من قدوة الشباب الى الشباب
حقيقة الشباب
يقول الإمام القائد آية اللَّه علي الحسيني الخامنئي دام ظله:"وأنا حالياً لم أنقطع عن مرحلة الشباب كلياً، فأنا ما برحت أحس في ذاتي شيئاً من روح الشباب ولم أسمح لنفسي ــ والحمد للَّه ــ ولا أسمح لها، ولن أسمح لها في المستقبل بالإنحدار والوقوع في مخالب مشاعر الشيخوخة، أما الذين أسلموا أنفسهم بيد الشيخوخة لا يلتذون قطعاً بما يلتذ به الشباب في كل شؤون الحياة".
عدد الزوار: 495روح الشباب عند الإمام الخامنئي دام ظله
يقول الإمام القائد آية اللَّه علي الحسيني الخامنئي دام ظله:"وأنا حالياً لم
أنقطع عن مرحلة الشباب كلياً، فأنا ما برحت أحس في ذاتي شيئاً من روح الشباب ولم
أسمح لنفسي ــ والحمد للَّه ــ ولا أسمح لها، ولن أسمح لها في المستقبل بالإنحدار
والوقوع في مخالب مشاعر الشيخوخة، أما الذين أسلموا أنفسهم بيد الشيخوخة لا يلتذون
قطعاً بما يلتذ به الشباب في كل شؤون الحياة".
ماهية الشباب وأهميته:
إن الشباب غرس نامٍ يستبطن الكثير من صفات الخير والتألق والنورانية، وهذا النقاء
والمحبة التي نتوسمها فيكم ــ أيها الأعزاء ــ إنما منشؤها قلوبكم الطاهرة النيرة،
وإنني أبادلكم هذه المحبة، وإن قلب أبيكم الهرم مفعم بمحبتكم أيها الشباب.
فحيثما وجد الشباب وجدت البهجة والطراوة والسعادة والنقاء، فالشاب مظهر النشاط
والحيوية وهو مكمن القابليات والمؤهلات النفسية، أي أن حيوية الشاب وقابليته
ومواهبه وجلده بإمكانها أن تصنع المعجزات، وما ذلك الاهمال إلا سلوك وفهم يتصف
بالخطأ والانحراف.
كلمات القائد للشباب
وصية عامة:
إن ما نستطيع توصيتكم به هو:
أولاً: أن الشاب يجب أن يشعر بالمسؤولية، ويعتبر نفسه شخصاً مسؤولاً، وعليه
أن يشق طريقه في الحياة، ولا يكون كريشة في مهب ريح الأحداث.
ثانياً: أن يتحرك في حياته بهدي الإيمان، لأن للإيمان دوراً كبيراً في
تقدّمه في الميادين كافّة، وفي كل ما يعترض سبيله من عقبات.
ثالثاً: أن يكون على وعي وبصيرة من أمره.
إذا توفّرت هذه الخصال الثلاث لدى الشباب ــ وهو ليس بالعمل السهل طبعاً، ولكنه
ممكن إلى حدّ كبير ــ أعتقد أنه يصبح قادراً على ضمان صحّة موقفه رغم كل التطورات
التي تحصل في العالم من تقدم في حقل الاتصالات، وظهور حضارات جديدة في العالم،
وزوال قوى كبرى من خارطة العالم.
تحصيل العلم:
إنكم ما زلتم في مرحلة الشباب وما زال خزينكم فياضاً ولا بد من الانتفاع بجانب من
هذا الخزين للبذر مستقبلاً، وما هو متعلق بسني شبابكم يمثل بذر المستقبل، فعليكم
بحسن التخطيط لحياتكم، وثمة أمور تنفع المرء حتى نهاية حياته، ومنها ما تمتد
منفعتها إلى ما بعد حياته أي النشأة الآخرة، ومنها ما ينفع الإنسان حين تعرضه
لطوارق الحدثان، وحيث إن الحياة في هذه الدنيا ستمتد بكم عشرات من السنين، فيتحتم
عليكم التزود بالعلم، فهو من جملة الأمور النافعة للإنسان حتى آخر عمره، وإذا ما
ترتب عليه عمل صالح مستديم فإن منفعته ستمتد إلى ما بعد الموت. فطلب العلم فريضة
جوهرية بالنسبة لكم.
