دفع وهم
في الدعاء والزيارة
فان قلت : نرى كثيرا من الناس يدعون الله فلا يجيبهم فما معنى قوله تعالى : "أجيب دعوة الداع "
عدد الزوار: 266
فان قلت : نرى كثيرا من الناس يدعون الله فلا يجيبهم فما معنى قوله تعالى : "أجيب دعوة الداع
"
فالجواب : سبب منع الإجابة الاخلال بشرطها "بشروطها" من طرف السائل اما
بان يكون قد سئل الله عز وجل غير متقيد بآداب الدعا ولا جامع لشرايطه، وللدعا آداب
وشروط لابد منها.
روى عثمان بن عيسى عمن حدثه، عن أبي عبد الله عليه السلامقال : قلت : آيتين في كتاب
الله أطلبهما ولا أجدهما قال عليه السلام: ما "وما" هما؟ قلت : قول الله عز وجل :
"ادعوني استجب
لكم" فندعوه فلا "ول" نرى إجابة قال عليه السلام: افترى الله اخلف وعده؟ قلت :
لا قال : فلم "فمم" ذلك؟ قلت : لا ادرى.
فقال عليه السلام: ولكني "لكني" أخبرك من أطاع الله فيما امره ثم دعاه من جهة
الدعاء اجابه قلت : وما جهة الدعا؟ قال عليه السلام: تبدء فتحمد الله وتذكر نعمه
عندك ثم تشكره، ثم تصلى على النبي وآله " ص "، ثم تذكر ذنوبك فتقربها ثم تشتغفر
الله "تستغفر" منها فهذه "فهذ" جهة الدعا.
ثم قال عليه السلام: وما الآية الأخرى؟ قلت : قول الله عز وجل : "وما أنفقتم من شئ
فهو يخلفه وهو خير الرازقين" وانى لأنفق ولا ادرى خلفا قال : افترى الله اخلف وعده؟
قلت :
لا قال : فلم "فمم" ذلك؟ قلت : لا ادرى قال عليه السلام: لوان أحدكم اكتسب المال
من حله وانفقه في حقه "حله" لم ينفق رجل درهما الا اخلف عليه.
واما أن يكون قد سئل ما لاصلاح فيه ويكون مفسدة له أو لغيره إذ ليس أحد يدعو الله
سبحانه وتعالى على ما توجبه الحكمة فيما فيه صلاحه الا اجابه، وعلى الداعي ان يشترط
ذلك بلسانه أو يكون منويا في قلبه فالله يجيبه البتة ان اقتضت ا لمصلحة
اجابتها، أو يؤخر له ان اقتضت المصلحة التأخير.
قال الله تعالى : "ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير لقضى إليهم اجلهم"1.
1 _ عدّة الداعي /ابن فهد الحلي..
2015-04-01