إذا خرج القائم (عج) لا يبقى مؤمن إلا رجمه بالحجارة كما
كان قبل ذلك مرجومًا باللعن.... .
ثمَّ قال: أقول:
الاستعاذة تطهير اللسان عمَّا جرى عليه من غير ذكر الله ليستعد لذكر الله والتلاوة
والتنظيف للقلب من تلوّث الوسوسة، ليتهيَّأ للحضور لدى المذكور ويجد الحلاوة(6).
2. تفسير البسملة من سورة الفاتحة:
﴿ بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾
يقول رضوان الله عليه: عن أمير المؤمنين (ع) أنَّه قال:الله الذي يتأله إليه كلّ
مخلوق عند الحوائج والشدائد إذا انقطع الرجاء من كل وجه من دونه وتقطع الأسباب من
جميع من سواه تقول ﴿بِسْمِ اللّهِ﴾ أي أستعين علي أموري كلها بالله الذي لا تحقّ
العبادة إلا له المغيث إذا استغيث، والمجيب إذا دُعي.
أقول: معنى يتأله إليه: يفزع إليه ويلتجأ ويسكن.
وعنه (ع): ﴿ الرَّحْمَنِ﴾ الذي يرحم ببسط الرزق علينا. وفي رواية: العاطف على خلقه
بالرزق لا يقطع عنهم مواد رزقه وإن انقطعوا عن طاعته.
﴿الرَّحِيمِ﴾ بنا في أدياننا ودنيانا وآخرتنا خفف علينا الدين وجعله سهلاً خفيفًا
وهو يرحمنا بتمييزنا من أعدائه.
أقول: رزق كل مخلوق ما به قوام وجوده وكماله اللائق به، فالرحمة الرحمانية تعمّ
جميع الموجودات وتشمل كل النعم كما قال الله سبحانه: أحسن كلّ شيء خلقه ثمَّ هدى،
وأما الرحمة الرحيمية بمعنى التوفيق في الدنيا والدين فهي مختصّة بالمؤمنين، وما
ورد من شمولها للكافرين فإنّما هي من جهة دعوتهم إلى الإيمان والدين.(7)
للوقوف على مزيد من التفاصيل حول المصنف ومصنفاته تراجع:
1. لؤلؤة البحرين الشيخ يوسف البحراني.
2. أمل الآمل الشيخ محمّد بن الحسن الحرّ العاملي.
3. التفسير والمفسرون آية الله محمّد هادي معرفة.
4. المفسرون، حياتهم ومنهجهم السيد محمّد علي أيازي.
1- (لؤلؤة البحرين ص121).
2- (لأمل الأمل .ص 305 ج2).
3- (الكنى والألقاب- الشيخ عباس القمي ج2 ص522).
4- (التفسير والمفسرون- آية الله محمد هادي معرفة ج2 ص782).
5- (تفسير الصافي ج1 ص177 من طبعة مؤسسة الأعلمي - بيروت).
6- (الصافي، ج1 ص79، مؤسسة الأعلمي - بيروت).
7- (الصافي، ج1 ص80 - 81).