الوعي:
أوجدوا في نفوسكم البصيرة والقدرة على التحليل لتكوين صورة شاملة في أذهانكم عن
الوقائع الاجتماعية. إن لقدرة التحليل أهمية فائقة، وكل ما تعرضنا له نحن المسلمون
من نكبات جاء بسبب ضعف قدرتنا على التحليل، وهكذا هو سبب الضربات التي لحقت بنا في
صدر الإسلام والمراحل اللاحقة. ولهذه الظاهرة تفسيرات وتصورات كثيرة. لا تدعوا
العدو يستغلّ انعدام البصيرة والوعي لدينا ويظهر لنا الحقائق بالمقلوب.
ــ أنا أعتقد أن الشباب، وخاصة في الوسط الجامعي، لا بأس عليهم بالبحث والنقاش،
ولكن يجب أن تجري تلك النقاشات في ضوء الوقائع والأرقام. أو بتعبير آخر يجب إفضاء
طابع واقعي على التحليلات.
المسألة الثانية هي أن هذه النقاشات يجب أن لا تنتهي إلى الجدال، فالجدال
أسلوب ذميم، وهو ما عبّرت عنه الأحاديث الشريفة بالمراء.
الإستفادة من التجارب:
يجب معرفة قيمة التجارب والأشخاص المجرّبين، ومن الطبيعي أن الاعتماد على المجرّب
لا يعني إغلاق الأبواب أمام الطاقات الشابّة.
تقوى اللَّه واصلاح النفس وتهذيبها:
وربما يمكن القول أن التحول الأخلاقي أكثر صعوبة، ولهذا يبقى المخاطب الأول
والمسؤول الأول في باب التحول الأخلاقي هم الشباب، حيث تكون جميع الأعمال أيسر
وأسهل بالنسبة لهم.
إنّ الشبّان قلوبهم نيّرة وفطرتهم سليمة لم تتلوث، وتعلقهم بزخارف الدنيا ومغرياتها
وتكتفهم بحبال حب المال والجاه والتسلط التي يرزح تحت قيودها سائر الناس، تكون أضعف
وأقل بالنسبة للشباب، ولهذا يكون التحول الأخلاقي بين الشبان أيسر. وطبعاً لا ينبغي
لمتوسطي الأعمار والكهول اليأس من إمكانية التغيير الأخلاقي في نفوسهم.
فنحن نريد من الجيل الشاب التدين والصلاح والورع، وأن يتصف في الوقت ذاته بالحيوية
والنشاط والإبداع والخلاّقية، وأن يعمل ويتجّنب البطالة والكسل، ويجعل التقوى
شعاراً له ــ وأعتقد أنني تحدثت ذات مرّة حول هذا المعنى في خطبة صلاة الجمعة ــ
ويكبح جماح نفسه، ويكرّس هذه الطاقة الهائلة المسمّاة بطاقة الشباب في سبيل رقيّه
وتكامله وخدمة بلده وأسرته. هذا هو أملنا بالشباب. كما وأن لكل وقت متطلباته، فإذا
ما خاض البلد حرباً نرتجي من الشباب شيئاً، وإذا كان البلد في حالة اعمار وبناء
نرتجي منهم شيئاً آخر.
ــ إنه لمن الصواب جداً أن يتمسك الشاب بمنهج الإسلام في الحياة. فهو إذا كان
متديناً، ينظر دوماً ويراقب مدى صحّة أو عدم صحّة فعله وسلوكه ودراسته وعلاقته
وفهمه للأمور. وهذا التفكير ــ في صحة أو سقم سلوكه ــ بحد ذاتها تجسيد للتقوى.
ــ بتطهير أنفسكم الذي يتسنى للشباب عن طريق ولوج المعارف الدينية الإلهية وطرق
أبواب العلوم الإنسانية والعمل الديني السليم. لأن كل ما يريده الإسلام هو إنزال ما
لدينا من طاقات كامنة إلى حيز الفعل.
ــ هناك في القرآن الكريم نقطة أساسية لا بأس بعرضها على أسماعكم أيها الشباب
الأعزاء، وتلك هي التزام التقوى. وحينما يريد المرء تجسيد صورة عن التقوى تتبادر
إلى ذهنه معاني الصوم والصلاة والعبادة والذكر والدعاء. صحيح أن هذه المعاني
بأجمعها يتضمنها مفهوم التقوى، إلا أن أياً منها لا يعكس بمفرده معناها. فالتقوى
تعني مراقبة الذات وأن يلتفت الإنسان إلى كل عمل من أعماله، وأن يصدر كل فعل من
أفعاله عن قصد وفكر وإرادة وعزم واختيار، كمثل الإنسان الذي يمتطي فرساً ويمسك
زمامه بيده ويعلم إلى أين يريد المسير. هذا هو مفهوم التقوى.
