يتم التحميل...

نهي النفس عن الهوى

الموضوعات الغيبية في القرآن

مـمـا لا شـك فيه ان هناك علاقة متبادلة بين "الخوف من اللّه " و "نهي النفس عن الهوى " فالاولى بمنزلة الشجرة والثانية ثمرها، فعندما يتجذر الخوف من اللّه تعالى في اعماق روح الانسان عندئذ تـشـن حرب من الداخل لمواجهة هوى النفس،

عدد الزوار: 33

من الامور الاخرى التي هي من موجبات دخول الجنة الخوف من اللّه تعالى ونهي النفس عن الهوى قال تـعالى في الاية 40، 41 سورة النازعات: ﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى.

مـمـا لا شـك فيه ان هناك علاقة متبادلة بين "الخوف من اللّه " و "نهي النفس عن الهوى " فالاولى بمنزلة الشجرة والثانية ثمرها، فعندما يتجذر الخوف من اللّه تعالى في اعماق روح الانسان عندئذ تـشـن حرب من الداخل لمواجهة هوى النفس، ومن المعلوم ان مصدر جميع المفاسد والذنوب على سـطـح الارض هو "عبادة الهوى "، من هنا يكون الخوف من اللّه مصدر كل الاصلاحات، لذا ورد هـذا الـحـديـث فـي ذيل الاية 43 سورة الفرقان ﴿أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ.

والجدير بالذكر ان ما يقابل هاتين الصفتين "الخوف من اللّه ونهي النفس عن الهوى " صفتان آخريان وردتـا فـي الايـات الـتـي تسبق هذه الاية من نفس السورة وهما"الطغيان وايثار الحياة الدنيا على الاخـرة "وامـا مـن طـغى واثر الحياة الدنيا فان الجحيم هي الماوى " والحقيقة ان هاتين الصفتين مصدر كل البلايا كما ان تلك الصفتين مصدر كل خير.

وعلى حد قول بعض المفسرين فالمنابع التي تنبع منها الذنوب السبعة المذكورة في قوله تعالى: "زين لـلـنـاس حـب الـشهوات من النسا والبنين والقناطيرالمقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والانـعام والحرث " تتلخص في هوى النفس، وان منبع هوى النفس هو عدم المعرفة وعدم الخوف من اللّه تعالى .

من هنا فما المقصود من "مقام ربه "؟ هناك آرا مختلفة حول تفسير هذاالتعبير فقيل:

 المراد مقامه من ربه يوم القيامة حين يساله عن اعماله.

وقيل انه اشارة الى مقام علم اللّه ومراقبته لعباده.

وقيل انه اشارة الى مقام عدالته تعالى.

ولـكـن هـذه الـتـعـابير ترجع في الحقيقة الى الخوف من الاعمال والذنوب وذلك لان اللّه "ارحم الـراحمين " ولا يوجد في ذاته تعالى مايوجب الخوف منه،فكما ان المجرمين يخافون رؤية القاضي الـعـادل ويـهلعون من سماع اسم المحكمة فكذلك الحال بالنسبة للمذنبين فانهم يخافون من مقام العدل والـحـسـاب والـعـلـم الالـهـي، وفي الحقيقة ان هناك جحيم في هذه الدنيا هي جحيم الشهوات، والجحيم الاخروية انما هي جحيم مجازاة تنبع من هذه الجحيم.

ونـخـتـم هـذا البحث بحديث عن الامام الصادق قال: "من علم ان اللّه يراه، ويسمع ما يقول، ويعلم مايعمله من خيراو شر، فيحجزه ذلك عن القبيح من الاعمال، فذلك الذي خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى "

 


* نفحات قرأنية /6/ بحث الجنة / اية الله مكارم الشيرازي.

2015-02-01