ــ أما من حُرم من التقوى فأفعاله وقراراته ومستقبله ليس طوع يديه، تشبههُ أحد خطب
نهج البلاغة بمن لا يعرف الفروسية وأركب ــ لا برغبته ــ فرساً صعباً جموحاً، حتى
وإن كان ركوبه برغبته فهو لا يعرف كيف يمسك برشام الجواد.. لا يدري أين يذهب به
الفرس، أين ما ذهب به لا يملك خياراً آخر، ومثله لا نجاة له.
ــ إن الشباب يميل بشكل طبيعي إلى التنافس. حسناً، إنّ التنافس الذي نطمح إليه
ونأمل أن يتمرس عليه الشباب هو أن يكون مع النفس الأمارة بالسوء الداعية إلى
الانحطاط والرذيلة والمانعة عن السمو والتكامل، وكبح جماح تلك النفس. والشباب
مدعوون لمقاومة نوازع الشهوة والنزوات وجميع الحوافز التي تدفعهم إلى مثل هذه
الرذائل.
شوط الحياة لا يطوى بهذه السهولة.فليس هناك من عمل مهم وجاد يمكن انجازه بسهولة،
والإنسان إذا ما رام نيل شيء ثمين لا بدّ له من بذل شيء من الجهد وتحمل المشقّة.
حافظوا على الصلاة:
اعلموا يا أعزائي أن الإنسان عرضة على الدوام ......ولا بد للإنسان صغيراً كان أم
كبيراً وشاباً كان أم شيخاً أن يرتكب خطأ أو يحصل منه ذلك سهواً أو يقترف ذنباً ما.
وإذا أراد المرء شق طريقه بنجاح في الحياة يمكن للصلاة أن تكون بمثابة تعويض له عن
تلك الحالة.
هناك آية قرآنية شريفة
﴿وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ
إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ﴾،
الصلاة تزيح الظلمات وتذهب السيئات وتمحو أثر الذنوب من القلب. فالإنسان قد يتلوّث
بالمعاصي وتغلّ يداه بأغلال الذنوب، غير أن التمسّك بالصلاة يبقي على هذا النور في
وجود الإنسان ولا يسمح للمعاصي بالتغلغل إلى أعماق النفس.
رجائي إليكم هو أن تنظروا إلى الصلاة نظرة جادّة. من الطبيعي إنكم بأجمعكم من
المواظبين على الصلاة، ولكن المطلوب منكم هو الخروج بالصلاة من حالة الكسل والخمول،
والصلاة إذا لم نخرجها من حالة الترديد الببغاوي تصبح مداعاة للكسل، بمعنى أن المرء
ينهض ويتوضّأ ويؤدي عملاً لا يدري ما هو. بينما لو تأمّلتم في معاني كلمات الصلاة
لوجدتموها لا تستجلب الكسل، بل تغرس في النفس حوافز الشوق والرغبة، وتحث الإنسان
على المسارعة نحو أداء الصلاة، ويتحقق عند ذلك معنى "حيّ على الصلاة".
إني لا أطلب منكم معرفة كل معاني الصلاة، لأن هذا العمل من شأن الخواص وأخص الخواص،
وقد لا يتسنّى حتّى لنا فهمها على هذا النحو، ولكن يجب على الأقل قراءة قسم من
الصلاة بالتفات وحضور قلب، بمعنى التوجه إلى من تخاطبون وإلى معاني الكلمات التي
تخاطبونه بها.
في مواجهة الغزو الثقافي كونوا قدوة ولا تقلدوا الغربيين:
ــ التصريح الإلهي على لسان المؤمنين:
﴿وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا﴾،
فعلى كل إنسان أن ينمي في نفسه القابلية كي يصبح قدوة للآخرين حيثما حل، ولا ينحصر
ذلك بالاقتداء في صلاة الجماعة، بل يتعداه إلى العمل والفكر والسلوك.
ــ إنني أقول للشباب: يا أعزائي ويا أبنائي، دعوا التقليد وفكروا بذلك النهج
والسبيل الذي فيه قوة لعقولكم وإرادتكم وتطهير وحصانة لأخلاقكم.
ــ لقد مرّ زمن أغمض المبهورون بالغرب عيونهم داعين لاستلهام كل شيء من الغرب، فما
الذي تعلمه هؤلاء من الغرب؟ من المزايا الجديدة لدى الأوروبيين هي المخاطرة وهي
كانت منطلق نجاحاتهم، فهل تعلم المبهورون بالغرب تلك الميزة، لا يعني على الاطلاق
رفض التقنية والتقدم والعلم والتجارب الغربية، وليس هناك عاقل يقول بهذا. رفض الغرب
معناه عدم القبول بتسلّط الغرب سياسياً واقتصادياً وثقافياً. وسأتحدث لكم هنا بشيء
من الإيجاز عن التسلط الثقافي الغربي، عسى أن تكون فيه فائدة لكم.
الفرق بين الغزو الثقافي والتبادل:
ــ لقد أوضحت غير مرة ما هو الفرق بين الغزو الثقافي والتبادل الثقافي، فالغزو
الثقافي أمر سلبي أما التبادل الثقافي فهو إيجابي.. فتارة يبحث المرء بنفسه عن
الطعام أو الدواء المناسب الذي من شأنه سد النقص في بدنه وينفعه فيتناوله إذا ما
عثر عيه ويدخله إلى جوفه، وتارة لا نتناوله باختيارنا، بل إنهم يكبلوننا ويخدروننا
ويزرقون في أبداننا ما يريدون لا ما نحتاجه نحن، أوليست هنالك .....
علينا أن نباشر العمل بسواعدنا وأيدينا نحن مع المحافظة على .....، وأن لا يقتصر
جهدنا على الترجمة، فالبعض ليسوا على استعداد حتى على عرض الفكر المترجم على
المعايير، مدعين عدم إمكانية مناقشته لأنه فكرة أو معادلة صادرة عن عالم نفس أو
عالم اجتماع أو اقتصادي معين، ومن خالفه كأنما كفر! لكنهم وبعد عدة أيام يعدلون عن
رأيهم ويلتزمون قولاً آخر فيتقبلون القول الثاني دون تحليل! إنه الشقاء بالنسبة لأي
بلد.
معرفة الهوية
ــ إن أهم ما يحتاجه الشاب هو معرفة هويته وهدفه، يجب عليه أن يعرف من هو، وما
الهدف من عمله وسعيه.
فالعدو يحاول سلب الشاب هويته ومحو الأهداف التي يصبو إليها وتضبيب الآفاق أمامه،
فيوحي إليه: إنك مخلوق مهين.
عليكم اختيار القدوة
فنحن الذين يجب أن نختار قدوتنا بأنفسنا. أي أن ننظر في أفق رؤانا ومعتقداتنا
الحقّة ونلاحظ الصورة التي نرتضيها لأنفسنا من بين تلك الصور.. هكذا تصبح تلك
الصورة وتلك الشخصية قدوة لنا. ولا أعتقد بوجود صعوبة في حصول الشاب المسلم وخاصة
الشاب المطلع على حياة الأئمة وأهل البيت عليهم السلام في صدر الإسلام، على قدوة
له.. الأشخاص القدوة ليسوا قليلين.
نموذج القدوة
إنكم تتحمسون اليوم وأنتم ترقبون فلسطين، وابنتنا العزيزة قالت: "يا ليت أبصارنا
تمتد إلى فلسطين" فهل تعلمون ممَّ تعلم الفلسطينيون؟ فلسطين اغتصبت منذ خمسين
عاماً، وخلال هذه المدة كانت فلسطين تغص بالشباب، ولكن ممَّ تعلم هذا الشاب
الفلسطيني الذي اقتحم الميدان بهذه الصورة، وبمن اقتدى؟ قدوته الشاب اللبناني
المجاهد المؤمن الطافح بالاخلاص، وهذا ما لا أقوله أنا بل هم الذين يصرحون به، فهم
يرفعون صور السيد حسن نصر اللَّه الأمين العام لحزب اللَّه لبـنان أثناء المسيرات
التي ينظمونها في قاع غزة والضفة الغربية لنهر الأردن ــ وهي منطقة فلسطينية ــ وقد
نصبوا راية حزب اللَّه على قبة المسجد الأقصى، نصبوها بالرغم من ممانعة الصهاينة،
وهكذا فقد أصبح أسوة للشاب الفلسطيني، وإن أكثر المتابعين لمحطة المنار التلفزيونية
التابعة لحزب اللَّه لبنان ــ والتي تبث برامجها على امتداد عشرين ساعة ــ هم من
فلسطينيي الأراضي المحتلة! وهم يستمعون له وكأنهم ينتهلون ماءً عذباً، وليس فقط
يكتفون بالاستماع إليه، بل يستقبلون كلماته كالعطاشى.
الجهاد
من وصايا الإمام الخامنئي دام ظله للشباب يتبين كم هو الأمل الكبير الذي يعقده على
الجيل الشاب في ميادين العلم والعمل والجهاد حيث يقول عنهم "طليعة جيش الإسلام
وهم أفضل المجاهدين في الخط الأمامي".
المطالعة
فمن سيرة الإمام القائد دام ظله يتبين أنه من أكثر الأشخاص مطالعة وقراءة وهو يقول:
"إن الكتاب عنوان الحضارات وإن روح الإنسان وجسمه يغذيان ببركة الكتاب".
المشاركة بالأنشطة
إن النشاطات التي يمارسها الشباب تصقل شخصيّتهم وتضمن لهم مستقبلاً مشرقاً. وأنا
أوصي العوائل بمساعدة أولادها على المشاركة في ما يناسبهم من نشاطات. وأوصي الفتيات
بعدم النظر إلى إرادة أسرهن وكأنّها عبء ثقيل.
أوصي الشباب بالمشاركة في النشاطات الاجتماعية، ولكن بشرط أن لا تكون تلك النشاطات
حائلاً يعيقهم عن الدراسة. وعليهم أيضاً بترجيح النشاطات الاجتماعية ذات الطابع
الديني الأوضح، لأن النشاطات الاجتماعية ذات الطابع الديني تخلو عادة من الضرر أو
هي أقل ضرراً من غيرها فيما إذا كانت تنطوي على ضرر، إضافة إلى ما تشتمل عليه من
إيجابيات النشاط الجماعي.
ممارسة الرياضة
إني أعتبر الرياضة واجبة لعموم الناس، بما فيهم الشباب والشيوخ رجالاً ونساءً.
ومعنى هذا أن الرياضة إذا كانت واجبة على الشباب، فهي واجبة علينا أيضاً، لأنها
تدخل بالنسبة لمتوسّطي الأعمار في باب سلامتهم وتتوقف عليها حياة الشخص أو موته.
بمعنى أنه إذا مارس الرياضة يعيش حياة سليمة، ولا يصاب بالمرض والكآبة. أما أهميتها
بالنسبة للشباب فلأنها تمنحهم السلامة والنشاط والبهجة والجمال. وفي ضوء ما مرّ
ذكره، أعتبر الرياضة واجبة لعموم الناس، رجالاً ونساءً، وبما يتناسب مع أعمارهم.
وبما أن هذا الحديث سيبثّ ويسمعه الشباب، لهذا أوصي الجميع بممارسة الرياضة.
وحينما أذهب أحياناً في الصباح إلى مرتفعات شمال طهران وأجد تلك الأماكن خالية من
الناس أشعر بالاستياء بينما أشعر بالارتياح حينما أذهب إلى هناك أحياناً أيام
الجمعة وأجد أعداداً غفيرة من الناس.
اغتنموا الفرصة
لم نجد كلاماً نختم فيه هذه الوريقات سوى العبارات التي يعبر فيها الإمام القائد
دام ظله عن المعنويات العالية التي يعطيها الجيل الشاب لأمته وقادته حيث قال:"عندما
أكون مع الشباب وفي أوساطهم فإن احساسي كمن يتنشق نسيم الصباح، أشعر بالانشراح
والبهجة وهناك شيء يخطر ببالي غالباً عند لقاء الشباب وقد فكرت به مراراً وهو هل يا
ترى يعرف الشباب أي نجمة تشع من على جبينهم؟ أنا أرى هذه النجمة، لكن هل يرونها هم؟ نجمة الشباب غزيرة الضياء سعيدة الطالع، إذا
شعر الشباب بهذا الشيء الغالي والمنقطع النظير... فإني أعتقد أنهم سيستفيدون منه
بشكل كبير إن شاء اللَّه".
الشباب ذخيرة المجتمع،سلسلة الانشطة الصيفية، نشر: جمعية المعارف الإسلامية الثقافية*
2015-04-11